[حسين الخزاعي]

عد انكشاف المخطط "القطري – التركي" بوقت مبكر، وهو المخطط الذي أدواته هي تنظيم الإخوان المسلمين " الحزب الإسلامي" وطرفي آل النجيفي، وجناح البعثيين، والأكراد، والسلفيين ، وبعض رجال أعمال وضباط سنة في الخارج. فلقد أنكشف المخطط قبل نضوجه وأن من كشفه هو زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الأردن والاتفاق مع الجانب الأردني على شراكات تجارية واقتصادية وأمنية. فلقد سرى الخوف والرعب في نفوس بعض الجهات العراقية المعارضة في الأردن والمتربطة بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين والسلفيين في الأردن، ومع رجال أعمال وجهات حكومية ومصرفية في الأردن. فصار هناك حراك وخوف ورعب بين أوساط هؤلاء فكانت نتيجته أتخاذ قرار قطع الطريق الدولي والمطالبة بأسقاط المالكي ليسقط معه الاتفاق مع الأردن. فلقد كان أتفاق المالكي والعاهل الأردني بمثابة ضربة قوية لتركيا وقطر ولتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن . فشعرت تركيا بالخوف من الشراكة التجارية والاقتصادية والأمنية مع الأردن لأن هكذا شراكة سوف تمنعها من استغلال السوق العراقية والخواء الأمني في العراق, ومحاصرة حكومة المالكي. وحتى قطر التي لديها مشروع سري بالضد من النظام الأردني لا تريد أي خرطوم أوكسجين للأردن فسارعت لتحريك مخططها أسوة بتركيا ضد المالكي والعراق في محاولة لإسقاط المالكي لأنه أسقط الخطوط الحمراء الإخوانية والتركية والقطرية في الأردن.
فصار القرار الشروع بالتظاهر وقطع الطريق فصار هناك أرتباك وعدم تنظيم ولا حتى هناك تنسيق بتقديم الإعلان عن المخطط، ومن هنا أنكشف المخطط وخطورته وأهدافه وخطوطه.
ولكن بعد فشل مظاهراتهم من خلال الصور و الشعارات الطائفية والبعثية والسلفية والإخوانية وشعارات المسلحين السوريين، أضافة للخطب الطائفية والتجاوز على الشيعة وعلى رئيس الوزراء كلها جاءت لصالح الحكومة وخصوصا كلمة عزة أبراهيم وتبنيه لتلك المظاهرات.
ولكن الضربة القاصمة التي جاءت من جهة الحكومة هي كشفها لمخطط ( النجيفي) وتركيا لشق الجيش العراقي، ومحاولة التأثير على بعض القيادات العسكرية العراقية لغرض الانشقاق واللجوء الى تركيا وكردستان، وهناك خلية عمل( تركية – كردية – نجيفية) على هذا الموضوع ولديها ميزانية قطرية مفتوحة.
وكانت خاتمتها الضربة القاضية عندما فشلت جلست البرلمان التي خططت لها تركيا والنجيفي والأكراد فصار ( النجيفي) هو من يبحث عن النجدة، ويبحث عن البقاء في منصبه أسوة بأخيه محافظ الموصل الذي سارع وتحول الى ديكتاتور في الموصل ومتحديا للحكومة وللجيش وللمالكي. ولكن بعد انقلاب السحر على الساحر دخلت تركيا وآل النجيفي في مأزق حقيقي بعد تحول الشعب العراقي الى سور حول الجيش وحول الحكومة
فلقد أكد مصدر دبلوماسي لـ "القوة الثالثة" أن هناك حلحلة حركتها تركيا بعد أنكشاف أمرها وبعد شعورها بأنها فقدت هيبتها وتقديرها أمام الشعب العراقي، وبعد أن عرفت بأن خسائرها ستكون كارثية فيما لو أبقت على دعم بعض اللاعبين العراقيين الذين أكتشفتهم لاعبين صغار، ولا يجيدون تحريك مخططها الإستراتيجي وحمايته في العراق ، فسارعت تركيا لإنقاذ مشروعها من خلال ترتيب مبادة، وأنتظار صعود اللاعبين الجدد وغير اللاعبين الحاليين لتعتمد عليهم في مشروعها في العراق، ولكي لا تفقد نفوذها سارعت تركيا لإنقاذ الموقف التركي وأنقاذ النجيفي من الإقالة، وأنقاذ نفوذ أل النجيفي الذي أصبح قاب قوسين أو ادنى من الأفول، وخصوصا عندما تنبهت السعودية للمخطط الخطير في العراق والذي في نهاية المطاف سيكون بالضد من السعودية وبتخطيط قطري أخواني تركي. فصار التنسيق العاجل بين النجيفي وعمار الحكيم والاستخبارات التركية ودخل على الخط البرزاني من أجل أيجاد تسوية وخصوصا بعد توقف الصدر عن دعم المتظاهرين عندما أنكشف المخطط الخطير.
وبالفعل غادر وفد سري الى الكويت مبتعثا من عمار الحكيم ،وخوفا من اكتشاف أمره للسفر نحو تركيا. فتم اللقاء في الكويت بين وفد عمار الحكيم ،ووفد من النجيفي والأكراد، وموفد من الاستخبارات التركية، وعلى أساس سوف يلتحق بهم وفدا من علاوي، وكان الكويت مضيفا ومراقبا لأنه هو الأخر خائفا من عودة البعثيين، ولهذا أقترح عمار الحكيم أن يكون اللقاء في الكويت لتظمين الكويت أولا ،ولأن الكويت صديقة لرئيس الوزراء وللعراق وصديقة لعلاوي وللبرزاني ثانيا. ولكي تصبح الكويت الدولة المرشحة للمصالحة في حالة نجاح مبادرة الاستخبارات التركية والنجيفي التي أعطيت الى عمار الحكيم ودعمها البرزاني.
وتم الاتفاق على بعض الحلول الوسط لإرضاء المتظاهرين وهي
1. سيتم رفع الحظر عن ممتلكات البعثيين المشمولين بالحظر والاجتثاث أن كانت منازل ومحلات لغرض العيش الكريم. والشروع بتحريك معاملات تقاعدهم.
2. فصل ملف الأب والأخ والأم أن كانوا من قادة البعث عن أبنائهم وعائلاتهم لكي يمارسوا حياتهم أسوة بالآخرين ولا يُجرمّون بجريمة هؤلاء.
3. تحديد مدة الاجتثاث بزمن محدد على الأشخاص وعلى الدرجات الحزبية ولكل درجة زمن الحظر يحسب من تاريخ صدور الاجتثاث أخذين بنظر الاعتبار أن معظم القيادات البعثية أصبحت خارج الخدمة بالنسبة للعمر. مع التمسك بفقرات الدستور حول حزب البعث والعمل السياسي.
4. تشكيل لجنة من كافة الكتل السياسية ومكتب رئيس الوزراء ومجلس القضاء ومكتب الأمم المتحدة لإطلاق سراح المعتقلين غير المشمولين بتهم الإرهاب.
5. أطلاق سراح النساء جميعا، باستثناء المشمولات بتهم إرهابية، أما المحكومات فينقلن الى محافظاتهن بتعهد من الحكومة المحلية.
6. تشكيل لجنة لمعرفة أسماء ورتب ومناصب القيادات الشرطية والأمنية التي ارتكبت التجاوزات ضد المعتقلات والمعتقلين ليتم محاسبتهم علنا.
7. تشكل لجنة من كافة الكتل السياسية لاستلام ملفات المبعدين والمطرودين" السنة" من الموظفين والعمال ومنتسبي الأجهزة الأمنية لغرض دراستها واتخاذ القرارات العاجلة حولها.... واتخاذ القرارات المناسبة حول موضوع التوازن في مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية
8. فتح باب التعيين للخريجين الجدد بنسب قابلة للزيادة بالنسبة للمحافظات السنية.
9. تحريم التعامل مع جناح عزة الدوري والبعثيين.
10. فتح المجال للتنظيمات الإخوانية والسلفية للدخول في الانتخابات.
11. تحديد رئاسة الحكومة بفترتين ، ويحق لحزب المالكي ترشيح شخص أخر للمنافسة.
12. حسم موضوع الرئاسة العراقية بالتشاور بين السنة والأكراد.

13. العودة الى الأوضاع التي كانت سائدة في كركوك ، وسحب القوات العسكرية من الجانبين لمسافات يتفق عليها، والاتفاق على الدوريات المشتركة، وتفعيل الاتفاقيات بين بغداد وكردستان، وتأجيل النقاش في موضوع المادة 140 وموضوع كركوك الى ما بعد الانتخابات.
14. الاتفاق على المصالحة بدعوة من الكويت ليتم الاتفاق على ميثاق شرف وطني بين الكتل السياسية.
وتعتقد تركيا والكويت والحكيم أن في هذا الاتفاق حماية للجميع ،وخصوصا حماية للأطراف التي باتت في طريقها للسقوط من مراكزها ومواقعها. وتجنب العراق مرحلة خطرة للغاية. ولكن لا نعتقد سوف يوافق الصدر على هذا وهو الذي حرك مبادرته نحو المحافظات السنية وهذا يعتبر خيانة من الحكيم الباحث عن دور للتيار الصدري ولمقتدى الصدر.
ولقد علق المصدر " الدبلوماسي" قائلا: أن اختيار النجيفي وتركيا لعمار الحكيم وسيطا وصاحب مبادرة لكي تبقى الجسور مفتوحة بين النجيفي والمجلس الأعلى، وبين تركيا والمجلس الأعلى بعد تطوير تلك العلاقة عن طريق النجيفي فصارت كالعلاقة السابقة بين المجلس الأعلى وأيران. فعمار الحكيم يبحث عن أي دور ليخرج للإعلام ويجلس مع الكبار بعد تقهقره سياسيا خلال الانتخابات المحلية والتشريعية الأخيرة وبالتالي فعمار الحكيم وجدها فرصة جاءت له من السماء ليصبح أسمه وصوره في وسائل الإعلام العربية والعالمية في محاولة ليعود للواجهة لتحسين حظوظ تنظيمه السياسي الذي فقد شعبيته بنسبة 70% فعمار الحكيم طامع أن يكون رئيس الحكومة من المجلس وله طموحات أخرى وأن المالكي يعرف نويا عمار والمجلس تماما ويعرف بعلاقته القوية بتركيا وبالكويت. ولكن يبدو أن تركيا والنجيفي وبرزاني تعمدوا أن يعطوا المبادرة لعمار الحكيم لكي يكبر شيعيا وعراقيا وعربيا وإعلاميا ويعود للواجهة لأنه حليف سري لتلك الاطراف وبحاجة ماسة ليصبح أسمه متداولا عربيا وإقليميا ودوليا ومن جديد لكي يكون متوازيا مع حزب الدعوة.... فجاءت هذه المبادرة كأحسن وسيلة لكي يبرز المجلس الأعلى شيعيا، و في المستقبل يكون رئيس الوزراء من المجلس الأعلى وهذا ما يريده النجيفي والبرزاني. فالبرزاني يعتبر المجلس الأعلى والحكيم حليف مقدس ودائم، والكويت هي الأخرى تعتبر المجلس الأعلى والحكيم حليف قديم وموثوق به وخائفة أي الكويت من بروز الصدريين، لهذا فالأطراف المشار لها يبدو خططت ليعود المجلس الأعلى واجهة شيعية بديلة عن الدعوة لتصبح هي المعتمدة للمرحلة المقبلة، ولكي لا يستفز المالكي والدعوة وجدوا هذه فرصة ذهبية ليصبح الحكيم عمار صاحب المبادرة التي سيعود من خلالها لاعبا قويا في العراق ومستقبل العراق

[س البغدادي]

استغرب من فحوى ومضمون التقرير....
ولااتصور انه كتب بنفس عراقي اصيل ..بل كتب بانفاس عروبية طائفية سلفية حاقدة ....
لست عماريا ولا حكيميا ولا صدريا ولا من جماعة حزب الدعوة ..لامن هؤلاء ولا من اؤلائك ....لكن ..كتابة هكذا تقرير يراد به الصيد في الماء العكر ...
ولكم التقدير