سماحة السيد محمد تقي المُدرّسي يدعو الى اصلاح وتغيير جذري في منظومة القوانين التي تكب
بتاريخ : 03-05-2011 الساعة : 09:36 PM
سماحة السيد محمد تقي المُدرّسي يدعو الى اصلاح وتغيير جذري في منظومة القوانين التي تكبل العباد والبلاد وينبه المسؤولين بأن عقلية (الراعي والقطيع ) فاسدة وكاسدة....
اكد سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي على ضرورة العمل الجاد على وضع حلول ناجعة ورصينة لفوضى القوانين وتضاربها وتعقيداتها والتي اضرت ولاتزال بمصالح وحياة المجتمع وتعرقل بناء العراق وتطوره داعيا الى اصلاح بعض القوانين وتغيير الكثير منها وسن قوانين بدلية تتوافق مع الشريعة و مع العصر وحاجات العراق وشعبه والى تشكيل لجان موسعة ترفد لجان البرلمان بالاقتراحات والرؤى فضلا عن مشاركة الكفاءات من عموم ابناء الشعب عبر الندوات والمؤتمرات .
كما واكد على إدانة ما وصفها بـ( عقلية الراعي والرعية )المتحكمة في بلداننا والتي تجعل من الحاكم او المسؤول في الدولة وكأنه راعي لقطيع الاغنام ..فهذه العقلية والثقافة فاسدة وكاسدة و ما نجحت في اي زمان ومكان في العالم بما في ذلك العراق ونوه سماحته أن على المسؤولين أن يكونوا مع الناس ويتلمسون همومهم وتطلعاتهم بعيدا عن عقلية التسلط والانانية والابراج العاجية و التكبر على من اوصلوهم بدمائهم وتعبهم الى تلك المناصب...
جاء ذلك في سياق كلمة لسماحته بمكتبه في كربلاء المقدسة بحضور جمع من الوفود والزائرين وطلبة العلوم الدينية تناول خلالها بتفسير ايات قرآنية توضح سنن الله تعالى الاسلامية في الاحكام الشرعية التي تحكم وتضبط حياة الانسان وتتوافق مع فطرته وعقله وتميزها بالوسطية والاعتدال بعيدا عن الميوعة اوالتشدد فضلا عن توافقها مع سنن الله في الطبيعة والكون.
وقال سماحته في جانب من حديثه نحن نتوقع وننتظر و بعد نحو تسع سنوات من التغييروالتحول الذي حدث في العراق أن يتم تجديد النظر الجدي في الانظمة والاحكام والقوانين واللوائح المرعية في هذا البلد والعمل على اصلاحها وتغيير الكثير منها نحو الافضل.. لأن القانون يقولب امكانات وطاقات وحياة المجتمع الذي يسير عليه ويتعامل به ، فإذا كان القانون منحرفا وخاطئا فأنه سيترك اثره السيىء على المجتمع
واضاف نحن بصراحة ابتلينا في العراق بقوانين الكثير منها تكمن مشكلتها الاولى انها خلاف الفطرة وخلاف الشرع وخلاف حتى التمدن والحضارة ومنها قوانين دكتاتورية قمعية وبعضها مخالف ومقيد لحركة المجتمع نحو التطور والبناء واغلبها تسبب تعقيدات غير مطلوبة وغير مبررة ومشكلتها الثانية أن الكثير من هذه القوانين القديمة المتوراثة منذ عقود طويلة متناقضة ويضرب بعضها بعضا حيث وضعت واجريت عليها تعديلات في عهود و انظمة سياسية مختلفة يناقض بعضها بعضا مايجعل المسؤولين الذين يطبقون القوانين في حيرة من امرهم.
فضلا عن هذه القوانين غير قابلة للتطبيق الا قسرا او بعناء شديد لانها غير متوافقة اصلا مع فطرة الانسان ولا مع العصر الحديث. وتحدث سماحته بهذا الخصوص عن بعض الامثلة من تعقيدات القوانين والفوضى والروتين المعطل في مؤسسات الدولة واثرها السيء في اعاقة تطوير قطاعات متعددة بينها الاستثمار في العراق والتسبب في تضييع الوقت وهدر الفرص امام بناء ونمو المجتمع والاقتصاد العراقي.
وتسائل في هذا الشأن هل يجوز لنا ان ننتظر بعد 10او 20 او 30 سنة وهذه القوانين يضرب بعضها بعضا والمجتمع مقيد والناس والمسؤولين في حيرة واضاف أن قانون الاستثمار وقانون التجارة والزراعة وقوانين اخرى كثيرة .. هذه كلها في الحقيقة باتت مجموعة عقد في هذا البلد.
مشيرا الى أن الكثير من هذه التعقيدات المماثلة والغموض والتعارض موجود في الدستور ايضا وبنوده وفقراته في الوقت الذي لم يتم بعد تشكيل المحكمة الدستورية التي يجب أن تكون تكون دستورية ديمقراطية من جهة وشرعية من جهة اخرى عبر علماء الدين ويفترض أن تشرف وتنظر في القوانين الصادرة وتفصل في دستوريتها وتحل اناقضها وتعارضها .
ودعا سماحته لأن يتم حل تناقضات القوانين بإصدار اخرى جديدة تكون متوافقة مع الشرع ومع العصر وحاجات العراق سائر القوانين المرعية و هذا عمل شاق.. لذلك ولعلاج هذه المشكلة لابد ان تكون هناك لجان استشارية واسعة من كفاءات وخبراء وعلماء في الشريعة والقانون تتواصل مع لجان البرلمان المختلفة حتى تنضج القوانين وتسرع في اصدارها او اصلاح بعضها وتجعلها متوافقة مع الشرع ومع العصر و روح الديمقراطية و حاجات العراق وشعبه...
وفي هذا السياق دعا ايضا جميع ابناء الشعب العراقي لاسيما المثقفين والاكادميين ومنظمات المجتمع المدني الى المراقبة والمساهمة في ذلك وعدم الانعزال واللا ابالية والاعتماد بالمطلق على هذه الجهة او تلك او هذا الفرد وذاك تجاه تشريع القوانين التي تمس حياة الشعب ومستقبله منوها الى اهمية ثقافة الاستفتاءات العامة وبالاضافة الى عقد ندوات ومؤتمرات للمناقشة وابداء الاراء.
واكد على إدانة ما وصفها بعقلية الراعي والرعية المتحكمة في بلداننا والتي تجعل من الحاكم او المسؤول في الدولة وكأنه راعي لقطيع الاغنام ..فهذه العقلية والثقافة فاسدة وكاسدة و ما نجحت في اي زمان ومكان في العالم بما في ذلك العراق ايام ذلك الحكم البائد .. فيا ايها المسؤولون انتم اليوم حكام هذا البلد ويجب ان تكونوا من الناس وفي الناس تسمعون لهم وتستشيرونهم ثم انكم تُستبدلون يوم بعد اخر فلا تقوموا بعمل خاطىء و سيىء فأن من يذهب وتنقضي مدته يقوم الناس بمحاكمته وتقييمه كما سيحاكمه الله تعالى ايضا فدعوا ورائكم ذكرا طيبا وعمل خير يترحمون به عليكم ...
وتابع بالقول لذا لا تعتمدوا على عقلية التسلط والانانية والابراج العاجية و التكبر على الناس ؟ هؤلاء هم من بدمائهم وتعبهم صعدتم واصبحتم ما انتم عليه .. هذه العقلية التي حكم بها صدام قد ولّت ولن تعود فالشعب استقيظ وقد رأيتم ما حلّ في مصر وتونس والبحرين وماذا يحدث في اليمن فلماذا لا تعون وتفهمون ؟ عيشوا في واقعكم مع الناس وتحسسوا همومهم افضل وازكى لكم فيحبوكم وتحبوهم ويثقون بكم وتثقون بهم ..
وقال أن الشعب هو ابو النظام وليس العكس لذا يجب ان يساهم وعليه ان يؤيد النظام في صلاحه وصوابه ويسدده في حال خطأءه وقصوره .. عبرالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للحاكم والمسؤول ومراقبته .. وبذلك فنحن لو فهمنا ذلك وعملنا به لانحتاج حتى الى تظاهرات صاخبة في الشوراع قد تنحرف عن مسارها او يتم استغلالها .. وهنا لابد ان يقوم المفكرون والعلماء والخطباء واساتذة الجامعات وباقي الكفاءات بالحضور الجدي والفاعل في الساحة فهذا بلدكم وعليكم القيام بمسؤولياتكم في النصح والتسديد والتوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة وقولوا كلمة الحق والعدل لا أن يجلس كل منّا في بيته ويعنزل فعلينا القيام بواجبنا ولا نعتقد أن الدنيا تصبح جنة حتى نقوم بذلك كلا هذا ماهو موجود في الواقع وفيه كثير من الحرية ويجب ان نستفيد من ذلك في اداء مسؤولياتنا الملقاةعلى عاتقنا...