عندي سؤال عن ابولؤلؤه هل هو مجوسي وهل يجوز رضي الله عنه....لاني اسمع السنه يسبونه.........
وفي احد منتديات الشيعه يقولون ابولؤلؤه رضي الله عنه ممكن معلومات عنه وبارك الله فيك...........
أخوك شيعي
الســـــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالك هنا في غير محله
ولكني سأجـــــــيبك عليه منعا للبس فيه بكله واحتراما لك والجميع
وللمشرفين الحق في حذفه أو نقله إلي أي موضع يرونه مناسبا له والله المستعان
أخي العزيز بالنسبة إلى قصة أبي لؤلؤة رويت في كتب التاريخ والرجال والسير وهي واضحة الدلالة على خلاف شخصي بينه وبين عمر في شأن الضرائب العالية التي يأخذونها منه وعدم شفاعة الخليفة له عند المغيرة, هذا ظاهر الروايات.
أما لو حللنا بعض الروايات لوجدنا بأنها تنص على أن المغيرة بن شعبة قد يكون خطط بالخفاء لكل ما حدث فقد أقنع الخليفة بالسماح لأبي لؤلؤة بالدخول الى المدينة المنورة خلافاً للقانون بحيث رغّب عمر في ذلك الرجل بأنه صاحب صناعات وخبرات يحتاج اليها أهل المدينة خلافاً لما قرره عمر من منع دخول السبي البالغ الى المدينة وخلافاً لنص رسول الله(ص) ووصيته في إخراج المشركين من جزيرة العرب!!
فالقصة غريبة ومتناقضة بكل تفاصيلها ولا يعلم الحق فيما جرى إلا الله تعالى أو أهل ذلك الزمان أو بعضهم.
- روى الشوكاني في نيل الاوطار في (6/161) ما نصه:
وروى ابن سعد باسناد صحيح الى الزهري قال: كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلاماً عنده صنعاً ويستأذنه أن يدخله المدينة ويقول:
إن عنده أعمالاً تنفع الناس, إنه حداد نقاش نجار, فأذن له فضرب عليه المغيرة كل شهر مائة, فشكى الى عمر شدة الخراج فقال له عمر: ما خراجك بكثير في جنب ما تعمل, فانصرف ساخطاً,فلبث عمر ليالي فمر به العبد فقال له: ألم أحدث أنك تقول: لو أشاء لصنعت رحاً تطحن بالريح فالتفت إليه عابساً فقال له: لأصنعن لك رحاً يتحدث الناس بها , فأقبل عمر على من معه فقال: توعدني العبد, فلبث ليالي ثم اشتمل على خنجر ذي رأسين نصابه وسطه فكمن في زاوية من زوايا المسجد في الغلس حتى خرج عمر يوقظ الناس الصلاة الصلاة فلما دنا منه طعنه.. ) . إلى آخر القصة وهناك روايات تقول انه قتله في الصلاة حينما اراد التكبير وأخرى تقول بأن لعمر دهليزاً بين بيته والمسجد فكمن له أبو لؤلؤة في ذلك الدهليز وقتله فيه ...وهكذا .
ومما اختلفت وتناقضت في ذكرة تلك الروايات ديانة أبي لؤلؤة .
فرواية تذكر بأنه كافر, وأخرى تقول بأنه مجوسي , وثالثة تذكر كونه نصرانياً ورابعة تذكر بأنه كان في المسجد وفي الصف الأول بعد عمر وخامسة تذكر أبا لؤلؤة دون أي هوية أو تعريف غير أنه عبد المغيرة .
ولدينا على كونه مجوسياً تحفظات :
منها كيف يدخل عمر بن الخطاب المدينة المنورة مدينة رسول الله وموضع قبره الشريف كافراً مشركاً مجوسياً كما يُقال فيه وعنه ، وكان النبي(ص) قد أوصاهم وشدد عليهم باخراج المشركين من جزيرة العرب.
وكيف يكون في المدينة المنورة كافر وهي حرم كمكة لا يجوز دخول الكفار إليها؟
وكيف يعيش كافر مجوسي بين الناس دون أي نكير أومضايقة له من الوالي او حتى افراد المسلمين؟
وكذلك كيف يدخل المسجد وكيف يقف للصلاة كافر مجوسي معروف مشهور مثل أبي لؤلؤة؟!
كل هذا يجعلنا في حيرة من أمر هذه الروايات ونحكم بتناقضها وتعارضها وعدم استطاعتنا الترجيح بينها فالتاريخ لم يرو كل شيء ولم يوضح كل الامور ولم يفصل ولم ينصف فيا لله وللتاريخ!!
أما كونه من الموالين لأهل البيت(ع) أو أن أمير المؤمنين(ع) قد تستر عليه, فهذا خلاف كل ما وجدناه في المصادر والكتب القديمة والحديثة التي تروى بأسانيد ومصادر, وقد تجد ذلك في كتب قصصية لا اعتبار علمي لها دون اسانيد ودون مصدر معتبر فلا تقوم بذكره هناك حجةً أبداً.
وهناك بعض الإشارات إلى انه لكونه فارسيا كان يلتقي بالهرمزان مولى أمير المؤمنين ورئيس الفرس هناك , ولكن المعروف عن الهرمزان بأنه من المؤمنين الموالين الصالحين المتعبدين الملازمين للمسجد!!
مع أن عبيد الله بن عمر قد اعتدى وفجر وقتل الهرمزان ورجل آخر وابنة فيروز لؤلؤة رحمهم الله ظلماً واعتداءاً حتى أن عمر نفسه قد أقر بعدم علاقتهم بقتله, وكذلك سائر الناس حتى أن أمير المؤمنين قد دعى وأشار على عثمان بالقصاص من ابن عمر فرفض عثمان القود منه!
وفي خلافة أمير المؤمنين هرب ابن عمر الى الشام والتحق بجيوشه فيما بعد وقتل في صفين عليه من الله ما يستحق.
أما الشيعة فلم تتعرض لترجمة أبو لؤلؤة إلا بشكل عابر . و أما أهل السنة فبعضهم قال عنه أنه مجوسي , وبعضهم قال نصراني , و الله العالم بالحقيقة كما قلنا أعــــلاه فراجع ....
و اعلم أن أهل السنة اختلفوا في مصير أبي لؤلؤة إلى طائفتين :
الطائفة الأولى : تقول أنه انتحر بعد أن تأكده من مقتل عمر .
الطائفة الثانية : تقول أنه عبيد الله بن عمر قتل أبو لؤلؤة . و قد ذكر بعضهم أن عبيد الله قتل الهرمزان أيضا ً, ولذا توعد علي بن أبي طالب بأن يقتل عبيد الله قصاصا لذلك , و لكن عندما ولي أمير المؤمنين الخلافة هرب عبيد الله إلى الشام إلى أن قتل في صفين .
و كيفما كان , فلا يصح على ذلك أن يكون قبر أبو لؤلؤة في كاشان و هي مدينة معروفة في بلاد فارس . نعم اشتهر عند الناس أن هناك قبره لكنه لا يصح مع ما رواه أهل السنة في مقتله .