العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العام

المنتدى العام المنتدى مخصص للأمور العامة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي الرحيل إلى الآخرة
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 03:30 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
الرحيل إلى الآخرة
عظة وعبرة
الانشداد والارتباط والتعلق بالدنيا وزخرفها من الترابيات والعنصريات من غريزة الإنسان لأنه مخلوق منها , فيحب ويرغب في جمع ما يؤمل البقاء , ويطلب ويسعى للحصول ما يكفيه في حياته , ومثل هذا الطموح والأمل ليس فيه بأس فيما إذا كان السعي لتحقيقه من أجل الخير والصلاح والسعادة للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة طبقاً للتعاليم الإسلامية .
أما إذا كان ذلك الطموح والأمل من أجل توفير الرغبات الشخصية المادية بصورة مجردة عن الارتباط بالخالق والمنعم والمعبود المطلق , ومجردة عن الارتباط بأخيه الإنسان وبعيدة عن تحقيق الألفة والأمان في المجتمع الإنساني , فمثل هذا الأمل والطموح داء عضال يوصل الإنسان إلى العمى والضلال وقطع دابر التفكير المنطقي العلمي الصحيح بسبب تفاقم المرض القلبي وتراكم ظلمته لإرتكاب المعاصي والرذائل , فيحصل الرّين والطبع على القلب فلا مجال للهداية والصلاح ,
وكذلك فيما إذا وافاه الأجل فلا تتوفر له الفرصة للتوبة وتطهير النفس والقلب . وقد ورد عن المعصومين(عليهم السلام) : {ما طال عبد الأمل إلا أساء العمل} .
والشارع المقدس الحكيم وضع علاجاً لإستئصال هذا الداء العضال, فأرشد الإنسان وحثه على الإعتبار والإتعاظ لتحديد الطريق والسلوك الصحيح القويم وما يترتب عليه , وفي نفس الوقت استعمل أسلوب التهديد والوعيد لحث الإنسان على الإمتثال، فأشار إلى العقوبات الدنيوية والأخروية التي سيتعرض لها فجعل الموازنة في حياة الإنسان فلا افراط في الأقدام على الدنيا ولا تفريط في الإعراض عنها ، بل جعل الإقبال على الدنيا بمقدار ما أحل للإنسان والتزود منها للآخرة لأنها دار البقاء والقرار .
والموت وأهواله وعذاب القبر وأهوال البرزخ والنشر والحشر وجهنم كل ذلك وغيره يُمثل أوضح مصاديق الأتعاظ والأعتبار لعلاج داء طول الأمل لتصفية وتنقية النفوس والقلوب والإبتعاد عن الرذائل والموبقات والإلتزام بالأحكام والمنجيات .
أذكر في المقام العديد من المواعظ والعبر التي أشار إليها الشارع المقدس :
1- قوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ} سورة آل عمران (آية / 185) .
2- قوله تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ } سورة الأنبياء( آية /35) .
3- قوله تعالى : {وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}سورة ق (آية / 19).
4- قوله تعالى : {وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ.... } سورة المنافقون (آية /10).
5- قوله تعالى : {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ...} سورة البقرة (آية /48).
6- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : { التائب .... يقوّس ظهره من مخافة النار . ويذيب عظامه شوقاً إلى الجنة , ويرق قلبه من هول ملك الموت , ويخفّف جلده على بدنه بتفكر الأجل } .
7- وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) : { أيها الناس أن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم , وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم .... فليأخذ العبد المؤمن من دُنياه لآخرته وفي الشبيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل الممات } .
8- عن الصادق الأمين(صلى الله عليه وآله وسلم) : { المؤمن الأكيس , هو أكثر المؤمنين ذكراً للموت وأشدهم له استعداداً } .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) : { إذا دعيَ رجل إلى وليمة وإلى جنازة , يجيب الجنازة فإنها تذكّر الآخرة وليَدَع الوليمة فإنها تذكّر الدنيا } .
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : { إذا دُعيتم إلى الجنائز فاسرعوا فإنها تذكر الآخرة , وإذا دُعيتم إلى العرائس فابطئوا فإنها تذكر الدنيا } .
9- في نهج البلاغة :
ورد عن أمير المؤمنين(u) : { ألا وإن الدنيا دار لا يسلم منها إلا فيها , ولا ينجى بشيء كان لها , أبتلي الناس بها فتنة , فما أخذوه منها لها , أُخرجوا منها وحوسبوا عليه , وما أخذوه منها لغيرها , قدموا عليه وأقاموا فيه ....
وإنها عند ذوي العقول كفيء الظل بيّنا تراه سابغاً حتى قلّص وزائداً حتى نقّص } .
10- عنه(u) : { واتقوا الله . عباد الله وبادروا آجالكم وارتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم , وترحلوا فقد جد بكم , واستعدوا للموت فقد أظلكم .
وكونوا قوماً صيح بهم فانتبهوا . وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا . فإن الله سبحانه لم يخلقكم عبثاً ولم يترككم سُدى} .
11- وعنه(u): { وما بين أحدكم وبين الجنة والنار إلا الموت أن ينزل به . وإنَّ غايةً تنقصها اللحظةُ وتهدمها الساعةُ لجديرةٌ بِقِصَرِ المدة ...
وأنّ غائباً يحدوه الجديدان (الليل والنهار) لحريّ بسرعة الأوبة , وإنّ قادماً يقدم بالفوز أو الشقوة لمستحق لأفضل العدّة , فتزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم غداً } .
12- وعن سيد الوصيين(u): { أما بعد , فإن الدنيا قد أدبرت وأذنت بوداع , وإن الآخرة قد أشرفت باطلاع , ألا وإن اليوم المضمار , وغداً السباق , والسبقة الجنة , والغاية النار , أفلا تائب من خطيئته قبل منيته ؟ ألا عامل لنفسه قبل بؤسه ... ألا وإني لم أرَ كالجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها ... ألا وإن من لا ينفعه الحق يضرّه الباطل } .
13- وقال(u): { ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء , في حلالها حساب وفي حرامها عقاب } .
14- وعنه(u): { اتقوا الله تقية من سمع فخشع , واقترف فاعترف , ووجل فعمل , وحاذر فبادر , وأيقن فأحسن , وعبر فاعتبر , وحذر فازدجر , وأجاب فأناب , ورجع فتاب , واقتدى فاهتدى , وأُري فرأى , فأسرع طالباً , ونجا هارباً , فأفاد دخيرة وأطاب سريرة , وعمّر معاداً واستظهر زاداً , ليوم رحيله ووجد سبيله , وحال حاجته وموطن فاقته وقدّم أمامه لدار مقامه } .
15- وعن إمام المتقين وأمير المؤمنين(u): { بادروا والعمل وخافوا بغتة الأجل , فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق , ما فات من الرزق رجي غداَ زيادته , وما فات أمس من العمر لم يرجِ اليوم رجعته , الرجاء مع الجائي واليأس مع الماضي , فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون}.
16- وعنه(u): { فلا أموال بذلتموها للذي رزقها , ولا أنفس خاطرتهم بها للذي خلقها , تكرمون بالله على عباده , ولا تكرمون الله في عباده , فاعتبروا بنزولكم منازل من كان قبلكم وانقطاعكم عن أوصل إخوانكم } .
17- وقال(u): { إنما الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر مما ورائها شيئاً , والبصير ينفذها بصره ويعلم أن الدار ورائها , فالبصير منها شاخص والأعمى إليها شاخص , والبصير منها متزود والأعمى لها متزود } .
18- من كلامه(u) بعد أن ضربه اللعين ابن اللعين , قال(u): { الأجل مساق النفس والهرب منه موافاته ... أما وصيتي ... وإنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً , وستعقبون مني جثة خلاء ( خالية من الروح ) ساكنة بعد حراك , وصامتة بعد نطق , ليعضكم هدوي, وخفوت أطرافي , وسكون أطرافي , فإنه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع , وداعيكم (وداعي لكم) وداع امرؤ مرصد (منتظر) للتلاقي } .
19- وقال(u): { وإن غداً من اليوم قريب , يذهب اليوم بما فيه ويجيء الغد لاحقاً به , وكان كل امرئ منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته , ومخَطّ حفرته , فيا له من بيت وحدة , ومنزل وحشة, ومفرد غربة , وكأن الصيحة أتتكم , والساعة قد غشيتكم , وبرزتم لفصل القضاء , ... فاتعظوا بالعبر واعتبروا بالغير , وانتفعوا بالنذر } .
20- وعنه(u): { أوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه , وكيف غفلتم عمّا ليس يغفلكم , وطمعكم فيمن ليس يُمهلكم , فكفا وعظاً بموتى عاينتموهم , حُملوا إلى قبورهم غير راكبين , وأنزلوا فيها غير نازلين , فكأنهم لم يكونوا للدنيا عُمّاراً وكأن الآخرة لم تزل لهم داراً ، أوحشوا ما كانوا يُوطنون , وأوطنوا ما كانوا يُوحشون , واشتغلوا بما فارقوا , وأضاعوا ما إليه انتقلوا, لا عن قبيح يستطيعون انتقالاً , ولا في حسن يستطيعون ازدياد , أَنسوا بالدنيا فغرتهم , ووثقوا بها فصرعتهم ...
فسابقوا (رحمكم الله) إلى منازلكم التي أُمرتم أن تعمروها , والتي رغبتم فيها ودعيتم إليها , واستتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته , والمجانبة عن معصيته , فإن غداً من اليوم قريب , ما أسرع الساعات في اليوم , وأسرع الأيام في الشهر , وأسرع الشهور في السنة , وأسرع السنين في العمر) .
21- وعن سيد الوصيين(u): { وبادروا الموت في غمراته , ومهدّوا له قبل حلوله , وأعدّوا له قبل نزوله , فإن الغاية القيامة, وكفى بذلك وعظاً لمن عقل , ومعتبراً لمن جهل } .
22- وقال(u): { فارعوا عباد الله ما برعايته يفوز فائزكم , وبإضاعته يخسر مُبطلكم , وبادروا آجالكم بأعمالكم , فإنكم مرتهنون بما أسلفتم , ومدينون بما قدمتم , وكان قد نزل بكم المخوف , فلا رجعة تنالون , ولا عثرة تقالون } .
23- وقال(u): { عباد الله , الآن فاعملوا والألسن مطلقة , والأبدان صحيحة , والأعضاء لدنة , والمنقلب فسيح , والمجال عريض , قبل إرهاق الفوت وحلول الموت , فحققوا عليكم نزوله, ولا تنتظروا قدومه } .
24- وقال(u): { اعلموا عباد الله إنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من مضى قبلكم ممن كان أطول منكم أعماراً , وأعمر دياراً وأبعد آثاراً , أصبحت أصواتهم هادئة ورياحهم راكدة , وأجسادهم بالية , وديارهم خالية , وآثارهم عافية ...
فاستبدلوا بالقصور المُشيدة , والنمارق المُمهدة , الصخور والأحجار المُسندة , والقبور اللائطة الملّحدة والتي قد بني بالخراب فناؤها وشيّد بالتراب بناؤها } .
25- وعن أمير المؤمنين(u): { إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك ... أين القرون الذين غررتهم بمداعبك , أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك , هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود } .
26- ورد عن الإمام علي(u) , حينما تبع جنازة فسمع رجل يضحك فقال(u): { كأن الموت فيها على غيرنا كتب , وكأن الحق فيها على غيرنا وجب , وكأن الذي نرى من الأموات سفر , عما قليل إلينا راجعون , نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم , ثم قد نسينا كل واعظ وواعظة , ورمينا بكل حائحة } .
27- ورد عنه(u) وهو مشرف على القبور : { يا أهل الديار الموحشة , والمحال المقفرة , والقبور المظلمة , يا أهل التربة , يا أهل الغربة , يا أهل الوحدة , يا أهل الوحشة , أنتم لنا فرط سابق , ونحن لكم تبع لاحق , أما الدور فقد سُكنت , وأما الأزواج فقد نُكحت , وأما الأموال فقد قُسمت , هذا خبر ما عندنا, فما خبر ما عندكم ؟
ثم إلتفت(u) إلى أصحابه فقال : { أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم , إن خير الزاد التقوى } .
28- من وصية لأمير المؤمنين(u): { أوصيك بالصلاة... وصلة الرحم , وحب المساكين , ومجالستهم والتواضع ... وقصد الأمر , وذكر الموت , وازهد في الدنيا , فإنك رهين الموت , وغرض بلاء, وطريح سُقم } .
29- ورد عنه(u): { لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب , ولا خوف أشد من الموت , وكفى بما سلف تفكراً , وكفى بالموت واعظاً } .
30- ورد عن الإمام الباقر(u): { أكثر ذكر الموت فإنه لم يكثر إنسان ذكر إلا زهد في الدنيا } .
31- ورد عن الإمام الصادق(u): { إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشده , وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ مُنتهاه , فإذا طعن في واحد وأربعين فهو في النقصان , وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع } .
32- وعنه(u): { إن ملك الموت يتصفح الناس في كل يوم خمس مرات , عند مواقيت الصلاة } .
33- ورد عن أبي عبد الله الصادق(u): { يخرج أحدكم إلى القبور فيُسلّم , فيقول ... السلام على أهل القبور , السلام على مَن كان فيها من المسلمين والمؤمنين , أنتم لنا فرط , ونحن لكم تبع , وإنّا بكم لاحقون , وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
يا أهل القبور بعد سكنى القصور , يا أهل القبور بعد النعمة والسرور , صرتم إلى القبور ....
يا أهل القبور كيف وجدتم طعم الموت ...
ثم يقول: ويل لمن صار إلى النار ...
... فيهرق دمعته ثم ينصرف } .
34- عنه(u): { من أكثر ذكر الموت أظله الله في جنته } .
35- عن صادق أهل البيت(u): { اذكر تقطع أوصالك في قبرك, ورجوع أحبائك عنك , إذا دفنوك في حفرتك , وخروج بنات الماء من منخريك , وأكل الدود لحمك , فإن ذلك يسلي عنك ما أنت فيه } .


من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 03:43 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة

إن الله سبحانه وتعالى بعد أن خلق الإنسان ومنحه العقل لم يتركه كالبهائم بلا نظام , بل أصدر له العديد من الأحكام والأوامر والإرشادات التي تُنظم معيشته وسيره الحياتي الخاص والعام العبادي والأخلاقي والاجتماعي , وقد أدرك الإنسان لزوم إطاعة المولى الخالق والمنعم سبحانه وتعالى وذلك باتباع أوامره وامتثالها, وأدرك أيضاً , إن في ذلك حفظ النظام العام والتكامل للفرد والمجتمع .
وبخلاف ذلك يحصل هتك النظام الاجتماعي وفساد الفرد وانحطاطه النفسي والأخلاقي , فيحصل طغيان القوى الشهوية الحيوانية الشريرة مما يؤدي إلى عدم الأمان في الدنيا وخسرانها, والشقاوة وسعير النار في الآخرة , وفيما بين الدنيا والآخرة سيتعرض الإنسان إلى الكثير والكثير من العقبات والأهوال الجسدية والنفسية والروحية كالتي يواجهها عند الإحتضار والموت وفي القبر من وحشة وظلمة وعُتمة وضغطة , وسؤال منكر ونكير, وصيرورة القبر حفرة من حفر جهنم وفي البرزخ والقيامة والفزع الأكبر والميزان والحساب والصراط وغيرها , وقد أشار إمام المتقين وسيد الوصيين الإمام علي(u) في خطبة إلى بعض تلك الشدائد والأهوال , حيث قال(u): { وبادروا الموت في غمراته , وامهدوا له قبل حلوله, وأعدوا له قبل نزوله ... وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الأرماس (القبور) , وشدة الابلاس الاصلاع , واستكاك الأسماع , وظلمة اللحد , وخيفة الوعد , وغم الضريح , وردم الصفيح (الحجر العريض) ...
وأنتم والساعة في قرن , وكأنها قد جاءت بأشراطها , وأزفت بإفراطها ... ووقفت بكم على صراطها , وكأنها قد أشرقت بزلاتها, وأناخت بكلاكلها (أثقالها) , وانصرمت الدنيا بأهلها , وأخرجت من حضها ...
فكانت كيوم مضى أو شهر انقضى , وصار جديدها رثـّاً وسمينها غـّثاً , في موقف ضنك المقام , وأمور مشتبهة عظام ....
ونار شديد كلبها ( تأكل ولا تشبع) , ذاكٍ (اشتد) وقودها , مُخيف وعيدها , غمٌّ قرارها , مُظلمة أقطارها , حامية قدورها فظيعة أمورها .... ) .
ونستعرض في المقام إلى بعض تلك العقبات والأهوال عند الإحتضار والموت والقبر وسؤال منكر ونكير , وبالرغم من شدتها وعظمها وهولها فإن ما بعدها من عقبات أشد وأعظم وأكثر, وقد أشار النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ذلك كما ورد في الرواية : { إن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كفى بالموت طامة يا جبرائيل . فقال جبرائيل(u): ما بعد الموت أطمّ وأعظم من الموت }.
والكلام في عدة محطات :
المحطة الأولى
الحسرة
سكرة الموت وغمرته تحصل بالإحضار عند نزع الروح فيصير الإنسان بمنزلة السكران , وهذه الشدة التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله , فيشتغل بنفسه وينقطع عن الناس , فيها نوعان من العذاب :
1. العذاب الروحي والنفسي , كالخوف الذي يعتري المحتضر والحسرات التي يجرها على نفسه , ويمكن التخلص من هذا العذاب النفسي بالإلتزام بالإيمان القويّ والتقوى العالية بامتثال الأوامر الشرعية واتباع الإرشادات الأخلاقية وأداء المنجيات من الأهوال والانتهاء عن المحرمات ورذائل الأخلاق , مع الإعتقاد واليقين بعدالة الله تعالى ورجاء رحمته , وبعد كل هذا يتوقع جداً عدم حصول العذاب النفسي على المحتضر .
2. العذاب الجسدي , جسد الإنسان يتكون من الماديات العنصرية الطبيعية ولهذا يخضع للقوانين الطبيعية , ويحصل للمحتضر مثلاً عند انتزاع (وإخراج) الروح من الجسد , ويمكن التغلب على هذا العذاب ودفعه بالإيمان واليقين والانشغال بأمر أهم وأكبر كمن يرى منزلته في الجنة وعند أهل البيت(عليهم السلام) فيرغب ويشتاق إلى تلك المنزلة وينشغل بها وينسى ذلك العذاب , ويمكن أن تكون نتيجة ذلك أو بصورة مباشرة وبفضل من الله سبحانه وتعالى خروج الروح من الجسد كشرب قدح الماء في أحد أيام الصيف الحارة وسيأتي الإشارة لهذا لاحقاً إن شاء الله تعالى .
ومن العذابات النفسية التي يتعرض لها المحتضر , الحسرة والندم وهدم اللذات من الأهل والأموال والأصحاب والمناصب والآمال الدنيوية فيقطعه ويحرمه ملك الموت والموت من كل ذلك, والحسرة والألم على شبابه وأيامه وكيف فاتته ولم يقضها في مرضاة الله تعالى وطاعته ويتحسر على أمواله وكيف لم يتصدق بها ويصرفها في سبيل الخير والصلاح , وقد أشار المولى المقدس إلى كل ذلك في عدة موارد منها :
1- قال تعالى:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ...}سورة آل عمران(آية /30).
2- قال تعالى:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمر وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } سورة مريم (آية /39).
3- قال تعالى: {حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ # لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها... }سورة المؤمنون (آية / 99-100) .
4- قال تعالى: { ...فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ # وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ } سورة المنافقون (آية / 10-11).
5- عن النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): { احذروا المال , فإنه كان في ما مضى رجل قد جمع مالاً وولداً وأقبل على نفسه وجمع لهم , فأتاه ملك الموت .... ودخل ملك الموت عليه ....
وقال له ملك الموت : قم فأوصِ ما كنت موصياً فإني قابض روحك قبل أن أخرج , فصاح أهله وبكوا ....
فقال الرجل: افتحوا الصناديق واكتبوا ما فيها من الذهب والفضة...
ثم أقبل على المال يسبّه ويقول له : لعنك الله يا مال , أنت أنسيتني ذكر ربي , وأغفلتني عن أمر آخرتي , حتى بغتني من أمر الله ما قد بغتني ...
فأنطق الله المال فقال له : لمَ تسبني وأنت ألأم مني , ألم تكن في أعين الناس حقيراً فرفعوك لمّا رأوا عليك من أثري , ألم تحضر أبواب الملوك والسادة ويحضرهما الصالحون وتدخل قبلهم ويُؤخرون , ألم تخطب بنات الملوك والسادة ويخطبهم الصالحون فتنكح ويُردون , فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك ولو كنت تنفقني في سبيل الله لم أنقص عليك , فَلِمَ تسبني وأنت ألأم مني , إنما خلقت أنا وأنت من تراب , فانطلق تراثاً وانطلق بإثمي,... هكذا يقول المال لصاحبه } .
6- وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم): { أكثروا من ذكر (الموت) هادم اللذات } .
7- عن المصطفى الأمجد(صلى الله عليه وآله وسلم): { إن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علّته وعظيم ضيق صدره بما يخلف من أمواله ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله وقد بقيت في نفسه مرارتها (حزازتها) وحسراتها واقتطع دون أمانيه فلم ينلها ...
فيقول له ملك الموت : مالك تتجرع غصصك ؟
قال: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون أمالي } .
8- وعن أمير المؤمنين(u): { فاتقى عبد ربه , نصح نفسه , قدّم توبته , وغلب شهوته , فإن أجله مستور عنه , وأمله خادع له والشيطان موكّل به مزيّن له المعصية ليركبها ويمنيه التوبة ليسوفها حتى تنجم منيته عليه , أغفل ما يكون عنها , فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة وأن تؤديه أيامه إلى شقوته ...
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة , ولا تقصر به عن طاعة ربه غاية , ولا تحل به بعد الموت ندامة ولا كآبة } .
9- وعنه(عليه الصلاة والسلام): { فضح رويداً ( ارع نفسك على مهل ) , فكأنك قد بلغت المدى , ودفنت تحت الثرى , وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة , ويتمنى المضيع الرجعة } .
10- ورد في الدعاء : { وكمن من عبد أمسى وأصبح قد يومه من حتفه وقد أحدق به ملك الموت ... قد مُنع من الكلام وحجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعاً ولا ضراً}.


من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة المحطة الثانية
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 03:57 AM


المحطة الثانية
العديلة وسوء العاقبة
عند الاحتضار وسكرات الموت من المتوقع جداً عدول الإنسان عن الحق فتكون خاتمته وعاقبته سيئة ومنشأ ذلك العديد من الأمور نذكر منها :
الأول : حبّ الدنيا : إذا تعلق الإنسان بالدنيا وزينتها وأحب الأموال والأولاد والمناصب والأصحاب وغيرها واستولى على القلب بحيث يضعف حبّ الله تعالى ويضمحل أو ينمحي تماماً , ففي هذه الحالة إذا جاءت سكرات الموت اضمحل حب الله تعالى أكثر وأكثر حتى ينمحي , بل ربّما يتحول إلى بغض, لأنه يشعر في تلك اللحظات أن الله تعالى هو السبب في سلبه عن محبوبه وفراقه له , فتقبض روحه على هذه الحال ويختم له بسوء العاقبة.
الثاني : اعتياد ارتكاب المعاصي : إن كثرة ممارسة المعاصي والاعتياد عليها يؤدي إلى رسوخها في القلب والميل إليها دائماً أو غالباً , فمثل هذا الشخص فيه احتمالان :
1. يحتمل قوياً أن يكون قبض روحه عند غلبة شهوة وارتكاب معصية وعقد القلب بها فيصير محجوباً عن الله تعالى , فيختم له بسوء العاقبة .
2. ويحتمل أن يكون عند سكرات الموت وقبض روحه سواء كان عند غلبة شهوة أم لا , وبسبب اعتياد ذهنه وقلبه ونفسه للانتقال إلى المعاصي وميله إليها , يكون في سكرات الموت أيضاً قد انتقل ذهنه وقلبه ونفسه إلى الشهوات والمعاصي فتتمثل صورتها أمامه وفي قلبه ويقبض على هذه الحال فيختم له بسوء العاقبة .
الثالث : الاعتقادات الفاسدة : من لم يأخذ من المنبع الصحيح والمنهج القويم المتمثل بالنبي الكريم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين( عليهم السلام ) , بل خاض في غمرات البحث والنظر في بعض الأصول الاعتقادية والصفات الإلهية , وأخذ بظواهر الشرع معتمداً على العقل وكان عقله قاصراً عن إدراك الصفات وغير قادر على استخراج الأدلة التامة بل استخرج واعتمد على أدلة مضطربة وباطلة فشكك أو جحد بعض العقائد وعقد قلبه على ذلك , فعند سكرات الموت يحتمل فيه صورتان :
1. أن يغلب على قلبه الجحود أو الشك ويكون هذا حجاباً بينه وبين الله تعالى فتقبض روحه على هذا الحال ويختم له بسوء العاقبة .
2. أن ينكشف له بطلان ما اعتقد به جهلاً فيحصل التشكيك عنده في جميع اعتقاداته الأخرى حتى لو كانت صحيحة أصلاً فيجحد بها جميعاً فتقبض روحه على هذا الحال من الانحطاط والضلال ويختم له بسوء العاقبة .
وإليك بعض الموارد التي تشير إلى العديلة وسوء العاقبة :
1- قوله تعالى:{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرض ما لَها مِنْ قَرارٍ# يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ} سورةإبراهيم (آية / 26 - 27) .
ورد في التفسير : أن الشجرة الطيبة تمثل النبي الأكرم وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فمن لم يطع ولم يوالِِ أهل البيت(عليهم السلام) , سيختم له بسوء العاقبة وسيعدل عن الحق عند الموت وعند سؤال منكر ونكير . وسيأتي تفصيل أكثر إن شاء الله تعالى .
2- قوله تعالى: { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ...} .
ورد في التفسير: إنما قال تعالى ( يظنون) , للإشارة إلى أنهم لا يرون ولا يعلمون بماذا يختم لهم فالعاقبة مستورة عنهم .
3- ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) : { لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة , لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله تعالى حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له } .
4- نظر أمير المؤمنين(u) إلى رجل أثر الخوف عليه فقال(u): { ما بالك ؟ قال الرجل : إني أخاف الله ...
فقال(u): يا عبد الله خف ذنوبك , وخف عدل الله عليك في مظالم عباده وأطعه في ما كلفك ولا تعصه في ما يصلحك , ثم لا تخف الله بعد ذلك , فإنه لا يظلم أحداً ولا يعذبه فوق استحقاقه أبداً إلا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغير أو تبدل } .
5- ورد عن الإمام الكاظم(u): { اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت } .
6- ورد عن الإمام الجواد(u): { اللهم اسعدنا بالشكر وامنحنا النصر وأعذنا من سوء البداء والعاقبة والختر }.

من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

الصورة الرمزية فاقد غالية
فاقد غالية
عضو برونزي
رقم العضوية : 39632
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 622
بمعدل : 0.11 يوميا

فاقد غالية غير متصل

 عرض البوم صور فاقد غالية

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 04:02 AM


جزاك الله خيرا اخي عراقي خير الجزاءوارجوا من الله العلي القدير ان يهون
علينا سكرات الموت جميعا وضغطة القبر
اخوك............فاقد غاليه

من مواضيع : فاقد غالية 0 اربع زوجات
0 عدد حروف اسمك على ما تدل؟؟؟
0 الطماطم يتسبب في طلاق مواطنه بالاحساء
0 أبى ان يأخذها الا حراما
0 ديكورات ناعمه وروعه

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة - المحطة الثالثة
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 04:02 AM


المحطة الثالثة
إبليس وأتباعه
الثابت شرعاً وعقلاً أن إبليس يجري من ابن آدم مجرى الدم فهو لا يترك وقتاً ولا حالة ولا فرصة إلا ويستغلها للوسوسة في الأذهان والنفوس والعقول فيأتي عن طريق الطعام , والمنام والثياب , والنساء , والأولاد , والأصحاب , والجاه , والمنصب , والنسب , والجمال , والعلم , وغيرها , ويأتي في الصحة والمرض والنوم واليقظة والحزن والفرح وفي حالة امتثال الواجب وفي حالة ارتكاب المعصية وهكذا في جميع الأحوال والأقوال حتى حال الاحتضار ولحظات زهوق الروح.
وإليك بعض الموارد التي تشير إلى تسويلات إبليس وأعوانه في مواقف عديدة عند الاحتضار وزهق الروح:
1- قوله تعالى: { وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ #وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ #حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ#لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } سورة المؤمنون (آية / 97-100).
2- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { ما من دار فيها الدنيا إلا ويدخلها ملك الموت في كل يوم خمس مرات, وإنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة , فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقّنه شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله , ونحّى عنه ملك الموت إبليس } .
3- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : { إذا رضى الله عن عبد قال ياملك الموت اذهب إلى فلان فأتني بروحه ... فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة .... ويقوم الملائكة صفين لخروج روحه , معهم الرياحين , ...
فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثم صرخ فيقول له جنوده , مالك يا سيدنا ؟
فيقول إبليس : أما ترون ما أعطيَ هذا العبد من كرامة , أين كنتم عن هذا ؟
قالوا : جهدنا به فلم يطعنا } .
4- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { ما من عبد ولا أمة أعطى بيعة أمير المؤمنين علي(u) في الظاهر ونكثها في الباطن وأقام على نفاقه , إلا وإذا جاءه ملك الموت لقبض روحه, تمثل له إبليس وأعوانه , وتمثلت النيران وأضاف عفاريتها لعينيه وقلبه , ومقاعده من مضايقها ....} .
5- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : { اذكروا يا أمة محمد محمداً وآله عند نوائبكم وشدائدكم لينصر الله به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم , فإن كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته , وملك عن يساره يكتب سيئاته ومعه شيطانان من عند إبليس يغويانه , فمن يجد منكم وسواساً في قلبه, وذكر الله وقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ...,
خنسا ثم صارا إلى إبليس فشكواه وقالا له : قد أعيانا أمره فأمددنا بالمردة ....
فلا يزال يمدهما حتى يمدها بألف مارد فيأتونه , فكلما راموه ذكر الله وصلى على محمد وآله الطيبين الطاهرين , لم يجدوا عليه طريقاً ولا منفذا ...
قالوا لإبليس : ليس له غير أن: تباشره بجنودك فتغلبه وتغويه , فيقصده إبليس بجنوده .
فيقول الله تعالى للملائكة : هذا إبليس قد قصد عبدي فلاناً أو أمتي فلانه بجنوده ألا فقابلوه ... } .
6- ورد عن الإمام الصادق(u): { ما من أحد يحظره الموت إلا وكّل به إبليس من شياطينه فيأمره بالكفر ويشكّكه في دينه حتى تخرج نفسه ....} .
7- ورد عن الإمام الصادق(u): { ظهر إبليس ليحيى ابن زكريا(u) وإذا عليه معاليق من كل شيء ... فقال له يحيى ما هذه المعاليق يا إبليس ؟
فقال : هذه الشهوات التي أصبتها من ابن آدم .
فقال يحيى(u) : هل لي منها شيء ؟
قال إبليس: ربّما شبعت فثقلّتك عن الصلاة والذكر .
قال يحيى(u): لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبداً.
ثم قال الإمام جعفر الصادق(u): لله على جعفر وآل جعفر أن لا يملؤا بطونهم من طعام أبداً , ولله على جعفر وآل جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبداً } .
8- ورد عن الإمام الباقر(u) في تفسير قوله تعالى:{...إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ }سورة العنكبوت(آية/28) .
أنه(u) قال: { أتاهم إبليس في صورة حسنة فيها تأنيث, عليه ثياب حسنة , فجاء إلى شباب منهم فأمرهم أن يقعوا به , ولو طلب أن يقع بهم لأبوا عليه , ولكن طلب إليهم أن يقعوا به , فلمّا وقعوا به التذوه , ثم ذهب عنهم فأحال بعضهم على بعض } .
9- عن الإمام الصادق(u): { صعد عيسى(u) على جبل بالشام يُقال له أريحا , فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين , فقال له: يا روح الله أحييت الموتى وأبرأت الأكمه والأبرص فاطرح نفسك على الجبل ...
فقال عيسى(u) : إن ذلك أذن لي فيه , وإن هذا لم يؤذن لي فيه} .
10-ورد في تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ...}سورة الروم(آية/28) .
فإنه كان سبب نزولها أن قريشاً والعرب كانوا إذا حجّوا يُلبّون, وكانت تلبيتهم : ( لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ... فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال إبليس : ليست هذه تلبية أسلافكم).
هكذا يتصور إبليس وهكذا يوسوس , فلا تستبعد تصوره وسوسته لك عند الاحتضار .
11-ورد : إن الإمام علي ابن الحسين(u) كان يصلي فتصور له إبليس في صورة أفعى لها عشرة رؤوس محددة الأنياب متقلبة الأعين بحمرة , فطلع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده, ثم تطاول في محرابه , فلم يفزعه ذلك ولم يكسر طرفه إليه ,....
فانقض على رؤوس أصابعه يكدمها بأنيابه وينفخ عليها من نار جوفه , والإمام(u) لا يكسر طرفه إليه ولا يحول قدميه عن مقامه ولا يختلجه شك ولا وهم في صلاته ولا قرائته ,....
فلم يلبث إبليس حتى انقضّ إليه شهاب محرق من السماء فلما أحس إبليس بالشهاب صرخ وقام إلى جانب الأمام(u) في صورته الأولى ....
ثم قال إبليس : يا علي أنت سيد العابدين كما سُميت , وأنا إبليس, والله لقد رأيت عبادة النبيين من عند أبيك آدم إليك فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ثم تركه وولى والإمام(u) في صلاته لا يشغله كلامه حتى قضى صلاته على تمامها .
12- عن ابن عباس(رضي الله عنه) قال: { لما توالت الناس يوم بدر أغمي على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم كشف عنه ... وابليس قد تصور في صورة سراقة بن مالك المذلجي يؤيد المشركين ويخبر ان لا غالب لكم اليوم من الناس...} .
فعلينا الحذر من تسولات أهل الضلال لإحتمال ان يكون إبليس بصورة أحدهم بل علينا ان نعقل الكلام ونميزه وبه نحكم على القائل , وإلا فنتوقع تصور إبليس لنا في ساعات الاحتضار بصور مختلفة وبخدع عديدة كي نعدل عن الحق وأهل الحق فيختم لنا بسوء العاقبة .
13 – ورد عن الإمام الصادق(u) عن آبائه عن جده(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: { لما أسري بي إلى السماء . حملني جبرائيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لوناً من الزعفران وأطيب ريحاً من المسك , فإذا فيها شيخ على رأسه برنس , فقلت لجبرائيل : ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لوناً من الزعفران وأطيب ريحاً من المسك ...
قال جبرائيل : بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي .
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : مَن الشيخ صاحب البرنس ؟
قال جبرائيل(u): إبليس .
قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): فما يريد منهم ؟
قال جبرائيل(u): يريد ان يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم إلى الفسق والفجور } .
14- ورد عن ابن عباس(رضي الله عنه) : { ان إبليس جعل جنده فريقين فبعث فريقاً منهم إلى الإنس وفريقاً إلى الجن , فشياطين الإنس أعداء الرسل والمؤمنين , فتلتقي شياطين الإنس وشياطين الجن في كل حين , فيقول بعضهم لبعض , أضللت صاحبي بكذا فأضلل صاحبك بمثلها , فكذلك يوحي بعضهم لبعض} .
فإحذر شياطين الإنس والجن في صحتك حتى لا يتمكن أحد منهم منك في مرضك وعند احتضارك .
15- ورد عن الإمام الصادق(u): { لما أمر الله نبيه الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينصب أمير المؤمنين(u) للناس في قوله تعالى:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بغدير خم ...
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): { من كنت مولاه فعلي مولاه... فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رؤوسهم ... فقال لهم إبليس : ما لكم ؟
قالوا : إن هذا الرجل اليوم عقد عقده لا يحلها شيء إلى يوم القيامة .
فقال لهم إبليس : كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني .
فأنزل الله عز وجل على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله الكريم : {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} . فلا تجعل نفسك ممن يصدق عليه إبليس ظنه وقوله وخداعه , فيختم لك بسوء العاقبة.

من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة - المحطة الرابعة .
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 04:06 AM


المحطة الرابعة
الملائكة
ومن المواقف التي تسبب العذاب للمحتضر , حضور الملائكة ومشاهدته لها , فمن لم يكن مؤمناً ومَن لم يعمل ما يرضي الله ورسوله وأهل بيته(صلوات الله عليهم أجمعين) , سيكون حضور ملائكة النقمة بأعداد وبأشكال وألوان وهيئات مهولة ومرعبة تبشره بسوء العذاب ودار الهلاك خالداً فيها , وأذكر بعض الموارد التي تشير إلى حضور الملائكة عند المحتضر .
1- قوله تعالى:{...وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ#ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ }سورة الأنعام (آية/61-62) .
2- قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‏ءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}سورة الأنعام (آية / 93) .
2- ورد عن النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): { إذا رضى الله عن عبد , قال يا ملك الموت اذهب إلى فلان فأتني بروحه ... فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة .... ويقوم الملائكة صفين لخروج روحه... } .
3- عن الصادق(u) : { اعتقل لسان رجل من أهل المدينة فدخل عليه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : قل لا إله إلا الله .
فقال الرجل : لا إله إلا الله .
فقال له الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قل يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعفُ عني الكثير إنك العفو الغفور , فقالها الرجل .
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : ماذا ترى؟
قال الرجل : أرى أسودين قد دخلا علي .
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : أعدها .
فأعادها الرجل ...
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : ما ترى ؟
فقال الرجل : قد تباعدا عني , ودخل أبيضان وخرج الأسودان فما أراهما , ودنى الأبيضان مني الآن يأخذان بنفسي , فمات من ساعته } .
4- ورد عن أمير المؤمنين(u): { من كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ... , ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة... , ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يؤتونه منسوب إليه ... } .

من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة - المحطة الخامسة .
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 04:10 AM


المحطة الخامسة
ملك الموت
أشار الشارع المقدس إلى العديد من الصور والهيئات المادية والمعنوية لملك الموت منها :
الصورة الأولى : صورة الملائكة وهي المخلوقات العلوية النورانية , فمثلاً يصور ملك الموت بهيئة ضخمة وعظيمة بحيث يضع رجلاً في المشرق والأخرى في المغرب , أو الذي يكون العالم بين يديه كالدرهم بين يدي الإنسان . أما حقيقة ذلك وتفصيله فالله سبحانه وتعالى هو العالم بها , ومما أشار إلى ذلك:
1- قوله تعالى:{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}سورة السجدة (آية /11) .
2- قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): { لما أسري بي إلى السماء , رأيت ملكاً من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يميناً ولا شمالاً مُقبلاً عليه ثبة كهيئة الحزين , فقلت : من هذا يا جبرائيل ؟
فقال جبرائيل : هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح.
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): أدنني منه يا جبرائيل لأكلمهُ , فأدناني منه , فقلت له يا ملك الموت أكلُّ من مات أو هو ميت في ما بعد , أنت تقبض روحه ؟
فقال ملك الموت : نعم .
قلت : وتحضرهم بنفسك ؟
قال : نعم ... ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني منها إلا كدرهم في كف الرجل يُقلبه كيف يشاء , وما من دار في الدنيا إلا وأدخلها في كل يوم خمس مرات ... وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي عليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد .
قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه ملك الموت شهادة : أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله , ونحّى عنه إبليس } .
3- ورد عن أمير المؤمنين(u) في ذكر ملك الموت: { هل تحس به إذا دخل منزلاً ؟ أم هل تراه إذا توفى أحداً ؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه ؟ أيلج عليه من بعض جوارحها ؟ أم الروح أجابته بإذن ربها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ كيف يصف إلههُ من يعجز عن صفة مخلوق مثله ؟ } .
4- ورد عن الإمام الرضا عن آبائه(عليهم السلام) عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { لما أسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلاً قاعداً , رجل له في المشرق , ورجل في المغرب , وبيده لوح ينظر فيه ويحرك رأسه , فقلت يا جبرائيل من هذا ؟
فقال جبرائيل : هذا ملك الموت } .
الصورة الثانية : صورة رجل حسن الوجه وعلى هذه الصورة يبعث ملك الموت إلى الأئمة والأنبياء والصالحين وقد أشار الشارع المقدس إلى هذه الصورة في موارد عديدة نذكر منها :
1- ورد في الحديث: { إن إبراهيم(u) لقى ملكاً فقال له: من أنت ؟
فقال الملك أنا ملك الموت .
قال إبراهيم(u) : أتستطيع أن تريني الصورة التي تقبض بها روح المؤمن؟
قال ملك الموت(u) : نعم .. أعرض عني .
فأعرض إبراهيم(u) عنه ثم إلتفت إليه , فإذا هو شاب حسن الصورة حسن الثياب حسن الشمائل طيب الرائحة,.. فقال(u): يا ملك الموت لو لم يلق المؤمن إلا حسن صورتك لكان حسبه } .
2- ما ورد عن الإمام الصادق(u): { قال معبد : كنت مع أبي عبد الله الصادق(u) فجاء يمشي حتى دخل مسجداً كان يتعبد فيه أبوه الإمام الباقر(u) , وهو يصلي في موضع من المسجد... فلما انصرف الإمام الصادق(u) قال : يا معبد أترى هذا الموضع ؟
قال معبد : نعم , جعلت فداك .
قال(u): بينما أبي قائم يصلي في هذا المكان , إذ جاءه شيخ يمشي حسن السمت فجلس , وبينما هو جالس إذ جاء رجل آدم حسن الوجه والسيمة , .. فقال للشيخ: ما يجلسك؟ فليس بهذا أمرت .. فقاما يتساران , وانطلقا وتواريا عني , فلم أرَ شيئاً .. فقال أبي(الباقر)(u) : هل رأيت الشيخ وصاحبه ؟
فقال أبي(u) : الشيخ ملك الموت , والذي جاء جبرائيل} .
3- ورد عن الإمام الباقر(u): { لما أتخذ الله إبراهيم خليلاً, أتاه ببشارة الخلة ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماءاً ودهناً } .
4- ورد عن الإمام الرضا(u): { إن سليمان بن داوود(u) قال لأصحابه : قد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لأحد عليه...
فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ووقف متكئاً على عصاه ينظر إلى ممالكه مسروراً بما أُوتي فرحاً بما أُعطي , إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره, فلما بصر به سليمان(u) قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أُردت أن أخلو فيه اليوم ... فبإذن من دخلت ؟
فقال الشاب : أدخلني هذا القصر ربه , وبإذنه دخلت .
قال سليمان(u) : ربه أحق به مني , فمن أنت ؟
قال الشاب : أنا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك , أنا ملك الموت .
فقال سليمان(u) : وفيما جئت ؟
قال ملك الموت(u) : جئت لأقبض روحك .
قال(u): أمض ِ لما أُمرت به فهذا يوم سروري وأبى الله عز وجل أن يكون لي سرور دون لقائه .
فقبض ملك الموت(u) روحه وهو متكئ على عصاه } .
5- وعن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): { ... ألا ومن أحب علياً بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء ....} .
6- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): { من صام من رجب أربعة وعشرين يوماً ... فإذا نزل به ملك الموت تراءى له في صورة شاب عليه حلة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان ... } .
الصورة الثالثة :- صورة قبيحة مفزعة: وأشار الشارع المقدس إلى ان ملك الموت يتصف بهذه الصورة المفزعة المخيفة عند قبض روح الكافر والخارج عن الطريق القويم , واليك بعض ما ورد :
1- ورد عن النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): { ان الكاتمين لصفة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) , والجاحدين لحلية علي ولي الله , إذا اتاهم ملك الموت ليقبض أرواحهم أتاهم بأفضع المناظر وأقبح الوجوه , فيحيط بهم عند نزع أرواحهم مردة شياطينهم الذين كانوا يعرفونهم , ثم يقول ملك الموت ابشري أيتها النفس الخبيثة الكافرة بربها بجحد نبوة نبيها(صلى الله عليه وآله وسلم) وإمامة علي(u), بلعنة من الله وغضب ...} .
2- ورد عن الصادق(u): { بلغنا ان إبراهيم(u)أتى داره فإذا فيها أحسن صورة , قال : من أنت ؟ قال : انا ملك الموت يا خليل الرحمن .. ان الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيراً بعثني إليه في هذه الصورة ... وإذا أراد بعبد شراً بعثني إليه في غير هذه الصورة } .
3- ورد في الحديث : { ان إبراهيم(u)لقى ملكاً , فقال له : منأنت ؟ قال الملك : أنا ملك الموت . قال إبراهيم(u): أتستطيع ان تريني الصورة التي تقبض فيها روح الفاجر ؟ قال ملك الموت: لا تطيق . قال إبراهيم(u): بلى . قال ملك الموت : فاعرض عني . فأعرض إبراهيم(u)عنه , ثم إلتفت إليه ... فإذا هو رجل أسود قاتم الشعر منتن الرائحة أسود الثياب يخرج من فيه ومن مناخره النيران والدخان , .... فغشي على إبراهيم(u)ثم أفاق , وقد عاد ملك الموت إلى حالته الأولى . فقال إبراهيم(u): يا ملك الموت لو لم يلقَ الفاجر إلا صورتك هذه لكفته } .

من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

عراقي انا عراقي
عضو جديد
رقم العضوية : 39170
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا

عراقي انا عراقي غير متصل

 عرض البوم صور عراقي انا عراقي

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي عقبات وأهوال الرحيل إلى الآخرة - المحطة السادسة .
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 04:15 AM


المحطة السادسة
الموت
كيف يضحك العاقل وكيف ينام وهو يقترب من الموت , وذكر الموت يُنغص المطعم والمشرب ويجعل المرئ يغص بريقه , ويقلق ويمنع رقاده , كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام ... لا بالليل ولا بالنهار , ويطلب قبض روحه بالبيات أو في آناء الساعات , حتى يدنو يومه من حتفه , وقد أحدق به ملك الموت في اعوانه يعالج سكرات الموت وحياضه , تدور عيناه يميناً وشمالاً لا ينظر إلى أحبائه وأودائه وأخلائه , قد مُنع من الكلام وحُجب عن الخطاب .. ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعاً ولا ضراً . فينزل به هادم اللذات وهو أشد من ملك الموت, وأشد من نشر بالمناشير وقرظ بالمقاريظ ورضخ بالأحجار , وبالموت يسكت نجّيكم , ويفرق ندّيكم , ويعفي آثاركم ... ويعطل دياركم .. ويبعث ورّاثكم , ومع هول الموت وفزعه ومرارته أمام الانتقال والمجهول والحياة الأخرى وطول المقام وخوف الحساب . وإليك بعض ما ورد عن الشارع المقدس في وصف الموت وحالاته :
1- عن أمير المؤمنين(u): { لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب, ولا خوف أشد من الموت , وكفى بما سلف تفكراً , وكفى بالموت واعظاً } .
2- عن الإمام الصادق(u): { اياك والذنوب وحذرها شيعتنا , فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم , ..... وانه ليشدد عليه الموت , ما ذاك إلا بذنوبه حتى يقول من حضره لقد غم بالموت...} .
3- عن الإمام الحسن المجتبى(u): { أشد شيء خلقه الله الحَجَر , وأشد من الحَجَر الحديد يقطع به الحَجَر , وأشد من الحديد النار تُذيب الحديد , وأشد من النار الماء ... , وأشد من الماء السحاب .... , وأشد من السحاب الريح تحملالسحاب .... , وأشد من الريح الملك الذي يردها ...., وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك , وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت , وأشد من الموت أمر الله الذي يدفع الموت } .
4- عن أمير المؤمنين(u): { تجهزوا رحمكم الله . قد نودي فيكم بالرحيل , .... فإن أمامكم عقبة كؤوداً , ومنازل مخوفة مهولة لابد من الورود عليها والوقوف عندها ,...واعلموا ان ملاحِظَ المنية نحوكم دانية , وكأنكم بمخالبها وقد شبت فيكم , وقد دهمتكم فيها مفضعات الأمور ومعضلات المحذور ... } .
5- عن سيد الموحدين وإمام المتقين(u): { فإن الموت هادم لذاتكم , ومكدر شهواتكم , ومباعد طياتكم (مقاصدكم) , زائر غير محبوب , وقرن غير مغلوب , وواتر غير مطلوب , قد اعلقتكم حبائله , وتكنفتكم غوائله , واقصدتكم معابله , وعظمت فيكم سطوته , وتتابعت عليكم عدوته , وقلّت عنكم ثبوته (عدم اصابته) .... فيوشك ان تغشاكم دواجي ظلله , واحتدام علله , وحنادس (ظلمة شديدة) غمراته , وغواشي سكراته , وأليم ازهاقه , ودُجُوَّ(إظلام) أطباقه , وجُشُوبة (خشونة) مذاقه , فكأن قد أتاكم بغتة فأسكت نجيكم , وفرّق نديكم , وعفى آثاركم وعطّل دياركم , وبعث ورّاثكم ....) .
6- عن الإمام العسكري(u): { قيل للصادق(u): صف لنا الموت ؟ قال(u): للكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد . فقيل له : فان قوماً يقولون , انه أشد من نشر بالمناشير , وقرظ بالمقاريظ , ورضخ بالأحجار , وتدوير قطب الارحية على الاحداق. قال(u): كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين...}.
7- عن النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): { ان ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فنزع روحه به , فتصيح جهنم .....} .
ومعنى السفود : هو حديدة يشوى عليها اللحم .
8- عن الإمام الرضا(u)عن آبائه(عليهم السلام) عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { إذا كان يوم القيامة, يقول الله عز وجل لملك الموت : يا ملك الموت , وعزتي وجلالي وارتفاعي وعلوّي لاذيقنك طعم الموت كما أذقت عبادي } .
9- عن إبراهيم الخليل(u)انه لما مات قال له سبحانه وتعالى: { كيف وجدت الموت يا خليلي ؟ قال(u): كسفود جعل في صوف رطب ثم جذب . قال تعالى : أما أنّا قد هونّا عليك } .
10- لما صارت روح موسى(u)إلى الحلقوم قال له ربه: { يا موسى كيف وجدت الموت ؟ قال النبي موسى(u): وجدت نفسي كالعصفور حين يلقى على الملقى , لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير , ووجدت نفسي كشاة حية تُسلخ بيد القصاب } .
11- عن الإمام السجاد(u): { مولاي يا مولاي أي الأهوال أتذكر وأيها أنسى , ولو لم يكن إلا الموت لكفى , كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى .... } .
12- عن الإمام الباقر(u): { ان فتية من أبناء ملوك بني إسرائيل كانوا متعبدين .... , .... وانهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا , فمروا بقبر على ظهر الطريق , قد سفى عليه السافي , ليس يتبين منه إلا رسمه , ...
فقالوا : لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فنسأله, كيف وجد طعم الموت ؟ فدعوا الله , وكان دعائهم الذي دعوا الله به هو: أنت إلهنا يا ربنا , ليس لنا إله غيرك , والبديع الدائم غير الغافل , الحي الذي لايموت , لك في كل يوم شأن , تعلم كل شيء بغير تعليم , انشر لنا هذا الميت بقدرتك .
قال(u)فخرج من ذلك القبر , رجل أبيض الرأس واللحية ينفض رأسه من التراب فزعاً شاخصاً بصره إلى السماء , فقال (الرجل) لهم : ما يوقفكم على قبري ؟
فقالوا: دعوناك لنسألك , كيف وجدت طعم الموت ؟
قال لهم: لقد سكنت قبري تسعة وتسعين سنة ما ذهب عني ألم الموت وكربه , ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي .... } .
13- عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر(u): { إذا أراد الله قبض روح الكافر قال : يا ملك الموت انطلق انت وأعوانك إلى عدوي ,فإني قد ابتليته فأحسنت البلاء , ودعوته إلى دار السلام فأبى إلا ان يشتمني , وكفر بي وبنعمتي وشتمني على عرشي , فاقبض روحه حتى تكبّه في النار .
قال : فيجيئه ملك الموت بوجه كريه , فاتح عيناه كالبرق الخاطف, وصوته كالرعد القاصف , لونه كقطع الليل المظلم نَفَسَه كلهب النار , رأسه في سماء الدنيا ....
معه سفود (حديدة) كثير الشعب , معه خمسمئة ملك معهم سياط من قلب جهنم , تلتهب بالسياط , وهي من لهب جهنم , ومعهم مسح أسود , وجمر من جمر جهنم , فيعطيه شربة من النار لا يزال منها عطشاناً حتى يدخله النار , فإذا نظر إلى ملك الموت , شخص بصره , وطار عقله , وقال : يا ملك الموت ارجعون .
قال(u)فيقول ملك الموت : كلا إنها كلمة هو قائلها.
قال فيقول : يا ملك الموت فإلى من أدع مالي وأهلي وولدي وعشيرتي وما كنت فيه من الدنيا ؟
فيقول : دعهم لغيرك واخرج إلى النار .
قال(u): فيضربه بالسفود ضربة فلا يبقى منه شعب إلا نشبها في كل عرق ومفصل , ثم يجذبه جذبة فيسل روحه من بر قدميه ليسقط , فإذا بلغت الركبتين أمر اعوانه فأكبوا عليه بالساط ضرباً ثم يرفعه عنه فيذيقه سكراته وغمراته قبل خروجها كأنما ضرب بالسيف , فلو كان له قوة الجن والإنس لإشتكى كل عرق منه على حاله , بمنزلة سفود كثير الشعب القي عليه صوف مبتل ثم يطوقه , فلم يأتِ على شيء إلا إنتزعه , كذلك خروج نفس الكافر من عرق وعضو ومفصل وشعر , فإذا بلغت الحلقوم ضربت الملائكة وجهه ودبره , .... (وقيل اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وبما كنتم تستكبرون) ...} .

من مواضيع : عراقي انا عراقي 0 الرحيل إلى الآخرة
0 زهد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)
0 من دروس الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
0 دعاء الامام السجاد (عليه السلام) لأبويه .
0 ماذا روى الإمام الحسن الزكي عن جده (صلى الله عليه واله)

الصورة الرمزية حساويه
حساويه
عضو فضي
رقم العضوية : 7565
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 1,728
بمعدل : 0.27 يوميا

حساويه غير متصل

 عرض البوم صور حساويه

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : عراقي انا عراقي المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-09-2009 الساعة : 08:23 AM


من كل ذنب عظيم
غفر الله لك ومحى الله عنك كل سيئه
بحق هذا الشهر الفضيل
لي عوده مجددا لتتمة الموضوع



توقيع : حساويه
ثقو ا يامن تركتمونا لن ننساكم
من مواضيع : حساويه 0 هل دفن الاظافر واجب ام مستحب ؟!!!
0 فوائد ذكر الامام علي عليه السلام
0 الزهراء التي.. نطهر بولايتها! موضوع شيق
0 63 طريقة لتقوية الذاكرة واكتساب العلم****
0 صور البقيع من نوع آخر !!!!!
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:23 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية