[عبدالحسن]

من الحقائق التي يجب ان يفهمها ويعيها الجميع.. بان كلا من حزب الدعوة وحزب البعث.. حزبان شموليان.. ينظران في ادبياتهم للعراق على انه (ارض) مرحلية.. تسخر امكاناته وشعبه.. لخدمة قضايا اقليمية .. ويجهر كلا الحزبين بذلك..

فالبعث.. يعتنق نظره للعراق على مجرد (اقليم او قُطر).. تابع لما يسمى (الوطن العربي من المحيط للخليج).. ولا يؤمنون بان العراق (وطن بحد ذاته).. والدعوة كذلك تنظر للعراق .. كما ينظر (الاخوان المسلمين المصريين السنة).. في برنامجهم السياسي.. مجرد (ولاية او امارة).. تابعة لما يسمى (الوطن الاسلامي الكبير من الصين للمحيط..).. ولا ننسى بان ضياء الشكرجي ناشط سياسي بحزب الدعوة سابقا.. اكد بان (حزب الدعوة نسخة طبق الاصل من الاخوان المسلمين المصريين السنة) ولكن بغطاء يدعى انه (شيعي).. ومن يطلع على البرنامج السياسي للدعوة والاخوان يكتشف ذلك..


وكذلك ينظر البعث للعراق على انه مجرد (جبهة) لمعارك (المصير) لحروب (الامة العربية).. ضد ايران الصفوية وتطلعاتها الصفراء ضد ما يسمى (الامة العربية والوطن العربي)... وهلم جر.. وان ثروات العراق ونفطه للعرب من مصريين وفلسطينيين وغيرهم.. وان ارض العراق للعرب المصريين والفلسطينيين والسوريين وغيرهم .. وما العراقيين الا مشاريع (استشهاد) في حروب (الامة العربية).. والعراق والعراقيين مشاريع (للاستحلاب) لاقتصاديات الشعوب والدول والحكومات التي تسمى (العربية)..

وكلا من حزب الدعوة وحزب البعث.. لا يؤمنان بشعار (العراق للعراقيين ونفط العراق للعراقيين).. بل يعتبران هذا الشعارات الوطنية.. هي (من الضد من مبادئهم.) و (اديولوجياتهم).. لذلك وجدنا الدعوة والبعث.. يقفان ضد المرحلة الوطنية القاسمية بنهاية الخمسينات وبدائية الستينات.. ولم يتحرك الدعوة ضد اطماع مصر بابتلاع العراق وجعله (اقليم) تابع للمسخ الذي يسمى (الجمهورية المتحدة).. التي كانت تهدف القاهرة من وراءها جعل العراق (حديقة خلفية) لها.. وكان البعث والدعوة يقفان بالضد من الوطنيين العراقيين الذين رفعوا شعار (شلون ترضه يا زعيم الجمهورية اصير اقليم)..

وكذلك ما اكده علي الاديب.. في برنامج الملف.. على قناة الحرة الفضائية.. الخاص بالدعوة.. (حزب الدعوة نشأة من هموم اقليمية).. أي يعترف بان الدعوة لم ينطلق من هموم عراقية وباطر عراقية.. حاله حال البعث.. الذي تاسس في بيئة اجنبية خارج الاطر العراقية في سوريا..


* وهنا نؤكد النقاط التي ذكرناها سابقا.. في بحثنا.. حول المشتركات بين حزب الدعوة وحزب البعث.. لنبين الحقائق.. التي لا تريد جهات كثيرة كشفها.. او حتى طرحها..
* حزب الدعوة وحزب البعث.. يشتركان.. بمشتركات.. تجعلهم اقرب الى بعضهم :

1. حزب الدعوة وحزب البعث.. لا يحملان اسم (العراقي) كتعريف في مسميات احزابهم.. فنرى الاول (حزب الدعوة الاسلامية).. والثاني (حزب البعث العربي الاشتراكي).. أي لا اعتراف بالعراق كوطن.. والعراقية كهوية.. خالصة ..

2. التقارب السياسي بين حزب الدعوة وحزب البعث في العداء لحكم الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله.. ولم نجد لا الدعوة ولا البعث.. يقفون ضد اطماع المصريين ومحاولاتهم جعل العراق اقليم تابع للقاهرة تحت المسخ (الجمهورية المتحدة).. التي كانت تهدف لمواجهة الاكثرية الشيعية وجعلهم اقلية في الكيان المسخ الذي كانت تريد مصر من خلالها ابتلاع العراق .. واليوم نرى عراب البعثيين هم المصريين.. وعمرو موسى المصري.. وبنفس الوقت نجد علاقات مشبوه لحزب الدعوة مع المصريين على حساب كرام وشرف وعرض وثروات ومستقبل العراقيين.. وبل الاخطر هذه العلاقة المشبوه تهدد تركيبة العراق الديمغرافية..

3. حزب الدعوة وحزب البعث.. كلاهما انطلقا من منطلقات شمولية خارج الاطر العراقية.. كما اكد علي الاديب.. بان (حزب الدعوة انطلق من هموم اقليمية) في برنامج الملف على قناة الحرة الفضائية..اي ليس من هموم عراقية... اما البعث فهو حزب اجنبي مستورد من سوريا..

4. حزب البعث اسسه اجنبي (ميشل عفلق السوري).. ومن بيئة غير عراقية.. واما حزب الدعوة.. فاكد احد عناصره النشطة (ضياء الشكرجي).. السابقين.. بان حزب الدعوة هو (نسخة طبق الاصل من حزب الاخوان المسلمين المصريين السنة) ولكن بغطاء (يدعى انه شيعي).. باعتراف صريح من اعضاء الدعوة انفسهم..

5. كلا من حزب الدعوة وحزب البعث.. يعتنقان.. بان العراق ليس (وطن).. بل (قُطر او جزء او ولاية).. من اوطان وهمية ليست موجودة على ارض الواقع ككيانات سياسية (كالوطن العربي بالنسبة للقوميين) و (الخلافة الاسلامية الكبرى من الصين للمحيط).. بالنسبة لحزب الدعوة والاسلاميين ..

6. حزب الدعوة وحزب البعث.. كلاهما ضد الفيدرالية.. الوسط والجنوب.. وكلاهما يعتبران المركزية وسيلة للسلطة الشاملة للعراق.. وابقاء اهل الجنوب والوسط الشيعة تحت قمقم المركزية المقيتية الدموية..

7. حزب الدعوة وحزب البعث.. كلاهما يعتبران يوم تسعة نسيان يوم سقوط الصنم.. يوم (احتلال) وليس يوم تحرير..والكارثة ان الدعوة بذلك يفرغ العملية السياسية التي قامت بعد سقوط البعث وصدام من محتواها اذا ما اعتبر يوم تسعة نيسان يوم (احتلال).. لان أي انجازات قامت بعد تسعة نيسان عند ذاك تصبح غير شرعية (بحجة انها في ظل احتلال)؟؟؟؟ وهذا ما يهدف اليه حزب الدعوة الذي يصدق عليه بانه (حزب الدعوة لعودة حزب البعث)..

8. حزب الدعوة وحزب البعث..كلاهما يشتركان باطلاق سراح الارهابيين.. وتسليم الارهابيين الاجانب لدولهم..كالارهابيين السعوديين..وتسريح الارهابيين المصريين بالشارع العراقي..

9. حزب الدعوة وحزب البعث. .. كلاهما يطالبان بارجاع ضباط الحرس الجمهوري القمعي البعثي..واعادة المالكي عشرات الالاف من ا لضباط ومنهم اعداد كبيرة من ضباط الحرس الجمهوري القمعي..

10. حزب الدعوة وحزب البعث.. كلاهما هدرا نفط العراق.. وثرواته.. فنفط العراق يهذب للاردن باسعار اقل من المخفضة.. وتهدر ثرواته كهبات للفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم.. وما خفي كان اعظم.. في وقت ملايين العراقيين عاطلين عن العمل وتحت خط الفقر ومشردين ومهجرين..

11. البعث والدعوة.. لديهما علاقات مريبة بروسيا.. فرغم معظم سلاح البعث وصدام كان روسيا..ومعظم من قتلهم صدام من العراقيين وخصوصا من الشيعة كان بسلاح روسي.. كدبابات تي 72 و تي 55 وغيرها.. وطائرات السيخوي والميغ وغيرها.. وصواريخ سكود وفروغ.. ورشاشات الكلاشنكوف الروسية والار جي بي سفن.. الروسية.. ولم نجد أي كلمة لحزب لدعوة ضد روسيا.. بل نرى الدعوة يتبنى شعارات خزعبلاتية فارغة اقليمية.. مستوردة (الموت لامريكا ، وامريكا الشيطان الاكبر).. التي تبنتها قوى اسلامجية فلسطينية ومصرية وسورية وايرانية وغيرها.. كانت تتهم امريكا بدعم حكومات (شرق اوسطية).. في وقت معظم العراقيين يتم قتلهم على يد الدعم الروسي لصدام والبعث..

ورفضت روسيا اسقاط صدام حتى النفس الاخير..والتقى صدام مع قياديين وزعماء روس واستقبلت روسيا صدام.... ولم يلتقي صدام مع أي زعيم امريكي.. ولم تستقبل امريكا صدام في تاريخها.. وبعد ذلك لم نرى أي جملة للدعوة ضد روسيا.. الداعم للبعث وصدام.. فماذا يعكس ذلك .. ؟؟؟ اليس دليل ان الدعوة والبعث كلاهما اجندة خارجية تنطلق من هموم خارجية وليست من هموم عراقية..




..........................


حزب الدعوة وحزب البعث.. كلاهما شموليين ويهدفان لتسخير العراق وشعبه لقضايا اقليمية




تقي جاسم صادق

[رحيم العطوي]

مواضيع بالية لاتستحق الرد

[محطم الاصنام]