اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من على شاشة قناة المنار في خطاب مباشر في ذكرى اربعين قائد الانتصارين الشهيد عماد مغنية وذلك في الاحتفال الذي دعا اليه حزب الله اليوم الاثنين في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقد اطلق عليه الامين العام لحزب الله قائد الانتصارين في اشارة الى الاندحار الصهيوني من جنوب لبنان في ايار\ مايو عام 2000 وهزيمة الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان في تموز\يوليو عام 2006.
(النص الكامل):
... نلتقي مجددا، تجمعنا روح شهيدنا القائد الكبير الحاج عماد مغنية رحمة الله عليه، تجمعنا وستبقى تجمعنا، وفي يوم الأربعين لا نودعه وإنما نشعر بحضوره القوي أكثر من أي زمن مضى، وهو الذي سوف يبقى حاضرا فينا بعقله وذكائه ومدرسته وإرادته وعزمه وتخطيطه وقيادته وأخلاقه وأخوّته وأبوّته وتقدمه في حمل الراية .
أربعون يوما مضت ولم نجد في عائلته إلاّ الصبر والسّلوان والأسوة الحسنة كما هو الحال في عوائل شهدائنا الأعزاء، ولم نجد في إخوته إلا المزيد من التصميم والعزم على مواصلة دربه والعمل من أجل إنجاز وتحقيق أهدافه، ولم نجد في أمتنا إلاّ حضورا قويا للحاج عماد في وجدانها وفي عاطفتها وفي لوعتها وفي تفاعلها، ولم نجد عند عدونا إلا القلق والخوف والرعب من روحه ودمه وثأره ونهجه ومن وعده. نعم هكذا يكون الشهداء الكبار وهكذا يكون الثائرون الكبار، هكذا يكون القادة الكبار.
نحتفل اليوم بذكرى أربعين الشهيد القائد في أيام هي أيام أعياد للمسلمين والمسيحيين، وأنا باسمكم جميعا أبارك للمسلمين والمسيحيين أعيادهم العظيمة والعزيزة والمجيدة والتي ترتبط وتتعلق بشخصيّتين عظيمتين من أعظم أنبياء الله سبحانه وتعالى: السيد المسيح روح الله وكلمته، ورسول الله الأعظم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليهما وعلى جميع أنبياء الله ورسله. هاتان الشخصيّتان العظيمتان اللتان تحول كل واحد منهما من رجل إلى أمّة تتجاوز المليار ومئات الملايين عندما نتحدث عن المسلمين أو نتحدث عن المسيحيين.
نحن كمسلمين ومسيحيين وفي هذا العصر بالذات أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى تعاليم هؤلاء الأنبياء العظام وهؤلاء الرسل الكبار وهذه الشخصيات الإلهية والتي تمثل ذروة النعمة الإلهية على البشر. نحن بحاجة إلى استلهام التعاليم وإلى استلهام السيرة عندما نتحدث عنهم وعندما نتحدث عنهما بالتحديد، نتحدث عن الإيمان وعن الثقة بالله وعن الأمل والرجاء والتضحية والثبات والصبر على الأذى وعن خدمة الناس وعن مطاردة لصوص الهيكل وأصنام الكعبة، عندما نتحدث عنهما نتحدث عن قادة إلهيين لو أصغينا بقلوبنا وعقولنا إليهما لتمكنّا من مواجهة كل تحديات الدنيا ومخاطر الحياة ولكان العيش غير العيش ولكانت الحياة غير الحياة.
يهمني هنا أن أتوقف قليلا عند ما تتعرض له هذه الشخصيات الإلهية، ففي الماضي القريب لطالما أساء بعض الكتاب وبعض الرسامين في أوروبا للسيد المسيح عليه السلام ولأمّه الطاهرة البتول سيدة النساء مريم سلام الله عليها تحت عنوان وتحت ذريعة حرية التعبير والفن وما شاكل، ومنذ مدة أيضا يتعرض رسول الإسلام محمد صلّى الله عليه وآله وسلم للإساءة والإهانة وهتك الحرمة وكذلك الحال كتابه المقدس وتحت نفس العنوان، وهذا أمر يجب أن يدينه كل أتباع الديانات السماوية وكل إنسان حر وشريف في العالم. أن تناقش رسول الله وأن تحاوره وأن تؤمن به أو لا تؤمن به فهذه مسألة فكرية عقائدية إيمانية، أمّا أن تشتمه وأن تهينه وأن تقدمه بصورة موحشة ومهينة فهذا أمر آخر لا ينسجم على الإطلاق لا مع حرية التعبير ولا مع حرية الرأي .
أنظروا إلى أوروبا، بالأمس في فرنسا عُوقِبَ موظف كبير في وزارة فرنسية وطُرِدَ من وظيفته لأنّه كتب مقالا يقول فيه أنّ الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على الفتيات الفلسطينيات وهن يخرجن من المدرسة وهو يوصّف حالا ويذكر أمراً واقعاً وقد طرد من وظيفته، هذا ليس حرية تعبير ولا حرية رأي ولا حرية صحافة، ويعاقب. أمّا أن يساء إلى نبي مليار وأربعمئة مليون مسلم فهذا حرية تعبير، وينبري بعض وزراء الدول الأوروبية للدفاع عن هذا! لماذا عندما يرتبط الأمر بإسرائيل وبالصهاينة تسقط كل المقدسات والمحرمات، كل حرية التعبير والرأي والصحافة وإلى آخره كلها تسقط. عندما يأتي فيلسوف كبير مثل روجيه غارودي مثلا ليناقش ويشكك علميا بنظرية المحرقة تقوم الدنيا ولا تقعد في أوروبا ويحاكم روجيه غارودي مع أنه قدّم مراجعة علمية، أمّا أن توجّه الإتهامات والإساءات فهذا أمر مسموح به!
هذا أمر مدان يجب أن يدينه العالم كله ولكن يجب أيضا أن نحذر ـ وندائي للمسلمين خصوصا ـ من أنّ هناك مجموعات عمل صهيونية وأمريكية تريد أن يكون هناك صراع عنيف بين العالم الإسلامي وبين أوروبا والدول الأوروبية بشكل خاص. يجب أن نكون حذرين ويجب أن نعرف من الذي يقف خلف هذه التحركات المشبوهة لنواجهه وأن نتجنب الذهاب إلى صراع يراد لنا جميعا أن نذهب إليه ليكون المستفيد منه إسرائيل والإدارة الأمريكية التي تتخبط مشاريعها وتتلاشى طموحاتها وآمالها على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، يجب أن يكون صوت الإدانة عاليا وفعل الإدانة قويا ولكن يجب أن نمارس الإدانة بحكمة ووعي ويجب أن نحذر الأوروبيين والدول الأوروبية من مغبة الإستفزاز والفخ الذي يساقون إليه لأنّ هناك صراعا من هذا النوع يراد إيجاده واستحداثه.
عندما نعود إلى المقاومة وإلى استشهاد عماد المقاومة الحاج عماد مغنية يحضرنا في الكلمة وفي البحث موضوع أساسي أريد أن أركز عليه اليوم: لطالما تحدث الإسرائيليون عن معركة الوعي بينهم وبين أعدائهم وخصومهم، وكانوا يقولون دائما أنهم يخوضون معركة وعي مع شعوب منطقتنا مع الفلسطينيين واللبنانيين والعرب وشعوب المنطقة، وهم يقولون شيئا صحيحا، هم يخوضون معنا جميعا معركة وعي ولكن يخوضونها ليس بلغة المنطق والعلم والإستدلال وإنما بلغة القتل والبطش والإرهاب والمجازر وقتل النساء والأطفال وهدم البيوت واغتيال القادة والحصار والتجويع. أنظروا إلى أدبياتهم، يقولون نحن نحاصر قطاع غزة لأننا نريد أن نُفْهِم الفلسطينيين أن إطلاقهم للصواريخ يكلفهم غاليا، إذاً هدف الحصار كما يقول الإسرائيليون في أدبياتهم "كي الوعي"، هذا الوعي الفلسطيني يجب أن يُكوى ويجب أن يملأ بأفكار مغلوطة ومقلوبة، وكذلك الحال بالنسبة للبنانيين ولغيرهم. هم يتحدثون عن القتل لنفهم، وعن الإغتيال لنعلم، وعن الحصار لنستوعب ونعي، إذاً هذه هي أدوات معركة الوعي عند الإسرائيلي.
يأتي معها قدرات إعلامية هائلة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي مع الأسف والذي نشهد فيه اختراقا أمريكيا صهيونيا لإعلامه بما لم يسبق له مثيل منذ ستين عاما. يأتي هذا الإعلام كله ليؤازر القتل والبطش والحصار والتجويع والإغتيال لينال من وعي شعوبنا ووعي أمتنا، حتى إذا ما تمّ النيل من هذا الوعي وصلوا إلى النتيجة وهي أن نستسلم وأن نخضع وأن نسلم بالأمر الواقع، هم من خلال معركة الوعي الدامية يريدون أن يقولوا لنا أننا ضعاف وعاجزون وأن يقولوا لنا أن لا أمل لدينا بالنصر، يردوننا أن نيأس وأن نحبط وأن نصاب بالقنوط، يقولون لنا أنّ العالم كله يتخلّى عنكم وعن أطفالكم ونسائكم، العالم لا ينطق بكلمة ولا يحرك ساكنا عندما تقتلون في قانا أو في غزة، وبالتالي لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم ولا مستقبل لمقاومتكم لأنّ إسرائيل هي حكم أبدي أزلي لا يمكن أن يواجه ولا يمكن أن يقاتل ولا يمكن أن يهزم ولا يمكن أن يبدل.
ثمّ للأسف الشديد يأتي بعض ضعاف النفوس بدل أن يقفوا ويقولوا نحن ضعاف ولا نملك شجاعة المواجهة ولا إرادة المواجهة ولا روح التضحية في هذه المواجهة دفاعا عن شعوبنا وبلداننا وعن مقدساتنا، بدل أن يعترفوا بضعفهم ووهنهم يأتون ليبدلوا الفكرة ويشوهونها وليقولوا أنّ المقاومة خيار غير منطقي وغير عقلائي. يُصبح، أن يدخل رجل واحد بعصاه ليواجه كل لصوص الهيكل، يصبح جنونا وثقافة موت، تصبح التضحية والوفاء والإستعداد للشهادة والدفاع عن الكرامة والأوطان ثقافة موت، أمّا ثقافة الحياة فهي التي تبدل العدو المحتل القاتل المغتصب المرتكب للجرائم والمجازر إلى جارٍ إقليمي يجب أن نفكر كيف نتسامح معه ونتعايش معه.
يبدأون بالتنظير لروحهم المهزومة لعقولهم المغلوبة فنجد اقلاما مأجورة او قد لا تكون مأجورة اقلاما مهزومة وهذه من سيئات الارتداد. بعض الثائرين الماضين بعض الثوار السابقين والعقائديين السابقين والمقاومين السابقين، عندما ينقلبون يكون انقلابهم اسوأ مما كان في صف الاسرائيلي من اليوم الاول . هذه هي سيئات الارتداد. قولوا تحدثوا عن روحكم المهزومة، ولكن هذه ليست روح الشعب اللبناني وليست روح الشعوب العربية وليست روح امتنا على الاطلاق.
نحن ايضا منذ البداية كنا نخوض معركة الوعي مع الصهاينة الوعي في امتنا والوعي عند العدو، في معركة الوعي لم نكن فقط في مواقع الدفاع كنا في مواقع الهجوم لم نكن فقط بمواقع رد الفعل كنا في مواقع صنع الفعل. اليوم ابناؤكم ومقاومتكم وعماد مغنية وجهاد المقاومين في فلسطين ولبنان يصنعون الوعي الصهيوني الجديد، وانا استطيع القول ان المقاومة في مواجهة الصهاينة في منطقتنا وخصوصا في لبنان وفلسطين حققت انجازات كبيرة جدا في معركة الوعي.
لو عدنا قليلا الى الماضي في العام 82 وما بعده " انا حينما اتحدث عن المقاومة اتحدث عن كل المقاومة وكل الفاعلين في المقاومة "وعندما اتحدث عن المقاومة لا اقصد حزبا معينا او حركة معينة او تيار معين، نحن نحتفظ لكل المقاومين الذين كان لهم شرف المشاركة في المقاومة وكان لهم جهود كبيرة في فعل المقاومة على امتداد الساحة بمختلف انتماءاتهم العقائدية والإيديولوجية والسياسية. لا اذكر الاسماء لان الاسماء كثيرة واثبتت تجربتي عندما اتحدث عن قوى ولا اذكر البقية يتصل بي بعض الاخوة معاتبين او عندما اذكر بعض الشخصيات ولا اذكر البقية . " عدم ذكري لبعض الرموز وبعض الشخصيات او بعض القوى ليس تنكرا او تجاهلا لتضحياتها ونضالاتها " وانتم تعرفون انني عندما وقفت في بنت جبيل في 25 ايار ذكرت الاسماء وحاولت ان انصف الجميع، لم استطع الى ذلك سبيلا.
اذن الآن عندما اقول حركات المقاومة اقصد كل حركات المقاومة وانا لا اتحدث عن جهة محددة، وارجو الله وأتمنى ان يبادر البعض عندنا في لبنان الى كتابة التاريخ الموضوعي والمنصف غير الحزبي والطائفي وغير الفئوي عن حركة المقاومة اللبنانية منذ انطلاقتها الى الان والى المستقبل حتى لا يأتي يوم نناقش فيه كما يفعل بعضنا الان. يعني نحن على مقربة من بدايات القرن العشرين ومع ذلك هناك نقاش هل كان فلان او فلان من رموز المقاومة في لبنان؟ هل كانوا مقاومين ام قطاع طرق؟ اننا نخشى ان ياتي يوم يصبح فيه المقاومين في لبنان قطاع طرق ويصبح فيه العملاء في لبنان ابطال السيادة والحرية والاستقلال، هذا التاريخ يجب ان يكتب ويجب ان يحفظ.
منذ البداية كان هناك سؤال وفي معركة الوعي سأتحدث عن ثلاث مراحل: 1982 السؤال الذي كان يطرح: هل يمكن اصلا ان نقاتل الاسرائيليين؟ هل يمكن ان نقاوم؟ وأذكر بحكاية " هل تقاوم العين المخرز " هذا القياس خاطئ، اين وجه الشبه هنا؟ لا هم مخرز ولا نحن عين ولكن هذه من الادبيات اللبنانية الشائعة.
اذا كان النقاش في السنوات الاولى ان قتال الصهاينة جنون، وامر غير مقبول وغير متفهم. الحركات المقاومة في لبنان من العام 82 وحتى العام 85 وصولا الى العام 2000 هذا الوعي استطاعت من حسمه وقالت نعم، يمكن لشعب اعزل متروك من العالم ان يقاتل وان يقاوم وان يقف وان يحمل البندقية وان يطلق النار وان يقدم الاستشهاديين وان يفرض على العدو ان يعلن الحداد ثلاثة ايام في هذه الواقعة او تلك الواقعة.
هذا الوعي تكوّن عندنا وايضا تكوّن عند الصهاينة. انه نعم هناك من يملك عقل وارادة ووعي وثقافة عزم ان يحمل البندقية ويقاتل ولو كان الافق مسدودا امامه.
هذه المرحلة انجزت. وجاءت المرحلة الثانية وبدأنا نسمع من يقول يمكن ان تقوم مقولة لبنانية وان يقاتل الشباب اللبناني وان يحمل البندقية ولكن هل يمكنكم ان تهزموا الجيش الذي لا يهزم؟ هل يمكنكم ان تقهروا الجيش الذي لا يقهر؟ هذا محال لان هذا الجيش هزم الجيوش العربية ويتلقى دعما كبيرا من كل انحاء العالم. وهذا ما كان يعمل عليه في وعي الامة ووعينا جميعا .
طبعا انتصارات الجيش الاسرائيلي "المسرحية" وبعض الهزائم العربية " المسرحية " ثم جاء الاعلام ليضخم لنا هذا الجيش وليضخم لنا الجندي الاسرائيلي والضابط الاسرائيلي والجنرال الإسرائيلي والدبابة الاسرائيلية والطائرة الاسرائيلية ليضخم عدونا وليوهن في قدراتنا وإمكاناتنا وثقافتنا وعزمنا وقدرتنا على المواجهة. هذه المعركة ربحناها في العام 2000 لانه في هذا العام كان هناك نصر عسكري سياسي ميداني اسمه خروج الاحتلال من جنوب لبنان ولكن هناك انتصار ثقافي فكري ايديولجي عقائدي في معركة الوعي اسمه الاجابة على سؤال عمل على ترسيخ جواب له منذ عام 1948 الى العام 2000 سقط في 25 ايار عام 2000 في بنت جبيل وثبت ان هذا الجيش يهزم ويقهر ويذل ايضا.
في عالم 2000 قدمت المقاومة الصورة الحقيقية للجندي الاسرائيلي والضابط والجنرال الاسرائيلي .
بعد العام 2000 انتقل السؤال ولم يعد سؤال في العالم العربي يقول: هل يمكن ان نقاتل الجيش الاسرائيلي؟ هل يمكن ان نهزم الجيش الاسرائيلي؟ في مواجهة مقاومة عندما يحتل ارضا فنقاتله في ارضنا ونخرجه منها؟ انتهى هذا السؤال.
بقي هناك سؤال بعده لا يوجد سؤال هل يمكن ان يزول هذا الكيان من الوجود؟ قبل عام 2000 كان هذا الكلام مستحيل. قبل المقاومة اللبنانية والانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية كان هذا الكلام اساطير وخرافات وجنون، ولذلك تراجعت الكثير من المشاريع القومية والعربية والثورية وقالت لنكن واقعيين ومنطقيين، اذا اعطونا ال 67 " يكثر خيرهم "، لماذا؟ لانه هناك يأس ولا يوجد قناعة ان يأتي يوم ان تكون فيه فلسطين من البحر الى النهر تعود لاصحابها الحقيقيين. لم يكن هناك قناعة بذلك. لكن بعد العام 2000 هذا السؤال طرح.
انا اقول في العام 2006 قدمت اجابة جديدة وقوية على هذا السؤال لانه في حرب تموز لم يكن هناك جيش محتل ارضنا واخرجناه منها، بل كان هناك جيش يهجم علينا وكانت المقاومة تواجه هجوم قاسيا قويا كبيرا وحطمته وكسرته, ووجدنا صورة الاسرائيلي وشاهدنا الصورة الحقيقية للقيادات السياسية الاسرائيلية ولجنرالات اسرائيل ولضباط وجنود اسرائيل وصورة الدبابة الاسرائيلية والطائرة.
الصورة الاسرائيلية انكشفت على حقيقتها وصورة الجبهة الداخلية. هذا الشعب الذي لا يتحمل قصفا ولا تهجيرا ولا سكنا في الملاجئ لمدة 33 يوم، على الفلسطينيين واللبنانيين ان يتحملوا التهجير ل60 عاما. لكن الاسرائيليين، 33 يوم لا يتحملون تهجير ولا سكن في الملاجئ. وتنتهي الحرب بخسارة اسرائيل كشفت صورة الجبهة الداخلية واصبح هناك امكانية لجواب جديد. هل يمكن ان تزول اسرائيل من الوجود؟ نعم والف نعم يمكن ان تزول اسرائيل من الوجود.
بعد استشهاد الحاج عماد مغنية من هذا المنبر وفي هذا المجمع تحدثت عن هذه الإمكانية كسنة الهية حتمية وذكرت مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية التي تؤدي الى هذه النتيجة. وخرج البعض في لبنان ليقول انني اتكلم خارج العصر وخارج الزمان وخارج ارادة الامة وخارج ثقافة الشعب اللبناني ووعي الشعب اللبناني. هذه ادعاءات وانا اذكر هنا ان بعض الجهات اللبنانية الموثوقة قامت باستطلاع رأي ونشر هذا في بعض الصحف اللبنانية، حيث وجهت مجموعة من الاسئلة بعد استشهاد الحاج عماد. لكن انا اريد ان اتحدث عن سؤالين وجوابين:
السؤال الاول: هل تؤيد العمل على اسقاط النظام الصهيوني؟ هذا السؤال سئل في لبنان في الدولة الخارجة من الحرب وفي الدولة المنقسمة على بعضها طائفيا ومذهبيا وفئويا وسياسيا والدولة التي تشهد صراعات سياسية حادة خارجة عن المألوف. يأتي جواب الناس من كل الطوائف الجواب:
الطائفة السنية الكريمة: " 90,3%" يؤيد العمل على اسقاط النظام الصهيوني. وعند الطائفة المسيحية الكريمة وهذا الرقم للذي يعرف تركيبة المنطقة والوضع في البلد والظروف السياسية يُدهش لهذا الرقم، اما الرقم السني فهو طبيعي جدا ومنطقي وهذا هو تاريخ السنة في لبنان وهذا واقعهم وحتى لو اراد احد ان يخرجهم من تاريخهم فهذه الحالة هي طارئة ومؤقتة وقسرية وهامشية.
عند الطائفة المسيحية الكريمة جاءت النتيجة " 77,4%" تؤيد العمل على اسقاط النظام الصهيوني.
الطائفة الدرزية الكريمة "66%" تؤيد العمل على اسقاط النظام الصهيوني على الرغم من قول البعض ان اسرائيل لم تعد عدوا وسوريا هي العدو .
اما الشيعة الذين كان لهم النصيب الاوفر من القتل والدمار والتضحيات في حرب تموز " 94,4%" يؤيد العمل على اسقاط النظام الصهيوني.
هل هذه القناعة معزولة عن الحادث الجليل والخطير الذي هو استشهاد القائد الشهيد الحاج عماد مغنية بالتأكيد كلا. هم أرادوا بقتل الحاج عماد احباطنا وتيئيسنا، القول لنا باننا ضعاف ويمكن ان ينالوا منا وبأننا سنقتل في كل ساح وفي كل واد، هم ارادوا كي الوعي عندنا ولكننا ننتمي الى مدرسة الامام الخميني الذي كان يقول اقتلونا فان شعبنا سيعي اكثر فأكثر.
ثقافة الموت هي عندما تكون ليثا فتقتل فتتحول الى نعجة، ثقافة الموت هي عندما تكون اسدا فتواجه وتقتل، وياتي اولادك ليسلموا رؤوسهم وايديهم الى الجلاد. اما ثقافة الحياة عندما يقتل الليث منا يعرف الابناء عدوهم فيتقدمون للاخذ بالثار ولمنع القتل ولمنع الاغتصاب ولمنع الاحتلال ولاعزاز الامة.
ايها الاخوة والاخوات اسرائيل هذه الى المزيد من الضعف، الى المزيد من الوهن الى المزيد من الهزائم، في الاسابيع القليلة الماضية كانت حربا دامية قاسية في غزة وسماها بعض الصهاينة محرقة غزة والعالم كله ينظر، والعرب في صمت مريب لكن هل تعلّم اولمرت وباراك واشكينازي هذة العدة الجديدة، ان حالوتس هذا قائد سلاح الجو ماذا يفهم بالمواجهة البرية والاخر صاحب المنظار المقفل بيرتس ان هذا آت من النقابات ليعمل وزير دفاع، والان هناك باراك واشكينازي مع العلم اذا ما خانتني الذاكرة عندما هزم الصهاينة في 25 ايار 2000 كان باراك رئيس وزراء وكان اشكينازي قائد المنطقة الشمالية يعني مر على رؤوسهم هذا الموضوع، ويقولون انهم اخذوا العبر والدروس في حرب تموز في لبنان وانهم يطبقونها في غزة.
عظيم! انا لا اريد ان اتكلم عن الموضوع الميداني والعسكري بل اريد ان اتحدث عن الموضوع السياسي، من عبر حرب لبنان وهذا اجمع عليه فينوغراد واعترف به اولمرت وكل الصهاينة بان اولمرت كبّر الهدف كثيرا، تكلم عن اهداف لا يمكن ان تتحقق خلال ايام ولذلك كانت انجازات الحرب متواضعة لو كان للحرب انجازات، لنرى استفادوا من هذه العبرة في غزة؟ ذهبوا الى غزة,غزة محاصرة حصار مطبق واساسا هي محاصرة منذ اكثر من سنة تعيش ظروف قاسية جدا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والانساني والامني وكل يوم قبل الحصار وبعد الحصار وقبل الحرب الاخيرة كل يوم هناك شهداء في غزة وقصف طائرات على مختلف فصائل المقاومة والمدنيين، وعندما نفّذ الاسرائيلي العملية في غزة ( انظروا كما اقول لكم الذي يتعلم من العبر لذلك اقول لكم بان إسرائيل خلص ركبت خليفاني ما عاد فيها تمشي للامام) ماذا طل اولمرت وقال؟ هدف العملية العسكرية في غزة مسالتين: الهدف الاول وقف الصواريخ الفلسطينية على اسديروت وعسقلان والمستوطنات الصهيونية القريبة من غزة طبعا وقفها بلا قيد وبلا شرط وعندهم كل شيء يطلبونه بلا قيد وشرط وعندما نحن نطلب يضعون الشروط , ثانيا اسقاط حكومة حماس أي طرح هذين الهدفين, بدأ الحصار والقصف والضغط مثل لبنان اغلب الشهداء مدنيين نساء واطفال، وبيوت دمرت، كانوا يفترضون مثل حرب تموز ان الناس سوف تتظاهر ضد المقاومة حتى تستسلم المقاومة فتظاهر الناس في بيروت في اليوم الثاني من مجزرة قانا لدعم المقاومة، هم كانوا يتحدثون عن تجويع الفلسطينيين وقصفهم وقتلهم حتى يتظاهروا لاسقاط حكومة حماس لم نر مظاهرات تسقط حكومة حماس بالعكس الحصار الذي ارادوه اسقاطا لحكومة حماس تحول احراجا لكل الانظمة العربية وبدل ان يتظاهر الناس في غزة تظاهروا على الحدود مع رفح واحرجوا كل العالم، اما الصواريخ فقد وقفت العملية العسكرية ولم تقف الصواريخ.
الشعب الفلسطيني هو يدعم وبمعزل عن بعض الاصوات هو يدعم هذا الخيار لماذا لانه لا توجد وسيلة عند الفلسطينيين لحماية قياداتهم ونسائهم واطفالهم الا هذا الصاروخ ولو لديهم خيارات ثانية تفضلوا يا عرب مكنوهم من خيارات ثانية فيوقفوا الصواريخ. لكن ليس هناك خيار اخر, فالاسرائيلي يريد ان يتوقف اطلاق الصواريخ بلا قيد وبلا شرط والفلسطيني يقول له اذا أوقفت قصف الفلسطينيين في الضفة وفي القطاع انا حاضر اعمل تهدئة شاملة في موضوع الصواريخ. اذن الصاروخ هو الوسيلة الوحيدة لحماية الفلسطيني وزوجته وطفله واخوانه واخواته وبيته المتواضع وبقية وجوده، وليس من المنطق ان يطالبه احد بان يوقف هذه الصواريخ بلا قيد اوشرط . في المحصلة انتهت العملية العسكرية في غزة ولم يتحقق أي من هذه الاهداف. نعم سقط شهداء، ودمرت بيوت، خرج قادة المقاومة في قطاع غزة ليتحدثوا عن افشال اهداف العدو وهذا صحيح، وليتحدثوا عن انتصار وهذا صحيح، وقام البعض هنا ليسخفوا هذا الانتصار كما سخفوا الانتصار في لبنان، لانهم لا يتمنون ان يكون انتصار واذا حصل الانتصار ينكرونه ويجحدونه ولكن الجحود والانكار لا يمكن ان يغير أي شيء على الاطلاق .
اذن ما اردت ان اصل اليه بان الاسرئيلي لا يستفيد من العبر والدروس كما يصور لنا. هو يكرر ارتكاب نفس الاخطاء ولذلك لم يجرؤ على القيام بعملية برية في قطاع غزة, اقدم على عملية برية محدودة وعندما سقط له بعض الخسائر تراجع وهذا هو الجيش الاسرائيلي هذا هو في جنوب لبنان هذا هو في غزة هذا هو في فلسطين المحتلة. الجيش الاسرئلي الذي يقف مرعوبا امام الاخوة في قطاع غزة هذا الجيش الذي يهددونا به باجتياح بري في جنوب لبنان, مع فرق الامكانات بين جنوب لبنان وقطاع غزة, لذلك انا اقول لكم ايها الاخوة والاخوات انتم انشاء الله ببركة دماء الشهداء وخصوصا الشهداء القادة الكبار من علماء وجهاديين وسياسيين انتم الجيل الذي سوف يشهد الانتصار النهائي الحاسم لامتنا وتغيير وجه المنطقة واقامة المشروع الحقيقي الذي ينتمي الى شعوبنا واوطاننا وامتنا, اما الاسرائيليين الصهاينة فانا اقول لكم بعد استشهاد الحاج عماد وما قلته في تشييع وفي اسبوعه هم قلقون وخائفون ومرعوبون ليس فقط في فلسطين بل في كل انحاء العالم، دعوهم يقلقوا دعوهم يخافوا فليذوقوا طعم الخوف والقلق والرعب الذي طالما اذاقوه لشعوبنا ولاهلنا. لماذا يتبرع البعض لطمأنتهم؟ نعم حصل بعض القلق في لبنان لكن انا استشهد بالاية الكريمة واعدل كلمات " ان تكونوا تقلقون فانهم يقلقون كما تقلقون وترجون من الله ما لا يرجون ". البعض حاول في لبنان ان يضخم ظاهرة القلق او الخوف طبيعي، عندما يراهن البعض على حرب اسرائيلية باتجاه لبنان ويقال هذا في وسائل الاعلام وفي المجالس الداخلية من الطبيعي ان يقلق الناس، عندما تاتي البوارج الحربية الاميركية الى قبالة المياه الاقليمية اللبنانية ويرحب بها البعض دون خجل وتقف السيدة رايس لتقول بان هذه البوارج للدفاع عن حلفائنا ومصالحنا، من الطبيعي ان يشعر الناس بقلق، عندما يسوق البعض في الليل وفي النهار لحرب اميركية على إيران او حرب اسرائيلية على سوريا كل جو المنطقة هو جو قلق ولكن ما حاول البعض ان يثيره ليقول بان هناك حالة ذعر او حالة هروب او حالة هجرة من بعض المناطق اللبنانية المحددة، هذا ليس صحيحيا على الاطلاق. هذا جزء من الحرب النفسية عليكم وعلى وعيكم وعلى ارادتكم وعلى عزمكم. لكن مسألة الحرب ليست امرا بسيطا انا هنا لا اريد ان احلل او ارجح وانما اريد ان اقول ليس من البساطة ان تقدم امريكا بحرب على إيران، او ان تقوم إسرائيل بحرب على سوريا، او ان تبادر إسرائيل بالحرب على لبنان في مثل الظروف الحالية. فالامر لم يعد بهذه البساطة، قبل حرب تموز غير بعد حرب تموز , قبل 14 اب 2006 غير بعد 14 اب 2006، وتجربة غزة تعزز ايضا هذا المنطق, اليوم للذين يتحدثون عن احتمالات الحرب اقول لهم انا لا اريد ان انفي أي احتمال, ولكن اريد ان اذكرهم واقول لهم ان الحرب الإسرائيلية لم تعد نزهة وان الحرب الإسرائيلية باتت مكلفة جدا وان قرار الحرب الإسرائيلية لم يعد قرارا يستطيع القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية ان تتخذه بسهولة، هذا نعرفه جيدا لانه في لبنان قوة المقاومة وارادة المقاومة وثقافة المقاومة ودماء شهداء المقاومة وشعب المقاومة, الشعب الذي يؤيد بمجموعه، يؤيد 85 بالمئة من المجموع العام يؤيد العمل على اسقاط النظام الصهيوني، هذا الشعب اللبناني!.
هذا لا يعني اننا ذاهبون إلى ان نفتح جبهة في الجنوب لا احد يقول بان اسقاط النظام الصهيوني هو مسؤولية لبنانية نحن لا ندعي هكذا لكن هذه ثقافة هذه هي الفكرة هذا هو الوعي وهذا هو المفهوم السياسي وهذه هي إسرائيل . ( اذن نعود الى السؤال الثاني من الاحصاءات يقول:" طبعا بالسؤال الثاني نحن نقبل 50 بالمئة. والسؤال الثاني هو توصيفي هل تعتقد بان النظام الصهيوني في طريقه الى السقوط؟ وهذا السؤال اصعب من الاول لان الانسان ممكن ان يؤيد العمل ولكن يقول لك بانها صعبة كثير ومعقدة وممكن ان لا تصح. والجواب سني 39 % , درزي 36%, مسيحي 46% , شيعي 89 % , المجموع 55% من المستطلعين اللبنانيين يعتقدون بان النظام الصهيوني بطريقه الى السقوط. هذه نتيجة ممتازة كثيرا ليس مطلوبا ان تكون 80و90%. في أي بلد؟ في البلد الذي يراد ادخاله في العصر الاميريكي والثقافة الاميركية والتقاليد الاميركية والذي يقف مثقفوه وبعض مثقفيه وسياسيوه باجلال واكبار وتصفيق لم يسبق له مثيل لمن؟ للقائمة بالاعمال بالسفارة الاميركية تقديرا على انجازات اميركا في المنطقة.
الاسرائيليون قلقون فليبقوا قلقين بل يجب ان يبقوا قلقين وعليهم ان يعرفوا ان دمنا لا يسفك او يترك في الطرقات. الذي قتل شهيدنا القائد يجب ان يعاقب ويجب ان يذوق طعم العقاب لا لاننا قوم ثأر، لاننا قوم نؤمن بان لكم في القصاص حياة يا اولى الالباب، لنحفظ بقية الحياة يجب ان يعاقب القتلة وسيعاقبون ان شاء الله، وكما قلت لكم نحن نختار الزمان ونختار المكان ونختار العقاب وطريقته ووسيلته.
ايها الاخوة والاخوات روح الحاج عماد اليوم هي اقوى حضورا في مقاومته وبركات هذا الحضور ظهرت اكثر فاكثر في كادرها وافرادها وهمتها وعزيمتها ونشاطها الدؤوب نحن سنواصل العمل من اجل الاهداف التي عاش من اجلها واستشهد في سبيلها، من امانيه كان تحرير الاسرى ونحن سنواصل هذا العمل بالرغم من ان الاسرائيليين قتلوا عماد المقاومة الا اننا لم نوقف المفاوضات حول تبادل الاسرى، وجرت لقاءات في الاونة الاخيرة ولم نوقف التفاوض وسنواصل العمل لاننا نريد ايضا ان نحقق واحدة من اماني الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وهي ان يرى اخواننا الاسرى احرارا بين اهلهم واحبائهم واقاربهم وشعبهم، سنواصل العمل على تعزيز كل عناصر القوة للدفاع عن بلدنا وحماية استقلاله وسيادته الى جانب الجيش اللبناني والى جانب جميع القوى المؤمنة بالمقاومة بالحرية الحقيقية والاستقلال الحقيقي والسيادة الحقيقية. وهذا امر لن نتوانى فيه على الاطلاق وسيكتشف الاسرائيليون في مستقبل الايام في اية مواجهة اية حماقة ارتكبوها عندما اقدموا على اغتيال قائد بحجم الشهيد عماد مغنية.
ايها الاخوة والاخوات في اطلالة مختصرة وسريعة على الوضع الداخلي نحن جميعا نتطلع الى القمة العربية مع تفاوت الامال بما يمكن ان تنتجه هذه القمة، البعض يحاول ان يثير مشاعر الخوف والقلق بين اللبنانيين عما يمكن ان يجري بعد القمة, بعد القمة كقبل القمة، ليس هناك أي داعي لهذا الامر نحن جميعا مصرون على تسوية سياسية وعلى معالجة سياسية وعلى بذل كل جهد سياسي من اجل اخراج لبنان من ازمته ولذلك لا يجوز ان يتسرع البعض بتصريحات مراهقة ليواجه الأيدي الممدودة او المبادرات التي قد تُعد من اكثر من قيادي في المعارضة سواء فيما تحدث عنه دولة الرئيس نبيه بري بالامس عن جهود او عن مبادرة تحدث عنها العماد ميشال عون او اللقاء الوطني برئاسة دولة الرئيس عمر كرامي او الجهود التي تبذلها اكثر من جهة في المعارضة. نعم ما تريده المعارضة هو الخير للبنان وقدمت الكثير من التنازلات . من المحزن ان يعتبر بعض العرب وبعض الغرب ان ما تطالب به المعارضة غير مقبول وغير معقول!
اذا كانت المعارضة التي تمثل ما تمثل من الشعب اللبناني أقصى ما تطالب به المشاركة الحقيقية, وأقصى ما تطالب به هو قانون انتخابي عادل ومنصف يطمئن له الأكثرية الساحقة من اللبنانيين, اذا كان هذا غير معقول وغير مقبول فما هو المعقول والمقبول؟ ان نغادر البلد! ان نهاجر؟ لن نغادر. ولن نهاجر، ولن نتخلى عن بلدنا، ولن نتركه للاميركيين.
سوف تبقى الأبواب مفتوحة لكل المبادرات السياسية والجهود السياسية بعد القمة العربية على أمل أن تنتج القمة العربية حلا أو آلية للحل, هذا بلدنا ونحن سوف نبقى حريصين عليه وعاملين من اجل وحدته وأمنه واستقراره وقوته. وأيضا في هذا السياق ما دعت اليه بعض قوى المعارضة وقيادات المعارضة وتسعى اليه بجد وبحق من تنظيم المعارضة في إطار وطني واحد واسع شامل نحن في حزب الله نؤيده ونسانده وايا تكن الصيغة حاضرون ان نكون بخدمتها. في المرحلة المقبلة نعم المعارضة تحتاج الى ان تجمع صفها في اطار وطني واحد منظم واسع لتستطيع مواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة. أيها الإخوة والأخوات أطلت عليكم، ولكن ذكرى عماد مغنية لا تنتهي اليوم ولن تنتهي في أي يوم. سوف يبقى الحاج عماد مغنية عمادا للمقاومة في شهادته كما كان عمادا للمقاومة في حياته وفي جهاده وفي عطائه, نحن إخوانه وأحباؤه سنواصل دربه مع مقاومة عماد مغنية لن تروا إلا النصر والعزة والكرامة والرؤوس المرفوعة إنشاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.