الدوخلة عاداتها وتقاليدها (للكاتب الشاعر /علي ابراهيم الدروره)
بتاريخ : 22-11-2009 الساعة : 06:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدوخلة عاداتها وتقاليدها
نقلا عن كتيب الدوخلة عاداتها وتقاليدها لكاتبه الشاعر / علي ابراهيم الدروره من أهل سنابس الغراء صاحب الـ 46 كتابا مطبوعا في مختلف العلوم والفنون والمعارف وهذا واحد منها ....
مقــــــــدمــــــــــــة الكتـــاب :
كثيرة هي العادات والتقاليد القديمة التي اندثرت ولم يبقى سوى ذكراها , تقاوم عاديات الزمن وبالرغم من بقائها إلى أنها تتماشي مع متغيرات العصر على مضض .
فالتقنية المعاصرة قضت على أغلب العادات و التقاليد وما بقي منها صار مقننها بالتقانة التي جعلت من الماضي ماضي لا رجعة له .
ومن بين موروثاتنا الشعبية موروث الدوخلة المعروفة في مناطق القطيف , لا سيما في مدينة سنابس وهي المعروفة أيضا ب(الإسعنة )
وكذلك (الحية بية ) وباختلاف التسميات إلا أنها تتفق في المفاهيم والأهداف أو التطلعات , إذ أن تراث الخليج وحدة واحدة مهما تباعدت المدن .
ولهذا تجد الدوخلة معروفة على مستو الخليج , وأن أبناء المدن الساحلية يمارسون تقاليدها , مما يدل على أنها ضاربة بجذورها عمق التاريخ , وفي ذات الوقت تدل اختلاف تسمياتها على تنوع بيئاتها فهي لم تقتصر على أبناء المدن الساحلية فقط , فالبيئة البحرية والزراعية والجبلية والصحراوية وهي البيئات المعروفة في الخليج كلها تمارس العادات و التقاليد المشتركة إذ أن الخليج هو وحدة واحدة ذات منظومة متكاملة ومشتركة في كل شي لا تفرقة بيئات أو تباعد بين المدن .
وتبقى الدوخلة أو الحية بيه أو الاسعنة هي تراث خليجي مشترك يتطلع الإنسان منذ طفولته إلى عمل الخير من جميع جوانبه ويتربى على ذلك أحسن تربية .
مدخــــل الكتـــــاب :
إنه تقليد من زمن الغوص , من زمن أسلافنا الآباء والأجداد , حيث كانت الحياة الرتيبة تسير في بساطتها والناس بفطرتهم , لقد ورثنا هذه العادات الجميلة كما ورثها , والتي حين نذكرها نتذكر طفولتنا وطفولة أسلافنا من الآباء والأجداد حيث كانوا يمارسون هذه الطقوس الجميلة بعفوية ويتفاخرون للحجيج بأنهم رموا دواخلهم ودعوا لهم بالعودة والمقصد من ذلك أن تكون (صوغة ) السفر أي هدية الحد ذات مكانة في نفسية الطفل كأن تكون قطعة ملابس أو كمية من الحلويات أو لعبة مسلية لا توجد في ذلك الحي إلا عند هذا الطفل .
كانت الدوخلة تعلق في مسمار في احد جدران المنزل خاصة عند المدخلة حتى تكون قريبا من الأبصار للملاحظة .
يشير بعض كبار السن إلى أن هناك عادة خاصة بالإناث الصغار دون الصبيان , حيث تتعهد الفتاة أو أمها برعايتها والسهر عليها لدرجة أنها تطعم في أواخر الأيام قبل عيد الأضحى من طعام البيت رمزا للمشاركة ورمزا للتعاطف مع هموم أهل البيت وهم يأكلون وحدهم دون صاحب البيت المسافر للحج وعند مغيب الوقفة في عرفات الله وهذا الوقت في بعض مناطق الخليج .
شخصيا شهدت في طفولتي أن الفتيات يضعن عظمة صغيرة من عظام الدجاج وبعضهن يضعن قطعة نقدية من فئة القرش أو القرشان , وبالطبع أنهن لا يأخذنه من البحر ثانية عند رميه حيث يزرعنه في تربة الدوخلة .
وقد درجت العادة في سنابس قديما أن يخرجن الفتيات صبحا أو ظهرا بعد الزوال مع إحدى السيدات وعند البحر تقوم بترديد الأهازيج والفتيات يرددن معها .
وتعد الدوخلة أمر محبب للأطفال والاحتفال بهذه المناسبة التي تتزامن مع المناسبة الإسلامية العظيمة إذ يتربى الصغار على حبهم للتمسك بتراب الوطن وحبهم لتعاليم الإسلام إذ يتمنون أن يذهبوا للحج عندما يبلغون سن الرشد .
وهذا التقليد التراثي الذي غدا موروثا تقليديا سنويا وكان يمارسه الأطفال الذين ذهب أحد أهاليهم إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج , وهكذا ورث هذا التقليد جيلا بعد جيل , حتى اشترك جمع الأطفال الذين لديهم حاج أو الذين ليس لديهم فهم يعبرون عن جميع الحجيج إذ أن العيد هو عيد الحجيج ولكن الناس كلهما تشترك معهم في العيد في فرحة واحدة تعم المسلمين أينما كانوا في أصقاع الدنيا .
التعريف العام لموروث
الدوخلة
الأسعنة
والحية بية
الدوخلة :
هي عبارة عن إناء خوصي يدعى الإسعنة وهي شبيه إلى حد كبير (بالقفة ) يوضع فيه تربة زراعية ويزرع فيها حبوب الشعير أو اللوبيا فهما أسرع نموا من أي حبوب أخرى, وربما زرع القمح أو الحلبة أو العدس , حيث يعتني الأطفال بالزراعة يوما بعد يوم من حيث المراقبة والسقاية والعناية التامة وهذا الاعتناء قد يمتد من عشرة إلى عشرين يوما أي بمعدل ثلاثة أسابيع حتى يكون النبات قد اشتد عوده وزهي منظره .
والحفاظ على هذه الزراعة الصغيرة تعد تعلقا وطنيا وحبا في تملك الأرض وعملا شريفا فالزراعة هي كذلك تعلم الإنسان الصبر وتعلقه في حب الأرض الذي هو حب الوطن والتضحية من أجله , إذ أن الرمز هي الزراعة , والدوخلة لها رموزا كثيرة جدا فأهازيج الدوخلة هي الزراعة والأرض ومن جانب آخر علاقتها بالبحر , الهدف الأسمى هو الدعاء للحجاج بالعودة سالمين .
الحية بية :
أصل الحية بية أي أن (الحاج سيعود) وتقليد الحية عبارة عن طقس في الموروث الديني والإسلامي الحنيف ورثه إنسان الخليج منذ صدر الإسلام عندما يغيب الحجاج عن ذويهم شهور طويلة في الذهاب إلى الحج وكذلك مكوثهم في الديار المقدسة ثم عودتهم وهذه المدة يلاقون المشقة وربما الهلاك وهي ورحلة مضنية عبر الصحراء لذلك فأغلب الحجاج يسافرون عن طريق البر حيث المدة تقصر عن تلك التي تخترق صحاري ووهاد الجزيرة العربية حيث كانت صعوبة الطرق قديما وافتقارها لأبسط مفهوم الأمن والأمان وكان الجزع والهلع هما المسيطران والمخيمان على نفوس أهل الحجاج حتى يعودون سالمين .
الأسعنة :
لغويا :
(أسعن ) فلان : اتخذ السعنة .
تسعن : امتلأ سمنا .
(السعن ) : قربة تقطع من نصفها وينتبذ فيها , وربما استقي بها كالدلو , وربما جعلت المرأة فيها غزلها وقطنها وجمعها سعنة وأسعان و(السعن) الظلة تتخذ فوق السطوح حذر الندى وجمعها سعون.
(السعن ) : الودك.
(السعنة : الظلة . جمع سعن
(السعنة ) يقال : (ماله سعنة ولا معنة ), أي ماله قليل ولا كثير .
ومن الناحية التراثية فهو وعاء خوصي صغير يشبه إلى حد كبير (القفة ) المعروفة في الخليج .
وهو نسيج من الخوص اليابس الذي ينقع عادة في الماء ليوم واحد كما درجت العادة عند نساء الخليج , حتى يكون مطاوعا في عملية النسيج , كما يمكن صناعته من (العقب ) وهو ورق النخيل الأخضر , فلا فرق بين (الخوص ) و(العقب ) حيث يمكن جدل الاثنين لنفس العملية .
هذه طبعا ليسة نهاية الكتاب اذ افرد الكاتب قسما خاصا للأهازيج التقليديه الخاصة بــ الدوخلة , الحية بية , والأسعنة الملحقة بصور للدوخلة وبعض الاطفال يرمون دواخلهم في البحر .
الدوخلة عاداتها وتقاليدها (للكاتب الشاعر /علي ابراهيم الدروره)
،،
العرض المتطور
