[سومر الرافدين]

بسم الله الرحمن الرحيم

بغداد مركز استقطاب طائفي واثني..تعكسها لعموم العراق (بقاء بغداد عاصمة خطيئة كبرى)ـ



http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=66812
................
بغداد مدينة (مطاطة) ضائعة (مائعة التعريف) خارج الاطر العراقية وهي ثغرة لتشريع التدخل الخارجي
....................


نتعجب.. ان يحق لباكستان وتركيا والبرازيل ان تنقل عواصمها في العصر الحديث.. ويحق للعباسيين ان يختارون عاصمة لامبراطوريتهم.. ويستبدلونها عن دمشق عاصمة الامويين فيما مضى .. ولا يحق للعراقيين ان يختارون عاصمة خاصة بهم.. بعيدا عن الاستقطابات الطائفية والعائلية والاثنية والاقليمية.. التي يعاني منها العراقيين اليوم.. وحتى الاستقطابات التاريخية بصراعاتها الاموية والعباسية.. هذه الاستقطابات المدمرة التي تحصد ملايين العراقيين تاريخيا بين قتيل وجريح ودمار وخراب.. سببها الاساس بغداد التي تعكسها لعموم العراق.. منذ مئات السنين ولحد يومنا هذا..

فالخطيئة الكبرى التي تعتبر احد أهم الاسباب في عدم استقرار العراق.. والفتن و التناحرات التي تحصل فيه.. هو (جعل بغداد عاصمة للعراق ببداية القرن الماضي).. فبغداد عاصمة لاي شيء ولكنها ابعد ما تكون عاصمة للعراقيين ولبلاد الرافدين..

فمعظم من يزور بغداد لزيارتها ليس كعاصمة اساسا بل لزيارات قائمة على اسس طائفية لزيارة مرقد شيعي كالكاظميين اومرقد سني كعبد القادر الكيلاني .. بل نؤكد بان بغداد مركز استقطاب طائفي مذهبي الاكبر بالمنطقة بل بالعالم..

فالعراق هو كيان سياسي.. يعيش فيه مجموعات بشرية.. تختلف الاراء بتسيمتهم:

1. هناك من يطلق عليهم (الشعوب العراقية)..معتمدين على تعدده الاثني القومي والمذهبي والديني.. التي اصبحت هوياتها الدينية او المذهبية او القومية هي (هويتها التي تعرف نفسها بها كمكون ضمن المكونات العراقية).. أي شيعة وكورد واشوريين وكلدان.. بحكم المظلومية التي تعرضوا لها .. والخصوصية التي حوربوا عليها..

2. هناك من يطلق عليهم (الشعب العراقي).. وهذه التسمية تم تصديعها من قبل (القوميين) عندما ادلجوا لعدم وجود شيء اسمه (الشعب العراقي).. فيطلقون عليه بـ (الشعب العربي بالعراق)؟؟؟ في وقت العراق شعوب متعددة وليس شعب واحد قوميا.. فحصلت ردة فعل مقابلة بمصطلحات قومية الى (الشعب الكوردي والشعب الطوراني والشعب العربي) بالعراق.. الخ..ليلغى أي وجود لمعرف العراقيين من قبل القوميين..
3. هناك من يؤكد (صفة الامة العراقية) لتعدده الاثني والمذهبي والديني.. ليميزها عن باقي الامم.. بما لدى العراق من تاريخ حضاري عريق سومري وبابل واشوري ..
وهنا يطرح سؤال.. امام هذه التسميات وتعددها.. (هل كان جعل بغداد عاصمة للعراق.. قرار صائب.. في ظل التعدد المذهبي والقومي والديني والحضاري ؟؟ ام انه قرار (كارثي) تثبته الوقائع..

فمدينة كبغداد فيها استقطابات طائفية عنيفة.. منذ مئات السنين.. وكان احد اسباب سقوط الدولة العباسية.. هو الصراع الطائفي الذي حصل فيها.. فتذكر كتب التاريخ ان هناك فتنة كبرى حصلت قبل عام من دخول المغول لبغداد.. عندما حصلت مجزرة ضد الشيعة ببغداد راح ضحيتها الاف مؤلفة على يد الدولة العباسية السنية..

فبغداد التي تحتوي مراقد شيعية وسنية..تعكس حقيقة الصراع .. والاستقطابات.. من مرقد الكاظميين بالكاظمية بجانب الكرخ والتي تستقطب الشيعة من عموم العراق.. وابو حنيفة بالجانب الاخر.. لتستقطب السنة بعموم العراق..

بغداد التي لم يبنيها العراقيين بل بنتها الامبراطورية العباسية .. وجعلوها عاصمة لهم.. بعد بناء سور كبير يحيط بقصورهم ومراكزهم .. ليحمون انفسهم من باقي اهل العراق .. ولم يتخذ العباسيين الكوفة عاصمة لهم.. لمعرفتهم بالوجود العلوي الكثيف الغير موالي للعباسيين .. وبعد عقود غير العباسيين انفسهم كذلك عاصمتهم من بغداد الى سامراء..

لتعكس (اختيارات طائفية) من قبل من بنى بغداد.. فاختاروها بعيدة عن مراكز التشيع .. كالكوفة.. وبنفس الوقت اختاروها.. بمنطقة يمكن بناء حصن وسور كبير حولها..

والاخطر ايضا انها هناك استقطابات اقليمية.. تعتمد (مبررات تاريخية). .. بدعوى (ان بغداد عاصمة للامبراطورية العباسية.. لذلك هي ليست للعراقيين.. بل لما يسمى العرب والمسلمين).. ؟؟ وكان (الامبراطورية العباسية ما زالت موجودة.. ويراد ان يتم التحكم بالعراقيين وجعلهم تحت وصاية اقليمية.. عبر بغداد) ؟؟ لذلك نرى التدخلات التي لا تنتهي بشؤون العراق من قبل المحيط العربي السني والاقليمي والجوار..

وهنا ننبه..عن المؤتمر الذي حصل في تركيا قبل سنوات.. وصرخ فيه عدنان الدليمي (بان بغداد عاصمة الرشيد.. وعاصمة السنة.. وعاصمة ابو حنيفة والكيلاني ..وعاصمة العباسيين والعرب).. ولم يذكر فيه أي ذكر كونها (عاصمة للعراقيين) لانه صادق بانها ليست عاصمة للعراقيين..فهي مدينة شمولية (مطاطة) .. ضائعة مائعة التعريف.. وثغرة ينخر منها كل من هب ودب للتدخل بشؤون العراق والعراقيين..

وهذا يفسر سبب انعقاد مؤتمرات ما تسمى ( دول جوار العراق).. والتي تشارك بها بصورة دائمة دول اجنبية اقليمية (مصر والسعودية والاردن وتركيا وسوريا والكويت) ليطرح سؤال (لماذا) ؟؟ هل العراق تحت الوصاية الاقليمية ؟؟ وما هو المبرر لانعقاد هذه المؤتمرات حول العراق ؟؟ في وقت لا نسمع عن انعقاد مؤتمرات دول جوار الجزائر او السودان او أي دولة لمناقشة شؤون تلك الدول من قبل الدول الاقليمية حولها؟؟

وهذا يفسر سبب الزيارات المكوكية المشبوهة التي تقوم بها القوى السياسية والاحزاب و الشخصيات من (سياسيي العراق) للدول الجوار والمحيط الاقليمي ليقدمون لها فروض الطاعة والولاء ..ويحلفون لهم اغلظ الايمان بانهم (لن يسمحون بصرخة الم تنطلق من العراقيين) تجاه التفجيرات والارهاب الذي يقع بالعراق المدعوم من المحيط العربي السني والجوار.. ليصدر لنا بدعة جديدة اسمها (الشراكة الاقليمية) والتي تعني (تشكيل حكومة ببغداد .. بايادي اقليمية..في وقت الانتخابات جرت بايادي عراقية)..

من ما سبق نؤكد بان دول عديدة غيرت عواصمها.. مثل باكستان.. وتركيا.. التي نقلت عاصمتها من استنطبول مركز استقطاب (اسلامي سني كعاصمة للامبراطورية العثمانية).. الى انقرة.. مركز استقطاب لتركيا الحديثة. .. وعاصمة ادارية للكيان السياسي (تركيا)..

كذلك العراق يجب تغير عاصمته.. من بغداد.. الى بابل.. او بناء مدينة جديدة حديثة في وسط العراق بعيدة عن مناطق الاحتكاك.. الطائفي والاثني المتعدد بالعراق..وتخلوا من أي مراكز استقطاب مذهبي او اثني.. حتى لا تكون مركز للصراع.. وان يعمد على بناءها على احدث الطرز الحديثة كعاصمة ادارية صرف..

واخيرا نؤكد ما اكدناه سابقا (بان العراقيين ليسوا ورثة العباسيين.. ولكنهم ورثة السومريين والبابليين والاشوريين ).. فمن بنى بغداد ليس العراقيين.. بل عائلة حجازية (العباسيين) واعتمدوا على الاتراك والفرس والمغاربة بمراحل مختلفة) في تثبيت حكمهم ولقمع العراقيين..

لذلك نقل عاصمة العراق لمدينة حضارية عراقية .. مطلب عراقي وطني.. وانقاذ للعراقيين من الاستقطابات المدمرة..

· العوامل الإدارية والأمنية والاقتصادية ..وراء ضرورة ...تغير العاصمة العراقية:-

1. مساحة بغداد تقارب مساحة لندن.. في وقت عدد سكان لندن ضعف عدد سكان بغداد.. وهذا يعكس الامتداد الغير طبيعي لبغداد.. وصعوبة ادارتها..

2. الكثافة السكانية ببغداد مع زيارة ازمة السكن.. بشكل خانق.. مع استمرار تدفق بشري اليها رغم الوضع الامني بحثا عن عمل في مدينة تعاني البطالة.. (نجد معظم عمال الافران مثلا هم من المحافظات وجاءوا اليها حديثا لحد يومنا هذا)..

3. الوضع الامني ببغداد.. الطائفي والاثني ينعكس بشكل مخيف على الوضع العام بالعراق.. .. وكذلك لمخاطر تدفق الارهاب اليها كمركز استقطاب ..كما حصل من تمويل القاعدة لتفجيرات الوزارات من خارج بغداد والانتحاريين من الموصل باعتراف والي بغدادي (الراوي).. الذي اعتقل اخيرا..
4. تركز الخدمات في بغداد بالعقود الماضية مع اهمال للمحافظات.. جعلها مدينة تضم ما يقارب عشرين بالمائة من سكان العراق.. وهذا يتطلب العمل على نقل العاصمة العراقية لمدينة جديدة.. من اجل التخفيف عن بغداد نفسها..
5. المفترض ان العراق انتقل لمرحلة جديدة من حيث نوع الحكم وطبيعته واطره الوطنية.. المفترض ان تكون بعيدة عن الدكتاتورية والطائفية والعنصرية.. فعليه ضرورة نقل العاصمة لمدينة جديدة او بناء مدينة جديدة لتلائم المرحلة.. وخاصة ان بغداد رمز لمرحلة دكتاتورية منذ قيامها ومنذ تاسيس الدولة العراقية كذلك..
\...............................

ومضــــات

العباسيون اختاروا بغداد على اسس طائفية (بعيدة عن مراكز التشيع كالكوفة) وتحصينها من العراقيين
.........
بغداد..مركز للاستقطاب الطائفي والاثني..تصدرها لعموم العراق..وضرورة عاصمة جديدة
...........
تقي جاسم صادق