خيوط العنكبوت، أقوى من الفولاذ، وأقوى من المادة المستخدمة في صناعة السترات الواقية من الرصاص. لذلك قام فريق علماء من جامعة "ستانفورد" في الولايات المتحدة باستخدام تقنية التحليل الطيفي، التي لم يتم استغلالها بشكل كافٍ، للخوض أكثر في سر شبكة العنكبوت.
وتقول قائدة الدراسة كريستي كوسكي: "الهدف هو دراسة البنية النانوية لخيط العنكبوت، وليس فقط فهم آلية استجابة الخيط، أملا في صناعة ألياف أفضل للاستخدام البشري". وحسب صحيفة "ساينس ديلي"، فقد تمت دراسة الاستجابة المرنة لخيوط العنكبوت من خلال إجراءات طبقت عليها مثل الشد والبرم.
تقنية "بريللوين"
واستخدم الباحثون الأميركيون تقنية "بريللوين" للتحليل الطيفي، وتم تسليط ضوء ليزر على خيوط العنكبوت، فصدرت موجات صوتية ألقت بعض الضوء على مقياس الطيف. حيث يصعب قياس الشبكة عن طريق اللمس.
والأمر أشبه بالعزف على آلة الكمان، دون الحاجة إلى لمس الأوتار ماديا. وكشف الفريق أن مرونة شبكة العنكبوت ليست متشابهة، بل تتفاوت في أجزائها المختلفة. وهو أمر غريب بالنسبة لبناء يعتمد على الأرجح على وحدة الخيوط.
ولقد افترض الباحثون أن هذا الاختلاف مفيد للعناكب في تشكيل شبكات متينة في بعض المواضع، ومرنة أكثر في مواضع أخرى. وقد يساعد الشبكة على تحمل العناصر الثقيلة الموجودة عليها، وامتصاص أفضل لطاقة الفرائس التي تعلق بها.
سجال علمي
والمفاجأة الأخرى هي انكماش بعض الأجزاء غير المقيدة إلى النصف تقريبا خلال فترة ندى الصباح أو عند هطول المطر، حيث تكون الرطوبة عالية. ولقد أثار رد فعل الشبكة الأخير سجالا في الأوساط العلمية من حيث السبب، وكانت هنالك 3 احتمالات: حيث اعتقد البعض أنها ليست ظاهرة أو رد فعل تطوريا، بل تكمن الحقيقة في أن الخيوط تنكمش عند ملامسة الماء والرطوبة.
واعتقد الرأي الثاني أن فعل الانكماش حصل كتكيف مع البيئة الجديدة التي طرأت. أما الرأي الأخير فقد أوضح أن الانكماش يساعد في شد الشبكة عند بللها، وقاية من قطرات المياه الكبيرة، كي لا يتم جر الشبكة للأسفل، بالتالي عدم الامساك بأي فريسة. وخلصت دراسة فريق كوسكي إلى تصلب شبكة العنكبوت بحوالي 100% خلال الرطوبة والمطر.