|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 26730
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 85
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
ما هو السر وراء الدعم الأمريكي والعربي للقائمة العراقية؟
بتاريخ : 11-05-2010 الساعة : 02:31 AM
ما هو السر وراء الدعم الأمريكي والعربي للقائمة العراقية؟ مما لا يخفى على المتتبع للأوضاع السياسية في المنطقة أن الاحتلال الأمريكي للعراق كانت ورائه عدة أسباب ومسميات، منها أسباب أمنية، واقتصادية، ودينية ...الخ. أما الأسباب المعلنة فكانت تتبلور في الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، والقضاء على النظام الديكتاتوري في العراق، وإرساء الديمقراطية فيه. وقد صرح الساسة الأمريكان مراراً وتكراراً أنهم يدعمون العملية السياسية في العراق، ويدعمون الحكومات القوية التي تمثل إرادة الشعب العراقي وتساهم في بسط الأمن والاستقرار في البلاد، وكان الأمريكان قد اختاروا زعيم قائمة البعث الجديد أياد علاوي كرئيس لأول حكومة عراقية انتقالية، وكان الأخير قد فشل فشلاً ذريعاً في مهمته، ففي ظل حكومته نشأت مثلثات الموت والقتل على الهوية، ونثرت بذور الحرب الطائفية، وأزداد العنف والتوتر الأمني سوءاً ، وقد ثبت فساد حكومته بنسبة 100% فمن منا لا يتذكر وزرائه من السراق والطائفيون كفلاح النقيب، وحازم الشعلان، وأيهم السامرائي...الخ القائمة!
وكذلك لم يحرز فوزاً في انتخابات عام 2005 حيث لم يصوت له سوى بقايا شراذم البعث المنحل، وهكذا يكون علاوي فاشلاً كرئيس حكومة وفاشلاً في التمثيل الجماهيري.
أذن فعلاوي يعتبر أيضاً فاشلاً وفق المصنفات أو الشروط السياسية التي حددها الأمريكان للشخصيات السياسية التي توفر لها الدعم حسب زعمها! أذن فوقوف الأمريكان إلى جانب علاوي وقائمته ودعمها لهم بهذه الصورة له أسباب وغايات أخرى.
أما بالنسبة للدول العربية فكانت جميعها، بما فيها تلك الدول التي مدت البساط تحت أقدام الأمريكان لدخول العراق واحتلاله، كان موقفها سلبياً تجاه كافة الحكومات التي تلت سقوط النظام البعثي. وكانت مواقفهم هذه تتباين في أسباب وهمية وتافهة، فمنهم من يزعم أن الحكومات العراقية التي تلت سقوط النظام البعثي الديكتاتوري في العراق هي حكومات عميلة ولا تمثل الإرادة الحقيقية للشعب العراقي! وما أصدق البيت الشعري القائل ((رمتني بدائها وأنسلت)).. ومنهم من يزعم أن هذه الحكومات – العراقية- كانت تتشكل دائماً من مكونين رئيسيين هما الشيعة والأكراد، وقد عمل هذا التحالف على تهميش وإقصاء وإبعاد العرب السنة وطردهم وحرمانهم من المشاركة في العملية السياسية!؟ ومنها أن هذه الحكومات تتعامل عسكرياً مع المناطق السنية بصورةً أقسى وأعنف من غيرها من المناطق التي تقطنها الطوائف الأخرى! إلى غيرها من المزاعم الأخرى، وقد وضعوا خطوطاً حمراء على الأعم الأغلب من رموز العملية السياسية في العراق، واستثنوا من ذلك إياد علاوي! في حين كان علاوي هو الأقرب للأمريكان من جميع الرموز السياسية الأخرى، ولو كانوا حقاً يراعون جانب العمالة كما يدعون لكان صاحبهم يعد ضمن المرتبة الأولى ودون منازع! وكذلك فلم تشن هجمة عسكرية أقسى وأوسع من تلك التي شنت في ظل حكومته على مدينة الفلوجة، والتي أكلت الأخضر واليابس، ولم تفرق بين النساء والأطفال وشراذم القاعدة الأنذال، إذن دعم العرب لعلاوي له أسباب وغايات أخرى أيضاً..
أذن فالدعم الأمريكي والعربي لقائمة علاوي لم يكن من أجل مصلحة الشعب العراقي البتة. وإنما جاء لتنفيذ أجندة سياسية بحتة تهدف إلى تغيير المسار السياسي المنبثق عن الممارسة الديمقراطية في العراق الجديد والتي أثرت سلباً على الدور الأمريكي في العراق وعلى دول المنطقة عموماً، والعربية منها خصوصاً.
فقد كثر الكلام بعد سقوط صنم البعث الكافر وناصر النواصب الأراذل، عن بعض المسميات التي أفرزها القلق والتوتر لدى طغاة الأنظمة العربية عن الشيعة كـ((المد الشيعي ، العملاق الشيعي ، الهلال الشيعي ، بركان الغضب الشيعي)) إلى غيرها من المسميات التي زمرت بها أبواق تلك الأنظمة التي بدء يزلزل عروشها ولادة النظام الديمقراطي التعددي في العراق، وممارسة الشعائر الدينية عموماً والحسينية خصوصاً، والتي دقت من أجلها نواقيس الخطر برؤؤس حكامها كونها تحمل في طياتها إشعاعاً روحياً ذا أبعاد سياسية ودينية.
فعلى المستوى السياسي يعتبر الأعم الأغلب من الشعوب العربية تواقةً للتغيير والإصلاح السياسي، وتسعى جاهدةً لإحقاق الحرية والديمقراطية والخلاص من الأنظمة الديكتاتورية القمعية المستبدة أسوةً بالشعب العراقي.
أما على المستوى الديني فقد بدء المسلم المنصف الواعي يرى في مذهب أهل البيت (ع) الضالة المنشودة والجوهر المكنون للإسلام الحقيقي، الإسلام المحمدي الأصيل، المتمثل بأعدال الكتاب وتراجمه من الأئمة الطاهرين (ع) في مقابل الإسلام الأموي المتمثل بخلفاء الشيطان من مغتصبي الحقوق، وقاتلي النفس المحترمة، ومعاقري الخمور والفجور!
بحيث بدءوا يقفون على حقيقة دينهم ويعرفون الدين حق معرفته فيستبصروا تباعاً ويدخلون في دين الله الحق أفواجاً أفواجا.
فكلا هذين الأمرين زلزلا عروش الطواغيت العرب الذين يمثلون الامتداد الأسود لخلفاء بني أمية وبني العباس. وهكذا يكون العراق محطة لانطلاق التغيير والإصلاح إلى المنطقة عموماً،
مما حذا ببعض الدول العربية اليوم إلى العمل على عودة البعث للحكم في العراق، والتباكى على أيام صدام الهدام (لع) والتي كانت قبل عام 2003 تمقت نظامه وتنفق مليارات الدولارات في سبيل إزاحته وإسقاطه، وعلى رأس هذه الدول السعودية وليبيا وسوريا ومصر وباقي دول الخليج، كل هذا الهلع كان سببه (العملاق الشيعي) كما يصفونه، وكأن النظام البعثي لم يكن جاثماً على صدر شيعة العراق فحسب، بل كان جاثماً وقامعاً ومتصدياً لكافة الأحرار في المنطقة.
وخير دليل على ذلك صدى القنوات الفضائية الشيعية العربية منها والعراقية التي كان يمثل سقوط النظام البعثي أوج انطلاقها إلى العالم جاهرةً بالحق وبنصرة الثقلين والتي لم تكن بهذا الثقل والانتشار قبل سقوط نظام البعث، والتي لا ينكر منصف فضلها في نشر تعاليم أهل البيت (ع) وفضح الرموز الكارتونية التي أوجدتها سقيفة بني ساعدة.
وكانت مراسيم عاشوراء التي تنقلها تلك الفضائيات سنوياً والتي تزداد أضعافاً في كل عام بالرغم مما يطالها من عنف وإرهاب منظم، توقظ مضاجع الطغاة العرب ومن ورائهم الأمريكان. والتي كان يصاحبها حركات وتحركات لدى شيعة المنطقة عموماً. والذي ألقى في قلوب الكفار والنواصب الرعب حقاً وحقيقةً، فالكفار متمثلين بقوات الاحتلال الأمريكي، والنواصب متمثلين برموز الأنظمة العربية، بات كلاهما يرى في أي تحرك شيعي يبرز على الساحة مهما كبر أو صغر خطراً جسيماً يجب أن يجابه بعنف! وخير دليل على ذلك حركة الحوثيين وانتصاراتهم الأخيرة في اليمن، وتطور الآلية العسكرية الدفاعية لدى حزب الله لبنان، وإصرار الجمهورية الإسلامية على تحدي دول الغرب الكافر في المجال النووي، ونشاطات الشيعة الأخيرة في السعودية والبحرين، والاستبصار الجماعي في مصر وبقية دول المغرب العربي.. كل تلك الحركات والتحركات كانت تعامل بقسوة وتجابه بعنف وبردود أفعال سلبية من قبل تلك الأنظمة وعلى كافة المستويات والأصعدة، وكان الخيار العسكري والتسقيط الإعلامي أشهر السيوف التي شهرتها تلك الأنظمة بوجه ألأحرار من شعوبها.
نعم كان لبزوغ شمس الحرية بعد ليل الديكتاتورية الأسود الطويل الأثر الكبير في المنطقة، وكان لكل أشعاع أشرقت به شمس الحرية دور كبير ومهم في جانب معين من جوانب الحياة،.
فكان من ضمن إشعاعاتها هو تحفيز العملية السياسية في العراق وإنجاحها بالرغم من كافة المخططات الخبيثة والمؤامرات الدامية، التي استهدفتها وهي في مرحلة المخاض ولا تزال تستهدفها حتى يوم الناس هذا.
وكذلك من ضمن إشعاعاتها هو تحفيز الشارع العربي للثورة على الأنظمة الديكتاتورية المستبدة أسوةً بالشعب العراقي الأبي.
ولعله من أهم إشعاعاتها هو الدور الكبير في نشر تعاليم أهل البيت (ع) والذي نما وأثمر بصورةً غير متوقعة، وكيف لا وهو مصداق لقولهم (ع) : ((أن الناس لو عرفونا لأتبعونا)).
وهذا كله يقف بالضد من سياسة أمريكا في المنطقة ويزلزل عروش عملائها، فتوصلوا إلى حل جذري وشامل لهذه المخاوف أو للثورة البركانية كما يصورها بعض ساستهم. والذي يقضي بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 2003 من خلال إعادة حكم البعث في العراق والذي كان ناجحاً بتصورهم في إطفاء ثورة ذلك البركان وإخماد لهيبه.
بحيث يعود البعث بحلة جديدة من خلال الممارسة الديمقراطية التي سوف تدعمها أمريكا والدول العربية بكل ما أوتيت من قوة. من خلال التزوير في الانتخابات وشراء الذمم وإنفاق ملايين الدولارات التي يشم من خلالها رائحة البترول الوهابي الأسود، لأجل قلب المعادلة السياسية في العراق والالتفاف على إرادة الشعب العراقي الأبي.
فإذا ما تسنم الحكم في العراق رموز البعث الذين جمعهم مع بعض رموز تنظيم القاعدة قائمة واحدة تتبنى إضعاف الدور الشيعي والحد من انتشاره، ومعالجته تارةً بالإقصاء السياسي وأخرى بالعنف والإرهاب المنظم. فإن جميع المخاوف التي هددت المنطقة سوف تزول تدريجياً بزعمهم!
ومما لاشك فيه ولا ريب أن خطوتهم الأولى نجحت، فقائمة البعث الجديد أحرزت الأكثرية، فقد فازت بنسبة 91 مقعد في البرلمان الجديد، ولا تزال تسعى إلى تشكيل الحكومة، وكلما أعلن عن قرب تحالف الائتلافين الوطني ودولة القانون وعزمهما على تشكيل الحكومة، تزداد مخاوف الحكام العرب فيوعزون إلى خدمتهم من جنود الشطرنج في قائمة البعث الجديد إلى إطلاق التصريحات المتشنجة في سبيل إرباك العملية السياسية، وكان آخر تصريح للنكرة المجتث طالح المطلك المطرود من العملية السياسية يفيد بأن تشكيل الحكومة من قبل الائتلافين يعني عدم الاستقرار في العراق، وبعد مرور يوم واحد على تصريحه حدثت موجة من التفجيرات والعمليات الإرهابية في مختلف محافظات العراق كتفجيرات (الحلة، والبصرة، والصويرة، وبغداد، وغيرها) وهكذا جاءت تصريحات هذا النكرة مع البيان الذي أصدرته الزمر البعثية القابعة في دمشق والذي نص على أنهم سيستخدمون القوة في العودة إلى الحكم في العراق، وفي صبيحة اليوم ذاته يوم الأثنين الموافق 10/5/2010 عقدت قائمة البعث الجديد مؤتمراً تجاهلت فيه التفجيرات التي هزت مختلف محافظات العراق، لتتحدى المحكمة الدستورية وتعلن عن حقها المزعوم في تشكيل الحكومة في تصريحات متشنجة على لسان (علاوي، الهاشمي، والنجيفي، والعيساوي) وهذه جميعها لم تكن محض صدف، بل هي رسائل واضحة جاءت متناغمةً ومشتقة من عبارات لطالما كان يرددها المقبور صدام (لع) : ((أما أن أحكم العراق، أو أسلمه تراباً))
فإلى متى يبقى السياسيون الذين اختارهم الشعب لتمثيله صامتون جراء ذبح العراقيين عموماً وشيعة أهل البيت (ع) خصوصاً بسكين باردة من قبل هذه النكرات التي عاثت في الأرض فساداً وازدادت قوةً بعد أن حصلت على هذا الدعم الأميركي والعربي الكبير؟!
|
|
|
|
|