الصنمية من القداسة وخلق الأصنام للفرد يعني تقديسه لموجود ولا شرط للحس فيه، ففي الغالب تُصنع قداسة إنسان في أذهان الآخرين بمجرد السَمَع، لذا فلا وجوب لشرط المعرفة ، حيث وبمجرد الثقة والميل تُخلق بواعث الصنمية ولكن الشك قاتلهم..فلا نبوغ دون شكٍ ويقين يجتمعان في النفس فيخلقان معاً وجداناً يشعر وضميراً يعاتب، وبأحدهما دون الآخر يتيه الإنسان بين وحول الضلال وفساد الصنمية.
الصنمية نتاج حال سلوك إرادي ولا إرادي..ويجمعان في سلوكهم بين الجهل والضعف والطمع ويشتركان في عدم اليقين بعدم الأمان من الخطأ،لذلك كان منهجي في التصدي للصنمية هما " الثقافة واليقين"..ثقافةً تُحيط وتُدرك وتُميّز وتُصنّف وتَفصل وتشك وتبني وتهدم ..ويقين يُجرد ....
وسأناقش الحالتين بإيجاز مخل بإذن الله:
1- بحال الإرادة ..أنه وبمجرد إرادتك التعظيم والتفخيم تكن الصنمية ولو بالنفاق، فالإضمار سلوك يعلوه الخوف من المستقبل، وبغموض المستقبل تنزع رؤية تأمينه، والمنافق مادي يجمع بين الخوف والطموح.. أما الأخلاق لديه وسيلة للتأمين وليست وسيلة للنفع لذاته ، لذلك كان كل من يسلك سلوك التأمين للخوف تنشأ لديه -بوعي وبدون-حالة تعظيم وتفخيم لدفع الضرر، وبالطموح تتطور حتى تبلغ مبلغ اللاشعور.
فالمنافقون وصناع الأصنام لا يشعرون بحالهم، ويعمدون لتبرير"مصائبهم" إما بالمحيط الاجتماعي إيماناً منهم بمنطق" شذوذ الأقلية"..وإما بالذرائعية لحصر نفعهم في طموحهم .
2-أما بحال اللاإرادة..ففي الغالب يحدث نتاج الضعف والجهل، ذلك لأن صورة "مشروع الصنم" صورة ذهنية ثابتة تتحكم فيها كافة عوامل التأثير"المتغيرة" من لباقة وثقافة وخَطّابة وزعامة وغيرها من عوامل التأثير..أيضاً وبصلاح الإنسان يكن "مشروعاً لصنم"...ذلك أن الروح ترقى لقرائنها مبلغ الاندماج وليس فقط التحالف والتشابك.
وبما أن معيار التفاضل بين البشر نسبي -لنسبية الحقائق- تكن صورة المشروع صورة حقيقية صنمية يُثبتها اختلاف الناس بتعمية مثالبهم -بقصد أو بدون- كسلوك سلبي لا متناهي مُطلق، ومع تراكب الفعل ورد الفعل...الصواب والخطأ بصورة ومعيار "قيمة" الصنم تتعزز صنميته بمرور الوقت، دلالته الأولى في فساد الأصنام المُعمّرة في أماكنها، والتي بمكانها تحققت الصنمية...والثانية في شيوع الصدام في أي مكان تتحقق الصنمية فيه أو حتى وسائل وأدوات الصُنّاع.
أؤمن –يقيناً-بأن السلوك نحو الصنمية يعلوه الجهل في كل الأحوال سواء كان إرادياً أو بدون، فبالثقافة وحدها يزول الخوف من المجهول، وتتأطر النوازع بإطار المعرفة والضمير، ويرقى الطموح للقيمة المجردة فتتنزه وسائله بعيداً عن أي سلوك يصنع الأصنام.....