أعظم الاحرار والرجال هم من امتلكوا زمام المبادرة و ناصية لغة الحرية والاباء والكرامة وهم في اشد ساعات القيد والحصار والاستعباد والاضطهاد قسوة وأولائك الرازحين تحت سيطرة ونير المتكبرين والمتغطرسين ..
ولايمكن لاي من ابناء الانسانية ولايمتلك المنصف منهم الا ان ينحني لتلك الاطواد الشامخة التي انتصرت حينما تحركت وفق فقه قوة المنطق بلاغة عرض القضية بمواجه منطق البغي والقوة وفي الوقت الذي تـُكبل اياديها بقيد البطش ولغة الاستبداد ولغة الاستعباد ..
ان التاريخ سجل الكثير من المآثر والملاحم والثورات والتي غيرت مجرى التاريخ وكانت مدوية في صداها ولازالت ترددها الاجيال تلو الاجيال مقتحمة بها الخطوب والمحن مستعينة بقوة الايمان وبقوة لغتها ومنطق الحق لا بل بحركة ذلك المنطق على ارض الواقع, وبنتائج ملموسة ومحسوسة ..
ان مدرسة الثورة على الطغاة والظالمين لابد ان تستمر وتلك طبيعة الاشياء ولكي تستمر فهي تحتاج الى لغة ومنطق قوي يمتلك ناصية عزته ويستند الى درجة ايمانه وتقواه وثقله في كل الموازين و يستطيع التوفيق بين لغة الحق وطرحه وفق قراءة واقعية لطبيعة المطروح على الارض من حركة نوعية ووفق الظرف الموضوعي المناسب لها ..
التجارب عديدة ولن ابحر بعيدا لاستقي لكم من تجارب التاريخ البعيد او القريب ما استشهد به , ولاي باحث عن الحقيقة هناك مجال كبير متاح ومفتوح للتقصي والتعرف على تلك الخوالد المخلدة من مآثر الرجال ولغة الحق استخدموها قولا وفعلا وانتصروا ايما انتصار , خلدهم التاريخ بعدها ايما خلود, وبما انني اليوم اعاصر واطلع على تجارب انسانية وثورية مذهلة في تعاطيها مع لغة الحق وحق استخدام قوة المنطق واللغة وتطويعها لتبيان ذلك الحق المهتضم تصل الى حيث القلوب والافئدة والضمائر الحية فتحرك فيهم رغم انوف السجانين وعتاة المتجبرين والحواجز والطغاة نشوة الانتصار والشعور بلذة نتائجه على كل المستويات الروحية والمادية على الارض ..
تجربة استخدام قوة المنطق في تحريك مفهوم الانتصار الى حيث وجهته المطلوبة استخدمها وبقوة وفخر وبانفرادة وخصوصية وسجلت باسمه في التاريخ المعاصر السيد المجاهد حسن نصر الله وهو البارع في عملية المناورة والهجوم والعب بحق باعدائه يصيبهم في مقتل قبل انطلاق أي ازيز لرصاصة او صاروخ كاتيوشا او اقتحام الدوشم ولم استمع له يوما ومذ ان اطلعت على مدرسته كمتابع نهم أبحث عن مدرسة تزيد لقاموسي الانساني مفردات العزة والكرامة والإباء وقد وجدت ضالتي في حراكه وجنده وفي فيه الطاهر العذب السلسبيل يجري بمنطقه وبلاغته مجرى النسيم العليل يستنشقه الخارج لتوه من سجون الاستعباد برواء ولم اترك أي خطاب او كلمة إلا واستمعت اليها ولما بين سطورها وسطورها وما بعد السطور ولم يك هو البداية فمن مدرسته وجدوده ومعلميه ومعاصريه كان هناك تواصل ايضا ولكنه كان يختصر لي المسافات وعناء البحث ولم اكن لاحتاج ان استمع مباشرة لكل ماقيل لكي اعرف من هو الموسوي الشهيد عباس اخيه في الثورة والقيادة او المغيب الصدر الموسوي موسى او الاب القائد الزاهد العابد روح الله او الشهيد الخالد الصدر الباقر او او او او فكان منطق فيه يغنيني عن الاستماع لكل تلك العمالقة مضوا الى حيث استحقاقهم ومجدهم بكل فخر واستحقاق واورثوه الراية حملها بفخر ولما يزل ..
كانت رمياته المصوبة نحو اعداء الانسانية بلغة منطقه وقوة لغته مدوية قوية مصيبة للهدف قبل بلوغ الرصاص مقتل الاعداء ولهذا كان اعدائه كلما اعُـلن عن موعد حديث له يتسمرون امام صورته وصوته يتابعون بلاغته وكأن على رؤوسهم الطير لسان حالهم يقول ويلتنا ويحنا مما سيجري لنا في الغد لنجهز المقابر والصلواة وليبلغ الحاخامات بعضهم لبعض ان المراسم الواجبة للدفن على المتساقطين رعبا قبل وقوع المحذور هم اكثر من الذين اسقطتهم العملية النوعية التي وعد بها الصادق ووفى بالوعد وصدق ..
كان لقوة اللغة استخدمها القائد المحنك الحكيم السيد حسن نصر الله ابلغ الاثر في تحقيق النصر لا بل استطاعت تلك القوة البليغة ان يكون لها الاثر الاكبر في هزيمة منطق القوة والتجبر والقهر والعبودية والاستهتار والغرور المزيف ..
اليوم نحن امام هذا النموذج البارز والخارج من رحم المعاناة والمدرسة المحمدية الانسانية , نحن امام هذا الطود المنتفض والنمرالثائر والمتحدث بقوة منطق الحق والمبرز لمحنة امته وشعبه والساعي لاستعادة ماسرقة الظالمين والعاملين على تقيد روح اسلامه ووطنه وكرامة اهله واحبته وابنائه وشرف حرائره ومن جاورهم او شابههم في المظلومية لايسعني حينما استمع اليه في هذا المشهد النادر في هذا الزمن الصعب http://www14.zippyshare.com/v/75252533/file.html الا ان استشعر مرغما مجبرا تلك الحالة التي سبق وان وصفت بها من شابهه في الثورة ضد الظالمين منهم القائد لجند الله في لبنان ومن خلالهم كنت استمع الى مدرسة الاجداد العظام ولكن هذه المرة من بلدة في اقصى الوجع اسمها العوامية المنسية لم يطرق اصحاب وادعياء الانسانية يوما بابها للسؤال عن احوالها واحوال احرارها ومن يجاورها من اوجاع وهموم وحزن مقيم وعذرا منها ومن اطايب اهلها واظلعهم المهشمة وصدورهم صناديق الهم والحزن المقيم وقادة ثوارها صغيرهم في العمر تراه حين يصرخ الله واكبر كاني به كبيرهم في العزة والكرامة , اقبل ترب تحت اقدام خيرة الثائرين والثائرات فيها اعتذر منهم انني لا استطع ان اكون بينهم جسما متشرفا بان اواسيهم في محنتهم واشاركهم الثورة و اتشرف بفعلهم مناصرا واعلم انهم اهل للكرامة والانتصار والعطاء وعزائي وعذرهم لي انني امتلك قلبا يعشق مافيهم وينحني لعزتهم وابائهم وابتهج فخرا لمنطق وصدق وتقوى حركتهم يقودهم ذلك النمر القائد الثائر وجنده والذي جعلني افخر بان خير العمل لما يزل معطائاً في عطائه وان امة فيها اثنان من هذه العينة الانسانية لا بل العشرات بل المئات بل الملايين الملايين كنصر الله ونمر الحجاز لا ولن تـُخذل اوتهون ابدا .
ايها الاحبة استمعوا اليه والى مظلومية من صرخ وثار لاجلهم وانصروه كيفما استطعتم لذلك سبيلا وانصتوا اليه مرة واخرى وعاشرة ومئة والف ومليون فوالله انكم ستشعرون بالعزة والكرامة متجسدة في قوة منطقه و بقرب النصر يعيد للنفوس المهزومة الثقة بالنفس رغم ثقيل الحمل الذي يتحرك به ورغم خذلان المتخاذلين وسطوة المتجبرين وقلة الناصر وكثرة العدو لان لسان حالهم يعني ويقول سنصبر وسننتصر اليس هو الله من قال وصدق بما قال " َلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " اللهم انهم عبادك الصابرين تحت نير الظالمين , اللهم بشرهم بما وعدت به القوم الصابرين واذق الظالمين ماحذرتهم .
الاثنين، 20 نيسان، 2009
احمد مهدي الياسري