|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 32701
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 579
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
أصفهان مدينة العجائب
بتاريخ : 30-03-2009 الساعة : 01:18 AM
أصفهان مدينة العجائب في سنة 1961 أرسلت جريدة " النهار " البيروتية أحد محرريها إلى أصفهان ، وهو الأستاذ كمال سنو ، ليكتب لها عن الآثار العجيبة التي يتوارثها الإيرانيون جيلا بعد جيل ، والتي تحكي عظمة الإيرانيين بعامة ، والصفويين بخاصة ، فكتب مقالا مطولا ، نشر في عدد 13 أيلول سنة 1961 . وبالنظر لأهمية المقال ، وفائدته من الوجهة العلمية والتاريخية ، وخوفا من ضياعه ، وأن يطوى مع الأيام ، كما تطوى أعداد الجرائد ، رأيت أن أحتفظ به لوقت الحاجة ، وهذا وقتها ، وأدرجته في كتابي هذا مسرورا مغتبطا ، لأن في ذلك خدمة للدين والعلم معا . وليس من شك أن القارئ سيخرج منه ، وهو على يقين بأن الصفويين قد بلغوا الذروة في المدنية والحضارة ، وأنهم قدموا للعالم الاسلامي ، وللناس أجمع أجل الخدمات وأعظمها في هذا الميدان . وقد أردنا نحن حديثنا عمن تحدثنا عنهم من دول الشيعة أن نثبت أن الشيعة ساهموا في عمل الحضارة الإسلامية والعربية ، تماما كما ساهم غيرهم من الطوائف ، وأنهم ليسوا في ذلك بأقل حظا من سواهم ، إن لم يكونوا أكثر وأوفر . قال الأستاذ سنو : في مدينة العجائب والمساجد رأيت خط الإمام علي في أصفهان وقفت تحت قبة مسجد شاه وصفقت مرة واحدة ، فإذا بالصدى يعيد التصفيق 7 مرات . وقفت على مئذنة منارة جمجم وهززتها ، فإذا بها تهتز ، ثم تهتز المئذنة المقابلة ، ثم يهتز البناء كله . طفت حول البركة الواسعة في قصر الأربعين عمودا ( جهل ستون ) لأرى عجائب هندسة العشرين عمودا التي تظهر في المياه في أي زاوية وقفت من زوايا البركة الواسعة . تأملت الثقب في قبة مسجد جهار باخ ، الذي تدخله الشمس في زاوية محددة لا تتغير من الشروق حتى الغروب ، وإذا أمطرت الدنيا لا تتسرب نقطة ماء من الثقب إلى داخل باحة المسجد . صعدت سلالم بناية " علي قابو " التي تبدو من الخارج طابقين ، فإذا هي في داخلها سبعة طوابق ، وخصص طابقها الأعلى لغرفة الموسيقى عندما كان يدخلها الموسيقيون فيعزفون ساعة أو أكثر ثم يخرجون ويقفلون الباب وراءهم ، وعندما يأتي السلطان ، يفتح الباب ويدخل مع نسائه فيعود صدى الموسيقى يتردد طوال الليل حتى يقفل الباب . تجولت في السوق القديمة ( البازار ) التي تعتبر من أقدم الأسواق في العالم . زرت مسجد الشيخ لطف الله ، وكان أول مسجد بني بدون مئذنة ، وخصص الطابق تحت الأرض للنساء ، والطابق الأعلى للرجال . قضيت نصف يوم بين أركان مسجد جمعة ، الذي يجمع آثار عدة فتوحات فترى فيه منابر الفتح الاسلامي ، ومنابر الفتح المغولي ، ومنابر السلاطين الفرس . وسمعت الحديث عن المياه الساخنة الأزلية وكيف حرم منها أهل المدينة بسبب الفضول الانكليزي . وسمعت قصصا عن أركان كثيرة ، في نواح عديدة ، ينطق كل منها بصفحة من صفحات التاريخ . كل ذلك في أصفهان ، مدينة العجائب . كل ما عرفته عن أصفهان قبل أن أزورها أنها مدينة صناعة السجاد . وكانت فيما مضى مهدا أدبيا ، ومسرحا حضاريا خلال فترة طويلة من الزمن . وبعد أن زرتها عرفت وجها آخر لها . إنها مدينة السجاد ، ومدينة المساجد ، ومدينة العلم ، ومدينة العجائب ، ومدينة الإيمان ، ومدينة الصناعة اليدوية ، ومدينة من السماء . وعندما تحلق الطائرة فوق سماء أصفهان ، وتجول أكثر من جولة قبل أن تهبط في المطار ، تتيح لك فرصة مشاهدة أروع منظر يمكن أن تطل عليه عين من الجو . مآذن عديدة تعكس الشمس ألوانها الزاهية ، وخضرة منتشرة في كل مكان ، وميادين رحبة ، وتربة صفراء . وعندما تمشي في شوارعها تشعر بأنك تعيش مع ألفي سنة من التاريخ ، أو ثلاثة آلاف سنة ، إذ تقول أسطورة فارسية أن أصفهان بناها ( تحمورش ) الذي هزم ديفس وجيش العمالقة ، وتفتش عن بقايا نبوخذ نصر والاسكندر . ويروون أسماء عديدة لأصفهان : أسبانادا ، سافاهان ، سياهان ، سياهيان ، ولكن أصفهان هو الاسم الذي بقي لها من جميع ما أطلق عليها من أسماء . وقد أطلق عليها هذا الاسم سنة 644 مع الفتح الاسلامي . ومنذ ذلك الحين بقي هذا الاسم سائدا ، واحتفظت المدينة بطابعها الاسلامي وهندستها الإسلامية ، وخلال ألف سنة تعاقب خلالها على حكم إيران العرب والمغول والأتراك والأفغان والحكام الفارسيين ترك هؤلاء آثارهم وما يدل عليهم . ولكن الحقيقة الدائمة هي أن أصفهان مدينة الصفويين وعاصمتهم ، كانت أبهى أيامها في حكم الشاه عباس الكبير الذي جعل منها عاصمة حكمه في العام 1590 . وشهدت أصفهان أياما بيضاء كثيرة وأياما سوداء أكثر . كانت عاصمة بعض الحكام المحليين ، وكانت عاصمة إمبراطورية السلجوقيين ( من أيام ملك شاه 1041 حتى أيام محمد شاه 1117 ) ولكنها دفعت الثمن أيام فتح جنكيز خان وهولاكو .
ميدان التاريخ : وعندما تقف في الميدان الكبير ، ميدان شاه ، قلب أصفهان ، تشعر وكأنك مكان الشاه عباس ، وفي الميدان نفسه الذي كانت تجري فيه ألعاب الفروسية والبطولة ، وكان يشهد استعراض الأسرى أو تعذيب المتآمرين . وفي أطراف الميدان ، روائع الهندسة القديمة وعجائبها ، فإذا التفت يمينا وقعت على أثر ، وإذا التفت يسارا شمخت وأنت تتأمل مئذنة ترتفع أكثر من خمسين مترا في السماء . وولد هذا الميدان مع مولد المدينة ، وأروع ما قيل فيه تضمنته الشاهنامة التي نظمها الفردوسي في القرن الحادي عشر ، ويبلغ طوله أكثر من نصف كيلو متر وعرضه مائة وستين مترا . وفي جنباته ، بوابة السوق القديمة ، ومسجد الشيخ لطف الله الذي أعيد ترميمه سنة 1611 والمبنى المشهور باسم علي قابو ، ومسجد شاه . وفي شرفة مبنى علي قابو كان يجلس الشاه عباس الكبير وحوله ضيوفه لمشاهدة الألعاب الفروسية والرياضية والرقصات الشعبية الفارسية . أجمل مسجد في العالم : والحقيقة التي يعترف بها الجميع أن مسجد شاه هو أجمل مسجد في العالم ، وتعتبر واجهته التي ترتفع 48 مترا من أورع القطع الفنية ، بألوانها الزاهية ، وزخرفتها الأنيقة ، وهندستها الرائعة وشكلها البديع . كما ترتفع فوقها مئذنتان إلى علو 52 مترا . وقد استغرق بناء هذا المسجد 18 سنة ( من 1612 إلى 1630 ) وجئ بالمرمر الذي استعمل في بنائه من أردستان التي تبعد مائة ميل عن أصفهان ولا يزال هذا المرمر يحتفظ بلمعانه حتى اليوم ، وكأنه قطع من المرايا الصافية . وفي المسجد ثلاث باحات للصلاة ، وهناك باحة في الهواء الطلق ، والباحات الثلاث الأخرى داخلية ، وجميع الباحات حافلة بالنقوش البديعة ، كما كتبت على الجدران الآيات القرآنية الكريمة . والأعجوبة الهندسية في هذا المسجد تكمن تحت قبته العالية ، إذ تقف تحتها فتصفق مرة واحدة ، وإذا بالصدى يعيد الصوت سبع مرات . والكثيرون يقفون تحت القبة ويصرخون " يا الله " فإذا بالصدى يكرر " يا الله سبع مرات " . أقرب مكان للإيمان : أما مسجد الشيخ لطف الله فإنه يستجلب النظر لسببين : أولا : لأنه مسجد بدون مئذنة ، وثانيا للون العاجي الزاهي الذي يكسو قبته ، والنقوش البديعة من حوله ، والخطوط الجميلة التي كتبت بها الآيات القرآنية ، وقد بنى هذا الجامع الشاه عباس تكريما للشيخ لطف الله ، فحمل المسجد اسمه وكان هذا المسجد مخصصا في البداية للنساء ، ولكنه فيما بعد أصبح طابقين : طابق تحت الأرض للنساء وطابق فوق الأرض للرجال . والشعور الذي ينتاب زائر مسجد الشيخ لطف الله هو الشعور الدافق بالإيمان ، حتى أن أحد شعراء فارس قال : " داخل مسجد الشيخ لطف الله شعرت بأني قريب جدا من الله " . وعلى الرغم من مرور 350 سنة على بنائه فإن ألوانه وبناءه لا تزال الآن كما كانت في الماضي لم يطرأ عليها تبديل أو اهتراء ، رغم حرارة الطقس في الصيف وسقوط الثلوج في الشتاء . موسيقى في الطابق السابع : وفي وسط ميدان شاه يقف مبنى علي قابو ، المكان المفضل عند السلاطين الصفويين ، وقد بناه الشاه عباس في القرن السادس عشر لينزل فيه ضيوفه من الأجانب ، ثم جعله قصره يستقبل فيه السفراء والعظماء والزوار ويقيم فيه حريمه . وقد زينت جدرانه بلوحات أنيقة جميلة ، تعطي صورة صادقة عن فن الرسم الفارسي ، ومعظمها يعكس فكرة الحب ، وعندما جاء الحكم القاجاري قام بتغطية هذه الرسوم والنقوش . ولكن الحكم البهلوي أعاد النقوش إلى ما كانت عليه وهذا المبنى الذي يبدو من الخارج طابقين له ثلاثة مداخل ، اثنان للنساء وواحد للرجال وسلمه يتألف من 117 درجة ، وهو في الواقع سبعة طوابق وأطرف وأغرب ما فيها الطابق السابع ، الذي يبدو سقفه على هيئة آلات موسيقية مجوفة في الجدران والسقف . وهذا الطابق كان طابق الانشراح والمرح عند الشاه عباس ، وكان الموسيقيون يدخلون إلى غرفة خاصة في هذا الطابق ويعزفون الألحان التي يفضلها الشاه ، ويخرجون بعد ذلك ويقفلون الباب وراءهم . وعندما يأتي الشاه عباس يفتح الباب ويجلس مع ندمائه ونسائه ، فيعيد الصدى ما عزفه الموسيقيون ، ويستمر الطرب والانشراح إلى أن يقفل الباب فتسكت الموسيقى . ولا تزال هندسة غرفة الموسيقى سرا مغلقا على الكثيرين ، إذ كيف كانت تحتفظ هذه الغرفة بالأنغام ثم تعيدها ؟ مسجد عمره ألف سنة : وفي أصفهان مسجد قديم قديم ، يرجع عمره إلى ألف سنة هو مسجد جمعة . وهذا المسجد يضم عدة أقسام ، بنى كل واحد منها فاتح أتاح له القدر فرصة الحكم في أصفهان . ويكاد يتميز كل قسم من هذا الجامع بالطابع الخاص الذي يملكه فنانو كل فتح ، ويقول البعض إن هذا المسجد إنما هو في الواقع كتاب تاريخ . فلقد بني هذا المسجد سنة 700 ميلادية ، ويقال إنه بني في المكان نفسه الذي كان مصدر المياه الساخنة الأزلية . وقد أعيد ترميم هذا المسجد أيام حكم الخليفة العباسي المعتصم في النصف الأخير من القرن التاسع . ولحق به الدمار في العام 1050 خلال حكم السلجوقيين وأعيد ترميمه في العام 1057 . وترك الأتراك والعرب والمغوليون والفرس آثارهم في هذا المسجد ، حتى أن هناك أثرا يعود إلى الأيام التي حكم فيها الأفغان مدينة أصفهان . ولمسجد جمعه ثمانية أبواب ، أجملها مدخل الجنوب الذي ترتفع فوقه مئذنتان وله واجهة آية في النقش الجميل والألوان الجذابة . وعندما فتح المغول أصفهان أنشأوا قسما خاصا في المسجد كتبوا على محرابه صلاة خاصة محفورة في الخشب ، كما جاؤوا بمنبر من الخشب حفر بكل إبداع ، ولا يزال موجودا حتى الآن ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر . وفي مسجد جمعة جناحات مختلفة لتلقي دروس الدين ، وللصلاة وفيه باحات كبيرة للصلاة . ويوم الجمعة من كل أسبوع يغص مسجد جمعه بالمصلين ، ويقدر عدد الذين يصلون فيه يوم الجمعة بأكثر من ثلاثين ألف شخص . مدرسة وأعجوبة هندسية : وهناك مكان له عدة أسماء : مدرسة جهار باخ ، أو المدرسة ، أو مسجد جهار باخ ، أو المدرسة السلطانية . وهذا المكان آخر ما بناه الحكام الصفويون في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر ، وقد بنى المكان الشاه سلطان حسين الذي قتل في إحدى غرف هذا البناء الذي يضم 134 غرفة . والذي أقيم في الأساس ليكون مدرسة لاهوتية يتخرج فيها علماء الدين ، وقد أنفق على بناء هذه المدرسة ومسجدها مبلغ طائل ، وبنيت على أساس تحمل شتى طوارئ الطبيعة وتقلبات الجو ، وجعل باب المدرسة من الفضة ، وإن كانت تحجب الفضة اليوم قطع خشبية . وفي مسجد جهار باخ أعجوبة هندسية ، ففي قبة المسجد فوهة يدخل منها النور في اتجاه معين منذ شروق الشمس حتى غيابها فلا يتغير . حتى أن هذه الفوهة لا يتسرب منها الماء إلى باحة المسجد إذا أمطرت السماء . وقد روى لي مرافقي خلال زيارتي لمسجد ومدرسة جهار باخ فقال : لقد وضع الشاه سلطان حسين كل همه في بناء المسجد والمدرسة ، ولم يكن يهمه من شؤون الدولة سوى إنجاز هذا البناء والتفرغ لعبادة الله . وعندما بدأت الهجمات على إيران ، كان يقول : ليأخذوا إيران وليتركوا لي أصفهان ، وعندما بدأ الهجوم على أصفهان قال : ليأخذوا أصفهان وليتركوا لي هذه المدرسة والمسجد ، وعندما هجموا على المدرسة لجأ إلى المسجد وقال : ليأخذوا المدرسة وليتركوا لي المسجد ، ولكنه قتل في إحدى غرف مدرسته ، وحتى الآن لم تعرف الغرفة التي قتل فيها . قصر الأربعين عمودا : والمكان العجيب الآخر هو " جهل ستون " أو قصر الأربعين عمودا ، وليس في القصر سوى عشرين عمودا ، أما الأعمدة العشرون الأخرى فتنعكس صورتها في بركة الماء الفسيحة التي تمتد أمام الأعمدة العشرين بحيث ترى ظلها في أي زاوية تقف عندها من زوايا البركة . وكان هذا المكان عندما أنشئ استراحة خاصة للشاه عباس ، ثم جعله مجلس العرش . أما اليوم فيستعمل دائرة للآثار ومتحفا . وأغلى ما في المتحف وثيقة تعود إلى أيام الفتح الاسلامي الأولى ، وقد وقفت أتأمل هذه الوثيقة أكثر من نصف ساعة . إنها الوثيقة التي أرسلها الإمام علي بن أبي طالب إلى المسيحيين يؤمنهم فيها على حياتهم . ورأيت توقيع الإمام علي وبعضا من خط يده . وإلى جانب ذلك نسخ مخطوطة عديدة للقرآن الكريم ، مع أنواع قديمة للعملة التي كانت تستعمل في سالف الزمان ، ولوحات فنية رسمت منذ أكثر من ثمانمائة سنة تمثل الحروب والفتوحات . يضاف إلى هذا الرسوم الأصلية التي وجدت في قصر الأربعين عمودا عند إنشائه ، ومعظمها لوحات فنية للحسان والشباب والصيد والخمر . المآذن الهزازة : والأعجوبة التي لا تكاد تصدق في إيران هي " منارة جمجم " ، وفيها مئذنتان ، وعندما قال لي مرافقي ان هذه المآذن تهتز إذا هزها الإنسان ، ظننته يمزح . وصعدت إلى المئذنة الأولى ، وهززتها ، فإذا بالمئذنة المقابلة تهتز أولا ، ثم تهتز المئذنة التي أقف فيها ، ثم يهتز البناء كله . وكدت لا أصدق ما جربت . ثم صعد مرافقي إلى المئذنة وفعل ما فعلت ، ورأيت اهتزاز المئذنتين والبناء . وسر هندسة هذا البناء الهزاز لا يزال مغلقا حتى اليوم . المياه الأزلية الساخنة . ويتحدثون في أصفهان عن المياه الأزلية الساخنة فيقولون أن أصفهان كانت تنعم بالمياه الساخنة دائما ، ولم يستطع أحد أن يعرف سر هذه المياه الساخنة ومن أين تأتي وما الذي يسخنها . حتى جاءت بعثة من العلماء الانكليز فاستغربت مصدر المياه الساخنة وأخذت تبحث عنه ، حتى وصلت إلى مكان وجدت فيه خزانا كبيرا يصب فيه الماء ،
المصدر- الشيعة في الميزان - محمد جواد مغنية ص 184 :
|
|
|
|
|