العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 09:33 PM





التحرك على المنظمات الدولية
وكان من اهم توجهات السيد الحكيم في الدورة السادسة للمجلس الاعلى وبعدما انتخب فيها رئيسا للمجلس سنة 1986 انه طرح فكرة اهمية التحرك على المنظمات الدولية. لما في ذلك من اهمية كبرى في تعريف العالم بمظلومية الشعب العراقي والجرائم التي يتعرض لها على يد العفالقة في العراق. وقد انتخب المجلس ثلاثة من اعضائه لهذا الوفد، وهم السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا للوفد الدكتور علاء الجوادي نائبا للرئيس وسماحة الشيخ محمد البرزنجي وهو احد علماء كردستان العراق المشهورين وعضو المجلس الاعلى. اضافة الى اربعة اخرين من الناشطين بمجال حقوق الانسان هم الدكتور عبد الصاحب الحكيم والدكتور وليد الحلي والاستاذ الشهيد علي العضاض والدكتور ليث كبة.



بعض من اعضاء وفد المجلس الاعلى الى الدورة 42 للامم المتحدة في جنيف سنة 1986 ويظهر في الصورة رئيس الوفد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم والدكتور السيد علاء الجوادي والدكتور وليد الحلي والدكتور ليث كبة والدكتور السيد عبد الصاحب الحكيم والاخ ابو عبد الله مرافق السيد ابو عمار



معرض الكتاب الدولي في طهران
منذ سنة 1986 اصبحتُ رئيسا للجنة الاعلامية والثقافية في المجلس وقد ضمت في عضويتها عددا من كبار علماء ومثقفي العراق من اعضاء المجلس. وفي سنة 1987 اصبحت مسؤولا لاعلام المجلس الاعلى بعد اخي العزيز الشهيد الحاج ابو ياسين عز الدين سليم رحمه الله. وكانت نشاطاتنا الاعلامية واسعة جدا. وكنت مشرفا ضمن مسؤوليتي عن الاعلام عن صحيفة الشهادة الصحيفة الرسمية للمجلس. ومسؤولا كذلك عن اذاعة صوت الثورة الاسلامية الموجهة لداخل العراق. وكان عندنا قسما متخصصا للانصات الاذاعي والتلفزيوني والمتابعات الخبرية. وكانت لنا اصدارات عديدة اخرة بشكل دوريات ومجلات ونشرات. ومن نشاطاتنا الاعلامية اقامة المعارض. ومن اهم النشاطات في تلك الفترة مشاركتنا في معرض الكتاب الدولي الثاني المنعقد في طهران في ايلول سنة 1988 وقد تمكنا بعد بذل المجهود من ان يكون للعراق جناحا متميزا بين اجنحة الدول. وكان علم المجلس الاعلى مرفرفا بين العديد من اعلام الدول المشاركة. ونجحنا في اقامة يوما للعراق عزف به نشيدا عراقيا ثوريا بمثابة النشيد الوطني.



الوقوف احتراما للنشيد العراقي في معرض الكتاب الدولي في طهران، ويلحظ بالصورة سماحة اية الله الشهيد السيد الحكيم وسماحة الشيخ محمد تقي المولى رئيس العمل العسكري للمجلس والدكتور السيد علاء الجوادي رئيس اعلام المجلس الاعلى واخرين

كما اقمنا احتفالا اعلاميا اشترك به السيد محمد باقر الحكيم بكلمة وكانت لي به كلمة ايضا اضافة لكلمة الدولة المضيفة. وقد افتتح سماحة السيد الحكيم جناح المجلس في هذا الملتقى الدولي. وقد نال هذا الجناح اعلى درجات التقدير وكان اكثر الاجنحة زوارا. وقد جمعنا في هذا المعرض عددا كبيرا من كتب شهداء ومفكري الحركة الاسلامية العراقية وعموم الحركة المعارضة الوطنية.
كتب اية الله السيد الحكيم رحمه الله في سجل الزياراة لجناح العراق الاتي:
لقد زرت الجناح الذي انجزته الوحدة الاعلامية للمجلس الاعلى، ضمن الدورة الثانية لمعرض الكتاب الدولي في طهران، فكان جهدا يعبر الجهد المكثف ةالمشكور للاخوة في اعداد هذا الجناح، كما يعبر عن مظلومية شعبنا العراقي وحركة ساحتنا الاسلامية والجهود الثقافية والاعلامية والسياسية التي يبذلها الاخوة العراقيون المجاهدون....محمد باقر الحكيم.
( ونحتفظ بكل تفاصيل هذا المعرض المتميز الرائد في العمل الاعلامي المعارض لنظام صدام)
واحب ان اقتبس من صحيفة الشهادة الاسبوعية الناطقة باسم المجلس الاعلى في عددها 375 مقطعا من كلمة سماحة اية الله الحكيم في يوم العراق المنعقد ضمن فعاليات هذا المعرض الدولي والتي يشير بها الى طبيعة الصراع بيننا وبين نظام الطاغية صدام:
ان الصراع هناك هو صراع حضاري ايضا فالنظام يحاول مسخ الهوية الاسلامية للشعب العراقي. من هنا يكون الدور الاساسي للكتاب في حضارة الامة....ان الكتاب الذي نسعى اليه يجب ان يكون ذا مضمون حضاري وعلمي بما يتضمنه من حقائق تكون هدى للناس ورحمة وبشرى للمسلمين. وهي الخصائص التي اكدها القران الكريم في مواقع عديدة ....اننا بحاجة للتعامل مع الكتاب من خلال هدف مقدس ليوصلنا الى الكمالات الربانية ومن المؤسف ان يتحول الكتاب الى سلعة للتجارة وينظر اليه من زاوية البيع والشراء، دون الاخذ باهمية الموضوع. ومن الضروري ملء الفراغات الفكرية والثقافية الموجودة

السيد الحكيم وهو يكتب تثمينه واعجابه بالجناح العراقي، والى جانبه السيد علاء الجوادي

اسس العمل عند السيد الحكيم
لم يكن السيد الحكيم من نوع السياسيين او علماء الدين الذين يتحركون باليات ردود الافعال والعواطف غير المدروسة والانفعالات. بل كانت عنده اسس للعمل ينطلق منها في الوصول للاهداف التي يتبناها. ومن جملة هذه الاسس حسبما تلمستها منه ومن خلال المعايشة العملية معه:
1-الايمان المطلق بالله وارادته وقدرته وتحكمه بكل الامور.
2- الايمان والاخلاص الكامل لمدرسة اهل البيت عليهم السلام
3- الايمان بالدور القيادي للمرجعية الاسلامية الرشيدة وانها هي الحصن الواقي للامة وللافراد من الانحراف وانها صمام الامان في المجتمع.
4- الانطلاق من ارادة الشعب والايمان بقدرات الشعب ورفض اساليب الوصاية عليه بادعاء انه لا يعرف مصالحه او يفتقد للنضج اللازم لتحركه.
5- الايمان بالعمل المؤسساتي التخصصي. ومن هنا كانت من اول مبادراته مشروعه الرائد والكبير الممثل بموسسة الشهيد الصدر. وكانت هذه الموسسة مؤسسة خدمية وكانت تقوم بدور اشبه ما يكون بدور القنصلية العراقية لكل العراقيين في ايران. وتأسيسه لمنظمات حقوق الانسان والمؤسسات الثقافية.
6-الايمان بالتنظيمات والتجمعات العملية الاجتماعية للجماهير والاعتماد على الهياكل الاجتماعية الجماهيرية وتنظيماتها المتولدة بصورة طبيعية في العمل. ومن هنا كان يدعم وبشجع المواكب الحسينية والتجمعات العشائرية والفرق الرياضية والنقابات المهنية والتحركات المسجدية والنشاطات بالحسينيات.
7- الايمان بالتخطيط والدراسة المستفيضة للمشاريع والمقترحات قبل التنفيذ.
8-احترام العمل الاستشاري والتداولي والاخذ باراء مستشاريه لا سيما ممن يشخص عمقهم الفكري والتزامهم الاسلامي والديني ونضجهم العقلي وحصافتهم ورجاحة ارائهم. كانت عنده نصيحة الاخوان ثمينة جدا. وكنت الاحظه انه يسجل كل مقترح يقدمه اخ من الاخوة في الاجتماعات ولا يستهين بالاراء بل يناقشها ويغربلها ويبلورها فيحولها الى مقترحات عملية من الوزن الثقيل. لا يعني ذلك انه يأخذ بكل رأي يطرح عليه بل انه له طريقته ومنهجيته المتبلورة عندهم عبر تركم الخبرة الطويلة في العمل السياسي والاجتماعي.
9-الالتزام باسلوب التخصص بالعمل وان الاعمال بدون وجود المسؤول عنها تبقى حبرا على ورق. لذلك كان عندما يقترح احد الاخوة اقتراحا يقول له لا بأس بالاقتراح اذا كان السيد رحمه الله فعلا مقتنعا به ولكن هل ستكون انت المحور لتنفيذه او هناك شخص مناسب اخر للقيام به. ومن فوائد هذا الاسلوب هو انه يجعل مقدم المقترح اكثر واقعية في مقترحه لانه ينبغي ان يقدم من سينفذه. بكلمة اخرى ان هذا الاسلوب يقلص مقتراحات البعض التي يجب ان ينفذها اخرون!!!
10- ان العمل الرسالي والتغيري يقتضي الصمود والاصرار والصبر والتضحية. وهذا واضح من سلوكه العملي. يرسل صدام مبعوثا لاخباره انه سيصفي عائلته بعدما صفى فعلا قسما منها فيخرج على الملئ وبكل وضوح وفي صلاة الجمعة يخاطب الطاغية بكلمة الحسين الخالدة "هيهات منا الذلة" ويواصل طريق الجهاد ويسدر صدام في ابادة واضطهاد اسرته. قال لي احد الايام بعدما قتل النظام ستة من اخوته وابنائهم. وكنت قد قدمت له كتابا مطبوعا من تأليفي بعنوان "قرابين المرجع المظلوم". وبعدما شكرني على جهدي في اعداد الكتاب قال والالم يعتصر قلبه وقطرات من الدمع اغرورقت بعينه: ابو هاشم اني اتألم بما لا يمكن وصفه لفقدي هؤلاء الاحبة ولكن هيهات ان تجعلني التضحيات الجسام اتخلى عن مسؤولياتي الاسلامية والوطنية والانسانية.

وعلى صعيده الشخصي فقد كان يتحلى بالكثير من الصفات اللازمة للقائد ومن هذه الصفات التي رأيتها في شخصه رحمه الله:
1- الايمان الكامل بمبادئه والدفاع المستميت عنها. وما ساوم سيد باقر في يوم من الايام على مبادئه التي آمن بها.
2- امتلاكه لمقدرة كبيرة بل هائلة في النقاش واثبات المقولات التي يؤمن بها.
3- التحليل الدقيق للامور المختلفة الاجتماعية والسياسية والحياتية. وقد استفاد السيد رحمه الله من المنهج الاصولي الذي يعتبر من كبار اساتذته في حوزة النجف فهو من مدرسي كفاية الاصول لعدد كبير من الدورات. كان يحلل القضية يطرحها بشهلها الاجمالي ويححل اركانها ويفككها ويدرس مفرداتها ويقارن بين الامور فيكتشف الضعيف من القوي ويؤلف بين الاراء ويضع الفكرة الى ما يتجانس معها بحنكة عجيبة. وما زلت اشعر اني مدين له في هذا المنهج في التحليل الدقيق.
4- االاصرار على المواصلة، كان يؤكد على ان الاصرار والمواصلة لا بد ان تؤتي اكلها ولو الى حين. قال لي بعد توقف الحرب العراقية الايرانية وانكسار الكثيرين من ابناء المعارضة وحتى تفكير بعضهم بالعودة الى نظام صدام، قال لي في تلك الفترة: يا ابا هاشم لو ابقى وحدي ولا ملجأ لي الا الجبال لواصلت المسيرة ولحملت راية المعارضة حتى الشهادة او النصر باسقاط نظام صدام الدكتاتوري.
5- ومن اهم صفاته انه رحمه الله كان جادا في العمل لا يكل ولا يمل لا يهمه جوع او سهر او تعب. بل كان منصرفا عن كل شيئ يبعده عن مهمته الجادة. كنا في مرحلة التأسيس الاولى، نواصل العمل ليل نهار ولا نكاد ان نلتقي بعوائلنا. اذا اننا نخرج لاعمالنا منذ الصباح ونرجع لبيوتنا في منتصف الليل. نخرج وعوائلنا نيام ونرجع وهم نيام. ووقت الجوع ناكل ابسط المأكل مما قسمه لنا الله. وعلى الرغم من افتراءات البعض عليه بالمعيشة الباذخة والترف في مأكله وملبسه، فاقول والله الشاهد ان السيد كان في ملبسه لا يتجاوز ملبس اي طالب علم عادي بل كانت ملابسه بعض الاحيان ابسط من ذلك. اما مأكله فكنا في الكثير من الاحيان نتغدا ونتعشى سوية ولم يكن اكلنا الا عين ما يأكله الحرس وافراد الحماية وبسطاء العاملين وصغار الموظفين. نعم في المناسبات الدينية لا سيما في مجلس ابي الفضل العباس عليه السلام ذلك المجلس الذي ورثه السيد محمد باقر الحكيم من والده المرجع الكبير الامام الحكيم وكان يقيمه في منزله سنويا، فكان السيد يبذل افخر الاشياء اكراما للمجلس العباسي الحسيني الشريف واكراما لعشاق اهل البيت. ولنا في ذلك الكثير من الطرائف واللطائف مع السيد ومنها: في أحد الليالي اوائل الثمانينات، وكنا نجتمع يومياً في منزله، فمن الصباح تجمعنا جلسات عمل وحوار ونقاش وبحث ومتابعة، أتذكر في أحد الليالي كنت أنا واخي السيد ابو اسراء الحكيم مع السيد باقر، وكنا على وشك الخروج من باب منزل السيد، حينها نادانا وقال: هل اليوم نحن تعشينا؟
قلنا: كلا.. وسوف ننام اليوم من دون عشاء لاننا لا نرغب ان نوقض العلويات في ساعة متأخرة من الليل.
ثم قال السيد: تذكرت، اليوم قضيناه كله في الاجتماعات، فأجلسنا وذهب إلى عائلته، وكانت تسكن في الطابق الثاني من البيت حيث كان الطابق الاول مقر عملنا ومكتب السيد محل لقاءاته مع الناس والمراجعين اي ما يصطلح عليه بالبراني، بصينية فيها بيض مسلوق، وبطاطا، وخيار، وطمامة، وخبز، وجلسنا نحن الاثنان، وهو معنا. وكان العشاء من اعداد وتهيئة سماحته رحمه الله.

وما زلت اتحدث عن هذه اللقطات الانسانية اود ان اذكر حادثة لا تنسى وهو اني كنت مع بقية الزملاء في اجتماع لنا في بيت السيد او بكلمة ادق في المكتب. واذا بالتلفون يرن واذا الطرف الاخر من الخط التلفوني يطلبني.ويستعجلني. ذهبت للاجابة على التلفون ثم رجعت للاجتماع وسألني السيد والاخوان ما الخبر؟ اجبتم ان العلوية زوجتي في وضع صحي متأزم. وخرجت من الاجتماع الى البيت وازداد تدهور زوجتي الصحي. واذا التلفون يرن واذا من الطرف الاخر الحاجة ام صادق حفظها الله ورعاها تسأل بلهفة عن وضع زوجتي. قالوا لها: ان وضعها ليس على ما يرام. ثم قالت: ساجيئ فورا وفعلا جاءت ام صادق بسيارة السيد وقالت: لا يصح الجلوس لنذهب فورا للمستشفى واخذت هي زوجتي والتحقت انا بهم بالمستشفى وأُجريت لها يومها عملية. لقد كانت مساهمة الحاجة زوجة السيد لها اكبر الاثر بل الاثر الاكبر في شفاء زوجتي وانقاذها فضلا عن الاثر النفسي.
كما ان السيد ابو صادق رضوان الله عليه كان اريحيا في الحديث ويحب النكة الهادفة العفيفة الفكهة. وكان يورد بعض النكات واللطائف لتلطيف الاجواء. واذكر العديد منها وهي حقا كانت نكات موجهة وهادفة ومضحكة في الوقت نفسه.

كنت اشكو للسيد بعض الاحيان الهجمة المضادة من الاخوة المنافسين حفظهم الله. فكان يقول السيد لي: لا تنزعج يا ابا هاشم ما يقومون بذلك الا انهم متألمون من نجاحنا وعملنا ومن نجاحك وعملك. ان كلامهم علامة صحة باننا نعمل ونتحرك ولو لم نكن كذلك لما ذكرنا احد بشيئ سلبي او ايجابي. وفي يوم من الايام اطلق احدهم كلمة جارحة عليَّ ونقلتها للسيد فاجابني: الاناء ينضح بما فيه اي ان هذه الكلمة تعبر عن حقيقة شخصية مطلقها ولا تعبر عمن الصقت به.
وحول حديث المنافسين والمسقّطين والقادحين فان للسيد طريقة في التعامل معهم كان يقول: على اي حال هم اخوتنا وسنلتقي معهم في المستقبل وان حالنا وحالهم مثل حال يوسف مع اخوته.
واكتفي بهذا القدر من السرد السريع للعمل يومذاك وسيكون التفصيل في الكتاب الذي نامل ان ننجزه لاحقا.

سابعا: السيد الحكيم مفكرا
مقدمة
الفكر الذي تركه السيد الحكيم يعتبر ثروة ضخمة. وقد تعددت المجالات التي ساهم فيها السيد الحكيم عبر كتب وكراسات وخطب ومحاضرات وندوات وحوارات.

على سيبيل المثال لا الحصر فللسيد الحكيم مجموعة من الحوارات السياسية والثقافية والاجتماعية التي أجريت مع سماحته على مدى سنين مختلفة، وجمعت في جزئين. وهذه الحوارات بها الكثير من الاراء والافكار والتصورات المبدعة. وكان لاخي العزيز الاستاذ الحاج محمد هادي الاسدي دور كبير في الحفاظ على جوانب مهمة من تراث السيد الحكيم من خلال عمله الؤوب والمخلص والصامت.

وساحاول ان امر على عدد من العناوين التي شارك بها السيد الحكيم بالعطاءات الفكرية. لقد اضاف السيد الحكيم الكثير من الاضافات للفكر الاسلامي السياسي وغيره والتي تشكل بمجموعها مدرسة متميزة في الوعي الفكري الاسلامي والوطني وستبقى تراثا خالدا للاجيال.

وبعد متابعتي لما كتب السيد الحكيم استطيع ان افرز الميادين التالية:

الرسول واهل البيت عليهم الصلاة والسلام
من محاور اهتمامات السيد الاساسية هو التثقيف بحياة وسيرة الرسول الاكرم واهل بيته الاطهار صلوات الله عليه وعليهم اجمعين.

وكانت للسيد مجموعة خطب وأحاديث وقد صدرت مطبوعة في كتاب ضمن سلسلة في ظلال أهل البيت عليهم السلام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي.

وكتب السيد عن دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة: مجلدان متناولا بهما حياة أهل البيت (عليهم السلام). وكتب كذلك عن دور اهل البيت (عليهم السلام) في الدفاع عن الإسلام. وكتب كذلك عن الحجة والولاية. وتحدث عن الشيعة والتشيع.

واهتم في بعض بحوثه بالادب الاسلامي الهادف وشعراء اهل البيت فكتب عن دعبل بن علي الخزاعي، شاعر أهل البيت (عليهم السلام).

التربية الاخلاقية والمفاهيم التربوية
ومن المحاور التي اهتم السيد الحكيم بالتثقيف بها هو طرح المفاهيم الاخلاقية والتربوية. وله في ذلك العديد من الدراسات والبحوث والمحاضرات والتوجيهات. ولو اردنا ان نشير الى المفاهيم الاخلاقية والاشارات الربوية عنده رحمه الله نجده قد ركز على الاتي:
1-مفهوم الصبر
وقد كتب كراسا حول ذلك بعنوان "وبشر الصابرين" وهو كراس مطبوع ضمن سلسلة منهجنا، وقد عالج فيه مفردة الصبر واهميتها في حياة الانسان.
2- مفهوم الحب في الله
وله كراس بعنوان "الحب في الله" صدر ضمن سلسلة (الطريق إلى الله) وهو عدد من محاضرات الشهيد حول دور الحب في طاعة الله.
3- مفهوم الانفاق المالي
وله كراس كذلك بعنوان "نافذة على الانفاق" وصدر كذلك ضمن سلسلة (الطريق إلى الله) وهو مجموعة محاضرات عالج فيها السيد الشهيد بعض جوانب الأزمة الاقتصادية وعلاقة ذلك بالانفاق المالي.
4- مفهوم رفض الطغيان
كتب الشهيد في هذا المجال كراسا باسم "رفض الطغيان" وصدر ضمن سلسلة (منهجنا) وهو مجموعة محاضرات لشهيد المحراب حول الطاغوت ورفض وجوده والنضال في هذا الاتجاه.
5- مفهوم التزكية
ومن المفاهيم التي ركز عليها السيد الحكيم هو مفهوم تزكية النفس وكتب كراسا بذلك اسمه "منهج التزكية في القرآن" ومع ان هذه الدراسة يمكن ان تصنف ضمن بحوثه القرأنية الا انها اقرب الى المنظومة الخلقية التي كان يربي عليها السيد الشهيد.
6- مفهوم الامانة
وكان لهذا المفهوم اهمية عند السيد الحكيم لذلك خصه ببحث بعنوان "الأمانة وأهل البيت (عليهم السلام)" وهو منهج مارسه السيد الحكيم في استنطاق حياة ائمة اهل البيت في التربية الاخلاقية.
7- جريمة القتل
وضمن دراسته للكبائر بالمجتمع تناول السيد الحكيم جريمة خطيرة عانى منها العالم عموما والعراقيون خصوصا وهي جريمة القتل فكتب فيها كراسا بعنوان "ضوء على القتل" وصدر هذا الكراس ضمن سلسلة الكبائر تناول فيه السيد الشهيد حقيقة القتل وآثاره على المجتمع.

النظرية الاسلامية السياسية
من الامور التي ركز عليها السيد الشهيد محمد باقر الحكيم هو النظرية السياسية الاسلامية. واذا كان السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه كتب فلسفتنا واقتصادنا وكتب مجتمعنا موزعا بين عددا من بحوثه الرائعة، فاراني اقول ان ما كتبه السيد الشهيد الحكيم يمكن ان يطلق عليه سياستنا.
درس السيد الحكيم العديد من المفاهيم السياسية النظرية منها او التطبيقية وقدم من خلالها رؤية اجتهادية اسلامية عميق عن النظرية الاسلامية السياسية. واتمنى ان يقوم احد شبابنا الافاضل بجمع بحوث السيد السياسية ضمن مجلد باسم سياستنا، ليكمل بذلك مشروع رفيق عمره الامام السيد محمد باقر الصدر.
لقد كان للسيد الحكيم اسهامات رائعة في الفقه السياسي الاسلامي وهو ميدان كان شبه مهجور في الدراسات الفقهيه لكنه انفتح على مصراعيه مقترنا مع ارهاصات النهضة الاسلامية التي اخذت طلائها بالظهور منذ السبيعينيات وتتوجت بانتصارات اسساسية في العالم والمنطقة منذ اواخر السبعينيات. وتطالعنا العديد من العناوين التي كتب عنها السيد والتي تتكامل بعضها مع البعض الاخر في رسم النظرية السياسية في الاسلام. لقد كانت كتاباته السياسية في حقول مهمة نشير الى بعض منها:
1- الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق
2- النظرية الإسلامية في التحرك الإسلامي
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كراس صدر ضمن سلسلة (منهجنا) وهو مجموعة محاضرات قيمة للشهيد الحكيم يتناول فيها دور الرقابة الفردية والجماعية على السلوك
4- وحول الكفاح المسلح والجهاد والعمل الميداني، كتب السيد عددا من البحوث مثل:
- الكفاح المسلح في الإسلام
- العمل الجهادي والغطاء السياسي خطبة مطبوعة
5-.خطط العمل السياسي
وكان للسيد مساهمات مهمة في هذا الجانب التطبيقي من النظرية السياسية. فقد كتب عن:
- إستراتيجيتنا المستقبلية / خطبة مطبوعة
5- المشروع السياسي الفكري / خطبة مطبوعة
6- وكان له رؤية متكاملة حول القضية الكردية وله في ذلك " القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية".
7- واحتلت القضية الفلسطينية جانبا مهما من رؤيته السياسية وكتب حول هذا الموضوع "الصراع الحضاري والقضية الفلسطينية"
8- حقول مكملة للجانب السياسي
وقد تناول السيد ضمن رؤيته السياسية بعضا من المساحات المتداخلة مع النظرية السياسية من قبيل كتاباته حول:
- النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية
- دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي
- حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية

وتبقى خطبه وبياناته ورسائله الى المؤتمرات مادة ثرة لاستخلاص افاق نظريته السياسية في حقولها النظرية والفقهية والتطبيقية

الثقافة القرأنية
من خلال معايشتي مع السيد الحكيم رايته كثير الرجوع للقران الكريم في ارائه وتصوراته. كما تعرفت عليه عن قرب في كثرة قرائته للقران وتامله وتدبره.
ناهيك عن تدريسه لعلوم القران في كلية اصول الدين. ومن الطبيعي لمثل انسان يعيش هذه الاجواء ان يؤكد على الثقافة القرآنية. وللسيد عدد من الدراسات القرانية الرائعة اذكر منها:
1- علوم القرآن: مجموعة محاضرات ألقاها سماحته على طلبته في كلية أصول الدين، وقد نقحها، وأضاف عليها، وأعيد طبعها في عام 1417هـ وهو كتاب كبير ومهم.
2- مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد: كتاب كبير ومهم، أصبح منهجا يدرس في بعض الجامعات.
3- الهدف من نزول القرآن وآثاره على منهجه في التغيير: وهو في الأصل بحث كتبه سماحته لأحد مؤتمرات الفكر الإسلامي المنعقدة في جمهورية إيران الإسلامية، ثم وسعه ونقحه، فصار كتابا مستقلا.
4- القصص القرآني: وقد تناول سماحته في هذا الكتاب قصص أولي العزم ضمن منهج اعتمد فيه على القرآن وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) مستبعدا الإسرائيليات التي وردت في الحديث عن الأنبياء.
5- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن: وهو كتاب ألفه سماحته في الستينات، وطبع في العراق أواخر السبعينات، وهو مقتطف من محاضراته في علوم القرآن التي ألقاها على طلبته في كلية أصول الدين ببغداد.
40- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.

في جانب اخر كان للسيد الحكيم محاضرات ودراسات في تفسير القران الكريم وقد صدرت بكتب وكراسات ومن ذلك:
1- تفسير سورة التغابن
2- تفسير سورة المجادلة
وله ايضا دراسات قرانية مخطوطة منها:
1- تفسير سورة الصف
2- تفسير سورة الجمعة
3- تفسير سورة المنافقون
4- تفسير سورة الحشر

وقد يكون من المناسب ان نقترح جمع دراساته في التفسير بمجلد او اكثر ليكون بمتناول من يريد الاستفادة منها.

ثورة الحسين
من مشاهداتي الحسية فقد كان السيد الحكيم شديد التعلق بالامام الحسين وثوار كربلاء وبالعباس. وقد شغلت الثقافة الحسينية حيزا كبيرا من شخصيته. فكان ذكر الحسين والتثقيف بمبادئه لا يفارقه. وله في ذلك كتابات بعضها خطب منها:
1- ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
2- مأساة الحسين (عليه السلام) وتصعيد روح المقاومة.

دراسات عراقية
احتلت دراسة العراق وتاريخه وشؤونه وطبيعة النظام الدكتاتوري الحاكم فيه حيزا كبيرا من فكر السيد الحكيم. وله في ذلك دراسات نذكر النماذج التالي منها:
1- انتفاضة الشعب العراقي 15 شعبان تجسيد الولاء للإسلام وهي خطبة مطبوعة
2- العراق تصورات الحاضر والمستقبل.
3- الوجه الأخر للنظام العراقي.
4- انتفاضة صفر وشهيد المحراب وهو كراس يضم لقاءً صحفيا للشهيد الحكيم (قدّس سرّه) يسلط فيه الضوء على دور الأمة في مواجهة الطغاة.


في القسم الثالث من الدراسة سنتناول:
قضية الحسين في فكر السيد الحكيم
اهمية صلاة الجمعة
المرجعية ودور العلماء في قيادة الامة
ولاية الفقيه

يتبع القسم الثالث





توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 09:40 PM





المدخل والمنهجية
في القسم الاول والقسم الثاني من حديثي عن الشهيد القائد السيد محمد باقر الحكيم مررت على ذكريات ممزوجة بممارسات سياسية. واعتقد ان ما ذُكر القى ضوءا ولو محدودا عن فترة من فترات العمل السياسي العراقي ونضال الشعب من اجل اسقاط الدكتاتورية.
ولا يخفى على القارئ المنصف انه توجد الكثير من التفاصيل لتكملة القسمين الاول والثاني من تلك الذكريات. على الاقل توجد عندي حولها في ارشيفي الشخصي العامر بالوثائق والمستندات والمدونات مئات الصفحات. وقد توجد بل توجد قطعا عند غيري اكثر مما عندي. فليدلو كل دلوه في ساحة التسابق بالخيرات، ولا يعرف النيات الا رب الانسان والحياة.

في القسم الثالث من الحديث عن السيد محمد باقر الحكيم قائد النضال ضد الدكتاتورية، سأمر على بعض من المفاهيم التي اكد عليها السيد الحكيم في عمله النضالي الاسلامي السياسي الاجتماعي والثقافي. وقد ذكرت في جزء من القسم الثاني جوانب ثقافية وفكرية للسيد رحمه الله لذا فان ما سياتي في هذا القسم هو اقرب ما ان يكون امتدادا لتلك الجوانب.

من الطبيعي ان المنهجية في تناول افكار اي شخصية ستركز على اقواله وكتاباته وحواراته، وبمقدار تقيدها باصالة النص والتأكد من صدوره عن تلك الشخصية ستكون دقة التوصلات والاستنتاجات. وسأتجنب ان اقوّل النص ما يريده كاتب الدراسة، لذلك سارجع الى نصوص السيد الحكيم ذاته في تناول المفاهيم وترتيبها وتبويبها. وبذلك سيكون دور الباحث في هذه الحالة هو اظهار افكار صاحب الدراسة لا افكار كاتبها، مع وجود الاتفاق والتطابق قطعا وبدرجة كبيرة جدا بين الكاتب كتب الله له حسن العاقبة والمترجم له حشره الله الى جنان الخلود.
اذكر ذلك لايضاح المنهجية في التعاطي مع هذا الجانب من البحث كما تقتضيه الامانة العلمية ومنهجية البحث العلمي. ستركز هذه الصفحات على المفاهيكم التالية في فكر السيد محمد باقر الحكيم:
اولا: قضية الحسين
ثانيا: اهمية صلاة الجمعة
ثالثا: المرجعية الدينية ودور العلماء
رابعا: ولاية الفقيه

وسنكمل الحديث عن مفاهيم اخرى في حلقات لاحقة من هذه الدراسة.

قضية الحسين في فكر السيد محمد باقر الحكيم
وفي نص البيان الذي وجهه السيد الحكيم إلى الشعب العراقي بمناسبة حلول شهر محرم الحرام، وذلك يوم الجمعة 4 / 8 / 1989 م الموافق 1 / 1 / 1410 هـ يقف القارئ الكريم على طبيعة فهم السيد الحكيم للثورة الحسينية وامتداداتها في المجتمع المعاصر. لقد بلور السيد الحكيم الكثير من افاق رؤيته لهذه القضية من خلالها. ولذلك سنتابعه ونتابع فهمه لقضية الحسين من بين سطورها.
يرى السيد الحكيم انه تتجدد في كل عام ذكرى كربلاء وعاشوراء، وتتجدد معها صور التضحية والفداء، وصور البطولات الرائعة والوفاء، وصور الإخلاص والصدق مع الله تعالى، وصور الصبر والإيمان المطلق بالله، وصورة المأساة الأليمة التي لا زالت تعيش في وجدان البشرية، وتتفاعل مع مسيرة الإنسان التكاملية لتدفع بها نحو مدارج العزة والكرامة.

ويعتقد السيد انه تتجدد بها كذلك صورة التجسيد الرائع للقيم والمثل الإلهية في الإنسان الذي منحه الله شرف الخلافة وثقل الأمانة والمسؤولية، وقوة الإرادة التي تزيل الجبال ولا تلين.
ويقصد السيد الحكيم بالانسان ذلك الإنسان الذي تربى في أحضان الرسالة المحمدية، وارتضع من ثدي الإيمان الفاطمي وارتوى من العرفان العلوي وورث الأنبياء والأوصياء في صفاتهم وعلومهم ومسؤولياتهم ذلك هو الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
والسيد الحكيم وهو يخاطب من امن بمدرسة الحسين وطريقته في العمل والنضال والكفاح، فانه يسعى لان يستخلص اهم الدروس والعبر من واقعة كربلاء ومع انه يعلم ان الحديث عن مأساة كربلاء وصورها المتباينة حديث طويل لأن هذه القضية الفريدة في تاريخ البشرية إنما تعبر عن أطروحة إلهية في مسيرة الإنسان على الأرض لتكون المدرسة التي تتربي على يدها أجيال الأمة المحمدية الخاتمة ولتمثل أحد المعالم الرئيسة في مسيرة البشرية كلها. ولا بد للإنسانية في جميع أدوارها أن تستفيد الدروس تلو الدروس من هذه المدرسة المعطاء. الا انه يستخلص منها عبرا للواقع المعاصر. فهو يعتقد انه يمكن لنا في هذا العصر، وفي كل عصر، أن نتعلم منها الدروس الكثيرة. ومن الدروس التي اقتطفها من الروضة الحسينية:
1- دروس التضحية والفداء:
التضحية بالنفس والأولاد والإخوة والأصحاب والأهل والأطفال والأحبة. التضحية بالعلماء والصالحين والأبرار من خيرة أهل الأرض. والفداء بالجاه والمال والمستقبل الدنيوي والموقع الاجتماعي، وما يمكن أن يقدمه الإنسان الصالح من خدمة في حياته بين الناس. كل ذلك من أجل تحقيق الأهداف السامية التي وضعها الإنسان أمام عينيه وأداء وظيفته الشرعية، وإنجاز المسؤولية المهمة الملقاة على عاتقه.
من هنا يعتقد السيد الحكيم رحمه الله ان الحسين يعلمنا درساً عظيماً ويوضح لنا الموقف بشكل حاسم حيث يقطع الطريق على كل أولئك المترددين في سلوك هذا الدرب بسبب حسابات الخسارة والربح والتذرع بأن هذه التضحيات تمثل خسارة للمجتمع الإنساني حيث يمكن لهؤلاء الصالحين ان يقدموا خدمة عظيمة له لو كتب لهم البقاء في المجتمع. إن الحسين وأهل بيته وأصحابه كانوا يمثلون خيرة أبناء الأمة على الإطلاق علماً وأخلاقاً ومركزاً اجتماعياً وقدرة على العطاء، ولكنهم قدموا كل ذلك رخيصاً في سبيل الإسلام. وهذه المسألة بالذات هي احدى اهم المنطلقات التي انطلق منها السيد الحكيم بالعمل ضد الدكتاتورية وكانت احدى محاور اختلافه مع البعض دون ان يشكك بنواياهم.
2- الإيمان المطلق بالحكمة الإلهية:
ودرس آخر يؤكده السيد الحكيم في قرائته للعطاء الحسيني هو درس الإخلاص والثقة بالله تعالى والإيمان المطلق بالحكمة الإلهية حيث نجد أن الحسين عليه السلام لم يتزعزع في نفسه حتى في لحظات الاحتضار، أي شيء من القيم والمثل والمفاهيم الإلهية. ولم تهتز في نظره الصورة المشرقة للرسالة الإسلامية وأهدافها بالرغم من عمق المأساة وقوة الصدمة التي واجهها عندما رأى كل هؤلاء الناس الذين كان يأمل فيهم أن يكونوا أنصاراً له وإذا بهم يتكالبون عليه ويشهرون سيوفهم ضده وينزلون به هذه المصيبة الفادحة ويرى نفسه وحيداً لا ناصر له ولا معين بعد أن قتل جميع أهل بيته وأصحابه ثم يرى ما هو أشد هولا من ذلك وهو سبي عيالاته والمصير المجهول لنسائه وأطفاله. وقد تمثل السيد الحكيم هذا الفهم بحياته الجهادية فلم يشك طرفة عين باحقية الطريق الذي يسلكه.
3- الثبات على المبدأ والعقيدة
والدرس الثالث الذي يؤكد السيد الحكيم على تعلمه من الحسين عليه السلام هو درس الصبر والثبات والصمود على المبدأ والعقيدة مهما كانت الخسائر والتضحيات والنتائج ومهما كانت الضغوط النفسية والعاطفية أو العذاب الجسدي. هذا الصبر الذي ينطلق من الإيمان المطلق بالله تعالى وقدرته على التغيير والنظرة البعيدة للأشياء ونهاياتها والالتزام بأداء التكليف والوظيفة الشرعية والإيمان بالنصر الإلهي الحتمي. ويبدو ان هذا الفهم الاصيل هو الذي قاده بعدما وصلته رسالة نظام العفالقة ان لم تنتهِ من المعارضة سنبيد عائلتك اضافة للستة الذي قتلناهم، فيخرج الحكيم امام الملأ ليقول كلمة الحسين الخالدة: هيهات منا الذلة.
ويرى السيد الحكيم ان الحسين عليه السلام كان يفهم النصر في جانبه الذاتي أنه الانتصار على النفس الأمارة بالسوء ورغباتها وشهواتها حيث يتجسد هذا النصر بأداء التكليف الشرعي والوظيفة الإلهية وأداء الأمانة الثقيلة التي وضعها الله على عاتق الإنسان، وأن النصر في جانبه الموضوعي وفي الحياة الاجتماعية ومسيرة الإنسان يتمثل في تكامل هذه المسيرة ودفعها إلى الأمام من خلال إيقاظ ضمير الأمة وتحرير إرادتها من الخوف والرعب والشهوات والضغوط الداخلية والخارجية.
وقد حقق الحسين عليه السلام هذا النصر بكامله في ذاته وفي مسيرة الأمة، وبذلك يمكن أن نفهم كيف علمنا الحسين عليه السلام انتصار الدم على السيف، وانتصار التضحية والفداء على القوة والطغيان. ويورد السيد الحكيم على ذلك امثلة من قبيل:
- قول الحسين عليه السلام: «إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً».
- وقول أبيه علي عليه السلام: «الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين».

وهكذا يستنتج السيد الحكيم ان الإمام الحسين عليه السلام كان ينظر إلى المستقبل ويرى أن جميع أهدافه التي نهض من أجلها قد تحققت في مسيرة الأمة. فالحسين عليه السلام كان يستهدف من نهضته إقامة حكومة القسط والعدل الإلهي، وتحرير إرادة الإنسان المسلم من الهيمنة الداخلية والخارجية والتعبير عن العزة والكرامة الإنسانية من خلال رفض الظلم والطغيان وحفظ الأمة الإسلامية من الضلال والانحراف.
وهذا الفهم للشهيد الحكيم يدعو الجميع الى الفهم الجدي لمعنى اسقاط نظام طاغوتي دكتاتوري من اجل اقامة نظام صالح لا من اجل صراع على مكاسب ومناصب مما يعني استمرار عدوان النظام السابق على الانسان بصورة اخرى لا تخلو من تزويقات فارغة بالشكل لا بالمضمون.

ويشير الحكيم الى امتداد الثورة الحسينية عبر الاجيال فيقول: وقد وجدنا أن جميع هذه الأهداف تأخذ مسارها في تاريخ الأجيال التي جاءت بعد الحسين عليه السلام تصبح هذه المثل والقيم هي الأهداف التي تسعى إليها الأمة الإسلامية وتجاهد من أجلها وتتقدم باطراد باتجاهها.
ومن هنا نرى ان ثورة الحسين التي كان لها اكبر الاثر في تدمير نظام الطاغية صدام وعفالقته سيكون لها اكبر الاثر في تصحيح المسار اذا انحرف عن الاهداف الانسانية الصالحة في اقامة مجتمع السلم والعدل والسعادة.

وعندما يدرس السيد الحكيم المضمون الحقيقي للثورة الحسينية فانه يتوصل الى إن طبيعة المعركة التي خاضها الحسين عليه السلام في صدر الإسلام ضد التسلط والهيمنة اليزيدية تشبه إلى حد كبير طبيعة المعركة التي يخوضها المسلمون في هذا العصر ضد قوى الاستكبار والكفر العالمي.
ويؤكدد السيد الحكيم تقدست نفسه إن الحسين عليه السلام قاتل ضد الانحرافات والضلالات التي حاول الأمويون ويزيد الطاغية أن يفرضها على المجتمع الإسلامي من أجل تغيير الهوية الإسلامية لهذا المجتمع وتحويل المسلمين الذين حررهم الإسلام من عبودية الأصنام والأفكار الجاهلية وتسلط الفرس والروم، إلى أرقاء ليزيد وجلاوزته وعمّاله.
وينتقل الى طبيعة الصراع المعاصر مع الاعداء فيقول: إن الصورة التي نشهدها هذا العصر في الصراع مع قوى الاستكبار والكفر العالمي، مع أمريكا وإسرائيل وحلفائهما وعملائهما تشبه إلى حد كبير صورة الصراع الحسيني مع يزيد بن معاوية.
والسبب الذي يورده الحكيم هو ان الحسين عليه السلام كان يخوض الصراع مع يزيد نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء، ولذا وجدناها تتجاوب مع نهضته في جميع الأقطار.

ويشبه السيد الحكيم معركة الامة الاسلامية مع اعدائها اليوم بمعركة الحسين مع يزيد في الماضي. ويستخلص أن الاستكبار العالمي وأمريكا بالخصوص تلجأ إلى وسيلتين رئيسيتين في حربها مع الامة هما:
الأولى: سياسة القمع والإرهاب والتدمير الوحشي، من خلال انظمة منحرفة مثل نظام العفالقه الحاقدين على الإسلام والقيم الإسلامية، الذي وظف قدرات وإمكانات الشعب العراقي بالقوة وسلطة الحديد والنار، من أجل قمع النهوض الاسلامي في العالم والمنطقة، ولمنع نهوض الشعب العراقي المسلم.
ويمكننا ان نضيف الى ما ذهب اليه السيد الحكيم رحمه الله توظيف المجاميع الارهابية والتي كان هو شخصيا من ضحاياها.

ويؤكد السيد الحكيم أن القمع ينتشر كوسيلة استراتيجية لقوى الكفر والصهيونية العالمية في المنطقة كلها، وضد الشعب العراقي والفلسطيني خاصة.

والثانية: محاولة تضليل المسلمين من خلال طرح الإسلام المشوّه والمحرّف وبالصيغة التي تؤمّن مصالح الكفر العالمي حسب تعبير السيد الحكيم. ويؤكد السيد ان هذا الأسلوب لم يكن جديداً، وإنما كان نفس الأسلوب الذي اتبعه يزيد في مواجهة الحسين عليه السلام.
فأمريكا تطرح الإسلام المهادن، الإسلام الذي يسكت عن الظلم، ويداهن الطغاة!! الإسلام الذي يشتري الضمائر بالأموال والهدايا!! الإسلام الذي يمكن أن يتعايش مع الطغاة ورجال المخابرات ويرضى بالفساد والنهب والسلب لأموال المسلمين وتسلط الأجانب على رقابهم!! الإسلام الذي يوافق على استلاب القبلة الأولى للمسلمين وتدنيس المسجد الأقصى... الإسلام الذي يمنع التدخل بالسياسة ضد أمريكا وإسرائيل ويوظف كل طاقات الأمة الإسلامية وأموالها لإفساد المسلمين وتضليلهم وإذلالهم!! ونقول تايدا لتصورات السيد ان الجهاز الاعلامي العربي الضخم مارس عملين اعلاميين اساسيين هما محابة ارادة الشعب العراقي عبر تأيد الارهاب زتشويه مسيرنه التحررية من جهة ونشر الفساد والانحلال الخلقي من جهة ثانية وهاذا واضح جدا لكل مراقب لا سيما بعد سقوط النظام لاحظنا
من هنا يذهب السيد الحكيم الى ان الإسلام المحمدي الأصيل مرفوض من أمريكا وأتباعها من أمثال صدام العفلقي لأن هذا الإسلام يؤمن بالجهاد وهو الإرهاب في نظرهم، ويؤمن بعودة الإسلام إلى حياة المسلمين، وهو تخلف أو تطرف حسب زعمهم، ويؤمن بالرجوع إلى الكتاب والسنة النبوية وهو رجوع إلى الأصول.
ويكمل السيد الحكيم الصورة بقوله: وإذا لم يقبل الإنسان المسلم في هذا العصر «الإسلام الأمريكي»! فلا بد من قتله حتى لو كان أعزلا أو طفلا أو امرأة كما يصنع الآن بأبناء العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، ويهدم داره ويشرده في الأرض بدون مأوى، وهو إرهابي لا يستحق الحياة، ولا بد من حرمانه من جميع الحقوق الإنسانية المدنية والسياسية، وتصادر أمواله وتهتك عياله، ويتعرض لأقسى ألوان التعذيب الوحشي في السجون والأقبية والزنزانات. ونقول تعليقا على كلام السيد اما الارهاب والارهابيين الحقيقيين فهم في حماية من يدعي العداء للارهاب.

ويشير السيد الحكيم رحمه الله الى موقف الحاقدين على الإسلام والعملاء للأجانب، من الحسين والشعائر الحسينية وأنصار الحسين وشيعة الحسين في العراق، لأن العفالقة المجرمين وصدام الحاقد وجميع أعداء الإسلام يعرفون الأثر العظيم الذي يمكن أن تتركه الشعائر الحسينية وثورة الحسين في نفوس المسلمين وخصوصاً العراقيين الذين ارتوت بلادهم من دم الحسين الزكي وتربوا في أحضان الثورة الحسينية وأئمة أهل البيت وعلماء الإسلام العظام، وتعلموا الدروس من هذه المدرسة العظيمة. والذي يؤكد اقوال السيد ان اذناب اعداء الامة لجؤوا حتى بعد القضاء على نظام صدام الى محابة انصار الحسين وابادتهم. ولكن هيهات فاذا قتل نفر واحد في طريق الطفوف فان الالافا غيره ستبرز للحتوف.

وقد تنبأ السيد الحكيم من خلال فهمه لطبيعة المجتمع العراقي ومبادئه واهدافه الى إن هذا الشعب سوف يتمكن بعون الله من مواصلة طريق النصر حتى الإطاحة بهذا النظام المجرم، كما تمكن من الصمود أمام أنظمة القمع التي شهدها في تاريخه كنظام زياد ابن أبيه وعبيد الله والحجاج الثقفي والمنصور الدوانيقي والمتوكل العباسي وعهود بني عثمان وغيرها. وصدقت نبؤته.
ولا يريد السيد الحكيم ان تقف الامور بحدود التثقيف المجرد لذا يطرح السيد الشهيد سؤالا مركزيا للعاملين ولابناء الشعب اذ يقول: ما هو المطلوب من أبناء شعبنا في الداخل؟
ويقدم الاجابة عليه بقوله: لا بد لابناء الشعب العراقي في الداخل أن يستلهموا مدرسة الحسين في الصبر والثبات والصمود والتضحية والفداء والإخلاص لله تعالى والثقة به، والتمتع بروح الأمل وعدم الاستسلام للنظام الذي يريد أن يبيع العراق في سوق التجارة السياسية الدولية، ويحول قدرات الجيش العراقي للعدوان على البلاد الإسلامية فتارة العدوان على إيران، وأخرى على لبنان وهكذا...

ويقدم لنا السيد محمد باقر الحكيم المنهجية الرسالية في التعامل مع الحسين وذكرى شهادة الحسين عبر نقاط محددة هي:
1- الاهتمام بإقامة الشعائر الإسلامية والتمسك بتعاليم الإسلام وخصوصاً الشعائر الحسينية والتوافد على زيارة الأئمة الأطهار واللجوء إليها بالشفاعة والتوسل والدعاء لله تعالى في الخلاص من هذا الحكم الكافر والمزيد من الارتباط بالعلماء الأعلام والتوجه إلى طلب العلوم الدينية.
2- الاهتمام بالثقافة الإسلامية لترسيخ الوعي الإسلامي والحس الديني ودراسة مواقف النظام المجرم والعملاء المتعاونين معه على ضوء الإسلام وتعاليمه.
3- الاحتفاظ بالعلاقات الإنسانية والمثل والقيم الإسلامية، وحفظ البنية العائلية التي يعمل النظام على تخريبها وتفكيكها وهدمها، وكذلك البنية العشائرية في التناصر والتحابب والصلات الرحمية.
4- تشكيل الخلايا السياسية والإعلامية ذات الطابع الجهادي لمقاومة أعمال النظام اللانسانية والتي يستهدف منها استعباد الشعب وإذلاله من خلال القمع والإرهاب أو تضليله بالادعاءات والشعارات الفارغة. ويكون من أهم النشاطات لهذه الخلايا هو العمل على إشاعة روح التضامن والإخاء بين أبناء الشعب وكشف أزلام النظام وعملائه، وعزلهم عن المجتمع ومطاردتهم، وبناء القاعدة الإسلامية الإيمانية في المجتمع.
5- مقاومة عمليات الهيمنة والتسلط للأجانب على بلادنا لأن النظام يقوم بالنيابة عن أمريكا بتنفيذ المهمات القذرة في المنطقة، وزج الشعب العراقي في حروب عدوانية ضد شعوبها.
6- الاهتمام بعوائل الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله ودفاعاً عن الإسلام وشرف الأمة في العراق ورفضوا الظلم والتسلط الأجنبي.

أزمات النظام والتظاهر الكاذب بالقوة
ومن خلال قضية الحسين عليه السلام يورد السيد الحكيم حقيقة مهمة تبين ضعف الانظمة الدكتاتورية الارهابية. فقد اكد السيد الشهيد: أن النظام الظالم الصدامي المباد مهما ظهر بمظهر القوة والجبروت فهو يشعر بالخوف والرعب من الشعب العراقي ويعاني بشكل حاد من الأزمات. ويشير السيد الى عدد من تلك الازمات:
- أزمة الاختلافات الداخلية في الجهاز الحاكم،
- وأزمة الرفض السياسي والعزلة عن الشعب،
- وأزمة الديون المتراكمة والعجز الاقتصادي، بعد الخراب الواسع الذي أنزله بالعراق،
- والعزلة في المجتمع الدولي والإقليمي، بالرغم من مظاهر التأييد الكاذب التي يحصل عليها النظام أحيانا بسبب المهمات القذرة التي يقوم بها لصالحهم وهي مهمات مرحلية وسوف يتخلى عنه حتى هؤلاء الأسياد وعملاؤهم في الوقت المناسب.

خطباء المنبر الحسيني
ولاهمية دور الخطباء الحسينيين في الصراع والنضال ضد الظلم يرسم السيد الحكيم الدور الرسالي لخطباء المنبر الحسيني والأدباء والشعراء وكل المبلغين الذين يساهمون في إحياء هذا الموسم الشريف. وينطلق في ذلك من أن الدور الأساس للخطيب والمبلغ هو إبلاغ الرسالة الإلهية بجميع أبعادها وهذا الدور يمثل مسؤولية كبيرة تحملها الأنبياء والأئمة الأطهار، والأمة الآن بحاجة إلى من يتحمل المسؤولية إزاءها. وحدد السيد واشار إلى هذه النقاط:
1- الاهتمام بحفظ وحدة الأمة وتماسكها والاجتناب عن طرح القضايا التي تثير الخلاف أو التساؤلات أو الشكوك لدى أبناء الأمة.
2- رفع المستوى الروحي والأخلاقي لدى أبناء المجتمع خصوصاً فيما يتعلق بالصبر والثبات وروح الأمل والتطلع للمستقبل والاستفادة من دروس نهضة الحسين عليه السلام في هذا المجال.
3- طرح الجانب السياسي والتربوي في قضية الحسين إلى جانب طرح الجانب المأساوي وتطبيق نهضة الحسين عليه السلام على ظروف العصر الحاضر ليفهم المستمع الكريم والذين يحيون هذه الشعائر المباركة، من هو الذي يقوم بدور الحسين في هذا العصر؟ ومن هو الذي يقوم بدور يزيد في هذا العصر؟ وما هو الموقف الحسيني في هذا العصر وخصائصه؟ فنحن بحاجة إلى تشخيص الدور الحسيني، والموقف الحسيني والتخلق بالأخلاق الحسينية في عصرنا الحاضر والتزود من مدرسة الحسين. فإن الشعائر الحسينية كما يجب الاهتمام فيها بالشكل وجانب المأساة والعاطفة وتحريك الوجدان كذلك يجب الاهتمام بالمضمون الفكري والثقافي والسياسي لهذه الشعائر.
وإن كل واحد من هذين الأمرين يكمل الآخر في التأثير على حياة الإنسان وحركته لأن الإنسان مركب في محتواه الداخلي من العقل والوجدان، والعقل يمثل أداة الهداية إلى الصواب، والوجدان والعاطفة يمثلان الطاقة المحركة في مسيرة الإنسان، وعندما تتجانس العاطفة مع العقل تتكامل المسيرة الإنسانية.

اهمية صلاة الجمعة
أَمَّ السيدُ محمد باقر الحكيم في مدينة النجف الاشرف وفي حرم امير المؤمنين جماهير محافظة النجف للمرة الربعة عشر. وقدم لهم الصورة التي ينبغي ان تسير عليها الامور وكانت تلك الخطبة والخطب التي سبقتها منهج عمل. وكان السيد يتحدث وهو يجود باخر انفاسه عندما كان يتوقد في عطاء وهو يستحث الخطى للقاء الله وزيارة رسوله والائمة من اهل البيت والشهداء والصالحين ومن سبقة من رفاق الطريق ومن اهل بيته الكرام. وما ان خرج من الحرم الامين حرم امير المؤمنين حتى امر الشيطان الكبير شياطينه المجرمين الصغار ليضغطوا على ازرار الجريمة القتل السيد محمد باقر الحكيم. وما هي الا دقائق عن مفارقته لمحراب صلاة الجمعة حتى دووا الانفجار ورحل امام صلاة الجمعة النجفي الى الله.
كانت ارادة الله عز وجل ان تكون خاتمة حياة السيد الحكيم هي امامة صلاة الجمعة. من هنا فان اهتمام السيد الشهيد بهذه الشعيرة المباركة كان معمدا بدم الشهادة، فكان خاتمة القابه الكريمة شهيد المحراب.

لا شك ولا ريب ان صلاة الجمعة من الشعائر الاسلامية تلعبادية السياسية التي اولتها الشريعة الاسلامية اهمية كبيرة وانزل الله حولها في القرآن الكريم سورة سميت باسمها وهي سور سورة الجمعة، يقول الله تبارك اسمه وجل جلاله:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تعلمون
وهناك العديد من الاحاديث المروية عن الرسول الاكرم واهل بيته الاطهار في الحث والاهتمام بصلاة الجمعة، يقول الامام السجَّاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام في دعائه في يوم الجمعة وهو من الأدعية المدرجة في الصحيفة السجادية:
«وَوَفِّقْنِي لأدَاءِ فَرْضِ الْجُمُعَاتِ * وَمَا أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيْهَا مِنَ الطَّاعَاتِ، وَقَسَمْتَ لأَهْلِهَا مِنَ الْعَطَاءِ في يَوْمِ الْجَزَاءِ * إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ».

كان للامام السيد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه الدور الاكبر في وسط شيعة اهل البيت عالميا بالاهتمام بصلاة الجمعة. فقد احيى هذا الفقيه الكبير من فقهاء مدرسة اهل البيت عليهم السلام هذه الشعيرة المقدسة بعدما مرت بفترات طويلة من عدم الاهتمام بها الا من قليلين على صعيد المسلمين الشيعة.
وعلى صعيد العراق كان للمرجع الكبير السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه دور كبير في تعميق وتعميم صلاة الجمعة بين العراقيين. بل كانت اقامته لهذه الشعيرة من اهم وسائل تأجيج المعارضة والصراع ضد الدكتاتورية واسيادها واذنابها. فكان بحق امام مسجد الكوفة الذي يعيد احياء ذكرى الامام علي بن ابي طالب وهو يأم المصلين في مسجدها بالصلوات وبصلاة الجمعة. ودفع السيد الشهيد الصدر الثاني حياته ثمنا لاقامة صلاة الجمعة لايقاظ الشعب العراقي وتحريكه ضد الدكتاتورية. لكنه نجح ايما نجاح في ترسيخ هذه التجربة فراحت مدن العراق تعج بالفقراء والمستضعفين لاداء فرض الجمعات.


السيد الحكيم يلقي خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحيدري الشريف

وجاء دور السيد الشهيد محمد باقر الحكيم داعما لهذه الجهود في دفع شيعة اهل البيت في ممارسة هذه الشعيرة الاسلامية العبادية السياسية. وقد اراد السيد الشهيد الحكيم ان يطرح اهم مفاهيمه عن الدولة العراقية الجديدة من خلال صلاة الجمعة فكانت خطبه اربعة عشر بعدد المعصومين من اهل بيت النبوة بمثابة منهجا يرجع اليه في هذا الشان.

ركز السيد الشهيد الحكيم في خطبة يوم في صلاة الجمعة في النجف الأشرف في الصحن الحيدري الشريف 28/ ربيع الأول/ 1424هـ - 30/5/2003م على اقامة هذه الشعيرة الشريفة ـ التي تقام لأول مرة في هذا الصحن الشريف، وبهذا الاجتماع الواسع ـ وسعى السيد الحكيم ان يلخص اهم الافكار حول هذه الصلاة عبر نقاط محددة هي:
1- اهمية صلاة الجمعة
بين السيد الحكيم ان: صلاة الجمعة من فرائض الله، وقد ورد الحثّ عليها في القرآن الكريم كما ورد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله في الحثّ على هذه الشعيرة وورد الحث على هذه الشعيرة على لسان أئمة أهل البيت عليهم السلام واحداً بعد الآخر حيث تحدثوا عن أن هذه الشعيرة تمثل علامة من علامات الإيمان وأن من تركها لثلاث مرات طبع على قلبه بالنفاق أو كان من المنافقين أو طبع على قلبه، وتعبيرات مختلفة في نصوص موثقة وردت عن أهل البيت عليهم السلام حول صلاة الجمعة.

2-هدف صلاة الجمعة
ويرى السيد الحكيم ضرورة الاهتمام بالهدف الذي كانت من أجله هذه الشعيرة المقدسة. ويحدد السيد الحكيم اهم معالم الهدف من اقامة هذه الصلاة عبر نقاط:
1-الهدف الذي يمثل وحدة الأمة في اجتماعها، ولذلك جعلت هذه المسافة الواسعة التي لابدّ من المحافظة عليها لتجسيد الوحدة في اجتماع واحد للأمة تعبّر فيه عن موقفها ورأيها، وتعبّدها لله سبحانه وتعالى والتزامها بهذا المنهج الشريف في الإسلام.
2- إن هذه الشعيرة وضعت لتفعيل الجانب الروحي والمعنوي للمؤمنين وجُعِلَ من شروط هذه الخطبة ـ بل من شروط الخطبتين أن يتحدث الخطيب بأن يحمد الله ويثني عليه، ويعظ المؤمنين ويتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرح وبيان القضايا ذات العلاقة بحركتهم الاجتماعية وحركتهم السياسية والروحية، إلى غير ذلك من الخصائص التي تمّ التأكيد عليها في الخطبتين ومضمونهما.
إذن، فالاهتمام بالجانب الروحي والمعنوي والعبادي في هذه الشعيرة هو ما يعبّر عنه بـالموعظة في المصطلحات الفقهية، وهو يعتبر أحد الأهداف الرئيسية المهمة لهذه الشعيرة. ويوضح السيد من جهة اخرى انه لابدّ أيضاً في هذه الشعيرة من الاهتمام بالجانب الثقافي للجماعة والأمة. فالخطيب الذي يتحدث إلى الأمة لابدّ له أن يثري ويصعّد ثقافتها ويأخذ بيدها خطوة إلى الأمام في هذه الثقافة الدينية الإسلامية الاجتماعية، التي تجعلها أمة صالحة قادرة على القيام بمسؤولياتها وواجباتها من خلال فهمها للإسلام وللشريعة وللحياة، وظروف هذه الحياة. ولابد لهذه الشعيرة من توعية الأمة وجعلها قادرة على تشخيص مواقفها في مسيرتها التي لها أبعاد عديدة، ومواجهتها للمشكلات والأحداث. هذه الشعيرة وضعت بهذه الصيغة وطُلب من المؤمنين أن يتحملوا هذا العناء الخاص والاجتماع الخاص من أجل أن يصلوا إلى مثل هذه الأهداف.
3- مضافاً إلى كل ذلك هناك قضية تعبئة الأمة، وجعل هذه الأمة في طاقاتها وتنظيمها وحركتها قادرة على أداء دورها الحقيقي في المجتمع الإنساني.
وينطلق السيد الحكيم في تثبيت النقطة الثالثة من ايمانه إن للأمة في النظرية الإسلامية دور عظيم، سواء كان ذلك في عهد المعصوم، من الأنبياء والأئمة الأطهار أم في عهد الإمامة غير المعصومة، صحيح أن في عهد الإمامة المعصومة يبدو دور الأمة أكبر وأعظم، وعهدنا هذا هو عهد غيبة سيدنا ومولانا الإمام المهدي. فيقول: نحن عندما نتحدث عن توعية الأمة وإعطائها الدور الحقيقي في حركة المجتمع، نتحدث عن رؤية شرعية إسلامية لابدّ أن تكون واضحة لدى الأمة كلها لتقوم بواجباتها، وقضاياها الكبيرة تجاه مظلومية المستضعفين، وتجاه قضايا الاستبداد، والظلم والهيمنة والسيطرة، والعولمة، وإلى غير ذلك من القضايا المهمة الرئيسة التي لا يمكن أن يواجهها الإنسان الاّ من خلال حركة الأمة.
إذن، فيرى السيد الحكيم ان هذه الشعيرة إنما يكون أداؤها راجحاً ضمن هذه المواصفات التي ذكرها. وبمقدار ما تتمكن الأمة بعلمائها وخطبائها ومثقفيها وأوساطها الاجتماعية المختلفة من تحقيق ذلك، تصبح قضية إقامة صلاة الجمعة ضرورة من ضرورات هذه الأمة

3- الجانب الفقهي من صلاة الجمعة
كما اسلفنا في عدة مواضع ان السيد محمد باقر الحكيم صريح وواضح وقوي في ذكر ما يؤمن به ومن هنا جاء طرحه للجانب الفقهي من صلاة الجمعة وامام الناس قاصدا من ذلك التثقيف الاسلامي والسياسي والفقهي حول هذه الشعيرة المباركة. يقول رحمه الله عن الجانب الفقهي مع حذره من طرح امور علمية دقيقة الا في المكان المناسب لطرحها الا انه يقدم الحد المفيد من المعلومات الضرورية فيقول: نحن لا نريد تناول هذه الشعيرة من الجانب الفقهي لها، وذلك له مجال خاص، وتناوله أيضاً علماؤنا في أبحاثهم الفقهية ـ وانتهوا ولاسيما في العقود الثلاثة الأخيرة ـ إلى أن هذه الشعيرة بصيغتها المضبوطة والمحببة تعتبر واجباً تخييرياً، يخيرّ فيها الإنسان بين إقامتها كصلاة جمعة بشرائطها وضوابطها، وبين صلاة الظهر الرباعية، هذا ما انتهى إليه غالب فقهائنا في العقود الثلاثة الأخيرة. وهذا الرأي الفقهي هو رأي مراجعنا العظام من ناحية، وأيضاً ما سار عليه شيعة أهل البيت عليهم السلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، فمنهم من يقيم هذه الشعيرة وفق ضوابطها، ومنهم من يكتفي بصلاة الظهر جماعة أو فرادى.

4- الجانب العملي
ويؤكد السيد على اهمية صلاة الجمعة في جانبها العملي فيقول عن هذا الجانب وعن دورها في هداية الامة وتوجيهها: عندما نريد التحدث عن صلاة الجمعة نرى أن فيها أبعاداً عديدة .... أودّ أن أشير بهذا الصدد وفي هذه الخطبة إلى تشخيص الوضع العلمي الذي ندعو إليه تجاه هذه الشعيرة، فالرأي الفقهي كما ذكرت هو الرأي التخييري. ونحن نعتقد ويشاركنا في هذا الاعتقاد أيضاً مراجعنا العظام عندما شاورناهم في هذا الأمر ـ أنه من المستحسن والراجح إقامة هذه الشعيرة سواء من الناحية الفقهية، كما تشير إلى ذلك النصوص، أم من الناحية الاجتماعية، فإن في إقامتها فوائد كثيرة تحتاجها الأمة، ولكن هذا الرجحان والاستحسان في إقامة هذه الشعيرة لابدّ أن يكون ضمن الضوابط الشرعية التي وضعها الشارع المقدس لهذه الشعيرة من ناحية، وضمن الأهداف العبادية والثقافية والاجتماعية التي أسست وشرّعت هذه الشعيرة المقدسة من أجل تحقيقها من ناحية أخرى، وضمن هذين الحدّين يرجح أداء هذا العمل ويستحسن.

5- الضوابط الشرعية لاقامتها
وقد تكلم السيد الشهيد عن الضوابط الشرعية المعروفة اللازمة لاقامة هذه الصلاة، من حيث العدد، ومن حيث أن يكون الإمام متصفاً بمواصفات الإمامة المذكورة في الكتب الفقهية. ويضيف: لابدّ لأعزتنا من إخواننا وأخواتنا، ولابدّ لعلمائنا الأعلام وخطبائنا الكرام أن يؤكّدوا وينبهوا على هذه الضوابط ويشرحوها.
ويشير الى مسألة مهمة اخرى تتعلق بصلاة الجمعة وهي قضية المسافة والمحافظة عليها ويبين انها تحتاج ـعادة إلى إدارة دقيقة من أجل تحديدها أولاً، ومن أجل تقسيمها أو توزيعها على القائمين بهذه الشعيرة ثانياً.
هذه الضوابط الشرعية لابدّ من الاحتفاظ بها حتى تكون هذه الشعيرة راجحة.

6- صلاة الجمعة وسيلة للوحدة
ويؤكد السيد ان صلاة الجمعة ينبغي ان تكون وسيلة للوحدة بين المسلمين وان تتسامى فوق الاختلاف. لذلك يؤكد السيد الحكيم على الوحدة فيقول: احترام الرأي الآخر الفقهي تجاه هذه الشعيرة، فنحن منذ بداية الغيبة الكبرى للإمام عجّل الله تعالى فرجه كانت قضية الرجوع إلى الفقهاء هي القضية التي أقرّ بها الإمام عليه السلام، وعندما يتمّ الإرجاع إليهم، يصبح من الطبيعي وجود اجتهادات متعددة ـ ونحن نتحدث عن الاجتهاد الصحيح المضبوط القائم على القواعد والأسس ومن الطبيعي أن تختلف آراء المجتهدين حتى في إطار الاجتهاد الصحيح، ويصبح هناك رأي يقول مثلاً بوجوب صلاة الجمعة، ورأي آخر يقول بالتخيير فيها، ووجوبها تعييناً لكن بشروط لا مجال لذكرها الآن، ومن ضمنها شرط وجود الإمام العادل، ولو لم يكن معصوماً، وهناك رأي آخر وهو ما يقول به غالبية مراجعنا العظام في العقود الثلاثة الماضية ـوهو الواجب التخييري، كما أن هناك رأياً يقول بعدم وجوبها في عصر غيبة الإمام المعصوم، ويشترط وجوبها بوجود الإمام المعصوم.
فالاحترام لهذه الآراء الفقهية يمثل عنصراً رئيسياً وأساسياً في وحدة كلمة الأمة تجاه هذه الشعيرة والوصول بها إلى أهدافها، وبدون أصل الاحترام واحترام الرأي الآخر الفقهي سوف تختلف الأمة وتتنازع وتتحول صلاة الجمعة مثلاً، التي يجمع العلماء والمراجع على استحسانها في هذا العصر، أداة للاختلاف والنزاع، وهذا من الأمور التي لابدّ أن نأخذها بقوة عندما نتحدث عن شعيرة صلاة الجمعة.

يتبع



توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 09:48 PM


المرجعية ودور العلماء
الحديث عن السيد الحكيم والمرجعية الدينية ودور العلماء في قيادة الامة من المواضيع الطويلة والشائكة نوعما. فالحكيم صاحب نظرية واضحة في ذلك تقوم على الدور القيادي للمرجع والدور المركزي لعالم الدين بهذا المجال ايضا. وقد تعرض البعض لنقاش افكار السيد الحكيم بهذا المجال وقام اخرون بتجريحه لانه يتبنى نظرية في قيادة العمل الاسلامي والسياسي لا تتطابق مع توجهاتهم. ولنا عودة مفصلة ان شاء الله لهذه المسألة في الوقت المناسب.

عايش السيد الحكيم مرجعيتين كبيرتين في العراق وكان له الدور المحوري فيهما وهما تحديدا مرجعية والده الامام السيد محسن الحكيم وكانت مرجعية علمية واسعة للمنتسبين لمدرسة اهل البيت عليهم السلام. وثانيهما مرجعية الامام الشهيد المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر، وكان امتداد هذه المرجعية محدودا في اوساط طلائع الوعي الاسلامي وحاملي هموم الرسالة من الواعيين او الحركيين. وكانت تطلعاتها تمتاز بالعمق وقوة الطرح الفكري والثقافي وكانت لها مشاريعها التوعوية ولكن اجراس الانذار دقت ضدها فقتل قائدها السيد محمد باقر الصدر وسعى النظام الصدامي العفلقي لتصفيتها. ومما لا ريب فيه ان السيد الحكيم كان من اهم محاور مرجعية السيد الصدر.

وعند هجرته الى ايران استقبله مرجع الامة الامام السيد الخميني ورعاه، ودعمه وثمن الدور الذي اضطلع به، واشاد باسرته وتاريخها فكانت بحق احدى اهم المحطات في حياة هذا السيد الشهيد.
وبعد وفاة الامام الخميني ورجوع الامه والدولة في ايران الى مرجعية السيد علي الخامنئي الحسيني، كان كذلك للسيد الحكيم دور الدعم لهذه المرجعية.

وعند عودته للعراق اعلنها منذ البداية انه يسير في ركب توجيهات المرجعية الرشيدة الممثلة بقائدها الاعلى الامام السيد علي السيستاني الحسيني.

ناهيك عن ان الدور الذي كان يمارسه السيد الحكيم هو دور مرجعي واعٍ في الساحة العراقية لا سيما على صعيد التحرك السياسي والاجتماعي. من هنا تطابقت النظرية والتطبيق في الواقع الذي عاشه شهيدنا الحكيم. فكان الانسجام بين الفكر والعمل من اهم ميزات تحركه وتحرك التيار المنتمي اليه.

قدم السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رؤيته عن الإصلاح في الحوزة العلمية وحركة الاسلام والامة، وهي رؤية دقيقة وتحليلية للموضوع ونتمنى من المهتمين ان يتابعوها.
يحدد السيد مناهج حركة الاصلاح في الحوزات العلمية ويبين انها سارت ضمن منهجين رئيسيين، قد يلتقيان في بعض المفردات والمصاديق ولكنهما يختلفان بشكل رئيسي في المنطلقات الاساسية والتصور العام. وهذان المنهجان هما:.
المنهج الاول: هو الانطلاق بالاصلاح من النظرية الاسلامية عقائدياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً وأهدافها ومن قضايا الامة الرئيسية المعاشة وهمومها العامة الفعلية ذات العلاقة بتلك الرؤية، ويتحرك الاصلاح بعد ذلك على المفردات والمصاديق المختلفة والكثيرة ذات العلاقة بهذه القضايا والهموم، والتي تمثل بتفاصيلها مصاديق لمعالجة وتناول تلك القضايا والهموم، وتصب في خدمة الاهداف الكلية. كما انّ النظرة العامة في هذا المنهج هي نظرة كلية وشمولية تؤمن بالترابط الموضوعي والعلاقة التركيبية، والتأثيرات المتبادلة الايجابية أو السلبية بين المفردات والاجزاء والمصاديق.
المنهج الثاني: الانطلاق بالاصلاح من مفردات المشاكل القائمة في المجتمع الانساني وتفاصيلها الجزئية لمعالجتها واحدة بعد الاخرى ضمن النظام القائم والواقع المعاش،وحسب الامكانات الميسورة في هذا الشخص وهذه الجماعات والاولويات في فهم المشكلة وحجمها وأهميتها في المجتمع أو دورها في الاصلاح العام. والنظرة في هذا المنهج نظرة تجزيئية وهي قد ترى في أحسن الحالات انّ اصلاح الاجزاء والمفردات والمصاديق وضم بعضها الى الآخر يؤدي في النهاية الى اصلاح الكل، لأنّ الكل هو مجموع هذه الاجزاء، أو انها ترى انّ الميسور من الاصلاح أو الممكن منه هو الاصلاح الجزئي في هذه المفردات أو تلك، لأنّ الاصلاح العام متعذر.

وعلى الصعيد الواقعي يقول السيد: انّ حركة الاصلاح في الحوزة العلمية شهدت في تاريخها المعاصر كلاً من المنهجين ووجد كل واحد منهما رجاله وشخصياته من الناحية الخارجية والظاهرية التي يمكن استكشافها من خلال السلوك والمواقف مع قطع النظر عن الجانب الخفي المتمثل بالنوايا أو المتبنيات العقائدية الواقعية.
ويعتقد السيد ان في كل من المنهجين السابقين اتجاهين على مستوى الواقع العملي.
أحدهما: الاصلاح العام أو الخاص يمكن أن يتم عملياً ضمن اطار الحوزة العلمية وفي داخل جهازها ومن خلال مؤسساتها ونشاطاتها وامتداداتها في الامة.
والآخر: يرى انّ الأفضل أن يكون الاصلاح خارج اطار الحوزة العلمية

من جهة اخرى يثبت السيد الحكيم ان هناك حركتان للاصلاح في الحوزة احداهما ترى الاصلاح الكلي بينما ترى الثانية الاصلاح الجزئي.

وحسب السيد الحكيم فان المدرسة الاولى تريد للحوزة ومؤسساتها أن تتحول الى اطار عام للعمل الاسلامي يستوعب أوساط الامة كلها تنظيمياً، وفي الوقت نفسه تتبنى هموم الأمة وقضاياها المصيرية وتعمل من أجل اصلاح المجتمع والأوضاع العامة للأمة بكل مفرداتها ومصاديقها، وتهتم بعد ذلك بالمفردات التفصيلية من هذا المنطلق والمنظار.

ويعتقد السيد الحكيم ان المرجعية هي الاطار التنظيمي للاصلاح. ويقدم على مستوى الاطار والشكل التنظيمي النقاط التالية:
1 - اعتماد نظرية ولاية الفقيه والحاكم الشرعي في القيادة الاسلامية، المتمثل بالمجتهد العادل الجامع للشرائط، حيث كان المراجع الدينيون يلتزمون بهذه الولاية بمستويات مختلفة ويستندون فيها إمّا الى النصوص الدينية من الكتاب والسنّة، أو الى العقل ودليل الحسبة وضرورة اقامة الحكم الاسلامي حفاظاً على كرامة الدين وعزته وعلى عقيدة المسلمين، وانّ الفقيه يمثل القدر المتيقن الذي يتولى ذلك. كما انّهم كانوا يمارسون هذه الولاية والدور عملياً في حدود المجالات التي تنالها يد الفقيه وقدرته.
2 - المرجعية الدينية هي الاطار الافضل للعمل الاسلامي ونشاطاته، وهو اطار تنظيمي يعتمد على العلاقات المباشرة مع الامة من ناحية وتربية واعداد الحواريين والمصطفين ليقوموا بدور تنظيم الامة وتوعيتها وايجاد النوع والمستوى الآخر من العلاقات والارتباط.
3 - الوسط الحوزوي والوكلاء وأمثالهم يشكلون حلقة الوصل الطبيعية الاخرى غير المباشرة بين الامة والقيادة الاسلامية، ويمكن للمؤسسات الاخرى كالجمعيات والمنظمات ذات الاهداف المختلفة القيام بهذا الدور أيضاً في أوساط معينة وتجاه أهداف محدودة.
4 - استقلالية المرجعية الدينية وأجهزتها عن الحكومات والانظمة من ناحية وعن التأثيرات الخارجية سواء كانت قوى محلية أو كانت تنظيمات حزبية أو غير ذلك من المؤثرات والضغوط، وذلك من أجل الاحتفاظ بالقدرة على اتخاذ القرار الصحيح والابقاء على قدسية المرجعية ونقائها بعيداً عن الظنون والريب والشكوك.

كما يحدد السيد الحكيم كذلك أهداف الاصلاح وهمومه بالنقاط التالية:
1 - تعبئة الأمة روحياً وسياسياً للمشاركة والمساهمة الفعّالة في عملية الاصلاح العامة واخراجها من عزلتها النفسية والسياسية المفروضة وقد فرضت عليها هذه العزلة لعدة أسباب نذكر منها:
أ - التراكمات التاريخية للحكومات الجائرة المستبدة وخصوصاً الحكم العثماني في العراق حيث أصبحت الاكثرية من ابناء الشعب العراقي وهم من أتباع أهل البيت عليهم السلام يعيشون في عزلة تامة عن العمل السياسي العام لأنهم كانوا يعيشون ويعاملون معاملة الاقليات المضطهدة في الدولة العثمانية.
والاقليات في أحسن حالاتها تفكر في تنظيم واصلاح أوضاعها الخاصة والتعايش الايجابي مع الحكم والاوضاع العامة، لشعورها عادة بالعجز في قدرتها على الاصلاح في المجال العام.
ب - تداعيات الاحباط الشعبي العام بعد فشل ثورة العشرين حيث كان أتباع أهل البيت ع وهم الاكثرية هم الذين قاموا بالثورة وتحملوا تضحياتها وآلامها، وكان نصيبهم منها هو المطاردة والتشريد لقادتهم وعلمائهم، والحرمان سياسياً وثقافياً واقتصادياً لجماعتهم والابعاد عن الادارة والحكم والمواقع الحساسة، وذلك تحت ضغط السياسات الاستعمارية للبريطانيين ونفوذهم السياسي.
ج - عدم وجود الرؤية السياسية الشاملة للاوضاع الاجتماعية وملابساتها وظروفها والقوى المؤثرة فيها. حيث كان التصور السائد آنذاك انّ البديل الطبيعي للحكم الاجنبي هو قيام حكم اسلامي وطني يضمن الحقوق الطبيعية لجميع أبناء الأمة شيعة وسنة وعرباً واكراداً وتركماناً وفرساً وأقليات أخرى، ولكن العلماء عندما وجدوا انّ هناك بديلاً آخر للحكم الاجنبي الكافر المباشر هو الحكم الاجنبي غير المباشر من خلال الوصاية والمعاهدات بدأوا يتراجعون في حركتهم الاصلاحية بمجرد تكشف الاوضاع السياسية عن هذه البدائل الاخرى والاهداف الخبيثة وأساليب المكر والخداع للانجليز وعملائهم المحليين.
ولا شك ان التعبئة العامة للامة سياسياً وروحياً لها دور أساس في ايجاد الاصلاح واحداث التغيير لانّ الامة هي الموضوع والاداة لهذا التغيير والاصلاح.
2 - الاهتمام بقضايا العالم الاسلامي الكبرى:
مثل قضية الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية لقوى الكفر الدولي والاستكبار العالمي التي نسمّيها بالاستعمار.
ومثل قضية المحافظة على وحدة الامة الاسلامية أو العربية على الاقل سياسياً ومحاولات الاستكبار العالمي لزرع الشقاق والاختلاف والصراع بين أطراف العالم الاسلامي والعالم العربي، كل ذلك بعد سقوط الدولة الاسلامية الواحدة. ومثل قضية فلسطين ومحاولة اقتطاع هذه المنطقة الحساسة من العالم الاسلامي والعربي وتغيير هويتها لاسباب وأهداف عديدة ترتبط بالهيمنة الاجنبية والاستضعاف للمسلمين وفرض الاحساس بالضعف والدونية والتبعية على الامة الاسلامية. ومثل قضية الغزو الثقافي العقائدي من خلال حملات التبشير بالمسيحية الغربية والشرقية والفكر الوجودي اللاديني والتحلل الاخلاقي، أو الغزو الثقافي السياسي من خلال التيارات الفكرية السياسية الماركسية، أو الرأسمالية الغربية، أو الاشتراكية، أو القومية العنصرية وغيرها من الحركات الفكرية.
3-المحافظة على الوعي الديني والالتزام العقائدي والسلوكي في أوساط الامة الاسلامية الواحدة، مثل المحافظة على العلاقات الداخلية بين الجماعات المتعددة للامة: مثل العلاقات المتكافئة بين السنة والشيعة خصوصاً في ظل التحولات الجديدة في الاوضاع الاجتماعية حيث برزت الحاجة الملحة الى تطوير هذه العلاقات الى علاقات تفاهم وتعاون لتحقيق الاهداف المشتركة. أو قضية تطوير الوعي الديني للمناطق المستضعفة دينياً في أطراف العالم الاسلامي التي وصلت الى مستويات دنيا من التخلف والضياع وأخذت تتعرض الى أخطار الارتداد عن الاسلام أو الجماعات المسلمة التي كانت تعيش المحاصرة أو العزلة الثقافية والسياسية المفروضة بسبب ظروف الاضطهاد والقهر المذهبي والديني كالعلويين في سوريا الكبرى والبكداشية في تركيا، والشبك في العراق، وغيرهم في مناطق آسيا وأفريقيا، وكذلك رعاية الحركة الاسلامية والدفاع عن وجودها وغير ذلك من الشؤون.
4 - المطالبة بالحقوق السياسية والمدنية المهضومة للاكثرية الساحقة لابناء الشعب بسبب الاستبداد الطائفي أو القومي أو السياسي، ومحاربة الظلم الاجتماعي والتمييز العنصري والطائفي والطبقي والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، والرفاه الاقتصادي، والحريات العامة، وتطبيق الشريعة الاسلامية في المجالات الاجتماعية، خصوصاً بعد أن تحولت الانظمة التي أقامها الاستعمار العسكري والسياسي الى حكومات تدعو الى تطبيق الانظمة الوضعية الاوروبية وتقليص دور الشريعة الاسلامية في الحياة العامة.
5 - تطوير مناهج التربية والتزكية والتعليم والتثقيف العام بما يتناسب والاوضاع المدنية الجديدة والتطور العلمي للمضمون الثقافي وللاساليب والوسائل، وذلك في مجالات المدارس والمساجد والاماكن الدينية، كالعتبات المقدسة والحسينيات والتكايا، والمنبر الحسيني والمراكز الثقافية، والمكتبات، والاحتفالات، والكتاب، والمجلة، والصحيفة، وقنوات الاعلام العامة، وغيرها من الوسائل.
6 - المحافظة على العلاقة الروحية والمعنوية بين الحوزة العلمية ومؤسساتها الدينية والثقافية ونشاطاتها الاجتماعية من ناحية، والاوساط المثقفة الجديدة في الامة كالجامعات والمراكز العلمية والخريجين والطلبة والمعلمين والكتّاب والباحثين والادباء وغيرهم من ناحية أخرى.

ويعتبر السيد الحكيم من شواهد هذا الاتجاه الاصلاحي:
1- علماء النجف الاشرف في ثورة العشرين للحصول على الاستقلال واقامة الحكم الاسلامي في العراق.
2- وفي حركة المشروطة في ايران للقضاء على الاستبداد وتقييد الحاكم بالنظام الاسلامي والمؤسسات الدستورية التي تشكل ضمانة في الالتزام بالنظام الاسلامي من ناحية والمصالح العامة التي يرتبط بها من ناحية أخرى.
3-الحركة الاصلاحية التغييرية التي قادها الامام الحكيم رضوان الله عليه في العقدين الثامن والتاسع من القرن الهجري السابق1370 - 1390، التي يمكن أن نجد فيها الاطار التنظيمي وكل هذه العناوين والقضايا والهموم والمسؤوليات واكثر المصاديق والمفردات التي أشرنا اليها.
4-الحركة الاصلاحية التي قادها الامام الخميني رضوان الله عليه والتي تمكنت من أن تحقق أهدافها بشكل واضح وواسع وكبير في هذا العصر على مختلف المستويات، حيث انطلقت من الحوزة العلمية وتمسكت بها وبمبادئها وتبنت كل هذه الشعارات والهموم وتحملت كل هذه المسؤوليات.
ويقول السيد الحكيم: وبهذا الصدد قد يحسن الاشارة الى حديث سمعته من الامام الخميني رضوان الله عليه مباشرة في تقييم وضع الحركة الاصلاحية التي كان يقودها الامام الحكيم، انّه قال: انّي كنت أتوقع قيام الحكم الاسلامي في العراق قبل ايران وذلك من خلال ما شاهدته من تحول كبير في أوساط الامة.

كما يتناول الحكيم باللاشارة منهج الاصلاح التجزيئي اي اختيار المفردات المهمة في الحوزة ومؤسساتها من أجل تحقيق الاصلاح فيها، ومن خلال تجميع المفردات المتعددة يمكن أن يتحقق في أفضل الاحوال تحول كبير في المجتمع بما للحوزة من أهمية ودور مؤثّر في الأوساط الاسلامية، لا سيما أوساط أتباع أهل البيت عليهم السلام. وقد اعتمد اصحاب هذا المنهج كما يذكر السيد الحكيم على:
1 - مناهج الدروس في الحوزة العلمية، واحياء علوم الفلسفة والكلام والتفسير والاخلاق والتاريخ والرجال، واللغات الاجنبية، والفقه المقارن.
2 - تنظيم الدروس وايجاد صيغة الامتحان ووضع الضوابط للمراحل التعليمية والاساتذة والمعلمين.
3 - تنظيم الموارد المالية وتطويرها والعمل على ايجاد ضمان مالي للطلبة من خلال تعيين الرواتب وتأمين السكن.
4 - تطوير وتسهيل الكتب والنصوص التعليمية.
5 - تطوير المنبر الحسيني والخطابة للعلماء والمبلغين.
6 - تطوير وتنشيط حركة التبليغ وارسال البعثات التبليغية في مناطق الفراغ أو الحج واستخدام الاساليب الجديدة في التبليغ والنشر، كاصدار المجلات والمنشورات والدوريات وتبسيط المفاهيم الدينية وشرحها.

وكان لاصحاب هذا المنهج كما يشير السيد الحكيم ممارسات على صعيد الامة من قبيل:
1 - تنزيه الشعائر الحسينية وتطويرها من حيث الأداء والمضمون.
2 - الانفتاح على أوساط المذاهب الاسلامية، علماء ومثقفين ومفكرين وأدباء بهدف التقريب المذهبي والتعاون المشترك.
3 - ايجاد المؤسسات المساندة المختصة للقيام بالاعمال والنشاطات الخاصة كمؤسسات النشر والتحقيق أو المكتبات العامة أو الاعمال الخيرية.
4 - تعمير العتبات المقدسة وتنظيمها وكذلك ايجاد المساجد والحسينيات في مناطق التجمعات الشعبية ونشرها وتشجيعها، وكذلك تشجيع الشعائر الدينية كصلاة الجماعة والدعاء والزيارة والاحتفال بذكريات الاسلام وأهل البيت عليهم السلام.
5 - محاربة الفئات الضالة في الامة الاسلامية كالبهائية والوهابية والنواصب والغلاة وكذلك حركات التبشير المسيحي أو المجموعات المتحللة والتيارات الفكرية والسياسية المنحرفة وغيرها.
6 - تأسيس المدارس الدينية الحديثة التي تجمع بين المنهج العام والتربية الدينية الخاصة، وكذلك المؤسسات الثقافية الحديثة الدينية كالمنتديات والجمعيات والدراسات التأهيلية.

كان السيد محمد باقر الحكيم مؤمنا ايمانا قاطعا بدور المرجعية في قيادة الامة الاسلامية. وفي موسوعة الحوزة والمرجعية وهي عبارة عن موسوعة تتكون من خمسة أجزاء، يتناول الأول منها: خلاصة رؤى السيد الحكيم عن الحوزة الدينية. وللسيد دراسات وبحوث مفصلة وسنمر على بعض منها:
1- المرجعية الدينية ودورها في الأمة.
2- العلاقة بين القيادة الإسلامية والأمة.
3- المرجعية، الوحدة، الجهاد
4- أفكار ونظرات جماعة العلماء
اضافة لهذه الرؤى النظرية والتاريخية عن المرجعية فقد كتب السيد الحكيم عن الجوانب المصداقية والتطبيقية منها.وسنذكر البحوث التالية:
1- لمحة عن مرجعية الإمام الحكيم قدّس سرّه
2- آثار مرجعية الإمام الحكيم
3- النظرية السياسية للشهيد الصدر
4- السيد النقوي ومدرسة أهل البيت عليهم السلام
5- الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم وحركة حزب الله
6- السيد محمد مهدي الحكيم الجهاد، الهجرة، الشهادة
7- وقدم السيد الحكيم دراسة متكاملة حول العلامة الكبير السيد محمد تقي الحكيم ضمن الندوة التي اقمه معهد الراسات العربية والاسلامية في لندن باشراف سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم حفظه الله بمناسبة رحيل التقي الحكيم. وكانت الدراسة كذلك عن ادوار الحوزة العلمية في النجف والدور الريادي فيها للسيد محمد تقي الحكيم. ونشرنا بعد ذلك كل الدراسات في مجلد واحد.

ولاية الفقيه
كان السيد محمد باقر الحكيم من الفقهاء المؤمنين بنظرية ولاية الفقيه في الحكم الاسلامي وفي جواب على سؤال عن رأيه بولاية الفقيه. كان جوابه ان: ولاية الفقيه ثابتةٌ لدينا.
وفيما يتعلق بمن هو الفقيه الذي يجب علينا طاعتـــهُ، يرى السيد الحكيم ان:
الفقيه العادل الخبير بالأمور السياسية والاجتماعية الذي يملك المواصفات الشخصية المطلوبة في الشجاعة وحسن الإدارة والذي اختارته الأمة أو الجماعة لهذا الأمر بصورة طبيعية أو بالاقتراع ويتصدى لهذا العمل.
ويحدد السيد الحكيم الفرق بين المتصدي والممثل من قبل ولي الأمر، بان: التمثيل عادة يكون في أمور محددة في المهمات والمجالات، وأما المتصدي فهو المجتهد الجامع للشرائط الذي لديه صلاحيات اتخاذ القرار المستقل في القضية بعمومها وفي المساحة الواسعة لها، ولكن ضمن وفي طول الولاية العامة.
ولكن السيد الحكيم يحذر من الموقف المتشنج تجاه الأشخاص الذين ينكرون ولاية الفقيه للفقيه الجامع للشرائط ويروّجون هذا الأمر بين الناس، ورأيه هو: النصيحة لهم بترك هذا العمل، حيث انّ الحديث في مثل هذه الموضوعات العلمية لا يصح القول فيها بالرأي وتحكيم الهوى والميول الشخصية، بل لابد من الاستفادة فيها إلى الدليل الشرعي ومثل هؤلاء ليسوا أهلاً لمثل هذا البحث العلمي عادة، ولذا فانّ هذا الموضوع متروك للفقهاء والعلماء ذوي الاختصاص، علماً بأنّ ولاية الفقيه ـ بصورة إجـمالية ـ مما يُجْمعُ عليها المسلمون فضلاً عن أتباع أهل البيت عليهم السلام، وإذا تجاوزوا الحدود الشرعية في الإنكار والحديث فلابد من أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ونسأله تعالى إصلاح أمورهم.
ويجيب السيد الحكيم على سؤال لاحد السائلين مفاده: إذا كنت مقلّداً لأحد المراجع وأعلن الإمام ولي أمر المسلمين الحرب ضد الكفرة الظالمين أو الجهاد، ولم يجوِّز لي المرجع الذي أقلده الدخول في الحرب، فهل ألتزم برأيه أم لا؟
وكان جواب السيد هو ان: هذه الفرضية لا مصداق لها في الواقع، فانّ الإنسان المؤمن لابد له أن يقلّد في الفتيا فيتبع بذلك الفقيه الأعلم، ويُقلِّد في الأمور السياسية الدينية ومنها موضوع إعلان الحرب. فيتّبع فيها الأعلم بهذه الأمور والولي هو الأعلم بهذه الأمور، وعليه أن يتابع مقلِّده في ذلك. والمراجع الدينيون والسياسيون لا يختلفون في مثل هذه الأمور على نحو التضاد. نعم قد يكون الموضوع واضحاً للمرجع السياسي فيُفتـي بذلك ولا يكون واضحاً للمرجع في الفتيا فيتوقف، وحينئذٍ لابد للمقلَّدين أن يأخذوا بنظر من يُصدِرْ الحكم بوجوب الجهاد من المراجع الدينيين السياسيين جامع الشرائط المطلوبة ولا يؤخذوا بنظر المتوقف عن الحكم لمجرّد أنه غير مطّلع على الموضوع.
وحول التصدي لقيادة للقضايا العامة السياسية، الاقتصادية، العسكرية...إلخ؟
يرى السيد محمد باقر الحكيم انه: يجوز ذلك للمجتهد الجامع للشرائط وهو العادل الخبير بالأمور السياسية والدنيوية ولديه القدرة والشجاعة، ولكن في غير المساحة التي تصدى لها ولي الأمر، كما يجوز لمن يأذن.
ويعتقد السيد الحكيم ان أوامر الولي الفقيه ملزمة لكل المسلمين. ولكن لابد من النظر إلى ما يشخِّصَهُ هو من سِعَةِ دائرة هذه الأوامر وضيقها إذ أنّ الولي في الغالب يُصدر أوامره في حدود بسط يده ويترك الباقي لذوي الشأن في الساحة التي يتصدون فيها، ولذا فلابد من النظر أيضاً إلى مساحة التصدي التي يشخصها الولي الفقيه. له ولي الأمر أو هذا المجتهد.

سيتناول القسم الرابع:


· تدويل القضبة العراقية بعد دخول صدام للكويت.
· حركة السيد الحكيم الاقليمية والدولية للتعريف بالقضية العراقية.
· احتضار النظام الصدامي/ مؤتمر لندن سنة 2002، توجيهات السيد للقاء صلاح الدين.
· سقوط النظام الصدامي سنة 2003 ودخول السيد الحكيم للعراق.
· توجيهات السيد في بناء الدولة العراقية الجديدة.
· الشهادة




توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 10:39 PM




توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

najaf_star
مــوقوف
رقم العضوية : 22086
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 2,407
بمعدل : 0.41 يوميا

najaf_star غير متصل

 عرض البوم صور najaf_star

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 10:51 PM


عذرا أختنا بنت الهدى
أرجو قبول اعتذاري
موضوع بهذه الأهمية و يتحدث عمن أيتم العراقيين باستشهاده
كان ينبغي ان يثبت

بوركت جهودكم أختنا الفاضلة


من مواضيع : najaf_star 0 مكتب الامام السيستاني : غدا الاربعاء اول ايام شهر محرم الحرام
0 قصيدة خالدة مدى الدهر ...... فهل يتعظ عبّاد الكراسي ؟؟؟
0 بدون تعليق......
0 مكتب سماحة الشيخ جلال الدين الصغير ::: حالة سماحة الشيخ الصحية لا تدعو للقلق
0 خرق دستوري اخر لدولة الفانوس :::: منع تظاهرة في الناصرية ضد تردي الكهرباء

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 12:59 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة najaf_star [ مشاهدة المشاركة ]
عذرا أختنا بنت الهدى

أرجو قبول اعتذاري
موضوع بهذه الأهمية و يتحدث عمن أيتم العراقيين باستشهاده
كان ينبغي ان يثبت

بوركت جهودكم أختنا الفاضلة



بورك قلمك اخي الكريم النجف ستار
اشكر مرورك الطيب
واهلا بعودتك مجددا


توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 01:00 AM




صفحات قد لا تكون معروفة عن حركة السيد الشهيد الحكيم ودوره في اسقاط نظام العفالقة واقامة دولة الانسان في العراق يرويها بمناسبة الذكرى السنوية لشهادته احد اصحابه ومريديه
القسم الرابع

بقلم الدكتور السيد علاء الجوادي




صور السيد الحكيم مع الامام الخميني
في اول لقاء للعراقيين في ايران مع الامام الخميني سنة 1981 م
ملاحظة
كما ذكرت في القسم الاول من هذه الذكريات والمذكرات انها تعبر عن فهمي وتصوراتي ومعايشاتي. فقد اشير الى حادثة واركز على اخرى وفي الوقت الذي اريد ان اصير به دقيقا جدا في رواياتي الا اني لا ازعم ان حديثي شامل لكل الوقائع والمجريات. من المؤكد اني سافصل اكثر واكثر في الكتاب الذي سيكون حول الموضوع نفسه، ولكن حتى في الكتاب الذي اعد به فانه سيأتي معبرا عن وجهة نظر لرجل شهد جزءً من الاحداث وشهد غيره اجزاء منها. لذلك ادعو اخوتي وزملائي من رفاق الطريق ان يدلو كل بدلوه.

تدويل القضية العراقية
من المحطات المهمة في تاريخ حركة المجلس هو توقف الحرب العراقية الايرانية وتبلور ظروف جديدة عقدت حركة المجلس في بعض المجالات. شعر البعض باليأس وان نظام صدام ظل رازحا على صدور الشعب العراقي ولم يسقط. كان رأي يومها ان المسألة على العكس فبنهاية الحرب العراقية الايرانية سيصبح صراعنا مع النظام صراع شعب مظلوم وحاكم ظالم، وسوف لا تتداخل الاوراق فيما بعد وسوف تفتح ابوابا وساحات جديدة للعمل. ولكن الاحباط خيم على كثيرين. اما السيد ابو صادق رحمه الله فاذكره كان مثالا للرجل الذي لا تزعزعه العواصف. واخذ يفكر بشكل دقيق عن الاسلوب الامثل والافضل بعد توقف الحرب. كنت اتوقع ان النظام الصدامي سيقدم على مغامرة جديدة وكنت احتمل ان الكويت ستكون صيده وفريسته القادمة... وكتبت دراسة بذلك. على اي حال وقع المحذور وهجم صدام على الكويت وهنا ابتدأت فصول اخرى من القضية العراقية كان على رأسها التدويل.

لقد اصبحت الحاجة بمرور الوقت، اكثر الحاحا لتركيز العمل وتخصيصه وتوسيع التحرك، خصوصا انّ قضية العراق قد دخلت منذ ازمة احتلال الكويت في آب عام 1990 في تعقيدات كثيرة واصبحت جزءا من الوضع السياسي الدولي، وقد اضاف ذلك مسؤوليات مضاعفة على المعارضة وبالخصوص تلك المعارضة ذات البعد الجماهيري في تأكيد وجودها وكسب الاعتراف بها، وممارسة الضغط على الوضع الامني والسياسي للنظام الحاكم الدكتاتوري المباد.

حصلت الكثير من النشاطات في هذه الفترة وعقدت مؤتمرات وتبلورت مواقف وسناتي على تناولها في الكتاب الموسع. وللكتابة عنها احتاج الى بعض من وثائقي التي ليست تحت يدي الان. وسانتقل الى عمل من اهم اعمال السيد الحكيم يومذاك وهو زيارته الى لندن سنة 1995.

زيارة السيد الحكيم الى لندن
عندما تقرر قيام السيد الحكيم الى لندن، دأب الاخوة القريبين من السيد الحكيم بعقد عدد من الجلسات في مبنى المجلس الاعلى في لندن للاعداد والتهيئة لانجاح زيارة سماحته باعتبارها زيارة مهمة جدا. كان بعض الاخوة الاعزاء غفر الله لهم يتصورون اني سوف لا اتفاعل مع هذه الفعالية. لكني كنت في مقدمة المهتمين بهذه الزيارة لعدة اسباب اذكر منها:
1- على الصعيد الجماهيري
كانت الكثير من القطاعات العراقية بعد مرور العديد من المشاكل على الساحة العراقية على صعيد العراقيين المقيمين في ايران او الجاليات العراقية التي تعيش في الغرب قد تسرب الاحباط الى دواخلها.في تلك الفترة. وانصرف قسم منهم الى الشؤون الحياتية الخاصة دون التفكير الجاد بقضية اسقاط النظام الدكتاتوري. بل اخذنا نسمع من البعض السياسيين الهمهمات بالرجوع لصدام وانهاء المعارضة له. وكان في اعتقادي ان حضور السيد الحكيم في مثل هذه الساحات كان ضرورة قصوى لا سيما ساحة لندن التي تعتبر اهم ساحة. كان الجميع بحاجة الى ان يسمعوا انه رغم كل الاحباطات فالراية ستبقى مرفوعة.
2- على صعيد العامل الدولي
بعد دخول النظام الصدامي للكويت ودخول العامل الدولي بشدة على القضية العراقية وتبنيه لابراز عناصر معينة وسعيه لاسكات الصوت الوطني العراقي والرموز الاسلامية الوطنية من خلال اطروحات البديل العديدة، كان من الضروري ايضا مجيئ رمزا اسلاميا عراقيا وطنيا بوزن السيد الحكيم ليقدم رسالة ناطقة تجعل العامل الدولي والدول الغربية تفهم بوضوح من هي القيادة العراقية الحقيقية. وان اردة الشعب العراقي اقوى من ان تغيب عبر مؤامرات المطابخ السرية الغائمة بل المظلمة.
3- على صعيد الكوادر والقيادات المعارضة للنظام
مجيئ السيد سيكون بمثابة عامل شد وتحريك للساحة العراقية المعارضة في لندن. لقد اعطت هذه الزيارة الاسلاميين زخما كبيرا لانها كشفت عن مدى اصالة تعامل الساحة معهم وكشفت كذلك ان الطرف الاقوى في معادلة الصراع مع الصداميه هو قيادته الاسلامية الرشيدة.
4- عامل الوفاء والاخوة
لم تكن عشرة سنوات من النضال اليومي المشترك شيئ يمكن التساهل معه بل انه يشكل عمودا اساسيا في حياتي. وكنت خلال كل هذه السنوات العشرة مع السيد الحكيم نتوافق ونتخالف ولكن لا نتقاطع بل نبقى رغم كل شيئ يجمعنا نضال واحد وخط وطني واحد. هذا العامل كان يدفعني مع وجود ملاحظات عندي ان اكون في نهاية المطاف مع السيد الحكيم وان اسعى لانجاح اعماله ومشاريعه التي تصب في خدمة القضية.

عليه فقد قمت ببعض المساهمات مع بقية اخوتي. منها:
ارسال مقترحات للسيد الحكيم حول ما ينبغي القيام به اثناء الزيارة والاطراف التي يستحسن الالتقاء بها وطبيعة الخطاب الذي يفترض ان يوجه للجماهير العراقية المقيمة في بريطانيا. وساهم اخوتنا في لندن باعداد استقبال رائع للسيد في مطار هيثرو. جعل المراقبين من اطراف عراقية وغيرها يفهمون وزن السيد الحكيم بالساحة العراقية لا انسى عندما تعانقنا انا والسيد الحكيم بعد فراق خمسة سنوات كانت لي به بعض الاراء التي لم تمنعني ان اكون من اول المهتمين والمتعاونين في انجاح الزيارة، قال لي السيد بعدما احتضنني انك رجل نبيل يا ابا هاشم. ساهمت وقتها في حشد عدد من رموز القوى التي تسمى يومذاك بالمعارضة العلمانية وانا اسميها المعارضة الوطنية واقنعت بعض من كان له شيئا من التحفظ.
ذهب السيد الحكيم من مطار هثرو الى مركز اهل البيت الاسلامي تحية لذكرى الشهيد المظلوم السيد محمد مهدي الحكيم. وكان باستقباله هناك حاشد حافل من الشخصيات العراقية. قال لي وقتها، كما اتذكر الشريف علي بن الحسين راعي حركة الملكية الدستورية في العراق انه حشد رائع وكبير فاجبته متبسما: الله اعلم حيث يضع رسالته... والشعب العراقي يعرف من تكون قيادته الحقيقية... تقبل الرجل الهادئ المسالم بكل اريحية وكرم كلامي هذا فكنايات الاشراف يفهمها الاشراف.

وقد القى السيد الحكيم في احد قاعات لندن الكبرى المهمة كلمة رائعة شرح بها مشروعه السياسي لاسقاط النظام الدكتاتوري. وكانت نقاطا دقيقة ومتكاملة وتعبر عن رؤيا عميقة وجادة في التحرك من اجل اسقاط الدكتاتورية الجاثمة على صدر بغداد. فنالت اعجاب واهتمام الحاضرين. وسنرفق في الكتاب نص كلمة السيد الحكيم التي القاها في لندن سنة 1995. كانت روعة الكلمة وضخامة الحشد الحاضر من الشخصيات السياسية العراقية مما اثلج صدورنا لاننا شعرنا ان مظلومية شعبنا هي اكبر بكثير من تسلط عوامل الاحباط على المسيرة. وبكى بعضنا بفرح ممزوج بالحزن الفرح بالنجاح والحزن على ركب الشهداء والضحايا في العراق. اذكر احدهم هو الاخ دكتور... قد لا يوافق على ذكر اسمه.... الذي جلس في مدخل القاعة وهو يبكي ذهبت اليه وقبلته وهنأته وعزيته، وعهدي بذاكرة اخي الدكتور قوية ولا ادري مدى تذكره لهذا الموضوع.

وزار العراقيون السيد الحكيم وزار السيد العراقيين في كل مكان يتواجدون فيه وذهب إلى مراكز تجمعاتهم، سعيا لترسيخ العلاقة بهم، والاستماع إلى مشكلاتهم ومقترحاتهم للمساهمة بمساعي العمل ضد النظام الدكتاتوري في بغداد.

امران تميزت بهما زيارة السيد الحكيم الى بريطانيا هما:
اولا: رفض السيد المطلب البريطاني في استقباله استقبالاً رسمياً.
ثانيا: لم يحبذ السيد اللقاء بالمسؤولين الحكوميين البريطانيين لذا لم يلتق بالوزراء، وفضّل الالتقاء بأعضاء البرلمان باعتبارهم ممثليين للشعب البريطاني.
ولعل السبب الاساسي في عدم لاقائه بالمسؤولين الحكوميين البريطانيين ينبع من وجود ملاحظات عنده على السياسات الرسمية للحكومة. وتعبيرا عن عدم تقبله لسياساتها تجاه صدام بعد غزوه للكويت، وان حاولت أن تظهر مواقف معادية للنظام، ولكن من دون جدية يطمح لها الشعب العراقي والمعارضة العراقية.

ولكنه على صعيد الانسان البريطاني الذي يمثل المجتمع كان له موقف اخر فذهب إلى البرلمان وتحدث مع البرلمانيين والتقى بممثلي منظمات المجتمع المدني، وحقوق الإنسان، والأسقف الأكبر للكنيسة البريطانية.
وباعتقادي ان زيارة السيد هذه كانت من اهم زياراته وقد وصلت من خلالها الرسالة التي كان من الضروري ان تصل لصناع القرار. وقد عبر السيد الحكيم عن اعتزازه بكل من ساهم بانجاح هذه الزيارة عبر رسالة ارسلها، وهذه صورة منها نحتفظ بها بارشيفنا الشخصي ونعرضها للقارئ الكريم.


جانب من زيارات وتحركات السيد على الصعيد الاقليمي والدولي
من خلال نظرية عمل واضحة، سعي المجلس الاعلى بقيادة السيد الحكيم، لتطوير وتوثيق العلاقة مع الدول المجاورة للعراق ودول العالم الاخرى، وكان يستهدف تحقيق مايلي:
1- استكشاف المواقف الواقعية تجاه الاوضاع الفعلية في العراق.
2- خلق حالة من الثقة وتبديد المخاوف تجاه مشروعه لتغيير في العراق.
3- بيان الموقع الحقيقي للمجلس الاعلى في اوساط الشعب العراقي.
4- ايجاد الارضية المناسبة للمشروع التغييري.

لقد كانت الحركة السياسية الواسعة على دول المنطقة مثل سوريا والمملكة العربية السعودية والكويت وتركيا وايران وغيرها واللقاءات مع قادة هذه الدول من قبل السيد الحكيم واعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الاخرين وهيئات المجلس الاخرى، هي التجسيد العملي لافكار ورؤى المجلس الاعلى مع دول الجوار وباقي الدول، بما يجب ان يكون عليه عرا ق المستقبلداخليا واقليميا ودوليا. مما منح المجلس بقيادة السيد الحكيم شبكة قوية ومتوازنة مع كل الجوار العراقي والدول ذات التأثير بقضيته.
وفي هذا الساق تحرك السيد مباشرة او بصورة غير مباشرة على الدول الاقليمية، ونذكر منها:
1- زيارة الجمهورية العربية السورية في الثمانينات، والتقائه بالمرحوم القائد العربي الراحل حافظ الاسد. وبعد رجوعه من هذه الزيارة اذكر انه حدثني في موضع الاعتزاز بالرئيس الاسد، فقال: شكرت الرئيس حافظ الاسد على رعايته النبيلة والكريمة للعراقيين. فاجابني بكل تواضع ومحبة: هذا واجبي القومي والاخلاقي والوطني فالعراقيون هم ابنائي واخواني كما هم السوريون لا فرق بينهما عندي، فرحمه الله على حسن وفادته للعراقيين. ومجموع لقاءات السيد مع الرئيس حافظ الأسد بلغت خمس مرات
2- زار الكويت عدة مرات، وأستقُبل على مستوى عالٍ جداً من قيادة البلد. والتقى رئيس دولة الكويت.
3- قام بزيارة المملكة العربية السعودية عدة مرات، وأستقبل على نطاق رسمي عالي المستوى، والتقى ملك المملكة العربية السعودية.
4- التقى بأكثر من رئيس جمهورية لتركيا، والتقى كذلك رئيس الوزراء التركي.
5- تلقى دعوات على مستوى عالٍ من الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال الهاشمي ولكن الظروف الاخرى لم تكن مناسبة لتلبية السيد لهذه الدعوات.
6- كما قام وفد عال المستوى برئاسة السيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق باجراء لقاء مع الامين العام للامم المتحدة خافيير بيريز ديكويلار في جنيف عام 1991.
7- وكان وزراء خارجية دول العالم يذهبون إلى طهران لزيارة السيد محمد باقر الحكيم.

كانت زيارات السيد الشهيد محمد باقر الحكيم للدول تعكس الاحترام الكبير لتك الدول له حيث كان يستقبل فيها كرئيس دولة، وهذا له معناه في العرف الدبلوماسي الدولي.

وكلمة تقال والالم يعتصر القلوب انه على الرغم من كل مواقف صدام وعلى الرغم من احتلاله للكويت وتهديده للمنطقة برمتها الا ان الموقف الأمريكي لم يعبر عن فهم لطموحات وامال الشعب العراقي. وقد اتضح هذا الموقف المؤلم ، وغير الصحيح ، في موقف الامريكان غير المشرف في الانتفاضة الشعبانية المباركة في اذار عام 1991. وانقلابهم السريع بما مكن صدام من القمع الدموي الوحشي لهذه الانتفاضة الجماهيرية.

لم يكن هذا الموقف بمستبعد على المراقب المعارض العراقي. ومن الجدير ذكره انه في ذلك الوقت قبل الانتفاضة ، جاء وفد من إحدى الدول العربية ، وقال أن الوضع العربي ، يتخوف من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فعليكم ان تتحركوا لتطمأنوا الدول العربية. ولكن مع تحرك السيد الحكيم والمجلس الاعلى والعديد من الرموز العراقية المعارضة كانت هناك قوى تعمل بالظلام ضد كل ما يريد تحقيقه من امال وقد تجلى ذلك اكثر واكثر بعد سقوط نظام صدام.

على اي حال لم تكن تحركات السيد الحكيم من صنف التحركات الانفعالية التي تتأثر بالمثرات الجانبية. تحليل القضية القى بالتزامات دقيقة على صعيد حركة المعارضة العراقية. بل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق تحرك عبر اجهزته المختلفة لتحقيق الاهداف المطلوبة لاسقاط النظام الدكتاتوري، وضمن خطة، تعبر عن فهم المتغيرات الداخلية والاقليمية والعالمية واشتمل توجهه وباشراف من السيد الحكيم رحمه الله على النقاط التالية:
1- تفعيل ممثليات المجلس في الخارج ومتابعة تحركها ضمن خطاب متفق عليه ومواقف مدروسة ومتابعة تفصيلية للاعمال وتنشيط ادائها على صعيد العلاقات الدبلوماسية مع السفارات، والاعلامية مع الصحف والمجلات والمراكز الثقافية، وكذلك في انشاء صفحات على الانترنت، واصدار نشرات محلية.
2- أيجاد منظومة المعتمدين، وهي درجة من درجات التمثيل السياسي للمجلس الاعلى لدعم حركته في الوسط السياسي والاجتماعي ويتم اختيار المعتمدين بعد تجربة من العمل التطوعي لهم في خدمة القضية في المهجر، وعادة فان حركة المعتمدين تطوعية من قبل اخوة يبذلون فيها من وقتهم وجهودهم ومالهم ويقوم المجلس بدعم تحركهم في بعض الانشطة.
3- ايجاد جمعيات انصار المجلس الاعلى، وهي مجاميع موالية للمجلس الاعلى، ومتفاعلة مع خطابه ورئاسته، وتشجيعها على ترتيب عملها ضمن جمعيات ومنظمات رسمية وتنشيط برامجها الدينية ودعم تحركها لنصرة قضية الاسلام في العراق عبر ارسال المبلغين، والافلام، والصور، والديسكات، والكراسات، وعلى هذا الصعيد كان مركز العلاقات يصدر نشرة خاصة به بأسم الولاء تهتم بنشاطات الانصار والمعتمدين والممثليات واخبار الداخل والمركز.
4- تكثيف الاتصالات وتفعيل ارسال البيانات والمواقف والاجابة على التساؤلات ورّد الشبهات والسعي لحفظ الجالية والانصار من الهجمة الثقافية والسياسية والفتن التي تمر بها، وتذكيرهم بالمناسبات الدينية العراقية.
5- استضافة الاخوة الانصار في دولة مقر اقامة المجلس الاعلى ضمن برنامج معد لهم يتضمن فعاليات مختلفة وبراج اعداد هادفة.
6- التحركات على السفارات المختلفة وترتيب اللقاءات لمسؤولي هذه السفارات مع رئاسة المجلس ومدهم بآخر مواقف المجلس الاعلى وتصوراته وحضور مناسبات بلدانهم.
7- العمل والمشاركة في المؤتمرات والندوات المختلفة.
8- المساهمة في ترتيب برامج زيارات رئيس المجلس الى الدول المختلفة.
9- الاشتراك في المباحثات السياسية المختلفة مع المعارضة.

وعلى الصعيد النظري فقد تم اعداد كراسات سياسية ميدانية لتطوير حركة الانصار تحت عنوان واجبات العراقيين في الخارج.

وكان لمكاتب المجلس الاعلى في العواصم المهمة في العالم بمثابة سفارات للمجلس الاعلى وللقضية العراقية في تلك الدول، وجرت فيها مئات اللقاءات السياسية والدبلوماسية وقامت بمئات الفعاليات المختلفة الاخرى.

ومع اهمية إقامة علاقة دولية، لأنه كان هناك من يعترض على إقامة علاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا في الأجواء الإسلامية التي كانت لا تثق بامريكا لاسباب عقائدية واخرى عملية كان منها موقف الامريكان من الانتفاضة الشعبانبة.
المجلس الاعلى نظر للمسألة من زاوية عملية وواقعية تقوم على ضرورة ايضاح اهداف المعارضة العراقية للعالم قاطبة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن في الوقت عينه كان يركز على ان العمل الميداني وليس القوة الاجنبية المحتلة هي التي تسقط النظام الدكتاتوري، وهذا يعني ان نبدأ نحن نعمل ميدانيا ونحن القادرون على ان نسقط النظام، فلا نريد أمريكا أن تسقط النظام.

في مرحلة ما قبل سقوط النظام الصدامي.
وكانت سياسية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وبرامجه تقوم على دعم المقاومة في الداخل، وتقديم الرعاية المناسبة لعوائل المجاهدين والشهداء في الداخل.

واضافة الى ذلك كان المجلس الاعلى يقوم - في تلك المرحلة- بالاسناد السياسي لقواته العسكرية المنظمة والتي تحظى بثقة الشعب. تتشكل هذه القوات من وحدات فيلق بدر، والذي يعتبر اكبر قوة عسكرية منظّمة تتمتع بكفاءة قتالية عالية كان النظام البائد يحسب له اكثر من حساب. وكان المراقبون السياسيون يعتقدون ان تسلسل توازن القوى العسكرية في العراق يتمثل بالجيش العراقي ثم قوات المجلس الاعلى المسلحة ثم البيشمركة الكردية.
كانت حركة المجلس الاعلى جادة في تطوير اساليب التحرك الجهادي الميداني، وتثبيت المكاسب الموجودة، والتي كانت تتم من خلال عدة وسائل، نذكر منها:
1- اشاعة ثقافة الجهاد والثورة داخل الاوساط الشعبية في مختلف القطاعات.
2- الدعوة الى تنظيم الحالة الجهادية القتالية والتوجه فيها الى مراكز القمع وتجنيب الابرياء والمدنيين اضرارها.
3- العمل على كسب وحدات الجيش وعناصره، او تحييد مواقفها- على الاقل- وقد حقّق المجلس الاعلى تقدما ملموسا في هذا المضمار.
4- دعم المجموعات الجهادية القتالية في الداخل ومساعدتها على تنظيم نفسها.
5- تطوير حالة الامن الوقائي لحماية المجاهدين والاوكار الجهادية من الاختراقات والتصفيات.
6- تشكيل لجنة دعم عمل الداخل التي كانت تتولى اسناد العمل الجهادي ودراسة احتياجات المجاهدين ميدانيا، والعمل على اسنادهم، ووضع الخطّط لديمومة وتوسيع الحالة الجهادية.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر اشير الى انني وبالتعاون مع عني الكريم سماحة السيد محمد بحر العلوم حفظه الله، اسسنا معهد الدراسات العربية والاسلامية – لندن وكان من اولى اهتماماتنا اصدار مجلة ثقافية فصلية متخصصة. وقد تواصلت مع السيد الحكيم حول ذلك وطلبت منه المشاركة ببحث يكتبه في المجلة المزمع اصدارها. وقد بارك السيد الحكيم هذا العمل وارسل لي الرسالة التالية:


وكانت للمعارضة العراقية في لندن وفي كل مكان نشاطات كثيرة، لا نرى ان هذه الصفحات مناسبة لسرد تفاصيلها، مما يجعلنا نرجئ ذلك لوقت اخر. واخص هنا بالذات الجهود الكبيرة التي كان يقوم بها السيد محمد بحر العلوم كمحور للمعارضة العراقية في لندن تحترمه كل الفصائل بلا استثناء. وقد سعيت ان اوفق وبمقدار ما استطيع بين مواقف السيدين ابو ابراهيم وابو صادق. وحاول قوم الى الاسأة واثارة الفتنة بيني وبين السيد الحكيم ولكن الامور لم تنتهي وبتوفيق من الله الا الى احسن ما يكون.

استمر السيد الحكيم بنشاطه على مختلف الاصعدة السياسية والجهادية والاجتماعية والجماهيرية والثقافية. وتصاعدت وتائر عزلة النظام الدكتاتوري. وعقد المجلس الاعلى عدة اجتماعات ومؤتمرات للاعداد للمرحة القادمة. وذهبلك الفترة وفد من المعارضة العراقية للالتقاء بالرئيس بوش الابن، وكان على رأس وفد المجلس يومها العلامة المجاهد المرحوم عبد العزيز الحكيم. قال لي السيد ابو ابو عمار اسكنه الله فسيح جنانه: ان ذهابي في هذا الوفد خلاف رغبتي ولو حسبت المسألة بحساب الارباح الشخصية والاجتماعية فليس من مصلحتي الذهاب الى امريكا. ولكني قمت بهذه المهمة خدمة للشعب العراقي وقد دعوة الله ان يقبض روحي قبل ذهابي ان لم يكن ذهابي ومشاركتي بالوفد به خدمة للعراق وللاسلام ولشيعة اهل البيت. وذهب برفقة السيد عبد العزيز اخي وصديقي الفاضل الشيخ ابو ابراهيم همام حمودي ادراكا منه لاهمية ايضاح الموقف لاكبر دولة في العالم. في صيف سنة 2002 عقد مؤتمر للمجلس وقد حضرته والقيت به كلمة بينت بها تصوراتي حول الاوضاع السياسية. واذكر ان صحيفة الشهادة الناطقة باسم المجلس الاعلى اجرت مع مقابلة تحدثت بها بصراحة حول التصورات والمقترحات. وقد اجرى الحوار معي احد كوادر المجلس الاعلى القديمة وهو الاخ العزيز عبد الكريم الجيزاني هذا الاخ الصابر المجاهد الذي فقد ولده وفلذة كبده وهو يروم الهجرة الى استراليا فغرقت السفينة التي كانت تقله ومات هو والعشرات من ابناء العراق.

صحيفة الشهادة العدد 951 / السنة العشرون/ 20/8/2002
كان لاحداث الحادي عشر من ديسمبر اثر كبير في السياسة الدولية. كتبت وقتها مقالة مطولة (العراق والمتغيرات الدولية بعد 11 ايلول، مجلة النور اللندنية العدد 132 ايار 2002) وذكرت بها ان ثلاثة رؤوس حان قطافها بعد هذه الاحداث. وهي نظام طالبان ونظام صدام و شارون المتطرف الصهبوني. اعتبر البعض هذا اللون من التفكير لا يقوم على دليل قوي بل هو اقرب ما يكون الى تحميل الواقع القاسي امالا وردية. كنت انطلق في تحليلي من الصراع بين خطين في السياسة الدولية والغربية والامريكية، وهذان الخطان هو الخط الذي ينظر للمصالح القومية للبلد الغربي او للولايات المتحدة ولا شك ان هذا الخط غير معاد لاسرائيل بل يعتبر الحفاظ عليها وعلى امنها جزء من المصالح الغربية والامريكية اي انه يدعم اسرائيل ضمن دعمه وحرصه على مصالحه القومية. والخط الثاني هو خط الصهيونية واسرائيل اولا وهو الخط الذي لا يهتم كثيرا لمصالح الدول الغربية بل يهتم بمصالح الصهيونية العالمية ولتذهب بعد ذلك امريكا والغرب الى الجحيم. ان ما حصل من احداث ماساوية ضد الانسانية عبر عن مصالح الخط الثاني قبال مصالح الخط الاول القومية. وان نفس هذا الخط هو الذي بذل كل جهده من اجل اسقاط بوش الابن في الانتخابات لصالح المرشح الاخر الذي دعمه الجناح الصهيوني المتطرف. وهو نفسه الخط الذي حمى صدام من السقوط بعد طرده المهين من الكويت وهو نفسه من ارسل اجراس الانذار لقمع الانتفاضة الشعبانية في العراق. وهو نفسه الخط الذي يصر على تدمير العراق. من خلال تتبعي توصلت الا ان الصفعة التي ضرب بها الخط الثاني صفحتي وجه بوش الابن كانت قوية جدا مما جعل بوش يفهم المغزى بشكل كامل. وكان رد فعله القضاء على ثلاثة رموز اشرنا اليها قبل قليل. كانت هناك مراهنة من بعض الاصدقاء على عدم دقة ما ذهبت اليه ولكن الاحداث جاءت تترى فسقط نظام طالبان وسقط نظام صدام وقال لي احدهم ولكن لم يتححق حدسك عن شارون واذا بشارون يدخل بغيبوبة هي اشبه بغيبوبة الموت واختفى نهائيا من ساحة الاحداث.

بعد احداث سبتمبر المشار اليها اعلاه انفتحت الكثير من الساحات لصالح المعارضة العراقية الوطنية وبالمقابل جند الخط الثاني كل قواه من اجل الحفاظ على نظام صدام. وتولدت الاجواء المناسبة للقاء المعارضة العراقية في لندن سنة 2002.

عُقد عام 2002 مؤتمر في لندن حضرته كل فصائل المعارضة العراقية عدا حزب الدعوة وحزب البعث قيادة حزب البعث. ، لم تكن سوريا ، راضية على هذا المؤتمر. كلفه السيد محمد باقر الحكيم اخاه المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم بترأس وفد المجلس الاعلى الى واشنطن ، كما كلفه ادارة العملية السياسية للمجلس الاعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين. وشكل مؤتمر لندن لجنة التنسيق والمتابعة من 65 عضوا

كان حضور المجلس الاعلى في هذا المؤتمر وادارة السيد عبد العزيز الحكيم، مما يبعث على الفخر والاعتزاز. وقد كانت هناك بعض الهنات ولكن الخط العام والمحصلة كانت لصالح المعارضة العراقية وقيادتها التاريخية. وقد كتبت بعد نهاية المؤتمر رسالة تفصيلية لسماحة السيد الحكيم وقد رد علي كذلك برسالة مطولة. سننشرهما في الكتاب المقترح. وهذا مقتطف من رسالتي للسيد:
بسم الله الرحمن الرحيم...والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد المصطفى وعلى اهل بيتة الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين
سماحة العلامة المجاهد اية الله السيد محمد باقر الحكيم حفظه الله ورعاه وزاد في علاه, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ارجو ان تكونوا في صحة وعافية تعينكم على تحمل الاعباء الكبيرة الضخمة التي تقومون بحملها وانتم تقودون الركب المستضعف من ايتام ال محمد ونسال الله عز وجل لكم ولنا تحقيق الهدف الاسمى بالقضاء على عصابة البغي والاخذ بثار المظلومين واقامة دولة العدل والحق في عراق علي والحسين وان يعجل لنا جميعا يوم الرجوع الى بلادنا غانمين منتصرين وانتم تتقدمون طلائع الزاحفين لدك معاقل الظالمين ونحن خلفكم حاملين رايات النصر والسؤدد والخلاص متمنين من الله ان يعجل فرج وليه الاعظم سيدنا ومولانا البقية من ال محمد ليملئها عدلا بعدما ملئت ظلما.

السيد الجليل ابا صادق حفظه الله ورعاه, وبعد, ففي هذه الايام المهمة من تاريخ عملنا الاسلامي والسياسي من اجل تحرير بلدنا العراق, وجدت انه من الضروري الكتابة لكم لتبيان بعضا من وجهات نظرنا فيما يتعلق بمجريات الاحداث التي نعيشها عبر المحاور التالية:.
1- الموقف العام
2- تقييم المرحلة التحضيرية للمؤتمر
3- تقييم الحضور داخل المؤتمر
4- تقييم بعض المعطيات في المؤتمر
- الاكراد الفيلية
- وضع التركمان
- الاهتمام بالطبقة التكنوقراطية
- وجود عناصر مشبوهة او ذات تاريخ غير مشرف في المؤتمر
- خلو اوراق المؤتمر من الاشارة الى الجانب العربي من الدولة العراقية
5- حول المجلس الشيعي العراقي
6-تحرك الاكاديمين والتكنوقراط
واشياء اخرى وقد ختمتها:
السيد الجليل ابا صادق حفظه الله ورعاه هناك الكثير من الكلام مما ارغب بالحديث به معكم ولكن لا اريد ان اطيل عليكم ولعل المستقبل القريب سيجمعنا للنقاش في كل او بعض هذه النقاط لما يخدم مسيرتنا الظافرة باذن الله وختاما سلامي الحار لكل الاخوة عندكم لاسيما الاخ السيد محمد الحيدري والاخ الشيخ المولى والاخ الشيخ همام والاخ السيد ابو ايمان ممن لم نستطع من لقائهم في المؤتمر الاخير. ودمتم في صحة وعز وثبات حاملين الراية حتى اسقاط النظام الظالم وتحقيق امال الشعب العراقي الكريم....اخوكم المخلص ابو هاشم علاء الجوادي في 24/12/2002- لندن

ومما جاء في رد السيد الحكيم
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..والدعاء لكم بالتأييد والتسديد وحسن الاحوال...تسلمت رسلتكم الكريمة فشكرت لكم مشاعركم الطيبة ومودتكم الصادقة وادعيتكم البارة وموقفكم المؤيد، واسأل الله ان يتقبل منكم ذلك وان يحفظكم ويرعاكم.
لقد كانت رسالتكم مفيدة وشاملة وتناولت موضوعات هامة، قد تتاح الفرصة لمناقشتها حضوريا، وكان بودي متابعتها بصورة تفصيلية، ولكن لا يترك الميسور بالمعسور، لذا سوف اشير الى بعض النقاط.....ثم يشرع السيد بالحديث التفصيلي حول سبع نقاط.....واختتم الرسالة المباركة بقوله:
واسأل الله ان يسددكم في القول والعمل والرأي، وان ينفع بكم الاسلام واهله، وان لا يحرمنا الله من مودتكم ومشورتكم ومساندتكم، وسلامي لجميع الاخوة المحبين لديكم وللعائلة الكريمة والسيد ابو اسراء والسيد بحر العلوم والاخ الدكتور الوكيل...وتهاني لكم بمناسبة مولد سيدنا الامام الرضا عليه السلام..ودمتم موفقين...10 ذو القعدة 1423 هـ محمد باقر الحكيم.
لا اكتمك يا قارئي العزيز لقد ملئت الدموع عيوني وانا اعاود قراءة هذا النص فرحمك الله سيدي ابا صادق وحشرنا واياك مع الرسول واهل بيته الاطهار. واتمنى ان تكون هذه الاسطر والصفحات التي اكتبها عن مسيرتك الظافرة المكللة بالشهادة من مصاديق ما ذكرته في خاتمة رسالتك ومودتي لك موفورة ومشورة ومساندتي لخطك حاضرة حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا انه احكم الحاكمبن.
يتبع



توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 01:06 AM




خامسا: محاور المشروع السياسي عند السيد الحكيم
كان السيد محمد باقر الحكيم يتحرك في مرحلة تدويل القضية العراقية، منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم حتى السنوات الثلاث الاولى من الالفية الثالثة، بمشروع سياسي متكامل من اجل اسقاط النظام الطاغوتي المتحكم بالعراق. وفي قرائتي للمشروع السياسي للسيد الحكيم في تلك المرحلة اجده يستند على ركنين مهمين هما:
1- الارتكاز على كل المعطيات والمكاسب النضالية السابقة اي منذ اوائل الثمانينيات بل حتى قبل ذلك منذ بداية المواجهة الحقيقية مع النظام زمن مرجعية الامام السيد محسن الحكيم اعلى الله مقامه وقدس نفسه الطاهرة. وانطلاقة الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر مفجر الثورة الشعبية ضد النظام العفلقي.
2- دراسة المتغيرات السياسية الكبيرة الداخلية والاقليمية والعالمية بعد الشهر الثامن من سنة 1990، واخذها بالحسبان في عملية النضال المستمر من اجل اسقاط الدكتاتورية. ومن هنا فاننا لا نرى تناقضا بين الخطاب السياسي للسيد الحكيم في فترة الثمانينيات عن خطابه السياسي اللاحق . بل نرى التكامل بين المرحلتين واستيعاب كل ايجابيات العمل المنجز بالمرحلة السابقة لصالح الانطلاقة الاقوى في المرحلة اللاحقة.

ولعله من المناسب الان الاشارة ولو بصورة مختصرة الى اهم محاور عمل السيد الحكيم التي تكوّن مشروعه السياسي النضالي. ترتكز اطروحة السيد على المحاور التالية:
1- محور المعارضة العراقية الاسلامية: الحركات الاسلامية والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية فيلق بدر والمجاميع الاسلامية المنتشرة هنا وهناك...الخ
2- محور المعارضة العراقية الاخرى والتي لا تتبنى الدعوة للحكم الاسلامي رغم ايمانها بالاسلام باعتباره ديناً. ولا نطلق عليها العلمانية لانه مصطلح غير دقيق.
3- محور الجيش العراقي
3- محور الحكومات المعادية لنظام صدام في العالم العربي والاسلامي ولا سيما الدول المجاورة للعراق. وابرزها ايران وسوريا.
4- محور الحكومات التي كان لها موقف ايجابي من نظام صدام وتحولت الى الصف المعادي بعد غزو الكويت. وابرزها الكويت والسعودية ودول خليجية اخرى ومصر.
5- محور المجمتع الدولي لا سيما الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.
6- المنظمات الدولية والاقليمية ذات التاثير على الموقف السياسي والرأي العام العالمي او التاثير غير المباشر على القضية العراقية مثل منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.

السيد الحكيم كان واضحا ودقيقا في تحركه على العامل الدولي وكان حذرا من التبعية والانسياق بالمخططات الاجنبية. كانت اهداف السيد من تحركه الدولي هو الامور التالية:
1- تحقيق الاعتراف الدولي والاقليمي بالمعارضة العراقية.
2- تعريف دول العالم والمنطقة على مظلومية الشعب العراقي وطبيعة النظام الدكتاتوري الصدامي وطبيعة المعارضة العراقية ومشروعها السياسي.
3- ايجاد حلفاء لنضال الشعب العراقي مما يؤدي الى تولد مزيدا من الضغط.
4- وضع خطة شاملة متكاملة للتغيير تعتمد على فكرة التكامل في العمل بين العمل السياسي والثقافي والاعلامي والعمل على توفير الظروف المناسبة لتنفيذها.
5- رسم الخطوط العامة للتحرك والعمل اليومي. السياسي والاعلامي واللوجستي على النظام.

كان السيد يقول: لا يمكن للحركة الاسلامية ان تقطع صلاتها مع الكيانات السياسية الاخرى في العالم وتفرض على قضيتها عزلة خانقة دون مبرر حقيقي والا فقدت القدرة على تحقيق اهدافها وفرضت على نفسها الموت البطيء وعلى اساس ذلك وجدنا ان القيادة الشرعية تبارك حركة الانفتاح السياسي للحركة الاسلامية العراقية على سائر الجهات الدولية واطراف المعارضة.
ولكن السيد مع ادراكه لاهمية العامل الدولي الا ان تعويله الاساسي كان على الداخل العراقي. لذلك كان يركز بكل قوته وبجدية كامله على العمل الجهادي داخل العراق وكذلك الجهد الاعلامي والتعبوي الموجه للداخل.

ومن اقوال السيد الحكيم التي تعبر عن مشروعة السياسي ننتخب الكلمة التالية لاطلاع القارئ العزيز: هدفنا من التغيير ليس السلطة والحكم، وانما هدفنا الاصلاح في امة رسول الله وإصلاح الشعب العراقي.

كان يهدف السيد الحكيم في مشروعه السياسي النضالي ضد نظام صدام الدكتاتوري الى اسناد ودعم حركة الشعب العراقي من اجل التغيير الحقيقي مادياً ومعنوياً. وتوضيح الصورة والرؤية حول اهداف وحركة الشعب العراقي في التغيير. وكشف النقاب عن النشاطات المشبوهة او المعادية لاهداف الشعب. وبيان حقيقة ان النظام لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً للامن والسلام بالاضافة الى تهديد الشعب العراقي. اضافة الى بيان حقيقة الاوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي.

ولم يكتف السيد الحكيم بذلك بل طرح رحمه الله اليات للتحرك الجاد، فيقول: إن مساعدة الشعب العراقي في تحريره من الدكتاتورية والعنصرية والطائفية التي يمارسها النظام الحاكم ضده هي من الواجبات التي تفرضها المواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن لكن المطلوب هو التعامل معها بصدق وشجاعة لا تترك مجالاً للمخاوف والآثار التي تتداولها الاوساط السياسية والشعبية في العراق والعالم العربي والدولي.

وكان السيد يدعو الى تطبيق قرارات ومواثيق مجلس الامن ومنها القرار 688، ويذكر سماحته: إن الشعب العراقي في الداخل هو المعارضة الحقيقية الفاعلة والقادرة على إيجاد التغيير في العراق يفرض أن يكون للأمة الدور الأساس في علمية التغيير، وفي الاستعداد لملأ الفراغ السياسي والأمني الذي قد يواجهه العراق في المستقبل. ويلخص السيد الحكيم دور الامة من خلال الملامح التالية:
1- المساهمة الواعية المسؤولة في انتخاب القيادة.
2- المشاركة الفعالة في انتخاب الأدارات المدنية للمجمتع.
3- تقديم المشورة للقيادة العليا للامة من جهة ويصاحبها تقديمها للقيادات التنفيذية والادارية.
4- ممارسة دور الرقابة على اداء وسلوكية وحركة القيادة والإدارة.
5- الدعم والاسناد المسؤوليين للقيادة المتصدية لحمل الراية في المسيرة.

رسالة السيد الحكيم لاجتماع صلاح الدين 2003
في رسالته هذه لاجتماع لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر المعارضة العراقية والمنعقد في مدينة صلاح الدين في كردستان العراق بتاريخ 26 شباط 2003. قدم السيد الحكيم رؤيته لتواصلة النضال من اجل اسقاط النظام الدكتاتوري في العراق واقامة النظام الذي يختاره الشعب العراقي.
ان رسالة السيد الحكيم هذه جديرة بالمراجعة والدراسة فقد حوت على العمود الفقري لفهمه لعملية التغير واسقاط النظام الدكتاتوري واقامة النظام الذي يريده الشعب العراقي وقد تضمنت الدور الذي ينبغي ان تضطلع به القوى السياسية العراقية المعارضة التي اصبحت فيما بعد القوى المتحالفة الحاكمة للعراق الديمقراطي الجديد.
في الوقت الذي يحي فيه السيد الحكيم المجتمعين ويقول لهم:
انكم تجتمعون الان في هذا الوقت الحساس وفي بلدكم الكريم تحاولون ان تكملوا العمل الذي بدأتم به في مؤتمركم السابق وهذا العمل لو تم يمثل انجازا اخر يضاف الى انجازاتكم السابقة لتؤكدوا فيه ارادتكم المستقلة وعزيمتكم القوية ورؤيتكم الواضحة وقدرتكم العالية على العمل والنشاط. واني اذ اشكر لكم ذلك وهذه الفرصة الثمينة التي اتحتموها لي للحديث اود ان اشير بهذه المناسبة الى عدة نقاط ارى من الضروري تاكيدها في هذا اللقاء مضافا الى القضايا الاخرى التي ذكرتها في كلمتي السابقة.
ويبدأ بعد هذه المقدمة العامة يقدم السيد الحكيم نقاط مشروع العمل واحدة بعد الاخرى. ولان هذه الرسالة وثيقة مهمة جدا حسب تصوري في تاريخ العمل السياسي العراقي، وقد سعيت ان اجد منها نسخة في المواقع الالكترونية لتضمينها بهذه المذكرات فلم اتمكن من الحصول عليها، وقد لفت ذلك نظري اذ ان الكثير من تراثنا السياسي لم يخدم بالشكل الكافي والمناسب. ففي الوقت الذي نجد به تلك المواقع تغص بالغث والسمين نجدها غير مهتمة بالتراث السياسي الاسلامي المعاصر. وحتى المواقع ذات العلاقة بالمجلس الاعلى او بالسيد الحكيم مع انها تقوم بدور مشكور في الحفاظ على التراث الا انها لا تخلو من تقصير اتمنى عليها ان تتلافاه. وحيث اني امتلك نسخة مطبوعة ورقية فارسلتها الي اخي الحبيب العزيز السيد ابو ضياء احسان الحكيم ممثل المجلس الاعلى في بريطانيا فتفضل مشكورا مع كثرة مشاغلة فاعاد طبعها لذلك اقتضى مني الشكر له والتنويه به فهو جندي مجهول. ولكي نطلع على الوعي المبكر والفهم الدقيق العميق عند السيد محمد باقر الحكيم، سنضع تفاصيل الرسالة بين يدي القارئ الكريم للتذكير بمضامينها المهمة. لقد ثبت السيد في رسالته هذه النقاط التالية:
اولا: المواصلة
ابتداءً يؤكد السيد الحكيم على ان مواصلة العمل واكماله هو المنهج الصحيح انطلاقا من ايمانه بضرورة ارتكاز الحاضر على منجزات الماضي فيقول: اكمال العمل الذي بدأه مؤتمركم العتيد في لندن يتوقف بصورة اساسية على تشكيل لجان متابعة قوية وفاعلة بعناصرها واهدافها ومعتمدة بدرجة عالية لتتحمل مسؤوليات المرحلة القادمة وملئ الفراغات السياسية المتوقعة وان تاخذ القوى السياسية الاصلية دورها الحقيقي في تحمل المسوؤلية الكبيرة في هذا المجال.

ثانيا: برنامج العمل
وثبت السيد الحكيم قضية مهمة في ضرورة نجاح الاعمال وهي كما اسلفنا من اهم خصائص عمله السياسي وهي وجود البرنامج فيقول: وجود برنامج عملي شامل يقوم على اسس قوية ومتينة تقوم به القوى السياسية للمعارضة العراقية فان عراقنا الجريح هو بأشد الحاجة الى الافاق الجديدة والصالحة لهذا المستقبل بعد الكم الهائل من الدمار والخراب والتخلف الذي لحقه بسبب سياسة النظام الحاكم.

ثالثا: احترام ارادة الشعب العراقي
وامام التوجهات المشبوهة في السعي لتغيب ارادة الشعب يقول السيد الحكيم: ضرورة الاصرار والتاكيد والصمود والاستقامة على مبادئ احترام حرية واستقلال ارادة الشعب العراقي دون هيمنة او وصاية او قيمومة ولا يمكن ان تتحقق الديمقراطية الحقيقية دون ذلك والوقوف بقوة وصلابة امام إي محاولة لتجاوز هذه الارادة والاستهانة بها والتقليل من قيمتها او الطعن في رشدها وصلاحها.

رابعا: النضال المستمر حتى استحصال كامل الحقوق
كما يذكر السيد الحكيم ان المهمة النضالية لا تتوقف بالحصول على مكسب او مكاسب معينة لذا قال: ان الشعب العراقي الذي جاهد وناضل وكافح وقدم التضحيات العظيمة من الشهداء والمشردين والمغتربين طيلة العقود السابقة وذلك من اجل اهدافه المقدسة المشروعة لهو على استعداد ايضا للاستمرار في هذه المسيرة لمواجهة جميع التحديات الجديدة التي تقف امام حركته وطموحه وان ضعف النظام وعزلته وهوانه والاجماع العالمي على محاصرته والضغط عليه انما كان بسبب هذه الجهود العظيمة التي بذلها الشعب العراقي في عملية الخلاص والانقاذ من الطغيان والاستبداد ولايمكن لهذه الجهود الا ان يكون لها استحقاقاتها الطبيعية في تحقيق هذه الاهداف المقدسة.

خامسا: خطر الهيمنة الخارجية
ومن اهم النقاط التي تميز بها نهج السيد الحكيم ودفع حياته ثمنا لها هو موقفه من الهيمنة الاجنبية على العراق، وهو ما اكده بقوله: ان من اهم الاخطار التي نواجهها بسبب الحرب المتوقعة هو خطر الهيمنة الخارجية على العراق ومقدراته مضافا الى الخسائر في الارواح والممتلكات والبنية التحتية واذا كان هناك مبرر حقيقي للحرب مقبول سياسيا واخلاقيا فانما هو انقاذ الشعب العراقي من نظام الدكتاتورية والعنصرية والطائفية ومن الارهاب والدمار الذي يمارسة هذا النظام ضد الشعب.
وان الهيمنة الاجنبية بعد الحرب هي من اعظم الاخطار على الشعب العراقي والمنطقة كلها واذا اردنا ان نصفها بعيدا عن الاتهامات في النوايا التي يتحدث عنها العالم الان وحديثنا له مبرراته المنطقية فان هذه الهيمنة تمثل خطأً كبيرا له تداعياته المدمرة ونحن نعيش الان حالة القلق الشديد من ارتكاب خطأ اخر تقوم به الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا الغربية يشبه الاخطار السابقة الكبيرة التي تعترف بها الان ولكن بعد فوات الاوان كالخطأ الكبير في مساعدة صدام على قمع انتفاضة شعبان اذار 1991 او الخطأ الاخر في تاييد حركة طالبان التي اصبحت منظمة ارهابية ذات ابعاد دولية تكاد ان تكون سببا في حرب عالمية ثالثة طويلة الامد او الخطأ الثالث الذي ترتكبه في حق شعوب المنطقة في العيش بامن وسلام وحرية عندما قامت بدعم الحكومات الدكتاتورية القمعية على حساب الحرية والديمقراطية.

سادسا: رفض الاحتلال
وقد اعلن السيد الحكيم موقفه بما لا يشوبه اللبس من الاحتلال، وقدم حول هذه المسألة الخطيرة تصوره وتوجيهه الى الملتقى بقوله: ان لقائكم هذا لابد ان يعبر بقوة عن رفضه لهذه الفكرة الخطيرة الساذجة لما ينطوي عليه من اخطار جسيمة . ولخص الموقف بالنقاط التالية:
1- ان الشعب العراقي ومعه شعوب المنطقة كلها وجميع الخيرين من ابناء العالم يرفضون بقوة اعادة اسلوب الاستعمار المباشر تحت شعارات الحرية والديمقراطية الى الحياة السياسية في العلاقات الدولية .
2- ان ذلك سوف يفسر بصورة طبيعية انه لون جديد من الوان الحروب الدينية والعقائدية ضد الشعب العراقي والمنطقة ويثير بدرجة عالية حساسية جميع الاوساط الدينية والوطنية.
3- سوف يتحول ذلك ايضا الى عمل مضاد لاحدى مرتكزات السياسة الاستراتيجية التي اعلنتها الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب وهي معالجة جميع اسباب اعمال العنف السياسي والارهاب الدولي فان هذه الهيمنة سوف تكون وبدون رغبة من إي طرف سببا من اسباب اثارة دوافع العنف والارهاب وعاملا يفسح المجال لجميع قوى الشر او التضليل او الجهل لتجد الطريق امامها مفتوح لبدء سلسلة جديدة من القهر والعنف العدواني وعلى حساب مصالح الشعب العراقي.
4- ان الشعب العراقي ليس قاصرا ليحتاج الى القيمومة والوصاية وقد اثبت من خلال التجربة الناجحة في كوردستان العراق انه يملك القدرة على ادارة اموره بنفسه كما ان وحدة الرؤيا والموقف والارادة المستقلة التي تجسدت في مؤتمر المعارضة العراقية خير دليل على قدرة قوى الشعب العراقي على التعاون فيما بينها وتطور هذا التعاون في عمل جماعي مشترك يشترك فيه السني الى جانب الشيعي والعربي الى جانب الكوردي والتركماني والاشوري وغيرهم من الاقليات الاخرى وابن كوردستان الى جانب ابن الجنوب والوسط والغرب والعسكري الى جانب المدني وابن الريف والعشيرة الى جانب ابن المدينة والمقاتل في جبال كوردستان الى جانب المقاتل في اهوار الجنوب، ان هذه الوحدة القوية لابناء الشعب العراقي لابد لنا ان نحافظ عليها الى اقصى درجات القوة والحب والمودة والولاء والعمل الصالح والهموم المشتركة والمصالح العامة.

سابعا: ضرورة مشاركة الجميع وعدم الاقصاء
من يعرف السيد الحكيم عن قرب يعلم انه من اكثر المؤيدين بل المؤمنين بالعمل التعاوني بين مختلف الاطراف. ومن هنا كانت مبادرته الدؤوبة بهذا الاتجاه والتي ظهرت عبر الكثير من المواقف في مؤتمرات ولقاءات المعارضة العراقية وقد مررنا على قسم منها. وبعد مؤتمر لندن الذي عبر عن إلتقاء الطيف الاكبر من المعارضة العراقية نراه يؤكد على هذا المبدأ مبدأ عدم الاقصاء واحتراء كل الطيف العراقي المتنوع وهو ما يظهر بوضوح بقوله: اننا في هذا اللقاء نحتاج الى ان نتقاسم العمل الجهادي والسياسي في مسؤولياته وتضحياته وصلاحياته ونشاطه من خلال هذه اللجان لنجسد بذلك الرؤية المستقبلية التي تعاهدنا عليها باذن الله تعالى ونخطو بها خطوة الى الامام.
ويبين ميادين الالتقاء وآليات العمل الوطني المشترك فيحدد النقاط التالية:
1- مشاركة جميع العراقيين بجميع طوائفهم ومذاهبهم واعراقهم في مواقع القدرة وتحمل المسؤوليات واداء الواجبات .
2- احترام الخصوصيات القومية والمذهبية والدينية والاعتراف بها دستوريا في اطار الوحدة الوطنية والقانون.
3- التكامل في العمل الدفاعي بين المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية وأيجاد الوحدة الحقيقية بين القوى الشعبية المسلحة والجيش العراقي الجديد.
4- التعاون مع المجتمع الدولي في القضايا العالمية مثل الحرب ضد الارهاب وتحرير الشعوب المضطهدة ونزع اسلحة الدمار الشامل والجرائم ضد الانسانية وحقوق الانسان عامة والمرأة خاصة لما يعبر عن قيمنا واخلاقنا وحضارتنا الاسلامية الاصلية التي تدعو الى الحق والعدل والسلم والامن وكرامة الانسان والمساواة وان قضية فلسطين والقدس الشريف وتحريرها من الاحتلال تاتي في مقدمة هذه القضايا.
ويقول الحكيم: اننا في الوقت الذي نؤكد استعدادنا الشجاع للتعاون مع المجتمع الدولي في جميع القضايا نؤكد ايضا موقفنا الرافض للاحتلال والتسلط والهيمنة.

ويختتم السيد رسالته الى المجتمعين بتذكيرهم:
اننا امام امتحان عسير وتحد كبير وخيارات صعبة نحتاج فيها بعد الاستعانه بالله تعالى والتوكل عليه الى وحدة الموقف وشجاعة القرار وقوة الارادة والعزيمة وثبات الاقدام واستقامة الطريق والصبر والصمود امام الضغوط والحكمة في العمل وحُسن الاداء.

سادسا: الدخول للعراق..
قبل عودته الى وطنه العراق، القى سماحة اية الله السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله كلمة قبل صلاة الجمعة في طهران يوم 9/5/2003 اعرب فيها عن شكره لقائد الثورة الاسلامية والمسؤولين والشعب الايراني. وقال سماحته في كلمته القيمة: لقد عاهدنا هنا وقبل 23 عاماً وأمام حشود المصلين للمضي قدماً على طريق الاسلام الصحيح والجهاد، وها نحن اليوم نجدد العهد والميثاق مع كل الارواح الطيبة مع الوجود الخيّر، مع هذا الشعب الايراني البطل، مع قيادته الربانية مع روح الامام الراحل رحمه الله، مع ارواح كل الشهداء الابرار من الجيش والحرس وقوات التعبئة الشعبية الايرانية واسرهم واسر المفقودين والمضحين. وكانت هذه الكلمات تعبيرا عن الوفاء للضيافة التي عاشها العراقيون في ايران والدعم الذي قدمته الاخيرة لهم.

عاد سماحته رحمه الله الى العراق في 10/5/2003 واستقر في مدينة النجف الاشرف في 12/5/2003 وبعد وصوله باسابيع قليلة اقام صلاة الجمعة في صحن امير المؤمنين الامام علي "ع" ورغم كثرة مشاغله فقد واظب على امامته لها. حتى استشهد.

في يوم السبت 10/5/2003 ومن نقطة الشلامجة الحدودية دخل موكب سماحة السيد الحكيم ارض العراق وكان في استقباله حشد كبير من الجماهير العراقية التي رددت شعارات الترحيب والولاء للاسلام المرجعية. وفي نفس اليوم، الذي يعد من الايام التاريخية في محافظة البصرة وصل موكب السيد الحكيم الى مركز المدينة حيث القى كلمة في الحشود الكبيرة التي اجتمعت في ملعب رياضي هناك، قائلاً فيها:
* نريد الاستقلال ولا نريد حكومة مفروضة
* ان العراقيين لا يحتاجون لأحد لمساعدتهم على بناء الحكومة الجديدة
* نريد ان يحكم الشعب نفسه بنفسه، نريد حكومة ديمقراطية، نريد حكم الشعب للشعب.
* نريد حكومة تمثل المسلمين جميعاً شيعة وسنة وتمثل المسيحيين ايضاً وكل طوائف العراق التي تمثل جميع ابناء الشعب.
* ان اولوياتنا هي وحدة الكلمة نحن في خدمة المرجعية، لتتوحد العشائر... نعم نعم للعشائر، يا مجاهدينا الابطال اتحدوا في كلمتكم، لتكونوا كلمة واحدة وموقفاً واحداً.
* ايها الاخوة، علماؤنا، وسادتنا، انتم لا تقبلون ان يعيش بقية ازلام النظام بين العراقيين، نحن نرفض التواجد البعثي بين ابناء الامة.
*واضاف في اشارة للتواجد الاجنبي في العراق ليتركوا العراق للعراقيين وسيجدون العراقيين يستطيعون ان يحققوا الامن وان يحموا العراق.
* جهادنا هو جهاد الامن والبناء بعد جهاد الطغيان ويجب ان تكون المسيرة مستقلة.
* كما قلنا في السابق نعم نعم للحرية، نقول الان نعم نعم للاستقلال، ولجميع فئات الشعب من عرب وكرد ومسيحين ومسلمين نحن نريد العدالة للجميع ولا نقبل غير العدالة.
* اشكر آية الله السيستاني وآية الله محمد سعيد الحكيم، وجميع المراجع واشكر العلماء ومنهم الشهيد محمد صادق الصدر وجميع العراقيين الذين استجابوا لنداء الشهادة.
* الجمهورية الاسلامية الايرانية التي احتضنت العراقيين ولجميع الدول العربية والغربية التي ساعدت العراقيين والى سوريا بشكل خاص على موقفها.

وفي مقابلة اجرتها معه قناة العربية الفضائية اعلن السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان قواته قادرة على ضبط الامن في العراق لو تركت قوات التحالف لها مهمة القيام بدور امني.
وبعد ان اعتبر سماحته انه من موقعه كعالم دين يتحمل مسؤوليات شرعية ودينية وسياسية تجاه الشعب العراقي حدد اربع اولويات لابد من تحقيقها لحل مشاكل مرحلة ما بعد نظام صدام البائد. واوضح ان الاوليات هي:
المشكلة الاولى: هي العمل على حل مشكلة الاوضاع الحياتية والامن.
المشكلة الثانية: تتمثل في ان بقايا النظام لا زالوا يعيثون فساداً ويعملون على تدمير البنية التحتية للعراق
المشكلة الثالث: تتعلق بوجود القوات الاجنبية في العراق وهي مشكلة كبيرة جداً لابد من معالجتها.
المشكلة الرابعة: العمل على تحكيم ارادة الشعب العراقي في قيام نظام ينتخبه ابناء الشعب العراقي ويمثل الشعب العراقي بسنته وشيعته واكراده وتركمانه وحتى اقلياته الدينية.
ولم ينس السيد الحكيم ان يشير الى الاعداد الكبيرة من العلماء والافاضل والمدرسين الذين استشهدوا على يد الطاغية صدام خصوصاً في انتفاضة عام 1991 حين حصلت ابادة بشرية ضد الحوزة العلمية ورفع شعاد لا شيعة بعد اليوم. وكشف ان نظام صدام هدم ايضاً 350 مؤسسة بينها مدرسة دار الحكمة في النجف الاشرف ومدارس اخرى في كربلاء والديوانية والحلة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده سماحته في البصرة قال:
· نريد ان نبني دولة عصرية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، دولة تعرف مفاهيم الاسلام وجوانبه الروحية.
· البعض قد يتصور ان المتدينين سيحجبون المرأة عن المجتمع وهذا غير صحيح لأن المرأة نصف المجتمع.
· المرأة المتعلمة الشريفة القادرة على اداء دورها سواء في اسرتها او في مجتمعها يجب ان يكون لها دور رئيسي في بناء هذا المجتمع.
· عندما يكون النظام العراقي بهذه الخصاص يكون نظاماً اسلامياً عصرياً ينسجم مع اساليب هذا العصر والزمان ومع التطورات الاجتماعية الموجودة في هذا الزمان.
· عندها سيكون بالامكان ارجاع العراق الى موقعه الطبيعي في العالم الاسلامي والعربي بصورة آمنة ويصبح عراق الجهاد من اجل الاعمار وعراق المحبة والمودة لا عراق العدوان والاضرار بالاخرين في اشارة ضمنية منه الى الحرب ضد الجمهورية الاسلامية عام 1980 والى اجتياح الكويت عام 1990.
· شدد السيد الحكيم على ضرورة نبذ الطائفية وقال بلهجة منفتحة: ان العراق يجب ان يكون عراق المحبة والمودة بين ابنائة وسنته وشيعته مضيفاً نحن نلتزم بتشيعنا لكننا لسنا طائفيين ولا نريد ان نفرض تشيعنا على احد، وللسني ان يلتزم بمذهبه وان يكون مع اخيه المسلم الاخر.
· يجب ان نكون متحدين في قضايانا الاسلامية وان تحكمنا المودة والحب والتناغم لكي نقيم حكومة العدل.
· اننا نرفض بعض الخطوط السلفية
· من يعادي المسلمين الاخرين يعادي اهل البيت.
· اذا كانت لهذه الحرب اثار وخيمة بالنسبة الى اوضاعنا كعراقيين فان احد مكاسبها هذا القدر من الحرية الذي يشاهده العراقييون حالياً.
· واوضح انه اذا كان المجلس الاعلى رفض الحرب الاميركية فلأنه كان بالامكان تحقيق هذه الحرية بمساعدة المجتمع الدولي مع الشعب العراقي من دون الحرب.
· واعتبر ان العراقيين يملكون اليوم شيئاً من الحرية لكنها غير كاملة لأن هناك قوى اجنبية تحدد حركتنا والعراقيين يحتاجون الى حرية كاملة.
· كما طالب بأن يكون النظام القادم يحترم الاسلام لأنه دين الاكثرية الساحقة، مشيداً في الوقت نفسه بالمسيحيين الذين تمكنوا ان يعبروا عقبات التاريخ دون ان يتعرضواً لمشاكل مع المسلمين.
· ودعا الى ان تكون الشريعة الاسلامية من مصادر قانون هذا البلد وقال: لا يمكن ان يكون قانون ذلك القانون الحالي الذي لا يحترم الشريعة والقرآن وسنة النبي ص الى غير ذلك من القضايا التي نراها في العالم العربي والاسلامي.
· كما دعا الى ان يحترم النظام الجديد خصوصيات ومكونات الشعب من شيعة وسنة واكراد وتركمان ومسيحيين وان يكون معبراً عن وحدة العراق وشعبه وارضه.

ثم غادر السيد الحكيم بعد ذلك محافظة البصرة باتجاه الناصرية ووصل محافظة النجف الاشرف يوم الاثنين 13/5/2003 حيث تجمع مئات الالاف من اهالي المدينة واطرافها في استعداد غير مسبوق لاستقبال سماحته، وحمل الحشد صور السيد الحكيم الذي تقدم موكبه بصعوبة نحو ضريح الامام علي ع في المدينة واطلقت هتافات نعم، نعم للحكيم مرحبة بقدومه. وبعد ادائه مراسم الزيارة وجه خطابه الى الجمهور الذي تجمع في صحن المرقد الشريف للامام علي ع وجاء فيه:
· عملت الحوزة على خطين جهاديين رئسيين هما خط الجهاد والمواجهة مع النظام، وخط الصمود والصبر في النجف من اجل ابقاء هذه الحوزة. وان هذه الحوزة حوزة متحدة واحدة وهذه المرجعية، مرجعية واحدة ومتحدة ومن يريد ان يفرق بينها انظروا اليه بريب وشك.
· ايها الاخوة الاعزاء لابد ان نعرف، اننا كما نقبل يد الامام الحكيم ونقبل يد الشهيد الصدر، ونقبل ايدي كل الشهداء من العلماء الذين سبقونا بالايمان، نقبل يد الامام الخوئي وكل المراجع العظام لانهم صمدوا في حوزة النجف وواجهوا كل هذه المشكلات من اجل ان تبقى هذه الحوزة دائمة ان شاء الله.
· نحن نريد حكومة عراقية تمثل جميع الفئات والطوائف عرباً واكراداً، سنة وشيعة واقليات اخرى.
· سنقاوم أية حكومة نفرض علينا بالاحتجاجات والتجمعات والتظاهرات والاضرابات.
· اقول لكم ان الذي يضمن استقلال العراق هو الاسلام والانتخابات الحرة.
· اننا امام مشوار طويل هو جهاد الامن والاعمار وعليكم جميعاً ان تتكاتفوا للوصول الى هذا الهدف لأن النظام الصدامي دمر العراق وبدد ثرواته.

لقد اعلنها السيد الحكيم وقبل وصوله الى النجف بصراحة كاملة: نحن لسنا عبيداً الا لله ولسنا اسرى ولا تخيفنا القوات التي تحيط بنا. وقال: سألت الاميركيين هل تقبلون بأن يحكمكم الانجليز؟ قالوا: لا، عندها قلت لهم: اذن لماذا نقبل نحن ان يحكمنا احد؟.

يتبع



توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

الصورة الرمزية بنت الهدى/النجف
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.30 يوميا

بنت الهدى/النجف غير متصل

 عرض البوم صور بنت الهدى/النجف

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 01:09 AM




من افاق بناء الدولة العراقية الجديدة
كما كان السيد الحكيم صاحب رؤية في عملية التغير فهو صاحب رؤية كذلك في عملية بناء الدولة بعد سقوط نظام الدكتاتورية في العراق. وقد عبر السيد عن رؤاه هذه عن طريق خط صلوات الجمعة التي كان يؤمها في الصحن العلوي المبارك حتى اخر خطبة تلتها شهادته المفجعة. ففي النجف الأشرف وتحديدا في الصحن الحيدري الشريف بتاريخ 28/ ربيع الأول/ 1424هـ الموافق 30/5/2003م، وبعد سقوط حكم العفالقة الصداميين كان السيد الحكيم يؤكد على ان البلاد تعيش ظروفاً حرجة وصعبة، ويلخص السيد طرحه في نقطتين هما:
الأولى: ترتبط بالوضع العام الذي نعيشه.
يؤشر السيد على القضايا الاساسية التي تواجه الشعب وهي قضية انعدام الامن والاحتلال وانعدام النظام، فيقول: فيما يتعلق بالوضع العام نحن يمكن أن نشاهد عدة قضايا رئيسة وأساسية:
الأولى: قضية الأمن، وتعتبر أهم قضية يعيشها الناس هذه الأيام، وأهم مشكلة، إذ إن أي مجتمع إذا فقد الأمن لا يمكن أن يمارس دوره في الحياة مهما كان هذا الدور، سواء كان علمياً أم ثقافياً أم اجتماعياً أم اقتصادياً، أم أي دور آخر يمكن أن يكون في المجتمع. إذن، تحقيق الأمن يعتبر قضية أولى ومهمة.

الثانية: قضية الاحتلال، فقد كانت العمليات العسكرية التي شنّت على النظام البائد عمليات يُراد منها الإطاحة بالنظام، حيث سميت عمليات حرية العراق ولا شكّ أن هدف الإطاحة بهذا النظام كان هدفاً لجميع الشعب العراقي، ولذلك استبشر أبناء هذا الشعب بصورة عامة بهذه الإطاحة وزوال النظام بالرغم من كل المنغصات الكثيرة التي يعرفها العراقيون والعالم التي اقترنت بزوال النظام، ولكن بالرغم منها فالعراقيون مستبشرون بهذه النتيجة الكبيرة ويحمدون الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي تفضّل بها عليهم، نعمة زوال هذا النظام البائد وسقوطه إلى جهنم وبئس المصير وإلى مزابل التاريخ. هذه النتيجة بالرغم من كونها نعمة من الله سبحانه وتعالى، لكن وضع العمليات العسكرية من الناحية القانونية أصبح عمليات احتلال.
ولكن السيد الحكيم يقول حول هذا الموضوع: لابدّ أن يدرس قانونياً من قبل رجال القانون والمختصين، ويبحث أيضاً سياسياً من قبل القوى السياسية، وما هو الموقف من قوى الاحتلال، والآثار القانونية المترتبة على الاحتلال في المجتمع الدولي والقانون الدولي، حيث نصّ القرار الأخير لمجلس الأمن على أن هذه السلطة ـ باعتبار القانون الدولي المعترف به دولياً ـ هي سلطة احتلال. ولا توجد الآن فرصة لأشرح أبعاد الاحتلال، ولذلك لابدّ للقانونيين من ناحية، والقوى السياسية من ناحية أخرى، أن تدرس ذلك من أجل أن نعرّف الأمة والشعب على مدلول سلطة الاحتلال ومعنى سلطة الاحتلال.

الثالثة: فقدان النظام، وعدم وجود دولة تدير شؤون الناس، وهذه تعتبر من أكبر المشكلات التي يعانيها المجتمع بصورة عامة، ويعانيها المظلومون والمستضعفون والمقهورون والمحرومون في هذا المجتمع بصورة خاصّة. إذا كان هناك من يتمكن أن يتحمل هذه المشكلة، بما قدّر الله سبحانه وتعالى له من إمكانيات وقدرات وأموال ورجال، فما شأن المحرومين والمستضعفين من أبناء أمتنا؟! هؤلاء الذين لا يتمكنون أن يتحملوا عبء هذه الفوضى والأضرار البالغة التي تمس قضاياهم وأهم أمور حياتهم.
ومن هنا يبين السيد الحكيم فيقول: نجد هذا الاضطراب الواسع الذي يشكّل معضلة في الحياة المعيشية للناس، إذ ليس هناك استقرار في حياتهم المعيشية. لا لدى الموظفين، ولا لدى الكسبة، ولا التجار ولا العمال ولا المزارعين ولا حتى أولئك الدارسين في الجامعات أو في الحوزات العلمية، هناك اضطراب عام في الحياة المعيشية لهؤلاء.
ويعتبر السيد هذه المشكلة مشكلة كبيرة ومهمة، ولابدّ من اتخاذ الموقف الحازم الواضح تجاهها، وعدم التعامل معها باللامبالاة والانتظار لإيجاد تحول من التحولات.
ويؤكد ان: الأمة بما وهب الله سبحانه وتعالى لها من فرصة الحرية وسقوط الطغيان والاستبداد، لابدّ من اتخاذها موقفاً واضحاً تجاه هذا الموضوع.

الثانية: تشخيص الموقف تجاه هذا الوضع العام.
بعد هذا التحليل لا يترك السيد الحكيم الموقف دون تشخيص ما يجب اتخاذه ازائه فيقول: هناك موقف أتصوره أنا ـ وأتحدث هنا عن نفسي، ولا أريد أن أضع الواجبات على الآخرين، لكن أعتقد أنه واجب على الجميع ـ وهو أن يتصدّى لهذه المشكلات بصورة رئيسية المراجع العظام، والعلماء الأعلام، هؤلاء بما وهبهم الله سبحانه وتعالى من مواقع وقدرة على المعرفة والفهم والتفكير والمتابعة، وما يحصلون عليه من تأييد واسع في أوساط الأمة، يتحملون مسؤوليات كبيرة في مواجهة هذه المشكلات.
كما أن هناك واجباً آخر على القوى السياسية في عراقنا الجريح، سواء القوى الإسلامية ـ التي تحملت القسط الأوفر والعبء الأعظم من مواجهتها للطغيان والاستبداد في الفترات السابقة وقدمت مئات الآلاف من الشهداء والتضحيات في سبيل الإطاحة به، وتمكنت من عزل الطاغية عن الشعب، وإيجاد التواصل الكبير بينه وبين الشعب ـ أم القوى السياسية الأخرى التي دخلت الميدان، ولا أريد أن أتحدث عن واقعية ذلك وعدم واقعيته، أو عمق وجودها في الأمة وحدود هذا الأمر، هذا له مجال آخر، لكن هذه القوى موجودة في الساحة، ولابدّ لها أن تتحمل مسؤولياتها بشكل موحد وحازم وجريء وشجاع، وبذلك تؤدي امتحانها أمام الأمة والشعب.
إن هذه القوى الآن أمام امتحان عسير، حيث إن الشعب يواجه ويلاحظ ويتابع مواقعها، وبمقدار ما تتمكن هذه القوى أن تقوم بدورها في حل هذه المشكلات ومواجهتها بصورة موحدة وقوية، يمكن لها أن تكسب ثقة الأمة وثقة الشعب. وبمقدار ما تقصّر أو تتهاون أو تتخاذل في مواجهة هذه المشكلات سوف تجد نفسها أمام الشعب، فالشعب الآن قادر على أن يعبّر عن موقفه ورأيه بعد أن اكتسب الحرية.

ويقول الحكيم: أنا أدعو أيضاً الشعب العراقي، والأمة أن تتحمل أيضاً القسط الآخر من المسؤولية، فالمسؤولية لا تنحصر بالعلماء والمراجع، ولا تنحصر بالقوى السياسية، وإنما الأمة لها دور كبير في هذه المسؤولية عندما تكون قادرة على تشخيص أهدافها بصورة دقيقة.
وهنا يشير الحكيم الى هذه الاهداف عبر نقطتين هما:
- أهدافها في إقامة الحكم العراقي الوطني ...
- أهدافها المشروعة في الاستقلال وتحقيق العدالة ...

ويقول: عندما تكون الأمة قادرة على تشخيص هذه الأهداف في إقامة شعائر الإسلام واحترام الإسلام في شعائره وقيمه وشريعته، وعندما تكون قادرة على الصمود في مسيرتها وتحقيق أهدافها، وعندئذٍ تكون ـ بإذن الله ـ قادرة على أن تحقق آمالها الكبيرة وأهدافها المقدسة التي تسعى إليها.

ويعلن عن مدى ايمانه بقدرات الامة فيقول: أمتنا أمة بطلة مجاهدة مضحية قادرة على تحقيق الانسجام فيما بينها، وقد رأيتموها في مسيرة عاشوراء والأربعين ومسيرة وفاة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله كيف كانت منسجمة وقادرة على أن تمارس دورها الحقيقي في مواجهة هذه الأحداث.

الموقف إذن، حسب تشخيص السيد الحكيم هو:
اولا: أن يتصدى العلماء والمراجع العظام.
ثانيا: ان تتصدى الشخصيات التي لها وجود في المجتمع.
ثالثا: تتصدى القوى السياسية من جانب آخر.
رابعا: وتتحمل الأمة مسؤوليتها .
ويؤكد الحكيم على دور الأمة وانها تبقى المرجع الرئيس في مثل هذه القضايا. ويقول: صحيح أن المراجع لهم دور الهداية ودور الإشراف والتوعية والتثقيف، ولكن الأمة تبقى هي الطاقة الكبيرة المؤثّرة من ناحية، وهي التي يُرجع إليها في الاختبار والامتحان لهذه الحركة وهذا الوجود.

أما عن قضية الموقف تجاه قرار مجلس الأمن، يقول الحكيم: إن فيه قراءتين لابدّ أن نعرف ما هي قراءتنا لقرار مجلس الأمن، ونحن نتكلم من الناحية القانونية والسياسية، وفوق القانون والسياسة هناك الشرع الذي نعتقد به ونؤمن به ونلتزم به أمام الله سبحانه وتعالى.
قرار مجلس الأمن في قراءتنا له يؤكد على استقلال العراق وعلى سيادته، وعلى ضرورة إنهاء الاحتلال في أقرب فرصة ممكنة، وعلى تحمّل العراقيين لمسؤولية إدارة أمورهم.
هذا القرار يؤكد ذلك، والسلطة المحتلة ليست مسؤولة في قرار مجلس الأمن عن إدارة شؤون العراقيين، بل هناك ما ينص في عدة مواضع من قرار مجلس الأمن أن العراقيين هم المسؤولون عن إدارة أمورهم وشؤونهم.

وبناء على هذه القراءة فانه قال: لذلك أدعو جميع العراقيين، من هذا المنبر المقدس، إلى أن يمارسوا هذه المسؤولية، في انتخابات حرة نزيهة يُنتخب بها العراقي الذي يثقون به من أهل بلدهم، ويعرف شؤون حياتهم، ويكون معروفاً بالصلاح والسيرة الحسنة، وتنطبق عليه الضوابط الشرعية والعقلائية التي يعرفها الناس، وعند ذلك يمكن للعراقيين أن يحلّوا الكثير من المشاكل التي يواجهونها في الوقت الحاضر.

ويضيف: أنا أدعو جميع العراقيين أن يهتموا بهذا الجانب، وهذا من الموعظة الحسنة، ومن المعروف، وأفضل المعروف أن يصنع العراقيون ذلك. فالمعروف فيه صيغ محددة من قبل الشارع، كالصلاة والصوم والحج والزكاة والصدقة وغيرها من الخيرات، وهناك أيضاً معروف آخر تحدده القيادات الشرعية التي يمكنها أن تحدده وفق الظروف.
ويقول: إنّ من أهم مصاديق المعروف في هذا الوقت الذي يجب فيه على العراقيين أن يهتموا به، هو أن يندفعوا بإخلاص ونظام وحكمة وعقل من أجل أن يمسكوا إدارة أمورهم بأيديهم، ولا يتركوا الفرصة للآخرين ليتسلّطوا على أمورهم>

الوحدة واحترام الخصوصيات
ومما اهتم ببيانه السيد الحكيم هو التكامل بين مفهومي الوحدة والتعدديدة. يقول رحمه الله: وأن نحترم في هذه الإدارة خصوصيات كل جماعة، فشيعة أهل البيت لابدّ من احترام خصوصياتهم في بلادهم، وشعائرهم وثقافتهم وخصوصيات آدابهم وعلاقاتهم الاجتماعية، كما لابدّ أن نحترم أيضاً في الوقت نفسه خصوصيات إخواننا أهل السنة في بلادهم، لابدّ من احترامها وعدم نقضها، وكذلك نحترم خصوصيات إخواننا الكرد، والترك في بلادهم. إنّ احترام هذه الخصوصيات من أهم الوسائل لإيجاد الوحدة بين أبناء الشعب.
إذن، من أهم العوامل التي من الممكن أن نقف بها أمام هذه المشكلات هو وحدة الكلمة، وأجود طريق لهذه الوحدة هو أن يحترم بعضنا بعضاً، وأن نحترم حرية الرأي، ونكون جميعاً متعارفين ومتحابين كما يعبّر القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}. وهذا التعارف هدف لهذه التعددية في الخصوصيات، واحترام هذه الخصوصيات والتعارف والمحبّة والمودّة هو أفضل طريق للوحدة. ولا يمكن أن تتحقق الوحدة بقهر الآخرين، وفرض آرائنا أو صياغاتنا أو ثقافتنا أو شعائرنا وأساليبنا عليهم، وإنما يمكن أن تتحقق الوحدة بإتاحة الفرصة لكل جماعة في أداء دورها ضمن هذه الحياة مع التعارف والتلاحم والتحابب.

الاقليات الدينية
من الميزات التاريخية للعراق انه بلد تتعايش به الاديان والقوميات والمذاهب وبحكم الحجم العددي لهذه المكونات ظهرت في المجتمع ظاهرة الاقليات لقلة عددهم قياسا لغيرهم من سكان العراق.
واغلب ابناء هذه الاقليات كما يصطلح عليها -وهو اصطلاح لا يمكنني تقبله- اقول اغلب ابناء هذه الاقليات هم من بقايا التنوع السكاني الذي عمر العراق منذ الاف السنين قبل قدوم العرب المسلمين المحررين اليه.
ومن المسائل التي اشار اليها مبكرا السيد الحكيم قضية الاقليات في العراق وقدم رؤيته الاسلامية والوطنية والانسانية نحوها. يقول السيد الحكيم: أن هناك قلقاً لدى بعض الأقليات الدينية كالمسيحيين مثلاً، أو بعض الأقليات الأخرى غير المسيحيين، بخصوص بعض الأعمال التي حدثت ضدهم.
نحن نقول بصورة واضحة: إن هذا العدوان لم يكن عدواناً مأذوناً به ـ فضلاً عن أن يكون مطلوباً ـ لم يكن مأذوناً به من أي مرجع من مراجع الإسلام، ولا من أي جهة سياسية معترف بها ومعروفة في أوساطنا، ونحن نشتبه في صدور هذا العدوان من أزلام النظام السابقين الذين لا زالوا يعيثون في الأرض فساداً، ولكني أوصي ـ مع ذلك ـ جميع إخواننا بأن يهتموا بمثل هذه الأمور، ويحفظوا الأمن والاستقرار في بلدنا، كما أوصيهم بأهلهم وإخوانهم وبلدهم خيراً.

التعاون الشعبي
ويطرح السيد الحكيم مفهوم العمل التعاوني الشعبي من اجل النهوض بالمستوى العام للمدن في العراق ومن خلال حديثه عن احدى اهم المدن العراقية وهي النجف يقول: هنا في النجف مثلاً، يمكن للإخوة الأعزاء ـ وهكذا في الأماكن الأخرى ـ أن يتعاونوا في تنظيف هذا البلد، ونحن على استعداد أن نعاونهم أيضاً في هذا المجال، ويمكن أن تتعاونوا في إحياء المؤسسات الخدمية العامة وجعلها قادرة على أداء واجبها.
صحيح أن هناك خللاً لكننا نحن نحتاج إلى مثل هذا التعاون لنكون في موضع الرضى من الله إن شاء الله، والثقة من إخواننا الذين وضعوا ثقتهم بنا.

وقبيل استشهاده بلحظات.. وقبيل أدائه لأخر صلاة.. ألقى آية الله السيد محمد باقر الحكيم آخر خطبة جمعة في حياته تاركاً فيها وصيته السياسية الأخيرة والتي تضمنت ايضا جوانب من افاق رؤيته في بناء الدولة العراقية الجديدة والمجتمع. والتي تبدو وثيقة سياسية للعراقيين كافة تحدد لهم ضوابط الموقف الإسلامي الشرعي تجاه أهم الأمور وأخطرها مثل: المرجعية، الأمن، الحكومة والحكم، والوحدة الإسلامية. لقد بين السيد الحكيم في اخر خطبة جمعة له مسائل حساسة سنجيئ على ذكرها:

قدسية المرجعية وحمايتها
تحدث السيد عن العدوان الذي تعرضت له المرجعية الدينية في النجف الاشرف في محاولة اغتيال آية الله السيد محمد سعيد الحكيم وقال عنه انه :يمثل ظاهرة خطيرة من أخطر الظواهر التي نواجهها في هذه المرحلة من الناحية السياسية والاجتماعية. وهذه الظاهرة الخطيرة تتمثل في ان هذا العدوان يستهدف اهم مركز مقدس في مجتمعنا العراقي، فالمرجعية الدينية ليست قضية شأنها شأن القوى السياسية او الاحزاب، بل لها تاريخ عريق في العراق يمتد الى اكثر من اثني عشر قرناً من الزمن، وكان لها دور في ادارة مختلف الاوضاع الاجتماعية والعقائدية والثقافية والروحية والدينية. ولا بد ان ننتبه الى ان السياسات السابقة التي كان يتبعها النظام البائد ـ نظام العفالقة المجرمين ـ كانت تعتمد وترتكز بصورة رئيسية على استهداف المرجعية الدينية والحوزات العلمية. أول عمل قام به العفالقة المجرمون البعثيون عندما جاؤوا الى العراق هو الاعتداء على مرجعية الامام الحكيم رضوان الله عليه في بداية مجيئهم ثم تطور الامر حتى انتهى الى قتل المراجع واحداً بعد اخر كما حدث بالنسبة الى المراجع آية الله الشيخ البروجردي وآية الله الشيخ الغروي وآية الله السيد محمد الصدر وايضا استهداف مراجع اخرين كآية الله العظمى السيد السيستاني وآية الله الشيخ بشير النجفي .. هذا النظام السابق استهدف الحوزة العلمية واستهدف المراجع.

ويربط السيد الحكيم الحاضر بالماضي فيقول مذكرا بما قامت به القوى المعادية للشعب العراقي وللاسلام ولمدرسة اهل البيت من استهداف للمرجعية فيقول: وكان هذا الاستهداف ليس امراً جديداً ..بل منذ تشكيل ما يسمى بالحكم الوطني في زمن الانتداب الانكليزي نجد ان العمل الاول الذي قام به هذا الحكم الذي كان ابعد ما يكون عن الوطنية، وكان عميلا للانكليز، هو نفي العلماء واخراج المراجع من النجف كما حصل مع المرجع الكبير الشيخ النائيني المدفون في هذه المقبرة – يقصد الصحن الحيدري الشريف- وآية الله العظمى المرجع الاكبر والاعلى السيد ابو الحسن الاصفهاني المدفون في المقبرة الاخرى وغيرهم من المراجع، وكان هذا النفي من اجل الضغط على المرجعية الدينية ..صحيح ان ازلام النظام السابق كانوا يأتون في صورة واضحة فيعتدون على المرجعية ثم بعد ذلك بدلوا سياستهم بسياسة الاندساس والتزوير والخداع والتضليل، وما زالت هذه السياسة متبعة يندسون في هذه الجماعة وتلك الجماعة وتحت هذا العنوان او ذاك من اجل ان يقوموا بهذه الاعتداءات، لكن يجب ان نعرف ان وراء هذا العمل هو ازلام النظام البائد.

بعد ذلك ينتقل السيد الحكيم الى النقطة الاخرى التي ينبغي الانتباه اليها هي مسؤولية قوات الاحتلال عن هذه الاعتداءات، فيبين انها: لم تقم بواجباتها القانونية والواقعية تجاه حماية المرجعية والاماكن المقدسة. وهذا امر مدان بالنسبة الى قوات الاحتلال التي لم تقم بواجباتها تجاه المؤسسات الدولية كمقر الامم المتحدة في بغداد ايضاً الذي تعرض الى هذا النوع من العدوان، وكذلك المؤسسات الديبلوماسية كالسفارات الاجنبية الموجودة في بغداد، ومثل هذا العمل يحمل قوات الاحتلال مسؤوليات كبيرة ولا بد من متابعة هذه المسؤوليات .

ولم يترك الحكيم الامور سائبة بل يسارع الى تقديم المفترح العملي الوطني فيقول: والشيء الاهم من ذلك في هذا المجال هو اننا طرحنا منذ اليوم الاول وقبل دخولنا الى العراق طرحت على المستوى العلني العام في الخطابات والصحافة وايضا على مستوى الحوار من خلال الاخوة الاعزاء الذين يتحاورون مع قوات الاحتلال بأن يقولوا لهم من واجبكم ان تتركوا الفرصة للعراقيين ان يشكلوا قوة لحماية الاماكن المقدسة والمرجعية الدينية، نحن لسنا بحاجة لكم ولا لقواتكم. العراقيون قادرون على ان يحموا انفسهم ويحموا مرجعيتهم واماكنهم المقدسة، ولكن قوات الاحتلال كانت تمارس الضغط والعدوان وايضا نزع الاسلحة لهذه القوات التي كانت قد اعدت لحماية المرجعية الدينية والاماكن المقدسة، وهذا ايضا يزيد في مسؤولياتهم، ولكن نحن ندعو الى ضرورة تشكيل قوة عراقية متدينة مؤمنة ملتزمة تقوم بحماية المراجع والاماكن المقدسة الموجودة في العراق لان الاميركيين لا يمكن ان يقتربوا من هذه الاماكن المقدسة، لا يسمح لهم الشعب بذلك، إذاً فلا بد أن تقوم القوة العراقية بذلك، ونحن نعتقد بأن هذه المسألة مهمة وضرورية، طبعاً بدأت بعض الخطوات في هذا الاتجاه في النجف الأشرف، ونحن نشجع هذه الخطوات ونأمل أن تكون شاملة لبقية المراكز والمواقع الدينية الموجودة في العراق.

الأمن
ويؤكد السيد الحكيم في اخر خطبة له كما اكد في اول خطبة جمعة له على قضية الامن في العراق وتدهور الحالة الامنية فيه فيقول: في قضية الأمن بصورة عامة في العراق وليست قضية أمن المرجعية والأماكن المقدسة فحسب، نحن نلاحظ أنه لا يوجد هناك أمن في هذا البلد، وقد جربت قوات الاحتلال أن تحقق هذا الأمن ففشلت وسوف تبقى فاشلة بذلك، كما قلنا منذ البداية.
ويحدد الحكيم الطريق لمعالجة تردي الوضع الامني من خلال النقاط التالية:
أولاً: بإعطاء السيادة الكاملة للعراقيين في تشكيل دولة عراقية ذات سيادة كاملة، ثانيا: تحول القضية الأمنية على العراقيين أنفسهم، فهم أعرف بما يجري في بلادهم، كما ان الشعب العراقي الذي لا بد له في هذه القضية الأمنية أن يتعاون مع الأجهزة الأمنية، أما عندما تكون الأجهزة الأمنية غير عراقية فلا يتعاون معها، لا بد من تشكيل أجهزة أمنية عراقية يتعاون معها الشعب العراقي من أجل حل المشكلة، وأن تتضافر الجهود جميعاً من أجل تحويل السيادة الكاملة للعراقيين في حكومة عراقية، وأن تكون القضية الأمنية هي قضية يتحملها العراقيون بأنفسهم، هذا هو طريق الحل الوحيد لمعالجة القضية الأمنية في العراق.

الحكومة
كانت تجري في تلك الايام مساعٍ حثيثة من اجل تشكيل الحكومة وكان للسيد الحكيم تصوره حول الموضوع. يقول السيد: أود أن أشير إليها هي الوزارة التي يراد تشكيلها. قلنا ومنذ البداية لا ينبغي أن تكون مجرد غنيمة أو توزع على شكل إرث وحصص على هذا الجانب وذاك الجانب.
لا ريب انه يجب أن تقوم هذه الوزارة ولكن يعتقد السيد الحكيم ان تشكيل الحكومة ينبغي ان يرتكز على ثلاث ركائز رئيسية وأساسية وكان يطالب جميع الشعب العراقي أن يكون على وعي ومتابعة ومراقبة لهذه الأسس. والاسس هي:
أولاً: يجب أن يكون الوزراء أكفاء قادرين على القيام بمسؤولياتهم الوزارية.
ثانياً: أن يكون هؤلاء الوزراء من المخلصين للعراق وشعب العراق ومصالح العراق، وهذه مسألة مهمة جداً. ويبين الحكيم السبب في ذلك بقوله: نحن نريد أن نبني عراقاً جديداً، وأن نفتح صفحة جديدة تغييرية في أوضاع العراق، فلا بد أن يأتي الوزير مخلصاً لمصالح العراق لا لمصالحه أو لمصالح فئته أو مصالح الدول الأجنبية الخارجية، بل لا بد أن يكون مخلصاً للعراق وشعبه، وأن يكون هذا الوزير أيضاً إنساناً جاداً في إخلاصه في معالجة المشاكل، وبذلك يمكن أن نواجه مشاكل هذه الوزارة، لا بد أن تتسم بهذه الصفة أيضاً.
ثالثاً: أن تكون هذه الوزارة معبّرة عن أبناء الشعب العراقي بأطيافهم المختلفة، بمذاهبهم، بقومياتهم، بانتساباتهم الدينية والعرقية، حتى تكون هناك مشاركة حقيقية لأبناء الشعب العراقي. وقال الحكيم في هذا المجال: انه إذا كانت هناك ثغرة في المجلس الحكم في عدد التمثيل لبعض القوى فلا بد أن تمثل هذه القوى في هذه الوزارة حتى يكون التمثيل والمشاركة واسعة لكل أبناء الشعب العراقي، وبذلك يمكن للعراقيين أن يتعاونوا معها وأن تؤدي واجباتهم، وأن تقوم بمسؤولياتها بصورة كاملة ومناسبة.

الطائفية وحقوق الاكثرية المظلومة
بعد سقوط النظام الدكتاتوري الطائفي في العراق انبرت بعض وسائل الإعلام العربية وبعض القيادات الرسمية والدينية في المنطقة للتشويش في أن الوضع في العراق اصبح وضعا طائفيا، ويراد بذلك اتهام الشيعة شيعة أهل البيت بأنهم أخذوا يتعاملون بصورة طائفية ويأخذون الحصة الكبرى وكأنهم يريدون أن يظلموا الآخرين. وكان للسيد الحكيم ردٌ على هذه التهريجات بقوله: نحن منذ البداية دعونا أولاً الى الوحدة الإسلامية، وما زلنا نُصر على هذه الوحدة، وثانياً دعونا الى وحدة العراق حكومة وشعباً وأرضاً، ولا نوافق بأي شكل من الأشكال أن تتزعزع هذه الوحدة. ونعتقد بأن النظام الطائفي والعنصري يزعزع هذه الوحدة، فنظام صدام المجرم كان نظاماً طائفياً عنصرياً ولذلك زعزع وحدة الشعب العراقي. نحن نعتقد بهذه الأمور كأساس، ولذلك اكتفى أخواننا الذين شاركوا في مجلس الحكم بالحد الأدنى لما يستحقه شيعة أهل البيت بالحكم، شيعة أهل البيت إذا أرادوا أن يأخذوا نسبتهم على أساس طائفي وأقل نسبة هي 65% من الناحية العددية لكنهم مع ذلك تنازلوا عن هذا الأمر، واكتفوا بنسبة 52% أي الحد الأدنى من الغالبية من أجل المحافظة على وحدة العراق ووحدة الصف ومن أجل التغلب على المشكلات القائمة في الوقت الحاضر، ودائماً شيعة أهل البيت يقتدون بسيدهم ومولاهم الإمام علي عليه السلام الذي كان يقول: "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين وكان الجور عليّ خاصة"، هكذا كان يقول الإمام علي عليه السلام، عندما كان يتحدث عن حقه وحقوقه، شيعة أهل البيت يسيرون بسيرة علي عليه السلام ويمتثلون لعلي عليه الاسلام، إذا كان الوضع طائفياً فلا بد أن تكون هناك مطالب أخرى بالنسب، نحن لا نؤمن بالنظام الطائفي، ونعتقد بأن الوزارة يجب أن تمثل المشاركة لكل الأطياف العراقية، وأن نأخذ في هذه المرحلة على أقل تقدير المصالح العامة للشعب العراقي والقضايا العامة ونترك التفاصيل للمستقبل عندما تكون هناك انتخابات حرة يعبّر فيها العراقيون عن آرائهم، ويكون هناك إحصاء تتبين منه النسب بصورة واضحة، عندئذ يمكن أن نعرف ما هي الحقائق


في القسم الخامس سنواصل الحديث عن افاق بناء الدولة العراقية الجديدة




توقيع : بنت الهدى/النجف
من مواضيع : بنت الهدى/النجف 0 وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0 3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0 الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس

النجاة في الصدق
عضو برونزي
رقم العضوية : 50670
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 816
بمعدل : 0.15 يوميا

النجاة في الصدق غير متصل

 عرض البوم صور النجاة في الصدق

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : بنت الهدى/النجف المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 10:35 AM


الاخت الفاضلة بنت الهدى رعاك ربي وسدد خطاك

ويسر امورك للدنيا والاخرة بحق باب الحوائج موسى بن جعفر

عليه السلام / ان شاء الله سنذكركم هناك في تلك البقاع الطاهرة

اختي الحقيقة ان احتاج ان اطالع هذه المعلومات هل هي الان مطبوعة

في كتاب ام لا واود ان اسمع الكثير واقراء جزاك ربي كل خير

لما تبذليه من جهد تشكرين عليه وفقك ربي وادامك شكرا لك


من مواضيع : النجاة في الصدق 0 الذكرى الثانية لرحيل عزيز العراق
0 محكمة الكرخ تطلق سراح ارهابيين
0 تفجير سامراء
0 ليتهم اتعضوا من بهلول
0 هل الاخوة والصداقة حبرا على ورق
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:57 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية