والله يا جماعة الدنية مكلوبة
سكتوا خاف أحجي وأبتلي النوبة
لا لا بطلت راح أحلف التوبة
ما أحجي الصدك ما أسلك دروبه
شيفيد الحجي ويه الأذنه مثقوبه
الجاهل الاغبر نال مطلوبه
والعالم حقوقه اليوم منهوبه
وأبن البلد ديلعبون بيه طوبه
واليحجي الصدك طاكيته منكوبه
كانت المفاجأة شديدة وأنا أستمع الى خبر منع السفارة العراقية من حضور أي مناسبة تقام في بريطانيا العظمى بعد فضيحة ما قامت به سفارتنا أثناء الزفاف الملكي البريطاني . كنت اظن أن سعادة السفير وحرمه المصون دخلوا الى باحة كنيسة ويستمنستر بالهلاهل والزغاريد وهم يهتفون ( صلوات على محمد وال محمد ) بينما بدأ الملحق الثقافي بالرقص والغناء ( زوجناه وخلصنه منه ) وقامت زوجة السفير برمي ( الجكليت والملبس والحامض حلو ) على الحضور فتساقطت على قبعة الملكة الانيقة فيكتوريا ، وفي أثناء ذلك أخرج الملحق العسكري مسدسه من حزامه واطلق عدة أطلاقات نارية على سقف الكنيسة تعبيرا عن بهجة وسعادة شعب وحكومة العراق بهذا الزواج الميمون !!!!
ولكن القصة ليست كما كنت أتصور ...
فقد بلغ عدد المدعوين للزواج الملكي بين الأمير ويليام وكيت ميدلتون نحو ألف وتسعمائة شخص أبرزهم أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي ملوك وأمراء ورؤساء الكثير من الدول والكثير من المشاهير والنجوم . ولكي لا يدعي العراقيون بأن بريطانيا لا تقدرهم ولا تحترمهم قدم القصرالملكي البريطاني متمثلا بالملكة فيكتوريا ( أطال الله في عمرها ) بارسال ثلاثة بطاقات دعوة الى مقر السفارة العراقية في لندن لحضور حقل الزفاف الملكي في كنيسة ويستمنستر شملت كل من ( السفير / الملحق العسكري / الملحق الثقافي ) .ولانه لا يوجد ملحق ثقافي في السفارة العراقية بلندن لحد الان فقد أستلم الدعوة معاون الملحق ( أحمد عبد الرسول جودي البغدادي) الذي قام بعرض بطاقة الدعوة هذه للمزايدة العلنية من خلال اتصاله بعدد من الموظفين الدبلوماسيين الذين يعرفهم بالسفارات العربية لغرض بيعها لهم وفعلآ فقد رست المزايدة على بيع بطاقته وتم شرائها من قبل السكرتير الثاني في سفارة الإمارات العربية في العاصمة البريطانية وبمبلغ وقدره ( ثلاث ألاف جنيه إسترليني ) وبعدها علم الموظفين في القصر الملكي المختصين بتوجيه الدعوات بهذا الموضوع وقاموا بإلغاء البطاقة فورآ ، وعلى أثر ذلك تم توجيه رسالة شديدة اللهجة للسفارة (العراقية) نتيجة لهذا الفعل المخزي .
وأتصل كذلك أحد المسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية بالقائم بالأعمال ليسمعه كلام شديد اللهجة نتيجة هذا الفعل , ومن ضمن ما قال له المسؤول البريطاني (( لقد كانت السفارة العراقية موضع تقدير واحترام لدينا وكنا نعمل لها ألف حساب وحساب ، عليكم أن تتعلموا دروس في أصول العمل الدبلوماسي لان فعلكم هذا معيب جدا )) .
وبعد الاستفسار حول هذا العمل الذي قام به معاون الملحق رد الأخير : بأنه يستحرم أن يذهب إلى مثل تلك الحفلات لأنها خارج تعاليمه الدينية والحزبية !! . فرد عليه احد الموظفين : ولكنك لا تستحرم أن تبيعها في السوق السوداء وبالمزايدة العلنية وتقبض ثمنها هذه بنظرك ليست حرام ؟
و نتيجة هذا الفعل فقد تم وضع موظفي السفارة (العراقية) من قبل القصر الملكي والحكومة البريطانية في القائمة ( السوداء ) التي لا يمكن أن يتم توجيه دعوات خاصة لهم من ألان وصاعدآ لحضور المناسبات التي تقام في القصر الملكي البريطاني نتيجة هذا الفعل.
هذه احدى حلقات المسلسل الطويل والمستمر بنجاح , والذي يعكس بصورة واضحة جدآ واقع حال فضائح الدبلوماسية العراقية في عهد الحكومات المنصبة التي تعاقبت على حكم الدولة العراقية بعد الاحتلال الامريكي .
وهذا هو الواقع المزري والمأساوي الذي وصلته إليه (وزارة الخارجية) نتيجة المحاصصة العائلية والحزبية والطائفية المقيتة ، والفساد المالي والإداري وحتى الأخلاقي المستشري بالوزارة وتسيد أشخاص جهلة وأميين ومزورين لشهاداتهم الجامعية ويحملون صفة (دكتور) والذين تم تعينهم بمنصب (سفير) نتيجة لهذه المحاصصة الطائفية البغيضة التي ابتلى العراق بها .
ولا أعرف هل سيتم دعوة سفارتنا في حفل ختان أولاد الأمير ويليام وكيت ميدلتون أم لا !!!!!