كان أبو جهل يعبد إلهً وبعد مدة يغيـّر فكره فيعبد إلهً آخر أو بعد مدة يغيـّر فكره فيضيف إلهً آخر إلى الإله الأول فيعبد إلاهيـْـن، فكان أبو جهل كلّما يتطوّر يزيد الآلهة، وكان لا يؤمن بالحقيقة ، ولا يؤمن بالله ، ولا برسول الله ، ولا بالقرآن ، ولا بالإسلام ، ولا بأهل البيت ، بل كان يعمل باختياره أو باختيار الآخرين له أو باختياره مع اختيار الآخرين له ، ولم يكن متصلاً بالحقيقة لأنه إما أن يعمل بما هو يختار أو يختاره الآخرون له ، سواءً بالإستقلال أو بالشراكة، وهذا عينـًا هو حال العلماني المعاصر لكن اللهم أن الآلهة تختلف فالعلماني المعاصر هو إما في حدود الإشتراكية أو في حدود الشيوعية أو القومية أو الديموقراطية أو البعثية وما شاكل ذلك من المبادئ البشرية المتعددة ، فالعلماني المعاصر واقع تحت ضغوطات الديانات البشرية كما كان أبو جهل مثقلاً تحت إدعاء ما يقوله له هذا الإله أو نواهي وأوامر إله آخر كهُبل وما أشبه، فلا يتمكن العلماني أن يخلّص نفسه لأنه غير مرتبط بالحقيقة فيلزمه أن يرتبط بالإنسان سواءً كان هذا الإنسان هو أو غيره أو معه.
الأول: هو أبو جهل
الثاني: هو علي بن أبي طالب
الثالث: هو رسول الله
وعلى أي حال تشير الآية الكريمة أيضًا إلى الآلهة المتشاكسة التي تشارك وتشاكس أبو جهل الذي هو محور الآية والذي يمثـّل واقع العلماني المعاصر ، حيث بتقدم الزمن اصبحت شيوعية مزدك وماني في إيران القديمة تختلف و تتشاكس مع شيوعية كارل ماركس وفردريك إنجز والتي بدورها تتشاكس أيضًا مع شيوعية هذا الزمان وذلك لأنها غير مبتنية على قاعدة حقيقية معيـّـنة إلى درجة أن بعض الشيوعيين الكبار مثل ماو تسي تونغ المعروف بإله الصين الجديدة قد وضع مبدأ هو ضرورة تطوّر الشيوعية وهذا هو عين الخرافة والبعد عن العقل ، فغيّر لينين الكثير في الشيوعية وكذلك ستالين ومثله نيكيتا خروشوف إلى أن قام غرباتشوف وسلخ الشيوعية لأنها ليست حقيقة ، وعليه فالشيوعية كمثال مدرسة خرافية تتشاكس مع الإنسان الجاهل الذي يكون مصب تشاكسات كل المدارس الخرافية مثله مثل أبي جهل.