[ولد الشيعة]

الحكمة من وجود المرجعية
إذا أوحى الله تبارك وتعالى لكل إنسان وجره إلى الخير جرا ،وخصص انه ملكا من السماء يرفقه ويقومه ،فان الإنسان لا يستحق الأجر لأنه مكره على الفعل أو مكره على لامتناع عنه ،والأمر الذي يتناسب مع نظرية الابتلاء الإلهية هو أن يرزق الإنسان القدرة على التمييز بين الحق والباطل بعد أن بين له الله الحق من الباطل ويؤتيه القدر على فعل الحق وفعل الباطل ،ثم بيين له الله الحق من الباطل المباح والحلال والحرام ،ثم يعطي الإنسان بعد ذلك الحرية ليعمل الحق بإرادة وحرية ورضاء أو يأتي الباطل بحريته ورضاء وإرادة ،وهنا فقط يستحق المكلف الثواب إذا أصاب والعقاب إذا أخطاء
تلك هي الأرضية التي انطلقت منها فكرة الرسالات الإلهية إلى بني البشر ،وانطلقت منها فكرة المرجعية كضرورة من ضرورات بيان الرسالات الإلهية ،قدرات فكرة الرسالات ،حول محورين :
1-رسول يبلغ الرسالة وهي مرجعتها الأرضي
2-رسالة لها مضمون يتعذر تبليغها بدون رسول أو مرجع، وهذه
الرسالة معدة من قبل الله وهي مشروع هداية إلهية، فالله تعلى هو المرجع الأعلى للرسول في كل ما يتعلق بالرسالة ومضمونها وبيانها
فالخطوة الأولى: هي اختار الرسول أو المرجع
والخطوة الثانية: هي إفهام الرسول مضامين هذه الرسالة الإلهية "العقيدة"
الخطوة الثالثة: هي قيام لرسول لأصحابها وبيانا كاملا، ورصد المرجع رد فعلهم عليها ليكون هو الشاهد، الناس يرجعون إلى الرسول بوصفة المرجع الذي يفهم الرسالة فهما يقينيا، وما أشكل على الرسول من أمور الرسالة يرجع به إلى الله، تلك حقيقة لا يجادل بها جاهل
كان الرسول – أي رسول – هو المرجع فان لمن أتبعة ليوضح ولبين للإتباع ومن بلغ مضامين الرسالة وكيف تتحول هذه المضامين الإلهية من النصوص النظرية إلى التطبيق العملي، وكيف تنفذ على الوجه الذي يرضى الله تعالى
فإذا مات الرسول –أي رسول – فان العقيد باقية بالضرورة ما لها إتباع ويستدعي بالضرورة وجود مرجع ليقوم بدور البيان والشهادة ،وهذا من ضرورات الرسالة ،وعملية الابتلاء أن يكون للعقيدة الواحدة مرجع واحد ليقوم بقيادة مسيرة قافلة الإيمان سواء أكانت على مستوى الدعوة أو مستوى الدولة أن نجحت المرجعيات بتحويل الدعوة إلى دولته
ـــــــــــــــ
نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام
المحامي:-احمد حسين يعقوب