|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 33105
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 1,334
|
بمعدل : 0.23 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
مؤدب معاوية بن يزيدالعنه يدفنه الأمويون حيا
بتاريخ : 30-01-2010 الساعة : 05:34 PM
قال العصامي : في ( سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي )
قال العلامة ابن السبكي: إن معاوية بن يزيد بن معاوية لما خلع نفسه، صعد المنبر، فجلس طويلا، ثم حمد اللّه وأثنى عليه، بأبلغ ما يكون من الحمد والثناء، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأحسن ما يذكر به، ثم قال: أيها الناس، ما أنا بالراغب في الائتمار عليكم لعظيم ما أكرهه منكم، وإني أعلم أنكم تكرهونا - أيضاً - لأنا بلينا بكم وبليتم بنا، إلا أن جدي معاوية نازع هذا الأمر من كان أولى به منه ومن غيره، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعظيم فضله وسابقيته، أعظم المهاجرين قدرَاً، وأشجعهم قلبَاً، وأكثرهم علماً، وأولهم إيماناً، وأشرفهم منزلة، وأقدمهم صحبة، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره، وأخوه، زوجه ابنته - رضي الله تعالى عنها - وجعله لها بعلا، باختياره لها، وجعلها له زوجة باختيارها له، أبو سبطيه سيدَيْ شباب أهل الجنة، وأفضل هذه الأمة، تربية الرسول، وابنا فاطمة البتول - رضي اللّه تعالى عنها - حتى انتظمت لجدي معاوية الأمور، فلما جاءه القدر المحتوم، واخترمته أيدي المنون، بقي مرتهناً بعمله، فريداً في قبره، ووجد ما قدمت يداه، فرأى ما ارتكبه واعتداه.
ثم انتقلت الخلافة في أبي يزيد، فتقلد أمركم لهوى كان أبوه هويه فيه، ولقد كان أبي يزيد بسوء فعله وإسرافه على نفسه غَيْرَ خليق بالخلافة على أمهَ محمد صلى الله عليه وسلم، فركب هواه، واستحسن خطاه، وأقدم على ما قدم من جرأته على اللّه تعالى، وبغيه على من استحل حرمته من أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتْ مدته، وانقطع أثره، وضاجع عمله، وصار حليف حفرته، رهين خطيئته، وبقيت أوزاره وتبعاته، فهل عوقب بإساءته وجوزى بعمله؟! وذلك ظني. ثم اختنقته العبرة، فبكى طويِلاَ، وعلا نحيبه، وحمد اللّه، ثم قال: وصرت أنا ثالث القوم، والساخطُ عليَ أكثر من الراضي، وما كنت لأتحمل آثامكم، ولا يراني اللّه جلت قدرته متقلداً أوزاركم، وألقاه بتبعاتكم، فشأنكم وأمركم، فخذوه، ومن رضيتم به عليكم فولوه، فلقد خلعت بيعتي من أعناقكم، والسلام.
فقال له مروان بن الحكم، وكان تحت المنبر: أسنة عمرية يا أبا ليلى؟ فقال: اغدُ عني، أعن ديني تخدعوني، فواللّه ما ذقت حلاوة خلافتكم، فأتجرع مرارتها، ائتني برجال مثل رجال عمر، على أنه كان حين جعلها شورى وصرفها عمن لا يشك في عدالته ظلوماً. واللّه، لئن كانت الخلافة مغنمَاً، لقد نال أبي معها مغرماً ومأثمَاً، ولئن كانت شراً، فحسبه منها ما أصابه.
ثم نزل، فدخل عليه أقاربه وأمه، فوجدوه يبكي، فقالت له أمه: ليتك كنت حيضة، ولم أسمع بخبرك، فقال: وعدت والله ذلك، ثم قال: ويلي إن لم يرحمني ربي.
ثم إن بني أمية قالوا لمؤدبه القصوص: أنت علمته هذا، ولقنته إياه، وصددته عن الخلافة، وزينت له حب علي وأولاده - رضي اللّه تعالى عنهم - وحملته على ما وَسَمَنَا به من الظلم، وحسنت له البدع حتى نطق بما نطق، وقال ما قال! فقال: واللّه ما فعلته، ولكنه مجبول ومطبوع على حب علي وأولاده - رضي الله عنهم - فلم يقبلوا منه ذلك، وأخذوه ودفنوه حياً حتى مات، رحمه الله. مجلد 2 صفحة 97 .
الكتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
المؤلف : العصامي
عدد الأجزاء : 4
مصدر الكتاب : موقع الوراق
http://www.alwarraq.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
|
|
|
|
|