عصمة رجال الهيئة المطلقة وسوء أخلاقهم دمّر البلاد!
بتاريخ : 24-02-2009 الساعة : 03:05 PM
عصمة رجال الهيئة المطلقة وسوء أخلاقهم دمّر البلاد!
رجل الهيئة مجموعة من البشر أساس عملهم لابد أن يقوم على الأخلاق والموعظة الحسنة، وليس المحاكمة والتحقيق وفرض الدين على الناس والإكراه. والمتأمل آيات الله تعالى
من المسلمين سوف يجد أن دعوة جميع الأنبياء والرسل كان أساسها الإقناع باللين والكلمة الطيبة والبرهان وحسن المعاملة لا بالإكراه وإقصاء الآخر وبلغة السيف والقوة!
وحين دعى الله تعالى العباد لأن يكون منهم رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، إنما أعطاهم صفات ما إذا وجدت فيهم كانوا أهلا لهذا العمل وإلا لا يمكن أن يقوم الدين
بطريق الظلم والبطش والقوة والإكراه، والملتحق بالإسلام لن يلتحق به وهو مقتنع بل وهو خائف يدفع عنه نفسه الضرر ليس إلا! وهذا ما لا يريد الله والرسول(ص) من هذه
الفئة ويريد الله منهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الشريعة السمحاء التي بدأها الرسول(ص) وسار عليها الصالحون من بعده والتي تركت جميل الأثر على البعض
من المسلمين. بينما من سار على نهج أعداء الإسلام أمثال بني أمية الذين لعبوا بالإسلام شر اللعب، فنتج عنهم وعن نهجهم ضلال البعض والتطرف والتكفير والظلم والتشويه
لحقيقة الإسلام والتي زادت العالم نفورا وبعدا عن نور الإسلام المحمدي الذي ما إن يظهر على حقيقته إلا ويترك جميل الأثر على المتلقي حتى يدخل في الإسلام راغبا لا خائفا!
سنقف قليلا على حقيقة الدعوة والإرشاد والنصح من آيات الله والسنة النبوية، والصفات التي يجب أن يتحلى بها رجال الحسبة وفق وصايا الرسول(ص) وأحاديثه فيها
ونرى هل رجال الهيئة في عصرنا هذا يمتثلون لهذا أم يتخذون سنة عوجاء اكتسبوها من طرق باطلة انحرفت بعد وفاة الرسول(ص) وجعلت الرسالة المحمدية أشبه برسالة
الخوارج الذين كفروا عليا عليه السلام وهو أخو الرسول(ص) ووصيه وخليفته.
وقال الرضا ( ع ) : ( لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما ) .
ومنها : التواضع قال رسول الله ( ص ) : ( من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله ومن اقتصد في معيشته
رزقه الله ومن بذر حرمه الله ومن اكثر ذكر الموت احبه الله تعالى ) .
ومنها : انصاف الناس ولو من النفس قال رسول الله صلى الله عليه
وآله : ( سيد الاعمال انصاف الناس من نفسك ومواساة الاخ في الله تعالى على كل حال ) .
ومنها : اشتغال الانسان بعيبه عن عيوب الناس قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : ( طوبى لمن شغله خوف الله عزوجل عن خوف الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين )
وقال صلى الله عليه وآله : ( ان اسرع الخير ثوابا البر وان اسرع الشر عقابا البغي وكفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس
ما يعمى عنه من نفسه وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه ) .
ومنها : اصلاح النفس عند ميلها الى الشر قال امير المؤمنين عليه السلام : ( من اصلح سريرته اصلح الله تعالى علانيته
ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه ومن احسن فيما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس ) .
ومنها : الزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها قال ابو عبد الله عليه السلام : ( من زهد في الدنيا اثبت الله الحكمة في قلبه وانطلق بها
لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها واخرجه منها سالما الى دار السلام ) وقال رجل قلت لابي عبد الله عليه السلام :
( اني لا القاك الا في السنين فاوصني بشئ حتى آخذ به ؟ فقال ( ع ) اوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد واياك ان تطمع
الى من فوقك وكفى بما قال الله عز وجل لرسول الله ( ص ) ( ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا )
وقال تعالى : ( فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم ) فان خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله ( ص ) فانما كان قوته من الشعير
وحلواه من التمر ووقوده من السعف اذا وجده واذا اصبت بمصيبة في نفسك او مالك او ولدك فاذكر مصابك برسول الله ( ص )
فان الخلائق لم يصابوا بمثله قط ) .
وحين ننظر لتجاوزات غالبية رجال الهيئة في عصرنا هذا وفي بلدنا هذا، نراهم مصداق لآيات الله تعالى وأحاديث الرسول(ص)
التي وصفت الظالمين والذين لا ينصفون الناس ويسلبون حقوقهم وأشارت إلى المظلومين منهم بأن الله تعالى سيحكم بينهم بعد
أن ضاعت حقوقهم في دنياهم بسبب التعاون على الظلم والأثم والعدوان.
قال الله تعالى: وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ- سورة الأعراف
وقال الله تعالى: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ – سورة الحج
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) (النور: 19)
وقال الرسول(ص): قال رسول الله (ص) من ولي عشرة فلم يعدل بينهم جاء يوم القيامة و يداه و رجلاه و رأسه في ثقب فأس و قال من ولي شيئا من أمور المسلمين فضيعهم ضيعه الله .
قال أمير المؤمنين (ع) أيما رجل ولي شيئا من أمور المسلمين فأغلق بابه دونهم و أرخى ستره فهو في مقت من الله عز و جل و لعنته حتى يفتح بابه فيدخل إليه ذو الحاجة و من كانت له مظلمة
عن أبي عبد الله “ع” قال: قال رسول الله “ص”: "اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة".
عن أبي عبد الله "ع" في قوله تعالى "إن ربك لبالمرصاد"، قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة".
عن أبي عبد الله "ع" قال: "ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عوناً إلا الله"
عن علي "ع" قال: قال رسول الله "ص" "يقول الله عز وجل أشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري".
عن أبي جعفر "ع" قال: الظلم ثلاثة ظلم يغفره الله وظلم لا يغفره الله وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد".
عن أبي عبد الله "ع" قال: "لا تكلمن بكلمة بغي أبدا" وورد عنه "ع" أنه قال: "إن أعجل الشر عقوبة البغي" وقال"ع": "إن إبليس يقول لجنوده ألقوا بينهم الحسد والبغي فإنهما يعدلان عند الله الشرك".
في وصية رسول الله "ص" لعلي "ع" قال: "يا علي لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب".
عن أبي جعفر "ع" قال: "قال رسول الله "ص": "إن الله يبغض الفاحش البذيء".
عن أبي عبد الله "ع" قال: "البذاء من الجفاء والجفاء في النار".
عن أبي عبد الله "ع" قال: "الكبر رداء الله، فمن نازع الله شيئاً من ذلك أكبَّه في النار".
عن أبي عبد الله "ع" قال: "إن في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له سقر، شكى إلى الله عز وجل شدة حره وسأله عز وجل أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم".
ومن هنا، نجد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تحقق شيئا في ظل هذه الأساليب الوحشية، ولا ينتج عن وجودها أثر طيب يتجسد في تحقيق العدل والدعوة للإسلام إذ أغلب
ما نراه منهم هو البطش والتسبب في القتل والحوادث والكوارث، والمتضررين من أهل السنة أكثر من الشيعة حيث تواجدهم أكثر في الأحياء السنية، ولو عملنا استفتاءات للمواطنين في المملكة
من أجل وجودهم من عدمه لرأينا النتيجة تصب في جهة عدم الرغبة فيهم وخصوصا ما ظهر منهم خلال العامين الماضيين من حوادث مؤسفة وتجاوزات غير مقبولة شرعا ولا قانونا.
ولكن يبقى بعض المسؤولين في الحكومة وللأسف رافضا أي خطوة فعالة اتجاه تحسين عمل هذه المؤسسة التي فاق ضررها نفعها منذ زمن وأصبحت في محلل تشويه وتنفير للإسلام.
فتحولت هذه المؤسسة بعامليها إلى " بشر معصومين " مطلقا، لا يحق لأي مواطن أو صحيفة إعلامية أن تنقدهم أو تحاسبهم أو تشتكي عليهم! وهذا ما يزيد التوتر في البلاد، ويجعل الحقوق
ضائعة حينما يكون الطرف الآخر رجل من هذه المؤسسة! وإذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟
وبمجرد أن يستقيل أحد رجال الهيئة من عمله، حينها لا شك أن قد فتح المجال أن تشتكي عليه وتحاسبه وتنتقده وتطالبه بأي حق من حقوقك المتعلقة به لأنه تحول إلى مواطن، وبشر غير
معصوم! وإن كان لا يزال يملك بعض الواسطات والمعارف التي تعيق حصولك على حقك منه والبقاء للأقوى!
ولأن هذه المؤسسة تحظى بحصانة قوية منذ عشرات السنين، والمدافع عنهم أفراد من العائلة المالكة، فإن هذه الحصانة تمنع أي مواطن تعرض للظلم منهم من أن يفتح فمه بكلمة واحدة مطالبا
إياهم بحقه، وكأن الأمر أصبح بين اللاعبين وبين الحكم! إذ جعل عباد كرة القدم من الحكم بشرا معصوما بكل المقاييس ولا يحق لك أن تعترض إلا بعد النتيجة! وحينها قد حسم الأمر وانتهى
ولا فائدة بعد الموت أن تسقى الماء!
والعصمة المطلقة التي لم تُعطى حتى للأنبياء من قبل رجال الهيئة، والذين يعتقدون بأن رسول الله(ص) يخطئ في معيشته ومعاملاته وقد يصل الأمر للكثير من الذنوب والمعاصي والتجاوزات
من قبل الرسول(ص) ويقومون بنقده في كتبهم، ونقد الحسين عليه السلام وأنه خارج على حاكم زمانه ومن الخوارج! وعاصي ومخطئ ويتحمل خروجه هذا! وأن الإمام علي عليه السلام
وفاطمة الزهراء عليها السلام مخطئان في حق أبي بكر حين طالبت الزهراء عليها السلام في ارض فدك وذلك حقها، وأنهما يفتريان الكذب (والعياذ بالله) كما يعتقد هؤلاء! فإن الهيئة الآن وفي
عصرنا هذا معصومون أكثر من الأنبياء إذ أن الرسول صلى الله عليه وآله في آخر حياته وقف في المسجد مناديا القوم، من كان له حق فليقتص مني، حتى أن الصحابي سواده رضوان الله عليه
قام وقال أنا يا رسول الله، في حادثة معروفة وموثقة لا نريد الخوض فيها، وهي إشارة إلى أن الرسول(ص) ذو العصمة المطلقة وهو سيد الخلق، لم يكن ليترك أحدا له حق على الرسول(ص)
قبل أن يأخذ حقه. وفي حوادث كثيرة من سيد الرسل صلى الله عليه وآله والإنسانية، كحادثة جاره اليهودي، الذي عاده الرسول(ص) في بيته وما أجملها من حادثة تظهر للعالمين كيف هو الإسلام
الحقيقي، وكيف تكون العلاقة بين المسلم الحقيقي وبين الآخرين بشتى مذاهبهم وأديانهم! وهذا رجل يهودي، وكيف أن الرسول(ص) لم يؤذه قط وإنما عاده وهو مريض وبهذا العمل العظيم دخل
اليهودي الإسلام عن قناعة لا بالإكراه ولا بالضرب ولا بالسيف. وكذلك علاقة الرسول(ص) بالمنافقين الذي يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، لم تكن قائمة إلا على حسن التعامل والقول الحسن.
وما نلاقيه نحن الشيعة الآن من بغض وحقد وكراهية وتعامل خارج عن تعاليم الدين الحنيف والرسالة المحمدية من قبل رجال الهيئة المعصومين، لهو الظلم والجور بعينه، ولهو البعد عن حقيقة
الإسلام وجوهره والذي ينص على أن المسلم الحقيقي ليس من لبس ظاهره وأبطن خلاقه، وإنما من سلم المسلمون من لسانه يده. ونحن لم نسلم لا من ألسنتهم ولا ايايديهم قط!
فعلى اي مبدأ يقوم هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأي مدرسة تنتمي هذه المؤسسة؟ فإن كانت مدرسة الرسول(ص) وأهل البيت عليهم السلام فلا صلة بين دعوتهم وبين وصايا الرسول
صلى الله عليه وآله، ولا بين تعاليم مدرسة أهل البيت عليهم السلام والصحابة الأخيار. وإن كانت تنتمي لمدرسة أخرى فهي بلا شك مدرسة قد ذكرها التاريخ وتحدث عنها العلماء في كتبهم. وهي
مدرسة كان لها وجود بنفس الكيفية في حياة السابقين، وهي مدرسة آذت الرسول(ص) وأهل بيته عليهم السلام كثيرا. ونهجت منهاجا لم ينزل الله به من سلطان. وسار عليها الكثير من الناس حتى
يومنا هذا بالبطش والقوة والغلظة، والقتل والتفجير وبمنهج الخوارج الذين كفرو الإمام علي(ع) وقالوا لا حكم إلا لله وهي كلمة حق أريد بها باطل كما قال الإمام علي (ع). وها نحن الآن نسمعها
من جديد، والتاريخ يعيد نفسه، وكأني بأناس قاسية قلوبهم، مرضى وفي قلوبهم الزيغ، يحزون الرؤوس، ويبقرون البطون، ويغتصبون النساء بحجة أنهم من غنائم الكفار! كما فعل يزيد في واقعة
الحرة، وكل هذا من عمل الشيطان الرجيم. وعمل البغاة في الأرض. والذي ما سمعنا بمثل هذه الأفعال في زمن الرسول(ص) فكيف يفعلونه بنا ومن أين لهم أدلة هذه الأفعال سوى من مدارس
تنتمي للشيطان الرجيم ولمن والاه أمثال صدام اللعين والحجاج وغيرهم.
حتى بدأ يصرخ البعض منهم حيا على الجهاد! بينما لو دُعي لمحاربة اسرائيل لرأيناه يتحجج ويتعذر بأوهن الأعذار وهو الجهاد الحقيقي! أو يقول سأنتظر أمر ولي الأمر! وهل أعطاك الآن ولي
أمرك بأمر الهجوم على الشيعة وقتلهم وضربهم والجهاد ضدهم؟ وكم ولي أمرٍ لديك؟ أليس حاكم البلاد هو ولي أمرك أم هنالك 5000 ولي أمر في العائلة المالكة تمتل لأوامرهم! وماذا عن كتاب
الله وسنة رسوله (ص)؟ أليست هي الثقل الأكبر لديكم مع القرآن الكريم؟ فأين العمل بها؟ واين الموعظة الحسنة؟ واين الكلمة الطيبة؟ والجدال باللتي هي أحسن؟ وأين حسن الخلق؟ وأين علاقة
الرسول(ص) باليهودي والمنافقين من حياتكم اليومية بالتعامل مع الآخرين وإن خالفوك الرأي والمنهج!
ولا نقول بعد ما ذكرناه سوى حسبنا الله ونعم الوكيل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. واللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم وارحمنا بهم من سطوات
الجبابرة، والمردة والسحرة، ومن شر النفوس من الإنس والجن أجمعين.
والله مهما قلت فإنهم سائرون على نهج ابوسفيان وبنو أمية
والله لا ينفع معهم الا ضربا باليمين وطعنا بالرماح
والله لا يمنعنا من ذلك سوى انتظار الفرج القريب بإذن الله تعالى
فهم السائرون وراء كل متشابه والرافضين لسنة محمد ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم )
وهم اتباع الدينار
فصبرا يا شيعة آل محمد صبرا فان موعدكم الجنة
عصمة رجال الهيئة المطلقة وسوء أخلاقهم دمّر البلاد!
العرض المتطور
