|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 32162
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 430
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
يتيمة آل مُحمد
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 06-06-2009 الساعة : 10:54 AM
لماذا سمى كل من الإمام علي و الحسن و الحسين عليهم السلام بعض أبنائهم أبا بكر و عمر و عثمان ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
الأسماء المذكورة كانت أسماءً عامة متداولة بين الناس في زمن الأئمة ( عليهم السلام ) و هم سموا بعض أبنائهم بهذه الأسماء كما كان الناس يسمون أبناءهم بها ، و من الواضح أن هذه الأسماء لم تكن ملكاً لأحد أو حكراً على جماعة دون غيرها ، و لم تكن محصورة في شخص أو أشخاص معينين ـ حسب ما يتصوره البعض ـ ، كما و لم تكن هذه الأسماء تحمل دلالة خاصة أو تعطي إنطباعاً خاصاً لو تَسمَّى بها شخص في ذلك الزمان خلافاً لهذا الزمان ، فتسمية الأئمة ( عليهم السلام ) بعض أبنائهم بهذه الأسماء لا تدل على حب أو بغض و لا تُعبِّر عن خصوصية ـ الأمر الذي يحاول البعض إثباته جاهداً ـ ، حيث أن الأسماء بريئة من أفعال من تسمَّى بها ، و ما ذنب الأسماء لو تَسمى بها من أساء و أخطأ مثلاً .
و أما بالنسبة إلى تسمية الأئمة أبناءهم بإسم الإمام أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) ، فالأمر ليس غريباً أبداً حيث أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) كان يُحب شخص علي ( عليه السلام ) و إسمه ، و الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) كانوا كذلك ، و ذلك لكثرة ما روي عن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في حب علي و منزلته و فضائله .
هذا من جانب ، و من جانب آخر فقد سعى أعداء علي ( عليه السلام ) جاهدين في طمس فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) و إنكار منزلته بكل الأساليب و الحيل ، خاصة خلال تولي بنو أمية للحكم ، حتى أن معاوية بن أبي سفيان أمر بسبِّ الإمام علي ( عليه السلام ) و التبري منه على منابر المسلمين و في خطب الجمعة في محاولة يائسة منه و من أعداء الدين الإسلامي لمحو إسم " علي " من ذاكرة التاريخ .
و لقد ذكر التاريخ أن أناساً من ضعاف النفوس كانوا يلعنون أباءهم لتسميتهم بعلي ، و ذلك لما كانوا يلاقونه من الجهاز الحاكم ، لكن الأئمة ( عليهم السلام ) تصدوا لهذه الحملة الحاقدة بأساليب مختلفة ، و لعل من تلك الأساليب هو تسمية أبنائهم بعلي .
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَزْرَمِيِّ قَالَ : اسْتَعْمَلَ مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَفْرِضَ لِشَباب قُرَيْشٍ ، فَفَرَضَ لَهُمْ .
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟
فَقُلْتُ : عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ .
فَقَالَ : مَا اسْمُ أَخِيكَ ؟
فَقُلْتُ : عَلِيٌّ .
قَالَ : عَلِيٌّ ، وَ عَلِيٌّ ، مَا يُرِيدُ أَبُوكَ أَنْ يَدَعَ أَحَداً مِنْ وُلْدِهِ إِلَّا سَمَّاهُ عَلِيّاً ؟!
ثُمَّ فَرَضَ لِي ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَأَخْبَرْتُهُ .
فَقَالَ : وَيْلِي عَلَى ابْنِ الزَّرْقَاءِ دَبَّاغَةِ الْأَدَمِ ، لَوْ وُلِدَ لِي مِائَةٌ لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أُسَمِّيَ أَحَداً مِنْهُمْ إِلَّا عَلِيّاً ، [1] .
[1] الكافي : 3 / 19 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ،
|
|
|
|
|