بقلم: ناهدة التميمي
أستاذة علم الاجتماع بجامعة السربون
فرنسا
مما لاشك فيه انه كلما حاول البعض من ذوي العقول المتحجرة وممن يخافون سيرة الأئمة الأطهار ومذهبهم وممن لا يفقهون من الدين سوى القشور ان يمحو ذكر آل البيت كلما ازداد ذكرهم سموا والقا وارتفاعا وسنا..
دليلنا على ذلك هما الإمامان العسكريان عليهما السلام فبعد ان كان ذكرهما يقتصر على جمهور الشيعة ومحبي آل البيت ووجودهما محصور في سامراء أصبحا اليوم وبفضل تفجير قبتيهما أشهر قبتين ومرقدين في العالم .. الوهابية وأعوانهم أرادوا أن يطمسوا ذكرهم ويمحوا أثارهم .. ولكن ما حصل هو العكس فقد أصبح ذكرهما على كل لسان في العالم وها هو جورج بوش يذكرهما في خطابه ويشدد على ضرورة إعمارهما وهاهي اليونسكو تعرض إعادة اعمارهما باعتبارهما جزءا من التراث العالمي الإنساني وها هي ليبيا وإيران وتركيا واليابان ودول إسلامية وعالمية تبدي رغبتها في المشاركة في إعادة اعمارهما أو انجاز التصاميم لهما .. فمن أراد محوهما جعلهما أكثر شهرة من حيث لا يعلم ..ونشر ذكرهما العطر في كل أرجاء المعمورة..
ودليلنا الأخر هو المتوكل الذي حرث قبر الحسين عليه السلام وأجرى عليه الماء ليضيع أثره ولا يزوره الشيعة ومحبو آل البيت ولكن ما حصل هو إن المتوكل قد طمس ذكره وأثره بينما قبة الإمام الحسين أصبحت أعلى وأعلى وطليت بالذهب وأصبحت مزارا لكل عشاق الدوحة المحمدية الخالدة..
هنالك من يعد الشيعة مشركين لأنهم يزورون قبور الأئمة ويتبركون بهم .. والسؤال هنا هل الشيعة وحدهم من يفعل ذلك ..؟؟؟
فقد زرت تونس ووجدت في العاصمة مقام سيدي محرز والناس تتبرك به وتزوره وتلقي النقود في شباكه نذرا ويشربون من ماء بئره تبركا وطلبا للشفاء .. وقد كتب على صفحة حائطه انه عندما أمر بورقيبة بتجديد المنطقة وبناء أسواق حديثة وإزالة هذا المقام توقفت الجرافات عنده ولم تعمل فجاء بو رقيبة نفسه إلى المكان وركب الجرافة ليهدمه وأيضا توقفت الجرافة عنده فأمر بترميمه وإبقاءه وفتحه للزائرين ..
كما ان هناك سيدي منصور والذي يعتقد التوانسة اعتقادا راسخا انه أوقف غرق تونس وانقلابها اذ مالت ميلانا شديدا إلى البحر, عندما رفع يده ودعا الله أن يوقف غضبه ولذلك فان الجبال المحيطة بتونس منحدرة انحدارا شديدا باتجاه البحر ..
وفي ليبيا شاهدت وزرت مقام سيدي عبد السلام الاسمري وكان الناس يقدمون له النذور ويطعمون الفقراء وخصوصا الأفارقة الوافدين للعمل هناك في ثوابه وبركته ...
وفي مصر هنالك المرسي ابو العباس والسيد البدوي والسيدة نفيسة وأم هاشم ومقام الحسين والعدوي وكلها تزار وتقدم لها النذور وفي سورية أيضا ودول اخري عربية وإسلامية ولا يعاب عليهم ذلك وهي دول سنية ...
أما في العراق فالسنة لديهم مقامات أولياء الله الصالحين مثل الشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ جميل والشيخ معروف الكرخي ولديهم أبو حنيفة النعمان ولديهم الكثير من القبور والمقامات التي يزورونها ويتبركون بها وينذرون إليها ولا يعاب عليهم ذلك ولم تتعرض للتفجيرات كما تعرضت الأضرحة والمقامات الشيعية ..
السؤال هنا لماذا يعاب على الشيعة فقط زيارتهم للائمة وهم أولاد محمد (ص) ونسله ولماذا يعدونهم مشركين وعبدة أوثان وغيرهم لا ..؟؟!! ثم ولنفرض انهم كذلك بماذا يضر ذلك الاخرين .. لكم دينكم ولي دين ... ام انه الخوف من مذهبهم وثوريتهم ورفضهم للظلم والحاكم الجائر والوقوف بوجه الباطل هو ما يخيفهم..!؟ فلنكن صريحين ونعترف ان هذا هو السبب الحقيقي وراء تكفير الشيعة ومحاولة اجتثاثهم ..
ناهدة التميمي\
أستاذة علم الاجتماع
بجامعة السربون
فرنســا