[تشرين ربيعة]

الايزيدية قومية اكثر مما هي دين

إبراهيم سيدو *

كما يقال لكل قضية رجالها فان للقومية الايزيدية رجالاتها وبفضل تضحياتهم سوف تحقق امال الشعب الايزيدي في الحرية والمساوة مع بقية مواطني دولهم وشعوب العالم اجلاً ام عاجلاً وليس عن طريق الذين يغنون َ في الطابور الخامس1 وهم بدورهم ليس سوى عبيد يبيعون اقلامهم في اسواق الانترنيت ، وإن العبد مهما كان ذو ثقافة وادب وعلم يبقى عبدأ ، ومادام عبداً يبقى ذليلاً ولهذا لا يمكنه ان يقود امة تريد ان تكون حرة او يمثلها لأنه سوف يذلها .

فالايزيدية من خلال الحركة الايزيدية يبنون انفسهم من اجل الحياة وهذا من حقهم ، ويبنون أنفسهم بكافة الطرق والسبل والوسائل ، في سبيل قضية واحدة هي قضية أمة ووجودها لا قضية أشخاص ومصالحهم الخاصة الانانية ، وليس عندهم الوقت يضيعونها في الجدل الكلامي والمحاكات السقيمة مع العملاء والمرتزقة من الذين باعو انفسهم كالعبيد من اجل مصالح انانية او حتى من اجل الحصول على كلمة عفيى كريف ، لان مصلحة الايزيدية والوطن امر مقدس عند الحركة و ليس في العالم شيء يصرفهم عن خدمة المصلحة القومية الايزيدية والوطنية .

وليس من حق اية قوة وفي مقدمتهم الاحزاب الكردية وطابورهم الخامس من الايزيدية (المستكردين) ان يفرضوا على الشعب الايزيدي قررات تنزع او تبعد الامة الايزيدي عن انتمائها القومي والوطني او حقها في ارض وطنهم وطن الاباء والاجداد .

إن حقيقة القومية الايزيدية ليست رغبة لنا وانشئناها او رغبات عند بعض الناس كما يحلو للطابور الخامس واسيادهم ان يدعونها بل هي صحيحة ولها قواعد صحيحة وعليهم أن يحترمونها واذا كانوا فعلاً يتجاهلونها عليهم ان يكتشفوها ، لا ان يزتهزؤن بها ويواجهونها بالاعتقالات والسجون والتعذيب والتشريد والتهجير ، بل عليهم ان يعترفوا بها او على الاقل ان يعرفوا بانها هي اكبر فرع من اصول الشعب الكردي .

من ابسط المسلمات لوجود قومية هي ان القومية لها مقومات ومن اولها هي وجود مجتمع، فاذا لم يوجد جماعة هذا يعني انه لايوجد مجتمع ولا بيئة للتكوين مجتمع ، التي هي بنيان الشعب والامة والقومية، والشعب الايزيدي هو قبل كل شيء جماعة مستقل بذاتها وهذا يعني ان الايزيدية مجتمع ، وان الحركة الايزيدية اصبحت جماعة الكبيرة من هذا المجتمع ، لكون الحركة تصير بوعي وتنظر نظرة علمية الى الامور اليومية في المجتمع الايزيدي وتفهم مقاصدها وتخطط لتحقيق حقوقها القومية والوطنية المشروعة لها .

فاذا لم يكن الشعب الايزيدي مجتمع مستقل عن مجتمع الكردي، فماذا يعني ان يحتفل الايزيدية بعيد الرأس السنة الايزيدية القومي ( الاربعاء الاول من نيسان) كرأس سنة خاصة بهم وليس 21 نيروز الفارسي الكردي القومي؟

وعلى ماذا تدل الاعياد الدينية الايزيدية ولماذا لم تكن مشتركة مع الاكراد ؟

ولماذا يتساهر الايزيدية فيما بينهم ولايتزوجون مع الاكراد ؟

ولماذا حتى سكناهم وقراهم يبعد عشرات الكيلو مترات عن الاكراد ، بل إنه بعد سقوط النظام المقبور عام 2003 اصبح يحضر على الايزيدي التجول في القرى او المدن الكردية في شمال العراق ؟

بل لماذا يطرد العامل الايزيدي من المعمل والمحل والمطاعم الكردية بمجرد انه اعلن عن نفسه انه ايزيدي؟

وكذلك لماذا لا يتناول الكردي الطعام في مطاعم الايزيدية ولا في مطاعم الذي يعمل فيها الايزيدي حتى وان كان هذا الاخير طفلاً يغسل الصحون فيها؟

لماذا لايقبل الكردي ان يتزوج ابنته من الشاب الايزيدي وان تصبح ايزيدية (بغض النظر عن موقف الديانة الايزيدية من ذلك).

لماذا يخططون ويعملون لطرد الايزيدية من بين البشرية بترويجهم الاقوال التالية :
1. يقولون للايزيدي انه كافر ؟
2. يتهمونه انه من عبدة الشيطان ؟
3. يدعون ان للايزيدية كتاب اسود (مصحفِ رش)2 تشبيهاً للعبدة الشـ... في اوروبة وامريكا ؟
4. يسمون الاربعاء الاول من النيسان عيد الرأس السنة الايزيدية القومي بالاربعاء الاحمر ( جارشمبا صور ) ، وسلطان ايزيد الاحمر (سلطان ايزيد صور ) والغاية من التسمية بالاحمر هي تشبيهم بالنار والدم اي انهم من اعمال وعبدة الشيطان.
5. ثم ويرفضون تناول الطعام في بيوت الايزيدية ؟.

كل هذه الامور الم تكن كافية لفصل الشعب الايزيدي عن القومية الكردية، هذا اذا كان بالاساس الايزيدية اكراداً على رغم العكس هو الصحيح .

واذ وجد بعض من الايزيديين يعيشون بين القرى ومدن الكردية فنجدهم منعزلين ومنفصلين عن الاكراد رغماً عنهم لكون الاكراد لايقبلونهم ويطردونهم ويبيحون دمائهم متى سنحت الفرسة لهم بقتلهم مرة تحت ضريعة انهم من الاموية واتباع يزيد بن معاوية ، كما كان الحال في عهد الامبراطورية الصفوية ، ومرة انهم من الكفار وعبدة الشيطان كما في عهد الامبراطورية العثمانية وبهذه الطريقة استطاع الاكراد الاستمرار في قتل الايزيدية وتشريدهم عبر التاريخ وباسم الاسلام .

وبعد المدابح الجماعية الـ 72 فرماناً للايزيدية عبر التاريخ اصبح وضع الشعب الايزيدي في وقت الحالي شبيه بوضع المسلمين الباكستانيين قبل فصلهم عن الهند وتأسيس دولتهم الخاصة بهم 1936 م بسبب عزلهم من قبل الهندوسيين .

ونفس الشئ بالنسبة لليهود فهم انعزلوا دولياً من بين شعوب العالم لان دينهم كان يمنعهم من الانصهار والدوبان عبر الالاف من السنين في تلك الدول مما اضطر اليهودي اينما وجدوا بالتفكير بانشاء وطن قومي لهم لا ديني على رغم انهم من القوميات مختلفة واخدوا لغة الثورات لغةً لبلادهم .

فنحن الايزيدية اينما وجدنا ولو عدة عوائل فقط نرى باننا منغلقين ومنعزلين ومستقلين من الناحية الاجتماعية عن الدول والجماعات التي نعيش معهم ، لان ديننا يرفض الدوبان الانصهار في المجتمعات الغير ايزيدية وبغير ذلك يخرج الفرد الايزيدي من الديانة الايزيدية ومن ثم يخرج بشكل آلي من المجتمع الايزيدي ، ولهذا السبب على الاغلب تقوم الدول والشعوب العنصرية القومية باضطهادنا .

لهذا نرى ان الايزيدية قوم مستقل عن باقي الاقوام اي انه قومية اكثر مما هو ديانة .

وبعد الهجرة الشبه جماعية للايزيدية الى اوروبا ولد خطراً جديد لنا يهددنا بالقضاء علينا بسبب القوانين والدساتير الدول الاوروبية ، وهي حرية الانتقال من دين الى اخر، اي يمكن اي يتحول الاوروبي الى ايزيدي وبالعكس ، وحسب التفكير الاوروبة هكذا انه يمكن للايزيدي ان يصبح مسلم ومن ثم يعود مرة اخرى الى دينه ، ويمكن ان يصبح الكردي ايزيدي الديانة وان يصبح مسيحي وبالعكس ، وهكذا اي لايوجد اضطهاد ديني اي ان خطر الانصهار والدوبان بات امر شبه محتوم لنا

والخطر الثاني وهو ادعاء المستكردين بان الايزيدية هم اكراداً وخاصتاً اصبح البعض من وجهاء الايزيدية يعلنون ان اقليم شمال العراقي (اقليم كردستان) اصبح جنة للايزيدية مما يشير الى ضرورت طردنا واعادتنا الى اقليم كردستان جنة المستكردين العبيد.

فاذا بقينى على اساس اننا ديانة لجزء من الشعب الكردي كما يريده العبيد المستكردين، ولسنا قومية في اوروبة فهذا يهددنا بالعودة والطرد الى ما تسمى اقليم كردستان او الى كردستان تركية وخاصة بعد الاجراءات الاخيرة من قبل الحكومة التركية تجاه اكراد تركية ومحاولاتها دخول الاتحاد الاوروبي .

ولكن اذا تمسكنا بكياننا القومي الايزيدي وهي الحقيقة ، فهذه كافية لحمايتنا من الانصهار والدوبان وحتى اذا دخل الايزيدية ديانة اخرى او دخل الاخرين الى الديانة الايزيدية فعندها سوف نترجم له الديانة الايزيدية ونترجم الديانات الاخرى الى اللغة الايزيدية وبهذا سوف نكون قد حفظنا على كياننا الايزيدي كشعب ومن ثم ديانة .

الجيل الجديد من الايزيدية الذين يعيشون في اوروبا بات الكثير منهم لا يجيدون اللغة الايزيدية ونراهم لم ينصهرون داخل تلك المجتمعات !!

وكذلك الامر بالنسبة للايزيدي في روسيا وجورجي وارمينيا نراهم لم ينصهروا داخل تلك المجتمعات لكونهم تمسكونها بقوميتهم الايزيدية منذ القدم ورفضوا حتى تسميتهم بالاكراد وكان نظرتهم الى القومية الكردية انها هجينة وخليطة من الشعوب واذا كان اغلبيتها من جدوراً ايزيدية .

اذاً اينما وجد الايزيدية على وجه المعمورة فهم جماعة وكيان مستقل بحد ذاته وبات من الضروري ان يفكر الايزيدي بحقوق الايزيدية الدينية والقومية في اوطانهم الاصلية عبر الاطر الوطنية ، وايضاً من حق الانسان الايزيدي ان يحلم بانشاء وطن قومي له واذا كان حلماً وضرباً من الخيال ولكنها حقيقة ويسعى الى ايجاد هذه الوطن ولو بحجم الكويت او مالطا او لوكسمبورك اوعدة قرى فلابد من ان تدار ادارتها من قبل الايزيدية على الاقل اينما وجد لاننا قوم مستقل عن بقية القوميات .

______________________________

* إبراهيم سيدو رشو: كاتب ومؤلف ومحلل ايزيدي عراقي مقيم في ألمانيا

1. الطابور الخامس: عند حدوث نزاع أوصراع او حرب بين دولتين، فإن الأشخاص الذين يقيمون في إحدى هاتين الدولتين ويناصرون الدولة الأخرى، ويقومون بنشر الشائعات في أوساط الشعب وبث الروح الانهزامية لتثبيط همة الشعب وإحباطه لصالح الدولة الأخرى، هؤلاء الأشخاص يطلق عليهم اسم الطابور الخامس، وهذه الحالة تشبه حالة المستكردين من الايزيدية.

2. الكتاب الاسود او (مصحفَ رش): كتاب خاص بعبدة الـ (ش ) في امريكا وبعض الدول الاوروبية ودول اسيوية وهي عبارة عن عدة شروط وقيود وسخة وغير انسانية ومنها شرب الدم واكل لحوم البشر والخمر وممارسة الجنس الجماعي واللوط ومحاربة جميع الاديان ومحاربة فكرة وجود الله ويتم سهراتهم تحت اضوية وشموع حمراء .