العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي ذكرى حلبجة الشهيدة.. 16 / 3 / 1988 رقم لا يمحى من الذاكرة، يمنع دخول البعثية
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 12:01 PM


حلبجة هي إحدى مدن محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق وتبعد عن الحدود الإيرانية 8 - 10 أميال وتقع شمال شرق بغداد وتبعد عنها 150 ميل.



حلبجة في الصيف



حلبجة في الربيع

في مثل هذا اليوم السادس عشر من اذار عام 1988، اقدم النظام البعثي المقبور على اقتراف جريمة نكراء تقشعر لها الابدان، اذ القت طائراته وقصفت مدفعيته مدينة حلبجة الامنة بالسلاح الكيمياوي المحرم دوليا، ما اسفر عن استشهاد وجرح الالاف من اهالي المدينة اغلبهم من النساء و الاطفال والشيوخ .
ومازال الكثيرمن الناجين يعانون من تشوهات وامراض مختلفة رغم مرور قرابة ربع قرن على الجريمة.
كما ان كمية و نوع المواد السامة التي استخدمت خلال الاعتداء الاثم تسببت بكارثة بيئية جعلت المدينة ارضا بورا اهلكت الزرع و الحيوان.
ان التطاول على مدينة حلبجة بكوردستان العراق و الذي دفع بالكثيرين ممن نجا من اهلها الى اللجوء خارج البلاد، واعقبها جريمة اخرى يندى لها جبين الانسانية تمثلت بسلب ممتلكات مواطنيها و مصوغات النساء الذين خنقهم غاز الطغمة البعثية المتسلطة يومذاك.
ولقد كشفت وسائل الاعلام الحرة و الحركة التحررية الكوردستانية للعالم اجمع نوع وحجم الممارسات الاجرامية التي يقترفها البعث بحق ابناء الشعب العراقي و الكوردي و الكوردستاني.
لقد كانت جريمة حلبجة هي الاكبر و ليست الاولى التي يستخدم فيها البعث هذا السلاح لكتم انفاس و تكميم افواه التائقين للحرية من ابناء شعبنا، فقد سبق له ان جرب سلاحه ذاك في مناطق دهوك و اربيل، مثلما جربه في جنوب البلاد الجريح.
ان الفكر الشمولي و العسكرتارية البغيضة و الحزبية الضيقة و اطلاق اليد الطولى للحلول الامنية، والصمت الدولي حينها على اعتداءات النظام داخليا وخارجيا لهي من اهم الاسباب التي زينت للبعث اقتراف جرائمه.
في ذكرى قصف حلبجة الشهيدة ننحني اكبارا واجلالاً لضحايا حلبجة و كوردستان و العراق وعوائلهم، ونقف خلف دعاوى الحصول على كل تعويض قد يخفف من وطئ ما حل بالاهالي من ضرر في الارواح و الممتكات وهو ما حدا بنا منذ تغيير النظام عام 2003 الى تشريعات دستورية تجعل الجيش و مؤسسات الامن في خدمة مصالح المواطنين و ليس ادوات قمع وذلك للحيلولة دون تكرار هذه الجريمة التي اعتمدت دوليا بأنها جريمة ابادة جماعية، ان هذه الذكرى تجعلنا نجدد الدعوة و نعمل لملاحقة كل المتورطين وتقديمهم للعدالة.
وسنواصل العمل الوطني لضمان مستقبل امن تحول فيه القوانين و التشريعات دون تكرار مثل تلك الجرائم.
المجد لشهداء حلبجة و كوردستان و العراق.
الخزي و العار لكل من ارتكب تلك الجريمة او اية جريمة بحق مكونات العراق الديموقراطي التعددي الفدرالي.
مكتب نائب رئيس الوزراء
14/3/2013

PUKmedia صوت العراق


الدكتور روﮋ نوري شاويس


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 12:01 PM


حلبجة المأساة الأنسانية المغيبة
القاضي زهير كاظم عبود
لم تكن حلبجة المدينة الكردية الجميلة سوى مرتعاً طيباً للمدنيين الأمنين ، وبيوتاً للفقراء من الأكراد الذين تحملوا من ضيم السلطات التي تعاقبت على حكم مدينتهم ، وأوغلت في عذاباتها لأهل المدينة الطيبين ، واهملت عمران المدينة ووضعها في خططها ، ومنحتها أهتماماً أمنياً في الرصد والمراقبة .
لم تكن حلبجة تتميز عن غيرها من مدن الحدود العراقية المتاخمة للحدود الآيرانية ، سوى انها تحيط بها جبال كردستان ، ( شنروى ) و ( هورامان ) و ( سورين ) و ( مــه كر ) و ( بالانــبو ) و ( بحيرة دربندي خان ) ، وبالرغم من كل هذا فأن لحلبجة طعم ومميزات القصبات الكردية التي تعتز بكرديتها وبمحافظتها على الأصالة والقيم التي طالما أعتز وتباهى بها الكرد .
مدينة ( الآجاص ) وحلب الصغيرة ومدينة الكرم والشهامة والنخوة .
تلك هي حلبجة التي سوف لن تلفت الأنتباه ولن تكون المشكلة التي تؤرق الأمم المتحدة أو المنظمات الأنسانية التي تبكي على حقوق الأنسان ، تلك هي حلبجة التي تغفو بين سهول جبال الكرد وتنام على حافة سهول شهرزور وتتوسد بساتين الفاكهة التي يعج بها جسدها النحيل وقرآها التي بدأت تتمايل وتلتصق ببعض ، وتنساب منها ينابيع العيون المنحدرة من آحمد آوة او من الجبال التي تحميها من تقلبات الطقس الحادة .
تناسلت فيها البساتين كما تتناسل القيم الطيبة ، وتكاثرت فيها الفواكه كما تتكاثر الناس ، وأمتدت بها مزارع الحنطة لتنتهي مع أمتداد البصر ، فتصير حلبجة سلة الغذاء الكردية التي تعطي ولاتأخذ ، تنثر أشجار السرو حول مسيل الينابيع تصير غيمة للشاربين والذين يتوظأون ويغسلون ذنوبهم في مياهها المقدسة والطاهرة .
والتفت النظام البعثي اليها مع التفاتته الى مدن الحدود فخرب قرآها وأزال من الوجود عدد منها ، وفجر بعض الينابيع ودمر البيوت المحاددة للحدود الآيرانية وشرد اهلها وأزال معالم بساتينها وأقتلع آجاصها وأحرق مسقفاتها فباتت خرائب لايؤمها حتى الوحوش ، ولكن حلبجة بقيت بالرغم من كل أفعال البعث الهمجية تتالق كعروس كردية تزهو بحلتها الملونة .
ولم يتوقف العقل المريض والشوفيني في أيجاد وسائل لعذاب الناس أو تدمير حياتهم ، وبلغت الخسة أن قام بملاحقة أهل القرى التي تحيط بحابجة ليعاقبهم بذنب أنهم سكنوا مع آبائهم هذه القرى الحدودية من مئات السنين ، فأقدم على تجميعهم في معسكرات أشبه ماتكون بمعسكرات الجيوش وسيجها وأحاطها بالأسلاك وبالحراس وأجبرهم على السكن فيها ، منقطعين عن حياتهم بالشكل الذي أختاروه والمتناسب مع طبيعة حياتهم وقدراتهم الانسانية ، غير أن النظام الصدامي العفن قام بتدمير 260 قرية ولم يبق سوى أعداد من القرى على أصابع اليدين ، كما أوعز لزبانيته ليس فقط ترحيل الناس وتهجيرهم ، وانما تخريب معالم قرآهم وقتل حيواناتهم ومنعها من الأرتواء بماء الله ، وبقيت الأطلال شاهد على الخراب وعلى العقلية المريضة التي تعشش في عقل الحاكم الدكتاتور ، وبقيت تلك القرى شاهد على جزء صغير من شواهد العصر في الزمن العراقي البغيض ، وفي تاريخ الكرد المليء بالفواجع والكوارث .
كانت حلبجة تعيش الترقب وتبلغ العلقم حالها كحال بقية المدن الكردية المحكومة بسلطة العسكر والأمن والمخابرات والممنوعات ، وكانت حلبجة الكردية تعيش مع اهلها الكرد الكذبة الصدامية بأن الأكراد بعثيون وأن لم ينتموا .
وبالرغم من انتشار القطعات العسكرية حول مدينة حلبجة ووسط سهولها ومزارع حنطتها ، وبالرغم من تدمير بعض بساتينها من قبل الدبابات والعجلات العسكرية وأتخاذها مواقع للقيادات العسكرية ، فقد كان حلبجة تستل من بين كل هذا الركام المتلاطم من الحزن والمأساة التي يعيشها الأنسان لتحيا بفرحها الطفولي .
وبقيت حلبجة تعيش وسط الترقب والحذر والأستماع الى بيانات الحرب الكاذبة التي تبثها وسائل الأعلام البعثية وتدبلجها دائرة التوجيه السياسي في القوات العسكرية العراقية .
لم يكن العام 1988 يختلف عن غيره من السنين التي تمر على حياة حلبجة ، غير أن المدينة أدخلت هذا العام التاريخ دون أن تدري الأنسانية بذلك ، ودون أن تلتفت اليه ، ففي آذار من تلك السنة كان البرد يلف المدينة ويدفع بأهلها الى الأحتماء ببيوتهم البسيطة والمتواضعة ، لايكترث أهل المدينة لصوت الرصاص ومنظر المسلحين من العسكر الذين يجوبون الطرقات بحثاً عن مقاتل من البيش مركه أو لآحتجاز عائلته ، لم تكن المدينة تهتم لقطعان الامن والمخابرات وهم ينتهكون حرمة البيوت والنساء فقد عاشت المدينة واهلها مستباحين من سلطة لم تعاملهم كبشر ، ولاكانوا في نظرها من المواطنين العراقيين ، وانهم كانوا متهمين على الدوام ، فكل كردي معادي للسلطة ، وكل كردي مشروع لقتال السلطة ، وكل كردي هو ظهير لقوات البيش مركة وعين لها .
ولم تكن ساحة الحرب بعيدة عنهم بالنظر لأبتعاد مدينة حلبجة 16 كيلومترا عن الحدود الايرانية ، ولذلك لم تكن اصوات القتال وتبادل الأطلاق والصواريخ غريباً عليهم ، غير أن ما لفت أنتباههم في ذلك اليوم من آذار حين استطاعت القوات الآيرانية والبيش مركة الكردية أن تسيطر على الجبال المحيطة بالمدينة ، حيث صارت المديــنة واهلها الساحات الأمامية للمعركة ، وحين أستعد الناس لمغادرة المدينة ، وحين قرر بعض الناس مغادرة المدينة بسياراتهم تلقتهم رشاشات السلطة البعثية لتعيدهم الى المدينة ، وعبثاً حاول الناس ان يتخلصوا من وضعهم المأساوي الا أن الأوامر كانت قد اعطيت بأبادة أي انسان يخرج من المدينة ، وكأن قدرها تقرر أن تباد بأي شكل ، وراح ضحية هذه الرشاشات والنيران العديد من المواطنين الأبرياء من المدنيين والعزل ، غير أنهم ما أن عادوا الى المدينة حنى انهالت عليهم قذائف الدبابات والهاونات والرصاص الثقيل كالمطر ، ولم تستطع بيوتهم البسيطة أن تحميهم ، ومما زاد في الطين بله والمأساة أتساعاً تراجع القوات العسكرية الى المدينة حيث جوبهت بقصف مدفعي مركز وثقيل من جانب القوات الآيرانية كانت النتائج وخيمة على المدنيين من اهالي حلبجة ، غير أن القوات الآيرانية أستطاعت أن تلتف على المدينة لتسيطر على أحد الجسور مما جعل فلول النظام البعثي من افراد الامن والأستخبارات والجيش الشعبي يفرون هلعاً بأتجاه مدينة السليمانية ، ولم تكن لأهالي حلبجة أية فرصة سانحة أو خيار في الانتقال أو الحركة ، فما كان من الناس الذين حاصرتهم الجيوش وارعبهم القتال ونتائج القنابل والصواريخ التي أستمرت تنزل فوق بيوتهم ورؤوس أطفالهم ، وتعرضت المدينة لدك مدفعي كثيف وخراب مروع جعلها أشبة بالمدن الماهدمة وهي تحتوي تحت أنقاضها العديد من الضحايا والجثث التي طمرتها البيوت والحيطان ، والعديد من الجرحى الذين قضوا نتيجة النزف وعدم توفر الأٍسعاف ووسائل الانقاذ البسيطة .
بعد ان انسحبت القوات العراقية منكسرة زاد الجو رعباً وقلقاً ، ومع اعتدال الجو وصفاء السماء وأشراقة الشمس ، وعند الظهر كانت العوائل تعد الطعام لتناول الغذاء ، ويحاول الأطفال أن يمثلوا فرحهم رغم مالحقهم من رعب ، وهم يقلبون الشظايا والعتاد الفارغ المتبقي نتيجة القتال ، وتتناقل النسوة أخبار الموتى والجرحى ، وتدعو الناس الله ليجنبها هذه المأساة وأن يكفها شر الحرب والحروب ومسببيها .
في الساعة الثانية عشر الا الربع ظهراً لتتذكر الأنسانية هذه اللحظة المروعة والممتلئة بالفواجع ، في تلك اللحظة أطلقت الطائرات العراقية قنابل من نوع النابالم بشكل مستمر ، حيث تولى سرب من الطائرات العراقية قصف المدينة بحيث انهى مهمته ليكملها سرب آخر ، لكن التركيز على ضرب المدينة ملفت للنظر ، فقد كان جل أهتمام الطائرات المغيرة أن تقصف المدينة والأحياء السكنية منها بالذات ، وبقي القصف مستمراً بحث استمر الى الساعة الثانية ظهراً والأنفاس متقطعة والشفاه متيبسة والخوف يعم العقل والروح ، غير أن الفاجعة الأنسانية الأكبر بدأت في الساعة الثانية والنصف ظهراً حين أطلقت الطائرات المغيرة الصواريخ المعبئة بالكيمياوي على الأحــياء السكنية ، ثم توسع ليشمل القرى المحيطة بالمدينة ، ثم تركز على المجمعات السكانية التي كانت السلطة قد أجبرت الناس للسكن فيها ومغادرة بيوتهم وحقولهم وممتلكاتهم .
انتشرت في الجو روائح التفاح والثوم وروائح كريهة تشبه روائح المياه الثقيلة الآسنة أو المياه المعدنية كريهة الرائحة ، تساقط الناس في الشوارع ، القسم فقد بصره واصبح لايرى بالعين المجردة رغم كونها مفتوحة لكن البصر انعدم فيها ، رجال ونساء يتقيئون ثم ينكفئون فوق قيئهم ، اطفال يرفسون بأرجلهم دون أصابات ظاهرة ، نساء يحملن اطفالهن الرضع تحت ثيابهن ، لكنهن يكتشفن أنهم صمتوا دون صراخ ، من برقع ذاته وعائلته وسط النايلون والبلاستك المانع لكن الهواء الكيمياوي تسرب اليه كالمخدر وجعلهم صامتين وسط كابوسهم المغلف ، الشباب الذين ناموا تحت السيارات خشية من الشظايا بقوا تحتها بهدوء غير انهم فقدوا اي علاقة بالحياة ، شابات وأطفال ركضوا بأتجاه عين الماء وغسلوا وجوههم وأياديهم ولاذوا بالماء الذي تلوث بالكيمياوي هو الآخر فناموا نومتهم الاخيرة جنب مسيل الماء .
الشيوخ الذي آثروا ان يحموا احفادهم واولادهم باجسادهم ناموا نومتهم الأخيرة سوية ولم يصدوا الغازات السامة والروائح التي عمت الجو وتغلغلت في ثنايا البيوت وتسربت الى المكامن والسراديب وفي فتحات البيوت وتسللت الى المناخر والأفواه وألآذان لتقتل الجميع ، الدجاج الذي ركض ولاذ بالزرائب مع الحيوانات التي سبقته في الرفس والأحتظار هو الآخر مات على قارعة الطريق ، حتى الكلاب التي كانت تراقب المشهد بحس فطري وتعرف حجم الكارثة غير أنها آثرت أن تبقى مع اهلها وتموت معهم .
مدينة أشبه ماتكون بمتاحف الشمع تنتشر فيها الجثث أكثر من أنتشار البيوت وتتوزع عليهم خارطة الشوارع ، من حمل بعض من الكيمياوي وهرع الى الجبال القصية حاملاً قدره معه ، ربما أستطاع بعض منهم أن ينقذ نفسه في الصعود ، وربما أستطاع بعض أن يجد من الأسعافات الايرانية او الكردية مايعينه على المواجهة ، غير أن من بقي في حلبجة كان شيئاً مذكورا .
ليس في حلبجة وحدها صار الموت علامة مسجلة بالكيمياوي ، فقد انتشر في قرى كريانه وعبابيلي وأحمد آوه وهه وارة كون ودره شيش وده له مه ر وخورمال ، وكان الموت ينتشر مثل النار في الهشيم يتسلل الى جميه المنافذ فقد حمل الهواء الكيمياوي المريع الى كل البيوت والسراديب والماكن المغلقة ، وتمكن بعض من أحتاط بعناية أن يتقي الموت بالكيمياوي في السراديب وأن تسنح له الفرصة لينقذ نفسه وعائلته ، غير أن العديد منهم بقي في مكانة الى الأبد .
بقيت الجثث منتشرة يلفح بها هواء آذار وتبعث الوحشة والرهبة والسكون المريع في النفوس ، كان الناس نيام بقيت الحركة الأخيرة معهم في صمل الموت وتشنج الجثث ، وانتشرت الجثث ليس فقط في شوارع المدينة ، وانما على قارعة الشارع العام وداخل البيوت والزرائب وفي حظائر الحيوانات وفي داخل السيارات المغلقة أو وسط الخيام ، منظر ال"فال وهم يرسلون شكواهم الى الله وهم يمسكون العابهم البائسة والفقيرة وتموت معهم .
ليس فقط منظر ( الشهيد عمر خاور ) الشيخ المسن الذي يحتضن الطفل الرضيع وهو ينكفيء على وجهه ليموتا معاً ميتة مهيبة ، وليس فقط الشهيد عمر من تميز بموته التراجيدي ، فقد كان كل امراة وطفلة تتماسكان ، وكان كل رجل يبتسم للموت العراقي القادم مهيباً يجسد الموت الكردي الجميل ، وكانت كل عجوز تحاول أن تحمي بروحها ماتبقى من عائلتها منظر يدمي القلب ، وكان منظر ال"فال الذين تحللوا من قماطهم أو من أستطاعوا أن يخرجوا اياديهم من لفائفهم ويتركوا أثداء الأمهات ولهايات الفم ، البنات الذين ارتدين الألوان توزعن مثل الورود على قارعة الطريق وتبعثرن بين البيوت القصية .
تراكمت الجثث وبدأت بالتفسخ البطيء وعم الجو روائح الموت وقام الناجين من الأحياء بنقل الجثث الى اماكن أخرى وترتيبها وفتح الطرق حتى لاتدوسها العجلات أو ترتطم بها العربات التي تنقل الجثث .
عوائل بأكملها أنتهت وسكتت بهدوء ودون ضجة ، الموت يتسلل بهدوء قد تجد من بقي على قيد الحياة لكنك ستتأكد من موته بعد لحظة ، يتحدث البعض عن طلب أنقاذهم وما أن يشرب كاسة الماء حتى يعود لرقدته الاخيرة ، غفوات لم يجسدها الفن التراجيدي وحركات لاتستوعبها الكاميرات ، وموت بروائح كريهة ومحببة وأطفال تعج بهم صدور الأمهات غفوا بعد موت الامهات ، الأطفال يتسابقون الى اللحاق بأبائهم ويمسكون بثياب امهاتهم يريدون أن يلحقوا بهن في موتهن .
عجزت الأحصاءات عن تقديم أعداد محددة للضحايا والشهداء حيث تم دفن العديد منهم بملابسهم من قبل الخيرين ومن بقي حياً في المدينة قبل أن يتم قدوم الجهات المختصة بالاحصاء ، كما أن العديد من الضحايا انتقل الى الجبال ومات هناك بعد وصوله ، والعديد من الضحايا من مات في المستشفيات الآيرانية بعد معالجته ، والعديد منهم أيضاً مات في الوحدات الطبية أثناء المعالجة والأسعاف .
كان لتأثير القنابل الكيمياوية التي اطلقها الطاغية البائد على الناس الآمنين في حلبجة أثراً فعالاً وكبيراً وذا تأثير مضر وجسيم في الضرر على الناس ، فقد أثر على العيون والجلد ممانتج عنه سرطان الجلد أضافة الى التشوهات الخلقية لمن بقي منهم أحياء وأصابة العديد من الأحياء بصعوبة التنفس وعسره والأصابة بسرطان الرئة والعقم الجنسي مستقبلاً .
حين وقعت هذه الكارثة الأنسانية لم يولها الأعلام العربي أي اهتمام يليق بالأنسان ، مما يدلل على صدق النظرة الحولاء والعوراء التي يكتب بها ويعمل وفق منظورها ، فالصراخ والتدافع من اجل حقوق ال،سان في هذا الاعلام مجرد أسلوب ديماغوغي لايمت للواقع والحقيقة بشيء فقد أغمض العيون عن هذه المأساة الانسانية بحيث مررها على المواطن العربي بقصد أيهامه بحجمها الأعتيادي والصغير وغير المهم ، وفي الحقيقة أن الأعلام العربي يقع في مطب الدجل والتطبيل للسلطات حين يعتبر أن هذه الكارثة الأنسانية من الشؤون الداخلية التي ليس له التدخل بها ، أن جريمة أنسانية ومجزرة لم يسبق للطغاة والحكام المرضى أن ارتكبوا مايشابهها أو يماثلها في الخسة والقسوة والأجرام ينبغي أن يتم التركيز على جانبها الأنساني وأبعادها المأساوية .
وليس فقط الأعلام والأنظمة العربية من لم تلتفت الى مأساة حلبجة التي أرتكبها نظام الطاغية صدام البائد وساهم الأعلام والسلطات العربية في اخفاء معالمها عين أعين الناس ، أنما ساهمت السياسات والتحالفات والمصالح الدولية في التستر على عدم كشف وفضح هذه المأساة التي تهز الكيان والوجدان الانساني .
أن الصور الأنسانية المفجعة ، والكارثة التي حلت بأهل حلبجة تخرج الامر عن طبيعته ، فمأساة حلبجة لاتخص شعب الكرد وحدهم ، وتخرج عن خصوصيتها كونها جريمة مرتكبة بأيدي عربية وعراقية ، وانما ينبغي أن تكون حلبجة شاهداً من شواهد المجازر الأنسانية ، وأن تهتم الامم المتحدة بها كعلامة من علامات أفعال الطغاة والحكام المشينة و الذين ينتهكون المجازر ضد الانسانية بوحشية ، ينبغي أن تهتم بحلبجة ليس المؤسسات الأعلامية والثقافية الكردية ، وأنما ينبغي أن تصير رمزاً انسانياً يزورها العالم كله وخصوصاً الأطفال ليشاهدوا حجم الكارثة والفجائع التي حلت بأطفالها وشبابها وحلواتها .
المأساة التي حلت بحلبجة لايمكن أن تكون بهذا الحجم البسيط والمتواضع الذي ساهمت به حكومة أقليم كردستان ، فلو بقي في الضمير العالمي من بقية أن يلتفت للمأساة الكردية وأن ينحني لها قادة الأمم ، وان تتنكس الأعلام أجلالا لضحايا الأنسانية المروعة التي لم ينصفها الاعلام ولاالسياسة الدولية ، وغبنت حقها في فضح حقيقة الطغاة والجلادين وترويعهم للشعوب .
لم تلتفت المؤسسات الدولية الى كارثة أنسانية لم تزل تعاني منها الانسانية لحد الان من جراء تأثيرها ونتائجها ، لم تلتفت المؤسسات الأعلامية الى حجم الكارثة الأنسانية التي روعت جيل من البشر وزرعت في ارواحهم الرعب والخوف والمرارة وصوراً لن تتكرر بعد نهاية عصر الطغاة والدكتاتوريات البغيظة .
وحتى تبقى حلبجة شاهداً حياً تستذكرها البشرية في كل عام ، وحلبجة أحد المأسي التي تحملها شعبنا الكردي في كردستان ، وحلبجة ليست وحدها من بين ماتحملته البشر في هذه البقعة المباركة من الطغاة والشوفينيين والمنغلقين قومياً من الحكام ، وحتى تبقى حلبجة شاهداً على أضطهاد الكرد وأستباحة أرواحهم ودمائهم والأٍتخفاف بأنسانيتهم ، وحتى تبقى حلبجة رمزاً من رموز البشر لايخص الكرد وحدهم ولايشير الى فجيعة العراقي بسلطة الموت والقهر والدم والعذاب في ظل سلطة صدام البائد ، وحتى تبقى حلبجة الشاهد المغيب والحاضرة المخفية والدليل الخجول والسند المتردد في أثبات طغيان السفاحين ووحشيتهم ، وحتى تكون الصورة الحقيقية لما وقع في المدينة الشهيدة التي دفعت بالالاف من ابنائها من مختلف الأجناس والأعمار الى مذبح الشهادة تحت القصف الكيمياوي الذي اطلقه الجيش العراقي (العربي) بأمرة الدكتاتور العربي في الزمن العربي العاهر على المدينة المدنية الآمنة والبائسة والتي كان لابد لها أن تسجل هذه المأساة في تاريخها ليصير ملاصقاً لاشجار الآجاص التي أباد النظام البعثي نصفها ولم يستطع أن يبيد المدينة ولاأهلها بالرغم من القصف بالكيمياوي وبالرغم من التغييب الاعلامي العربي أو بواطن اللعبة السياسية الدولية في التستر على الجريمة ال،سانية التي أقترفها الطاغية مع سبق الأًرار ضد اهالي حلبجة التي ستبقى أرواحهم لاتستقر ولايقر لها قرار مالم يتم الأنتقام من الجناة والمجرمين وأن تقتص العدالة والقضاء منهم قبل أن يقتص منهم الله في الآخرة .
الشهيدة المغيبة ، والمدينة الشهيدة ، ومدينة الشهداء ، ومدينة الكيمياوي ، وحلبجة الشهيدة ، ومدينة الآجاص ، وحلب الصغيرة ، والرمز الكردي الأنساني الكبير ، مدينة الشهيد عمر خاور ومدينة عائلة الشهيد علي فتاح والد البطلة شادمان التي بقيت ترعى اخوتها الصغار وتنقل الجثث بين ركام المدينة المظلمة خلال الليل المرعب ، ومدينة الشهداء الطفال الرضع ، ومدينة الموت الصامت والهاديء ، ومدينة الروائح الطيبة والعفنة ، والمدينة التي أستباحها الطاغية ولم يت\نم حتى احالها الى أكداس من الجثث ، وقتل حيواناتها ودجاجها وأشجارها ، حتى الحمائم البيضاء لم تسلم من جريمته النكراء ، والمدينة التي لم تسترد عافيتها الى الأن ، والمدينة التي لم تستمع الأمم المتحدة ولاالمحكمة الجنائية الدولية الى شكواها ، والمدينة التي لم يشبع اهلها من دموع من يبكي عليهم .
تلك هي حلبجة مدينة المدن التي لم تنصفها المدن ولاتجلل العالم على أولادها بالسواد ولاشاركتهم القبائل المذبوحة أنينها ونحيبها في ليل الأمة العربية الخالدة ، تلك هي زهوة المدائن وجبال البشر الذين ناموا تحت نسائم التفاح والخردل في الزمن الكيمياوي ، وقضوا ينتظرون منكم ماذا تقولون وماذا تقدمون .
لحلبجة التي لم تزل لحد الان بأنتظار أن يقول العالم كلمته فيجعلها هولو كوست لايخص الأكراد الذين منعوا عنهم البكاء والنحيب والحزن ، فقد ملأوا الدنيا بمظلوميتهم ولم ينتظروا منا أن نشاركهم كلمة العدالة .
يا أرض الله التي تشبعت بالكيمياوي وابتلي اهلها بالعمى واشتهرت بقبورها الجماعية واختلاط اجناس المدفونين في مقابرها ، واختلاط اسماؤهم وأمراضهم وأجناسهم .
يامدينة الله التي تعاونت عليها الطائرات والمدافع والصواريخ دون ان تدافع عن نفسها ولو بالكلمة .
لم يعد العزاء يكفي على الضحايا ، فماعاد الأستذكار يعني شيئاً للجميع .
فقد شبع الآجاص من الغازات التي اطلقها التابع بونتي بأمر سيدة الطاغية .
وقد نمت الوجوه المشوهة لترعب ضمير العالم الغافي ويستفز الاحلام لتسكمل السلطة البعثية جريمتها المتسلسلة بحق الكرد في الأنفال وفي كل سور الله وفي كل زاوية من بقاع العراق التي شبعت من دماء الاكراد .
فأن كان متسعاً لثمة مايدعى بالضمير الأنساني لنقيم عزاء الأنسانية القادم في يوم 16 /3 من كل عام تستذكر فيه الدنيا الجريمة التي ارتكبت بحقها وانتهاك الأنسان الذي صار والخسة والتدني في جرائم البشر ، أن كان متسعاً من الأستذكار للعاملين في الحقل الأنساني ألدولي أن يقيموا يوم 16 /3 في حلبجة وأن يستعرضوا وجوه الأطفال الغافية في حضن الموت ، وأن يتجادلوا مع الوجوه المشوه ، وأن يستمعوا لشهادات الأحياء .
أن كان متسعاً في الضمير الأنساني لتكن حلبجة رمزاً عالمياً على خسة الطغاة وجريمة القرن ودليل على أنتهاك كرامة وحقوق وحياة البشر ، وأن تكون ايضاً أشارة مضيئة لبقاء الشعوب ثابتة متجذرة لايستطيع الطغاة أن يقضوا عليها حين ينتهي الطغاة والدكتاتورية وتبقى الشعوب قوية رغم كل الشهداء والتضحيات .
مجداً حلبجة في لحظاتك المجيدة وفي شهدائك .
مجداً حلبجة الرمز الأنساني الخالد والواسع .
مجداً حلبجة التي ندعو كل صاحب ضمير حــي ووجدان شريف أن يطالع حقيقتها وماجرى لها .
مجداً حلبجة مابقي الدهر .
تقدس التراب الذي تحتويها قبورك وذكراك .
مجداً لأطفالك الشهداء الذين تناستهم منظمات الطفولة
مجداً لضحاياك التي تناستهم المنظمات الأنسانية
مجداً لبهاء بيوتك المدمرة التي لم تلتفت اليها المنظمات الأجتماعية وتخطيط المدن
مجداً حلبجة .


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 12:02 PM


مات الكيمياوي.... ولازلت حيّاً...
قصة شهيد حي وشاهد على إجرام البعث.



مقدمة بقلم: علي السّراي
26 -1- 2010
المكان: أرض العراق الجريح.
الزمان: يوم عراقي مشمس جميل.
مسرح الجريمة : حلبجة الشهيدة والجنوب الاشم.
السلاح المستخدم: صواريخ كيماوية محرمة دولياً.
المجرم: المقبورصدام حسين وحزبه الفاشي.
منفذ الجريمة . الارهابي المقبورعلي كيمياوي.
الضحية شعب بآسره.
هذه العوامل مجتمعة شكلت أركان أعتى جريمة أُرتكبت بحق شعب أعزل إلا من سلاح الايمان، لم يسبق لطاغية من طغاة الارض أن فكر بقتل شعبه بهذه الكيفية البربرية المتوحشة، سيناريو شيطاني لقتل جماعي أخرس وذبح أعمى وموت أصم .لكن الحقيقة أبت وأدها على منحر الصمت لتصرخ معلنة عن أسماء الجناة. وهاهي تنطق على لسان واحداً من مئات الذين كانوا على موعد مع الموت من اهلنا في مدينة حلبجة المظلومة.
مجيد حبيب الطائي ( أبو مراد) شاهد و شهيد حي على وصمة العار التي وصم بها صدام ونظامه الدموي جبين التاريخ، جلبه حظه العاثر والمئات معه في تلك اللحظات التي امتدت دهوراً وعصوراً من الزمن الى حيث المكان الذي اراد المجرم علي كيمياوي ان يرتكب جريمته النكراء...
مجيد الطائي.. رجلاً طيباً لطيف المعشر دمث الخلق و الاخلاق نقي الضمير يحمل بين جنبيه قلباً حنوناً يتسع للجميع، صلباً كما عرفته كجبال العراق الشماء شامخاً باسقاً كنخيله الهيفاء متسامحاً جميلاً كسهوله الخضراء ذو صبر وإرادة حديدية لا تهزها عواصف الحقد البعثي السوداء، يحبه الجميع، تحل البسمة والفرحة معه أينما حل وارتحل،رزقه الله بعائلة طيبة وإخوة أصدقاء يتمنى المرء لو حاز بمثلهم يحيطون به أينما ذهب، سألت أحدهم يوماً عنه.. أتحبونه؟ فقال والله إن مرض مرضنا معه وأن شُفي شُفينا، عرفته قوياً نشطاً ومدافعاً جسوراً عن قضايا ابناء شعبه ووطنه الحبيب، تراه كخلية نحل متحركة يعمل هنا وهناك وفي مختلف الانشطة يحارب الارهاب ويرفض الظلم، يعمل الان مع مجموعة من منظمات حقوق الانسان الالمانية واسس الجمعية الثقافية العراقية، عاد قبل ايام من العراق الحبيب بعد أن ذهب إلى هناك وأخذ معه شاحنة محملة بالادوية والمستلزمات الطبية وما يحاتج اليه ذووالاحتياجات الخاصة بعد ان حصل على هذه المواد من تلك المنظمات الانسانية التي تتعاون معه ، وهذه ليست المرة الاولى التي يقوم بها من قبيل هذه الاعمال الخيرية.
اتصلت به اليوم وهو في طريقه إلى المستشفى ليرقد بضعة أيام كالعادة، وسالته مالذي تريد إيصاله إلى العالم من خلال رسالتك هذه التي ارسلتها إلى المواقع الالكترونية ؟؟؟ وأقسم بالله لم يقل لي أكثر من جملة واحدة فقط..وهي ان تظهر الحقيقة...(أريد فقط أن تظهر الحقيقة) وهنا أصابني الذهول من إجابته المقتضبة هذه.. وتساءلت في نفسي هل يعقل أن تكون أمنية الضحايا فقط إظهار حقيقة ما جرى عليهم؟؟؟ هل يعقل أن يفكروا بهذا الشيء فقط وقد تحملوا ما تحملوا من مرارة والم وصارعوا الموت الزؤام بعد أن تغيرت حياتهم جذرياً جراء الضربة الكيمياوية التي أقدم عليها حزب البعث وجلاده المقبور؟ وهنا أتوجه بالسؤال إلى الحكومة العراقية ممثلة بالسيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء ورئاسة البرلمان وكل المسؤولين.واقول لهم ألا يستحق هذا الرجل وجميع من تضرر من النظام المقبور تعويضاً مادياً على ما أصابهم من ويلات ونكبات؟ ففي الوقت الذي يحصل فيه البغثيون اليوم على امتيازات ورواتب تقاعدية وعودة الى الوظيفة وما إلى ذلك، يُترك الضحايا والمتضررين من النظام الدموي المقبور وحيدين مع مأساتهم دون أدنى رعاية أو حتى مؤاساة وهو أضعف الايمان؟
نحن نطالب الحكومة العراقية بمنح جميع ضحايا النظام المقبور مُنح وإعانات ورواتب تقاعدية تعينهم على مصاعب الدهر، وهذا اقل ما يُقدم لهم . لانهم وبتضحياتهم الجسمية هذه من قد اوصولوا الموجودين الان في سدة الحكم الى تلك الكراسي، ولهذا فهم مدينون لهؤلاء بكل شيء.وأهم ما تقدمه الحكومة اليهم هو إنزال القصاص العادل بحق كل من أجرم بحقهم كما فعلت يوم امس مع المجرم علي كيمياوي ومن قبل الطاغية المقبور. وهنا اتقدم بأحلى التهاني والتبريكات إلى ابناء شعبنا الابي وبالاخص اهلنا واحبتنا في حلبجة والجنوب وكل ضحايا الكيمياوي بمناسبة إعدام هذا الإرهابي داعين المولى أن يحفض وطننا وشعبنا العزيز من كيد الاشرار والمتعدين.
وأخيراً لا أريد الإطالة واترككم الان مع هذا الشاهد والشهيد الحي ليروي لكم ماحدث له في ذلك اليوم المشؤوم...

مات الكيمياوي.... ولازلت حيّاً

بقلم مجيد حبيب الطائي.

قد أجد نفسي مصداقاً للشطر الثاني لبيت الشعر المنسوب للإمام علي (ع)
وكم من صحيح مات بغير علة وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر


لكني لست سـقيماً بالمعنى المتعارف عن الأمراض وسـلب العافية
وتراني وكأني أجاهد نفسي لأتهرب من ذكريات ذلك اليوم , ذكريات ماحمله القدرفي يوم شطر حياتي الى مرحلة ماقبل ( الكيمياوي) وما بعد ( الكيمياوي )
بل الحق عليّ أن أعترف إني لأقف عاجزاً عن ترجمة أهوال ذلك اليوم في كلمات وسطور وأكاد أدعي أن الإنس والجن لن يستطيعوا وإن إجتمعوا على أن يأتوا بما ينبأ عن كل حقيقة مجازر ( الكيمياوي )
قد أقول أنه فضيع .. فضيع بكل عمق الفضاعة من معنى الكلمة
بل هو أفضع مما يتصوره أي أحد ...
بل هو ألأفضع مطلقاً
ولذا أستميح عذراً كل من أصيب بسـموم ( الكيمياوي ) والشهداء منهم في جبال الشـمال وأهوار الجنوب وكل الشهداء وذويهم أستميحهم أن أستنطق اليوم قلمي العاجز , فأنا كنت أسـتشعر في اعماق وجداني أن موت ( الكيمياوي ) سوف يستنطقني
كان المغلوب على أمرهم السـتضعفين من الرجال والولدان من الذين لايستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا , كانوا يتندرون بقهقهات المقهور بنكتة ( سـوداء ) مفادها
أن الطاغية الصغير عدي عندما كان يملك نادي الرشيد أستنفذ كل مالديه وهو يرى فريقه يخسر أمام نادي الزوراء الهدف الثالث اتصل بالطاغية الكبيرصدام يطلب نجدة فريقه
فأحابه الشيطان : إسحب جماعتك للخلف واضرب ( كيمياوي )
وأنا كنت ممن كان أزلام النظام يأتمرون بهم ليقتلوهم أو يطمّونا في غياهب السجون أو قد نكون طعما للـ ( تيزاب ) أو أسماك نهر دجلة التي تقمصت كل أنواعها ثوب سمك القرش
فخرجت من بيتنا في مدينة الثورة (الصـدر ) وأنا خائفاً أترقب مهاجراً الى الله ورسوله لأجد في شمال العراق مع مجاهدي المقاومة مراغماً كثيراً وسـٍعة وكنا نعمل كل مافي وسعنا لنتخلص من كابوس العصابة الإجرامية التي كانت جاثمة على صدر بلدنا الحبيب والمتمثلة بحزب البعث المجرم
كانت مدينة حلبجة تعيش أياماً إستثنائية
وعند سفوح جبال قره داغ كان الطقس منعشاً بنسـيم قدوم الربيع , والأزهار والأعشاب وهي ترقص على أنغام زقزقة العصافيرتبدوا ضاحكةً مستبشرة وكأنها لاتدري ماذا سيحل بها وبنا وبكل شي
فتلاشت أغنية العصافيربهدير الطائرات المقاتلة التي ترهب كل أحد بل ترهب كل ما له حياة , ورمتنا بصاروخين احدهما شاء الرحمن ان لاينفجر والذي أنفجر كان على بعد 200 م تقريباً
وأنبعث منه غازاً أبيضاً وبدأ ينشر بجناحيه حتى أخذ علينا أقطار ألأرض وآفاق السماء ولات في ذلك اليوم حين مناص إلاّ لطف اللطيف الخبير
شيئاً فشـيئاً بدأ الإحسـاس بالإعياء يتملك كل جوارحي وتقيأت كل ما في معدتي وكل ما في فوقها وما تحتها وكأني أريد أن ألفظ أحشائي وأستفرغت شيئاً أبيض اللون حتى ظننت انها القاضية
لم أعد أعرف ماذا أشكي فعيوني تحرقني بآلامها وكنت أتوقع أن ينفجر رأسـي في أي لحظة لكنه للأسـف لم يفعلها وياليته فعلها وكنت نسـياً منسياً وكلما كنت أتمكن من فتح عيني كنت أشاهد مذهولاً أن المخاط ينزل من أنفي ليختلط بالسوائل التي تجري من فمي بلا وعي مني ولم أكن أشعر بحرارة البول وهو ينزل مني وفقدت السيطرة على كل شيء وأما رئتي فكانت تحشرج بأنغام مخيفة ومزعجة ومن يومها لم يكن البلغم ليفارقني البته فقد أخرجت في ليلتها أكثر من حجم رئتي من البلغم وقصباتي تتهيح بسـعال يهتز معها كل كياني
لقد كان الموت يأتيني من كل مكان ولسـت بميت
هل تتصورون أني وفقت أن أصيب حقيقة ألأمر
أني أقسـم صادقاً أن الحقيقة أدهى وأمر
المركز الصحي التابع للبيشمركة والقريب منا كان متواضعاً جدا.ً
دورة المضادات الحيوية التي اعطانا إياها الطبيب هناك لم تكتمل وأخرجونا من هناك الى المجهول
بقينا أشهر ونحن ننتظر الفرج أن يأتينا الدليل الكردي لنجد منفذ الى إيران والحرب لازالت قائمة وألأنفال تقضم القرى تباعاً
وجاءت البشرى وجاء الدليل وسرنا في شمال العراق ليالياً وأياماً ورأينا مالاعين رأت وسمعنا من القرى التي دمرتها عمليات أنفال صدام ما لاأذن سمعت ولعله لم يكن ليخطر على بال بشر، وشاهدنا كيف هي حياة المهربين ( القجقجية ) وحبونا على الجليد وبتنا الليلتين الأخيرتين على الجليد بلا مهاد ولاغواش
ونجتاز الحدود من اعلى نقطة في الشمال ودخلت الجمهورية الإسلامية
أكثر ماعرفته في أيران هو مستشفياتها وأخيراً دخلت مسـتشفى ( بيمارستان بقية الله ) المتخصص للحالات الصعبة من المصابين بسموم ( الكيمياوي)
وبعد أن أعيت الأطباء ألأيرانيون السبل أرسلوني الى مستشفيات ألمانيا وتحسنت حالتي قليلاً وأنا شاكراً لله وأجاهد أن أوطن نفسي لأتيقن أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وتعلمت أن أتوكل عليه وحده وكان كما عهدته ينشـر علىّ الطمأنينة والسـلام كلما كانت الدنيا تأخذ مني مأخذها
عدت الى إيران بتقرير من المستشفى الألماني ما ملخصه أن حالتي غير قابلة للشفاء
ولكني كنت أعلم في أعماق وجداني أن مع العسـر يسـراً إن مع العسر يسراً
فجاءت الأنباء أن هناك نجاحاً في عمليات زراعة الرئة في الدول المتقدمة وجئت مرة أخرى الى المانيا في مدينة إسـن حيث اكبر المسـتشفيات المتخصصة لأمراض الجهاز التنفسـي
وسجلت عندهم رقماً قياسياً ...
وأرجوكم أن تصدقوني ... وإن لم تفعلوا فانا لدي الأدلة والوثائق التي تثبت:
انني دخلت هذه المستشفى المتخصصة يوم 10 /10/ 1990 وخرجت منها في شباط عام 1996 أي بعد مايقارب خمس سنوات ونصف قضيتها وأكاد أن أكون وحيداً بين دهاليز المستشفى الموحشة وتصك أسماعي آهات الآلام المعطرة بروائح التعقيم والمطهرات
لكنني تعلمت أن أستشـعر الطمأنينة بذكر الله وإنتظار الفرج وبعد هذا الإنتظار الطويل بسب قلة المتبرعين بالأعضاء وبسب القوانين المتشددة بهذا الخصوص بعد هذا الأنتظار والصبر جاء الفرج ولعله بسب دعاء والديّ والذين كانوا معي في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
جاء الفرج عندما إتصلوا بي من مستشفى الجامعة في مدينة هانوفر لأنهم وجدوا رئة من متبرع تناسبني من حيث فصيلة الدم وكبر الرئة وكل الفحوصات الدقيقة الأخرى
وأجريت العملية بنجاح وخرجت الى البيت وكان عليّ أن أعيد بناء جسمي الذي أصبح هزيلاً جداً وعليّ ايضاً أن أتناول ولمدى حياتي الأدوية التي تخفّض مناعة الجسم لكي لآيرفض جسمي الرئة التي اسـتقبلها من شخص غريب وأدوية أخرى لمنع التاثيرات الجانبية لهذه الأدوية
ورجعت الى الحياة الطبيعية نسبياً من جديد ومارست بعض النشاطات الشخصية والأجتماعية ولم أنسى أن أمارس حقي في التعبير عن الرأي في فضح جرائم الطاغية صدام وكنت ضيفاً على بعض المدارس الألمانية ليسـالني الطلبة عن العراق الذي شغل العالم بانباءه كنت اجيبهم فيعتقدون ان ما يسمعوه مني من نسج الخيال.فكيف لفرد مثل الطاغية المقبور ان يفعل كل هذه الافاعيل الشيطانية
ومع كل هذا كان عليّ أن أبقى تحت المراقبة الطبية بشكل مكثف
وصحتي بين مد وجزر أصبت بمرض السكري بسبب مضاعفات الأدوية وبسبب ( الكيمياوي) كان لابد أن تجرى عملية لعيوني ومرة اخرى عملية كبرى ودقيقة لعيوني وهي زرع القرنية لأن قرنية عيني لم تعد قابلة للعلاج من جراء تأثرها بسـموم ( الكيمياوي) وساءت صحتي كثيراً بعد سفري الى العراق لأرجع الى نفس المستشفى في مدينة إسـن وبقيت في إنعاش مستمر باجهزة التنفس الصناعية بخرطومها الطويل والقناع الملتصق على وجهي حتى في أوقات صلواتي عدى اوقات الطعام وفقدت القدرة على الكلام والحركة إلا بالكاد وهزلت أشد مايكون الهزال وحالتي الصحية أصبحت الأسوء في تأريخها ولكن هذه المرة كانت معي عائلتي التي شـملتني بمحبتها وكان بجانبي الأصدقاء وأدخلني الأطباء في قائمة العمليات المستعجلة
وظن الجميع كما ظننت أن اجنحة الموت ترفرف عند رأسي بإلحاح وبلا ملل
وبلغت القلوب الحناجر وانا أسلمت القياد مطلقاً لله الواحد القهار
وفي ليلة اليوم الأول من ربيع 2007 جاءني طبيب القسم ليس كعادته فبادرته بالسؤال هل وجدتم رئة أخرى لي قال نعم وعليك أن تهياً نفسك وجاءت سيارة الإسعاف لتأخذني الى مستشفى الجامعة
وقبل ان تغلق ابواب غرفة العمليات كانت نظرات زوجتي تلاحقني وكنت أرى فيها بريق الأمل برحمة الله الواسعة رغم توشحها بالحزن بأن هذه قد تكون هي آخر النظرات وأنا حي أرزق
ولازالت بحمد الله حي أرزق ومات ( الكيمياوي )
وأملي أن أبقى حي ارزق عند ربي مع الذين قتلوا في سبيل الله فرحين بما أتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم أن لا خوف عليهم ولاهم يحزنون

مجـيد حبيب الطائي
أحد ضحايا ظلم علي كيمياوي وشاهداً حياً على مأساة شعب.

من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 12:02 PM


أبو تحسين يهدي نعاله الثمين والشهير الى نصب شهداء حلبجة التذكاري



أغلبنا يعرف من هو أبو تحسين (صاحب النعال الذي ضرب به صورة الدكتاتور صدام حسين لحظة سقوط النظام البعثي البائد في 9/4/2003), فأصبح نعال ابو تحسين هو ارادة امة في لحظة صدق
ولقد دخل هذا النعال التأريخ حين هوى به صاحبه على صورة كبيرة للطاغية صدام وهو يهتف شعارات ضده وعما فعله بالشعب العراقي.
أبو تحسين الذي حمل نعاله وأخذ يضرب على صورة المقبور صدام وهو يبكي ويصرخ ويقول (هذا مصير كل انسان خائن..هذا قتل الملايين.. يا ناس هذا ظلمنا وقتل شبابنا) وهو يتحدث بألم أمام مرأى ومسمع العالم حيث تناقلت الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى ذلك المشهد.
ابو تحسين يهدي نعاله الشهير والثمين اليوم الى نصب حلبجة الشهيدة التذكاري, بعد ان تلقى عروض مغرية ومبالغ كبيرة مقابل الحصول على هذا النعال, لكنه فضل ابو تحسين ان يبقى هذا النعال كذكرى للشعب العراقي, ويحافظ عليه في نصب حلبجة التذكاري.
براثا


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:53 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية