بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم والاستاذ الفاضل كريم آل البيت ..
صحيح أني جديدة عهد بالتشيع الا اني أحسب نفسي قد اكتسبت الكثير من المعرفه والمعلومات عن المذهب هنا بينكم ، وانت اخي الكريم ممن ضمن الكتاب الذين اتابع مواضيعه وحواراته بشغف فأكسب الكثير من علمه وفوائده ..
فبعد أن قرأت نقدك اللاذع والموجه لي في هذا الموضوع حبيت أن أعرض لكم ما املك من معارف حول العقيدة الشيعيه وأرى هل حقا ما اعرف صحيح ام فيه لبس .. ولكم أن تبينوا خطئي ان وجد وأن توجهوني للصواب باسلوب تتقبله من هي في وضعي وأكن لكم من الشاكرين .
ما صرت اؤمن به هو هذا ::
مصدرا التشريع الوحيدان عند الشيعه هما القران الكريم والسنة الشريفه ..
روي عن الإمام موسى بن جعفر قوله عند ما سأله أحد أصحابه:
(أكل شئ في كتاب الله وسنة نبيه؟ أو تقولون فيه؟ قال: بل كل شئ في كتاب الله وسنة نبيه) لقد أجمع الأئمة الكرام على ذلك. وجاء القرآن الكريم فصدق الأئمة بما أجمعوا فقال تعالى مخاطباً نبيه :
(... ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)
ومهمة النبي الاعظم هو أن يبين للناس ما انزله الله عليه ، وقد فعل عليه الصلاة والسلام ، اذ بين احكام الله من خلال قوله وفعله وتقريره ، حتى انه لم يعد شيء الا وقد انزله الله في كتابه وبينه النبي الاعظم ، القران الكريم شامل وكامل ويصلح لكل زمان ومكان وفيه الاحكام جميعها التي يحتاج اليها الانسان ، ولكن لكون لا احد يعلم موضع حكما لكل شيء وتفسير ايات الله الا الانسان الكامل والمؤهل لهذه الامور الصعبة - أعني بالانسان الكامل هو رسول الله والائمة الاطهار الذين اختارهم الله - فلزم ان يكون الرسول والائمة ملازمين للقران ووحدهم هم القادرين على تفسير القران وتوضيحه وتبسيطه للناس وبغيرهم وبالرجوع الى غيرهم لن يستفيد الناس من القران ..
وأؤمن بأن الفترة التي تلت موت النبي الاعظم (الانسان الكامل والمصدر الثاني للتشريع) وباكتفاء الامة الاسلامية الى القران الكريم لوحده دون مفسر ومبين حقيقي وصحيح للقران، تخبطت الامة وتاهت في ظلمات الجهل والتظليل , فقد ابتعدوا عن اهل البيت الذين فرض الله طاعتهم واتباعهم (المصدر الثاني للتشريع مع النبي الاعظم ) و رجعوا الى اناس غير مؤهلين لاستخراج الحكم الشرعي من القران الكريم وهذا سبب التدهور في الفكر الاسلامي وانتشرت الاحكام الباطله والفتاوى الدخيله عن الاسلام الحقيقي ..
اهل السنة لديهم عدة مصادر للتشريع بعد القران والسنة وهم القياس او الاستحسان او غيرها من المصادر ... اما الشيعه فلا مصار للتشريع الا القران وسنة النبي واهل بيته ..
فالشيعه يؤمنون بان الأئمة الاطهار الاثنى عشر لديهم الاهليه والامكانيه لتوضيح احكام الله كما جاءت في القران الكريم فكل امام من الائمة الاثنى عشر يعرف حكم كل شيء في القران الكريم وعلمهم من علم جدهم النبي الاعظم وهذا ما عبر عنه الامام جعفر الصادق بقوله : ( حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب ، وحديث علي حديث رسول الله ، وحديث رسول الله قول الله عزوجل)
والنتيجة انهم - عليهم السلام - ليسوا مكملين للقران الكريم - فالقران جاء كامل ومبين لكل شيء- ولكنهم جاءوا مفسرين ومبين لتلك الاحكامالتي يصعب على الانسان العادي فهمها واستنباطها ومعرفه جزئياتها وتفاصيلها ..
عندما نقول ان السنة المطهرة مهمة ومصدر اخر للتشريع لانقصد هنا اهمال القران او التصغير من شأنه , بل بالعكس تماما ، نحن هنا نعمل بما جاء في القران نفسه حيث يقول جل وعلا فيه
( وماينطق عن الهوى ، ان هو الا وحي يوحى)
ويقول :
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)
و (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)
هنا الله عزوجل قرن طاعته بطاعة نبيه وطاعة خلفائه الاثنى عشر , وامرنا باتباعهم وهذا أمر من الله يلزم العمل به ، فلو اكتفينا بالقران الكريم كيف لنا ان نفهم من هذه الاية السابقه ان الله امرني باتباع ثنى عشر امام ؟؟
كيف لي ان افهم ان المراد من عبارة ( وأولي الامر منكم ) تعني علي والحسن والحسين الى الامام لمهدي؟
القران الكريم بين ايدينا نحن المسلمين منذ القدم ونحن نقرأه ونتلوه ليل نهارا فما بالنا لم نلتفت الى الايات التي تبين ولاية الائمة واهل البيت ؟
لماذا المسلمين اختلفوا وتفرقوا الى فرق ومذاهب شتى اليس لانهم اكتفوا بكتاب الله ورفعوا شعار حسبنا كتاب الله وتركوا السنة الشريفه ؟
المستبصرون الذين اهتدوا الى التشيع بعد ان تيقنوا الى احقيه ولاية علي وابناء علي وهم بكثرة ولله الحمد هؤلاء كيف تعرفوا وتيقنوا من نتيجتهم هذه ؟؟ بالقران وحده ؟ أم بالبحث بين الكتب والروايات وتتبع الروايات المتفق عليها بين المسلمين ؟؟
أعيد ما كتبته أنا للاخت محبة علي والذي من اجله رميتني بتلك الكلمات الجارحه!
اقتباس :
|
أختي الكريمة النقاش العقائدي لن يكتمل خطوطه الا بوجود مصادر التشريع كامله اعني بهما القران والسنة المطهرة ، فلا تركني الى مقولة (حسبنا كتاب الله) ، وحتى تتفادي احتمالية التزوير او التكذيب لكلا الطرفين فاعتمدي الروايات المتفق عليها من جانب المذهبين ، واطلبي من محاورينك ان يتركوا اى روايه تاتي من الجانب الشيعي ، فقط ركزي على الروايات المعتمدة عند كافة المسلمين وبهذا تضمني صدق الرواية ولن تشككي بها ...
بهذا فقط يكون الحوار مثمر كما تفضلتي اما الاكتفاء بمصدر واحد فقط وهو القران فلن يجدي نفعا ، لانكِ بهذا ستعتمدي على رأيكِ وتفسيرك انتِ والطرف المقابل أيضا سيعتمد على تفسيره هو وعندها نرجع لنقطة الصفر وهي احتمالية التشكيك والتكذيب
|
...
وقد رددت علي بقولك :
اقتباس :
|
إنا لله وإنا إليه راجعون والله العظيم .......... !!!!
يا مُسلمة ،
إتقي الله ربك .....
يقول جل وعلا :
( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا )
( وإذا ذُكرالله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هُم يستبشرون )
وقال جل وعلا :
( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
فإنا لله وإنا إليه راجعون .........
|
هذا هو اعتقادي انا ولهذا كتبت الى الاخت التي ارادت النقاش مع الشيعه ورغبت بالاكتفاء بالقران الكريم وحده , ونصحتها ان يكون مرجعها هو القران والسنة المتفق عليها بين المذهبي حتى تصل الى غايتها ..
فمن يجد في ما قلته اعلاه وفي ردي على الاخت السائله (محبة علي) أي خطأ فليتفضل ويوضحه لي فرأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ..
صوبوني ان كنت مخطئة ..