نعم
العلماء الأعلام خط أحمر لايمكن التجاوز عليه
لأنهم ، وكما وصفهم رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (( ورثة الأنبياء )) و ((أمناء الرسل)) فمن منا يصل إلى مكانتهم الروحيه والعلميه ؟ أما أدعياء العلم دون سند شرعي فهؤلاء ليسوا بعلماء وأظن تعرفونهم جيدا ..
كنت أراقب النقاش دون تدخل وأخيرا تدخل الأخ النجف الأشرف وقوله هو سياسة المنتديات .. عليكم بأحترام قوانيين المنتديات ، لأني أجد خروجا عنها وهذا مما لا نقبله أطلاقا ..
البغدادي
كافي ياحاقدة على الحوزة والله يخزيكِ ، فمتى يكتب تحت اسم هذه الحاقدة على الحوزة (حثالة بعثية) ؟
لا أعلم هل هذهِ أخلاق أُناس متبعين لآل محمدٍ عليهم السلام ..
اولاً يتهجمون على الشهيد محمد الصدر ثم على أخوتهم في المنتدى
أسألكم بالله لو كان العضو المتهجم صدري الم تكونوا حذفتم الرد
وممكن يوقف من قبل الأدارة ام أن ألأخوات لهن دينٌ غير ديننا ..
والعجيب بعدها يطالبون الأدارة بالرد والدفاع عنهم ..
والله غريب .. ومن هنا اطالب الأدارة بالرد على الأعضاء
الذين تجاوزوا على الشهيد محمد الصدر
وعدم الدمج بين المواقف فمقتدى الصدر لايعني محمد الصدر
بل لكلٍ موقفهُ الذي سيحاسب عليه او يثاب عليهِ غداً ..
والرجاء عدم اهمال الأتهامات التي وجهتها الأخوات للسيد انهُ سن سنة سيئة ..
ولاتنسوا أن المرجع او المجتهد أن اصاب له حسنتان وأن أخطأ له حسنة وليست الأخت
المسماة وفاء او بنت الهدى وكلاء عن الله جل وعلى حتى يحكمن على الشهيد ويتهمنه هذه التهم ..
والأنصاف من لُباب الدين ..
الشيرازيه
شكرا لكِ اختي وسدد خطاكِ على قول الحق
على المسؤلين تفادي الامر من الفتنه التي وصلت بنا الى حد عميق
وهذا ما يدعى به نقاش لا اخوتي هذا كذب وافتراء على علماء امة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
الذين هم كانبياء بني اسرائيل الان ضهر عند اشخاص ان السيد محمد صادق الصدر
ليس بعالم دين وجتهد وكان من يروج الى مقلديه باشياء خارجه عن نطاق العقل
سبحان الله نسينا السيد صاحب الفظل على العراقيين بتوعيتهم والا نحن الان على اكذوبة الديمقراطيه
ما هو حال العراقيين لو لا ان السيد انزل لنا ما كان ان ينزل من علم الاولين والفتاوى والنصايح
والله لو لا هذا الرجل الطاهر
لكنا الان نحن والغرب سواسيه
ولكن يابى الله
وجعل سره بهذا الرجل كي يكون سبب الحفاظ على بيضة الاسلام
وانتم تتكلمون عنه بشتى الكلام وانواع التهم
فلا املك الا قول حسبنا الله ونعم الوكيل
والله القاضي بيننا وبين من اراد بالدين والمذهب التشتت والتفرقه
وشكرا للاخت الشيرازيه
التعديل الأخير تم بواسطة الصغير ; 27-05-2009 الساعة 11:53 PM.
الى الاخوة البغدادي والنجف الاشرف حقيقة لم نلمس من ردكم سوى الكلام حول التجاوز على العلماء وبالذات السيد الشهيد الصدر (قده) . كنا نامل منكم تحذفوا مشاركاتهم او ايقاف عضويتهم لكن اتلوا هذه الاية(( انا لله وانا اليه راجعون )) راجعون .
مشكلتكم انكم تعتقدون ان المذهب توقف بعد موت السيد محمد الصدر (رضوان الله عليه) وان الحوزة عقمت وستعقم عن ايجاد مثله..والادهى من ذلك انكم تريدون ان يكون المرجع الجديد الذي تريدون ان تقلدوه صورة مستنسخة (طبق الاصل) عن السيد ..لا بل تريدون ان تفرضوا ماترونه على المرجع قسرا..وهذا لاكان ولن يكون..
لان لكل مرجع تكليف يختلف عن المرجع الذي معه او قبله من ناحية رؤية هذا المرجع للواقعة العملية عن غيره..وكله خاضع لاستنباطات هذا المرجع او ذاك..خذ مثلا السيد الصدر الثاني ...اين كان قبل تصديه للمرجعية واقعا..الم يكن في تقية مكثفة جدا كما قال هو بنفسه في لقاء الحنانة...واين كان السيد (رحمة الله عليه) في فترة الحصار على الصدر الاول قدس سره الشريف والذي استمر اكثر من تسعة اشهر...لماذا تكونون شينا للسيد الصدر باقوالكم وافعالكم هذه..الم يقل (انا لست مهما لابوجهي ولا بيدي ولا بعيني ولكن المذهب هو دين الله ومذهب امير المؤمنين (ع)..الم يقل (والمرجع الجديد وان اختلف مع محمد الصدر)..الم يقل لاتقولوا قولا ولاتفعلوا فعلا الا باذن الحوزة العلمية...فاين انتم من كلام السيد الصدر...
واذا كنتم بهذا المستوى من التفكير..فانا اجزم انكم ستكونون من المعترضين بوجه الامام الحسن عليه السلام حينما بايع طاغية عصره معاوية لعنة الله عليه..لا بل ستعترضون على جلوس الامام السجاد عليه السلام في البيت في وقت احراق الكعبة واستباحة الحرمات من جيش يزيد عليهم اللعنة...
هذا كلامي فهمته او لم تفهمه فاني اكون قد القيت عليكم الحجة...اللهم اني بلغت اللهم فاشهد..
منتصر العذاري
يا صرخي من فمك ادينك
انت قلت
انكم ستكونون من المعترضين بوجه الامام الحسن عليه السلام حينما بايع طاغية عصره معاوية لعنة الله عليه..
اتحداك تكون تملك الاجابه على اسئلتك التي توجهها لي
انا اسئلك هل من المعقول ان الامام الحسن سلام الله عليه بايع طاغيه عصره اي اهل الحق لا يبايعون اهل الباطل
هناك اشكال بهذا الكلام اي انك تقول ان الامام سلام الله عليه كان يخاف من معاويه عليه لعائن الله اقنع المقابيل بهذا الكلام الذي تقوله ياصرخي
وهذا اماااااااام معصوم
هذا ليس السيد الشهيد حتى تلصق له امرا دون ان تبين للقارئ حقيقه ما قلت
اجيب ان استطعت يا صرخي
التعديل الأخير تم بواسطة الصغير ; 28-05-2009 الساعة 02:46 AM.
الاخ الصغير سكت دهرا ونطق كفرا...الم اقل لك انك ستكون ممن سيعترضون على الامام...لانكم جهلة يامقتدائية كما وصفكم قائدكم بالثلاثة..
والمشكلة انك اثبت الآن انك لست جاهلا بالفقه واللغة العربية فقط..بل انت لاتعرف سيرة ائمتك كذلك...
اولا يااخي الصغير..ماذا كانت تتضمن معاهدة الصلح بين الامام الحسن عليه السلام وبين معاوية عليه اللعنة؟؟؟؟؟؟؟
ثانيا عندنا حديث ان الأئمة عليهم السلام كلهم في عنقهم بيعة لطاغوت زمانهم...الا الامام المهدي فانه يخرج وليس في عنقه بيعة لأحد..
ثالثا قل للذي لقنك الكلام ان يلقنك كلام بيه حظ مو خرابيط او شخابيط (لو صح التعبير حبيبي)..
اشلون انت من الممهدين او ماتعرف تاريخ ائمتك ...ياصغير..
يا اخي لا تقول بيعة انما قول مصالحة او هدنه موقته
وقد غدر الطاغيه بكل وعوده للامام سلام الله عليه
واليك الادله
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايه ايها المجتبى !
يا سبط رسول الله وحبيبه
اي ظلم حل بساحتك المقدسة سيدي ومولاي
وكم جرّعوك من غصص وآلام
انت تقصد ان هل الامام الحسن بايع معاوية هناك اجابة مختصرة حيث ان كل المؤرخين من اهل السنة يسمون ما جرى بين الامام الحسن عليه السلام ومعاوية بصلح الحسن وصار متعارفا هذه التسمية كما صالح النبي الاكرم المشركين في اكثر من مناسبة ولم تكن هناك بيعة بل بالعكس ان المهاجريين والانصار بايعوا الامام الحسن بعد ابيه امير المؤمنين عليه السلام ولم يكن ذلك لمعاوية الذي استلم السلطة بالقوة وبمعاهدة اضطر الامام الحسن ع لعقدها مع معاوية التي لم يفي بكل شروطها لان بنود الصلح التي وضعها الامام الحسن (ع) بنفسه قد فضحت مشروع بني امية امام انظار الجميع , هذا المشروع الذي لم يكن وليدة ساعته ايام معاوية انما تعود جذوره الى ايام رسول الله (ص) وهدف هذا المشروع الاموي هو اقصاء أئمة آل بيت النبوة (ع) عن الخلافة وقد اشار الامام الحسن (ع)الى ذلك في بعض رسائله الى معاوية قبل ابرام الصلح
ومما جاء في بعض رسائل الامام الحسن لمعاوية : ((.. فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على امر لست من اهله , لا بفضل في الدين معروف , ولا أثر في الدين محمود , وانت ابن حزب من الاحزاب , وابن أعدى قريش لرسول الله (ص) وكتابه ..))
والصلح ادى الى كشف خفاء شخصية معاوية وفضح نفاقه وسياسته الغادرة مما حدا بالمؤرخين العاذرين لمعاوية بعد ذلك امثال الطبري ان يصوروا الامام الحسن (ع) على انه تنازل طوعا لمعاوية عن الخلافة وتمسكوا بحديث نبوي ! لكي يثبتوا اسلام بني امية وشرعيتهم للخلافة : ((ولعل الله ان يصلح به ((اي الحسن )) بين فئتين من المسلمين ))
ولما لم يثبت لهم ما ارادوا لأن الامام الحسين (ع) بعد ذلك قد نهض بوجه يزيد افتعلوا حادثة تاريخية ودسوا زورا بأن الامام الحسين (ع) قد انكر على الامام الحسن (ع) موقفه وواجهه في مبدأ صلحه مع معاوية وتلاسن معه وخاصمه ثم سكت الحسين (ع) بعد ذلك اعظاما لاخيه وخوفا من غضبه !!
وهذا ما ذهب اليه ابن حجر في الاصابة أيضا(( وليته اصاب !!)) لقد كان هّم المؤرخين ان يجعلوا لحكم معاوية ولبني امية عموما شرعية اسلامية بأي وسيلة من الوسائل ولو على حساب الحقائق التاريخية ولو ادى ذلك الى الافتراء على سبط رسول الله الحسن المجتبى عليه السلام كما افتريّ على رسول الله (ص) من قبل حفظا لمقامات بعض الصحابة وصونا لمناقبهم المجعولة . عدا عن ان معاوية لم يكن يجد ما يبرر حربه للامام الحسن عليه السلام والخروج عليه امام الامة اوان يدعي افضلية اهليته للخلافة على الامام المجتبى وهذه مسألة مهمة جدا اغفلها كثير من الباحثين في التاريخ الاسلامي , لأن معاوية كان قد رفع قميص عثمان وثأر عثمان بوجه امير المؤمنين علي عليه السلام اما مع الامام الحسن فالامر يختلف لان معاوية ادرك انه في موقع الخارجي وليس هناك ما يبرر قتاله للامام (ع) والخروج عليه
رغم كل الاعيب معاوية السياسية لهذا حرص معاوية على اغتيال الامام المجتبى مرات عديدة بدس السم له عدا عن محاولة طعن الامام المشهورة
وهذا ما حذا باليعقوبي وابن كثير على سبيل المثال ان يثبتوا ان الامام الحسن كان قد تهيأ لحرب معاوية بعد استشهاد امير المؤمنين علي (ع) مباشرة ودون سابق انذار ,او ان الامام الحسن لم يكن له نية في الخلافةاوالحرب لكن الناس غلبوه على امره , واغفلوا موضوع بيعة الامام وتفاصيلهاوشرعيتها والمراسلات التي سبقت التهيئة للحرب بين الامام ومعاوية عمدا وعن سابق اصرار وتصميم.
ولكي يعذر مؤرخو السلطة معاوية سلكوا كل مسلك فيه طعن بشخص وكرامة الامام الحسن عليه السلام ليثبتوا ان الامام قد تنازل عن الخلافة طوعا لمعاوية .
وقس على ذلك باقي الكم الهائل من الافتراءات المجعولة تاريخيا بحق سبط المصطفى (ص)
وهناك بحث حول شرعية خلافة معاوية
لابد من الاخذ بعين الاعتبار أربعة أمور يتوقف عليها القول بشرعيّة خلافة معاوية :
1ـ هل إن الامام الحسن (عليه السلام) بايع معاوية بيعة حقيقية!!!
2ـ هل إن الامام الحسن (عليه السلام) تنازل عن الخلافة لمعاوية!!!
وإثبات كل واحدة من هذه المقدمات دونه خرط القتاد .
وسوف نحاول مناقشتها لبيان عدم إمكانية ثبوتها .
النقطة الاولى :
إنّ المصادر التاريخية التي بمتناول أيدينا تثبت عدم حدوث بيعة من الامام الحسن (عليه السلام) لمعاوية بل لم يكن في الأمر غير المعاهدة والصلح. وهذا غير البيعة كما يشهد له كل من عنده بعض الالمام بالعربية .
1ـ قال يوسف [ بن مازن الراسبي ] : فسمعت القاسم بن محيمة يقول: ماوفى معاوية للحسن بن علي صلوات الله عليه بشيء عاهده عليه [ علل الشرائع ج1 ص200 ] .
2ـ في كلام له (عليه السلام) مع زيد بن وهب الجهني قال (والله لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني…).
[ الاحتجاج 2/69/158 , كمال الدين ] .
3ـ ( فوالله لان أسالمه… ) في كلام له عليه السلام مع زيد بن وهب.
[ الاحتجاج 2/69/158 ] .
4ـ فلما استتمت الهدنة على ذلك سار معاوية حتى نزل بالنخيلة.
[ الارشاد للمفيد 2/14 ] .
5ـ في رواية له عليه السلام (إنما هادنت حقناً للدماء…) .
[ المناقب لابن شهر آشوب ] .
6ـ لما وادع الحسن بن علي (عليهما السلام) معاوية.
[ الامالي الشيخ الطوسي أو الصدوق ] .
ومما يؤيد لك ان جميع المصادر التاريخية القديمة حين تذكر أحداث (عام 41) تقول (صلح الحسن) وليست (بيعة الحسن).
النقطة الثانية :
هناك فرق واضح بين القيادة الدنيوية وحكومة الناس مهما كانت الوسائل والسبل وبين الخلافة الالهية فحتى لو سلّمنا ببيعة الحسن (عليه السلام) فهي لا تثبت أكثر من القيادة الدنيوية لمعاوية على الناس وهذا لا يعني على الاطلاق التنازل عن الخلافة والمنصب الالهي بل وليس من صلاحية الامام ذلك. فتعينه إماماً للناس وخليفة كان من قبل الله تعالى فلا يمكن التنازل عنه فهو كما يعبر عنه الفقهاء من الحقوق التي لا يصح اسقاطها، ولا تقلها، ومما يدل على ذلك الروايات الكثيرة الدالة على ثبوت الخلافة للحسن (عليه السلام) (إمامان قاما أو قعدا).
وكيف يجوز للحسن نزع ثوب ألبسه الله إياه وذلك حينما بايعه المهاجرون والأنصار والمسلمون عامة بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ومما يؤيد ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله(لا يلين مفاء على مفيء) أي لا يكون الطليق أميراً على المسلمين أبداً ولو تأمر عليهم لكان غاصباً لحقّ الامارة ظالماً لهم بحكم الشرع والعقل، فحيث كان معاوية طليقاً لم يكن له أن يتأمر على المسلمين.
[ علل الشرايع ج1 ص200 ] .
النقطة الثالثة :
وهي نقطة مهمة جداً لو امكن إثباتها لشكّلت منعطفاً حاداً في تحليلنا ولأمكن أن يقال ـ بوجه ما ـ شرعية قيادة معاوية وحكومته، وذلك لأن الانسان يحاسب ويؤاخذ على اعماله الاختيارية وليس على ما اكره عليه أو اضطر اليه فهو منفي عنه وغير منظور عقلاً ونقلاً إذ يستحيل عقلاً أن يكلف العبد ما لا يطيق.
مضافاً الى الايات والروايات المشيرة الى هذا المعنى قال تعالى : ((لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها)) و (( ما جعل عليكم في الدين من حرج )) وقول رسول الله (رفع عن أمتي تسعة …وما أُكرهوا عليه… وما اضطروا اليه…)
وبعد هذه المقدمة نقول :
إنّ دراسة الظرف الذي عاشه الامام الحسن (عليه السلام) يجعلنا نقطع بعدم امكانية الاحتمال الاول وهو (الاختيارية) في حقه وتعيين الثاني ومعه لا مجال للقول بشرعية خلافة معاوية لأجل تنازل الحسن (عليه السلام) له فهو يؤخذ به لو كان تنازله طواعية وليس كرهاً واضطراراً.
ولابد لتعيين الاحتمال الثاني من النظر في ثلاثة أمور:
1ـ حالة قوّاد جيش الامام (عليه السلام).
2ـ أهل الكوفة .
3ـ رؤساء القبائل.
الاول:
فإن الامام أرسل في البدء قائداً من كنده في اربعة الاف مقاتل، توجه الى الأنبار، فارسل اليه معاوية بخمسمائة ألف درهم فأخذها وتوجه اليه مع مائتي رجل من خاصته وأهل بيته.
ثم أرسل الامام (عليه السلام) قائداً من مراد في أربعة الآف ، فكتب لهم معاوية وأرسل له خمسمائة الف درهم ومنّاه أي ولاية أحبّ من كور الشام فتوجه اليه.
[ الخرائج ] .
ثم أرسل الامام (عليه السلام) ابن عمّه عبيد الله بن عباس قائداً على الجيش فضمن له معاوية ألف الف درهم يعجل له النصف ويعطيه النصف الاخر عند دخوله الى الكوفة فانسل في الليل الى معسكر معاوية
[ رجال الكشي إلا أن فيه مائة الف درهم ].
الثاني :
إن أكثر اهل الكوفة قد كتبوا الى معاوية : إنا معك ، وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه اليك.
[ البحار ج44 الباب 3 ]
الثالث:
كتب جماعة من رؤساء القبائل الى معاوية بالسمع والطاعة له في السّر واستحثّوه على المسير نحوهم وضمنوا له تسليم الحسن اليه عند دنوّهم من عسكره .
[ الارشاد للمفيد : 2/12 ] .
ومن ذلك ما ينقله التاريخ عن قول المختار الثقفي لعمه : هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: تستوثق من الحسن وتستأمن به الى معاوية …
[ الكامل في التاريخ / ج3 / سنة 41 ] .
واذا رأينا الروايات التي يذكر فيها الامام (سلام الله عليه) سبب مصالحته مع معاوية لوجدنا أن الطريقة التي استعملها الامام (وهو الصلح) كانت هي المتعينة لكل لبيب ولكل خبير بالامور العسكرية.
فمضافاً الى ما ذكرناه من النقاط الثلاث نذكر بعض الروايات زيادةً في التوضيح:
1ـ هنالك صنف من الروايات يصرّح الامام (عليه السلام) بقوله : لولا ما اصنع لكان أمرٌ عظيم .
وبالتأكيد إن هذا الامر العظيم من الخطورة والاهميّة بمكان بحيث يفضل الامام الصلح عليه ولعلّه يدخل في باب التزاحم كما يعبّر عنه الفقهاء ، وتجد هذا المعنى من الروايات في المصدر التالي :
[ علل الشرائع ج1 ص 200 ] .
2ـ الصنف الاخر من الروايات يتحدث عن السبب بما حاصله (لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الارض أحدٌ إلا قُتل).
وهذا القسم يعطينا صورة اوضح وادق من الاول ويمكن أن يكون شرحاً للامر العظيم الذي عبّرت به الروايات في الصنف الاول.
تجد ذلك في:
[ علل الشرائع ج1 ص 200 ] .
3ـ الصنف الثالث يصرّح بالقول (والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت).
تجد ذلك في :
[ روضة الكافي ص 330 , الاحتجاج ج2 ص 68 رقم 157 , كمال الدين ج1 باب 29 رقم 2 , فرائد السمطين ج2 رقم 424 ] .
4ـ الصنف الرابع من الروايات يقول (والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني اليه سلماً).
وهذا الصنف من الروايات يشير اشارة واضحة الى ما اثبتناه في بداية النقطة الثالثة من الوضعية الحسّاسة والحرجة في جيش الامام والقلوب المريضة والضعيفة التي كانت تحكم الوضع آنذاك.
تجد ذلك في :
[ الاحتجاج ج2 ص 69 الرقم 158 ] .
5ـ الصنف الخامس يقول (فوالله لان اسالمه وانا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمنّ عليّ فتكون سبّة على بني هاشم الى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحيّ منّا والميت).
[ الاحتجاج ج2 ص 69 رقم 158 ] .
6ـ خطب الامام الحسن (عليه السلام) بعد وفاة أبيه : (… وكنتم تتوجهون معنا ودينكم امام دنياكم ، وقد أصبحتم ألآن ودنياكم امام دينكم وكنا لكم وكنتم لنا، وقد صرتم اليوم علينا…).
[ اعلام الدين للديلمي , ابن الاثير الجزري ج2 ص13 من أسد الغابة , الكامل في التاريخ ج3 سنة 41, تاريخ الاسلام للذهبي ، عهد معاوية سنة 41, سير اعلام النبلاء للذهبي ج3/ 269 ترجمة الحسن , تذكرة خواص الامة 114 ] .
7ـ قال الامام الحسن (عليه السلام) لخارجي عاتبه على صلحه (.. إن الذي أحوجني الى ما فعلت: قتلكم ابي ، وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي.
[ تذكرة الخواص , الكامل في التاريخ 3 / سنة 41, تاريخ الاسلام للذهبي / عهد معاوية سنة 41 ] .
وقريب منه:
[ الطبري في تاريخه 5 / 165, الاستيعاب لابن عبد البر المالكي ] .
8 ـ قول الامام الحسن لحجر بن عدي، (وانّما فعلت ما فعلت ابقاء عليكم).
[ تنزيه الانبياء للشريف المرتضى ص223 ] .
9ـ قول الامام (سلام الله عليه) حينما عذلوه على الصلح (لا تعذلوني فإن فيها مصلحة)
[ المناقب لابن شهر آشوب ] .
ولو لاحظنا التشبيه الذي يستعمله الامام في بيان الهدف من صلحه لحصلنا على المزيد من القناعة بأن صلحه لم يكن إلا لمصلحةٍ كبرى يقتضيها الاسلام ولا تعني على الاطلاق أهلية معاوية للخلافة :
1ـ في كلام يخاطب به أبا سعيد فيقول له: علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية.
[ علل الشرائع ج 1 ص 200 ] .
2ـ يشبّه جهلنا بالحكمة الداعية للصلح بقضية الخضر وموسى على نبينا وآله وعليهما الصلاة والسلام.
فقال (عليه السلام) : ألا ترى الخضر (عليه السلام) لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله، لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي.
[ علل الشرائع ج1 ص 200 ] .
3ـ (وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه… وكذلك أنا).
[ الاحتجاج ج2 ص 67 رقم 156 ] .
النقطة الرابعة والأخيرة :
قبل بيان وفاء معاوية للحسن (ع) بالشروط لابد من ذكر البنود التي اشترطها الامام على معاوية وإن كان من المؤسف جداً أن التاريخ أجحف مرّة أخرى بعدم ذكره التفصيلي لجميع البنود وإنما حصلنا على شذرات من هنا وهناك، ومن هذه البنود :
1ـ أن لايسمّيه أمير المؤمنين .
[ علل الشرايع ج1 ص200 ] .
2ـ لا يقيم عنده شهادة.
[ علل الشرايع ج1 ص200 ] .
3ـ لايتعقب على شيعة علي (عليه السلام) شيئاً
[ علل الشرايع ج1 ص200 ] .
4ـ أن يفرق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل وأولاد من قتل مع أبيه بصفين الف الف درهم، وان يجعل ذلك من خراج دار ابجرد.
[ علل الشرايع ج1 ص200, الكامل في التاريخ 3/ سنة 41 ] .
5ـ وأن لا يشتم علياً.
[ الكامل في التاريخ ج3 / سنة 41 ] .
وقريب منه :
[ سير أعلام النبلاء للذهبي ج3/ 264, تهذيب ابن عساكر 4/222 ] .
ولو تأمّلنا في هذه البنود لوجدناها بنفسها تنفي الخلافة عن معاوية وهذا من تدبير الامام (عليه السلام) ، فمن المسلم به ان الامام من المؤمنين بل على رأسهم فاذا كان معاوية ليس أميراً للمؤمنين عملاً بالبند الاول فهذا يعني أنه ليس أميراً على الحسن بل على سائر المؤمنين وكذلك البند الثاني فكيف يكون الانسان خليفة ولا تجاز عنده الشهادات.
مضافاً الى هذا وذاك فإن التاريخ يصرّح بإن معاوية لم يف للحسن بن علي (عليهما السلام) بشيء عاهده عليه.
لاحظ :
الكامل في التاريخ 3 / سنة 41 قوله : … فطلب أن لا يُشتَم ـ أي علي ـ وهو يسمع ، فأجابه الى ذلك ثم لم يف به أيضاً.
وأخيراً فقد بات من الواضح عند الجميع أن الصلح لا يمثل إعطاء خلافةٍ لمعاوية ولا تنازل عنها ولا أي شيء من هذا القبيل .
وعذراً للتطويل فإن الامر يستحق ذلك .
يا اخي لا تقول بما لم تدرك
وللجميع سلام الله