|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 15998
|
الإنتساب : Jan 2008
|
المشاركات : 2,894
|
بمعدل : 0.47 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
تجريد القلب ...عند التقويم
بتاريخ : 01-07-2009 الساعة : 12:46 AM
تجريد القلب عند التقويم
عند تقييم أي أنسان بمقررات سابقة
وخلفيات مبيتة تجعل الإنسان يميل عن الحق
ميلاً واضحًا،فهو لا ينظر إلى المرء
بمجموع أعماله,
بل يتغاضى عن المحاسن, ولا يقع بين
عينيه إلا الهفوات،
بل قد يعطيها أكثر مما تستحق
من النقد والتجريح
لذا كان التجرد في التقويم من الأسباب
المهمه التي تجعل الحكم صوابًا
أو قريبًا من الصواب.
قال الله تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْفَقِيراً
فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا.))
وكما يجب التجرد من هوى العداوة
والبغضاء في النقد فإنه يجب التجرد من هوى
الحب في المدح, وكما لا يجوز التحامل
فإنه لا تجوز المحاباة.
فلا ينبغي أن تكون المحبة لشخص
أو البغضاء له دافعًا إلى إهمال العدل .
والقلب إن لم يسلم من التأثر بهذه العواطف
القلبية فلابد من الخطأ في التقويم.
وبهذا يتبين أن التجرد في القول والعمل
وسلامة المقصد أصل مهم في تقويم
ألأنسان وأعماله،حتى لو كان
رأي الإنسان صحيحًا,
لكنه لم يقصد به وجه الله تعالى
ثم النصح للأخرين
فإن عمله مردود غير مقبول,
وهو مأزور غير مأجور
إذا لم يتجاوز عنه ربه؛ قال الله تعالى:
((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّين حُنَفَاءَ)).
فعلى الإنسان المسلم أن يفتش في قلبه
ويطهّره من جميع آثار الهوى قبل أن يبدأ
في تقويم شخص من الأشخاص أو أي شيء؛
لكي يكون متين الرأي منصفًا,
بعيدًا عن الجور والظلم المذموم شرعًا،
وذلك أن صاحب هذا القلب الطاهر السليم
مطمئن البال, هادئ النفس, يحب الخير للناس, ويبذل النصح لهم,
ومثل هذا يُلقى له القبول بين الناس
حتى وهو يرد على الأخطاء والانحرافات؛
فإنه يصاحبه في ذلك شعور
بالشفقة وحب الهداية
فبسلامة القلب يتم العدل في جميع
الأمور, وصاحب القلب السليم
لا يؤذي ألأخرين
ولو آذوه، ولا ينتقم لنفسه.
|
|
|
|
|