[كاظم القاضي الحسني]

كاظم خضيرالقاضي الحسني المجتمع الكوفي ونصرة الحسين 11-محرم-1431
عندما تسلط الاضواء على المجتمع الكوفي أبان واقعة كربلاء تتكشف حقائق وترتفع شبهات حرص على أثارتها النواصب للنيل من ثورة الحسين(عليه السلام) ومن شيعته وانصاره0
فقد قالوا ان الشيعة خذلوا الحسين وسفيره الى الكوفة مسلم بن عقيل(عليهم السلام).فبعدما بعثوا اليه احمالا من الكتب تستحثه القدوم الى الكوفه لاعطائه البيعة تنصلوا عنه وقلبوا له ظهرالمجن ومالبثوا حتى انخرطوا في جيش يزيد بن معاوية تحت امرة عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد بن ابي وقاص .وكانت سيوفهم اول الاسياف الضاربة..ان هذه الادعائات وغيرها من الاباطيل اراد بها النواصب دفع التهمة عن اسيادهم من آل امية وولاتهم وتابعيهم وطمس معالم جريمتهم
و تصويرالمجتمع الكوفي على انه شيعيا بالكامل................. لايخفى على المتتبع لتاريخ الكوفة ان تمصيرها كان ايام عمربن الخطاب وضمت منذ بواكير نشأتها الاولى اخلاطا من الناس فقد حوت الانباط والموالي والاعراب وفلول الجيوش المنكسرة في معركة القادسية وتلك المجاميع كانت اصحاب تيارات وملل مختلفه ،اما شيعة آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فكانوا يشكلون نسبة من ذلك المجتمع وهم متمثلون بقبيلتي مذحج وهمدان .اما أغلبية المجتمع الكوفي فهم كما يلي:- (1)- اليهود والنصارى:اما اليهود فعددهم (سبعة الاف)وكانت مصانع السلاح بايديهم.واغلب هؤلاء اليهود من الجزيرة العربية قام بتهجيرهم عمر بن الخطاب الى الكوفة تحت شعار اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب وكان ذلك اجتهادا منه رغم ابقاء الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) لمجاميع منهم ممن لم ينقض عهدا. أما النصارى فيفوق جمعهم ذلك العدد حيث ذكرت المصادر انه كان في الكوفة(سبعون ديرا) وكانت الامور المالية بايديهم وقد استعان بهم عبيد الله بن زياد بعدما نفذ ما عنده من مال لقمع حركة سفيرالحسين مسلم بن عقيل (عليهم السلام) وهذا يبين ان الامام الحسين(عليه السلام)قتل بأيد أموية وسيوف يهودية واموال صليبية (2) القبائل العدنانية من مكة والمدينة والاطراف وكلهم يدينون بمذهب الجمهور(السنة والجماعة
(3)-أنباط مصر والشام ويشكلون نسبة لايستهان بها.(وهم كذلك على مذهب الجمهور).
(4)قبائل متفرقة وبعض الرحل منهم كنانة وعبد القيس وكانوا يسكنون سواحل الخليج العربي قبل نزوحهم الى الكوفة وهؤلاء كذلك على مذهب الجمهور(السنة والجماعة) ودليل تمذهب هؤلاء بالمذهب السني ما شاع في كتب أهل الفقه أذا قيل هذا رأي كوفي قصدوا فيه رأي حنفي.
وكان فيهم كذلك التيارالزبيري والتيارالاموي السفياني لذلك نعتهم الامام الحسين (عليه السلام)
أكثر من مرة بشيعة آل أبي سفيان وفي كلام لبعضهم قالوا فيه للامام(عليه السلام):نقاتلك بغضا لابيك وما صنع باشياخنا في بدر وحنين.
وكذلك فيهم الخوارج ففي خطاب لابن زياد موجه الى هاني بن عروة(رضي الله عنه) يقول له:أحروري أنت أي خارجي وجاءت هذه التسمية نسبة الى حروراء وهو مكان قرب الكوفة عسكر فيه الخوارج وهذا يثبت شيوع ذلك المذهب في الكوفة وكان على ذلك المذهب شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن وهما من أبرز قادة معسكر عمربن سعدبن ابي وقاص المواجه للامام الحسين(عليه السلام).
أن ذلك الخليط السكاني جمعه نظام أداري عسكري يسمى نظام الاسباع وكان متبعا في الكوفة منذ أن مصرت عام(17هجرية) حتى دخول عبيد الله بن زياد لها فغيره الى نظام الارباع وذلك لتشتيت قبيلتي مذحج وهمدان الشيعيتين بعد ان كانتا في السابق في سبع واحد وهو الثالث،فجعل همدان في ربع تميم ونصب عليهم خالد بن عفرطة المعروف بولائه للأمويين،ومذحج جعلهم في ربع أخر.....
وبعد ذلك قام عبيد الله بن زياد بحملة أعتقالات واسعة لشيعة ومحبي ال محمد(صلى الله عليه واله وسلم) ومن شك بولائهم فامتالأت الطامورات(السجون) بهم وبلغ عدد المعتقلين كما تذكر كثيرمن المصادر(اثنا عشر الف شيعيا) وقام بعد ذلك بضرب حصارعلى الكوفة فمنع الدخول اليها والخروج منها،وبعث من يعرقل ويمنع وصول الامام الحسين(عليه السلام) الى الكوفة.ولم يصل الامام اليها فعرج باصحابه الى كربلاء.
ومن الاجراءات الاخرى التي اتخذها عبيد الله بن زياد قام ببث الرعب والخوف في النفوس فقد قال في احدى خطبه في جموع اهل الكوفةان يزيد حلف ان يعيد بكم تاريخ آل فرعون في بني اسرائيل)؟؟؟؟
ومن الامور الاحترازية التي أتخذها الامويون في الكوفة قبل هذا التارخ أي قبل واقعة الطف سياسة التهجير لاتباع ومحبي علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقد قام زياد بن ابيه بأمر معاوية بن أبي سفيان بتهجير (خمسين الفا) الى خراسان حتى يخلص الكوفة من العناصرالشيعية الصلبة وقد ذكر ذلك الطبري في تاريخه(ج6 ص126 طبعة32)والبلاذري في فتوح البلدان ص507.
وبعد ذلك يدعي المدعون بأن الشيعة هم من قتل الحسين(عليه السلام)....
(الحادي عشر من محرم الحرام1431)