عوارض مرض الفصام تختفي لدى 60 % من المرضى في الإمارات
بتاريخ : 25-05-2010 الساعة : 12:44 AM
مؤتمر طبي في دبي:
عوارض مرض الفصام تختفي لدى 60 % من المرضى في الإمارات
أفاد مؤتمر طبي حول مرض الفصام في الإمارات انعقد في دبي أن عوارض مرض الفصام تختفي بشكل كامل لدى 60 في المئة من المرضى في دولة الإمارات، مما يساهم في إعادة إندماج هؤلاء المرضى في المجتمع والعودة الى حياتهم الطبيعية.
وقال المؤتمرون بأنه يتعذر الشفاء الكلي من هكذا أنواع من الأمراض النفسية بسبب الطبيعة المعقدة لمرض الفصام غير أن الاكتشاف المبكر له يساعد على تسريع عملية اختفاء عوارضه ومنع حدوث الانتكاسات المتكررة له. ونوه المؤتمرون بأساليب العلاج الحديثة المتبعة في دولة الامارات في هذا المجال.
وأدار البروفسير «رين كان»، وهو عالم دولي في مجال الأمراض النفسية، المؤتمر الذي استضافته شركة «استرازينيكا» الخليج وحضره أكثر من 100 طبيب نفسي من دولة الإمارات وجميع دول الخليج.
وقال استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية علاء حويل، «يبلغ عدد المصابين بمرض الفصام في الإمارات نحو نصف في المئة من مجمل السكان. وعلى الصعيد العالمي، يخسر معظم السكان المصابين بهذا المرض وظائفهم حيث أن المرض يخفض انتاجيتهم ويضعف قدراتهم الذهنية والاجتماعية.
وعلى الرغم من ذلك، يحافظ بعض من المصابين بهذا المرض في الإمارات على عملهم بفضل السياسة الحكومية الرشيدة في هذا المجال والتي تحث القطاعين العام والخاص على احتضان هؤلاء المرضى وتحسين ظروف عملهم بما يتلاءم مع حالاتهم الصحية الدقيقة».
وأضاف حويل: «أطلقت حكومة ابوظبي قسماً خاصاً يعد من أفضل أقسام الطب النفسي في المنطقة والذي يوفر للمرضى العلاج النهاري والمنزلي لتعزيز قدراتهم الاجتماعية من خلال مجموعة واسعة من الخبراء النفسيين والاجتماعيين. ويتم تبني افضل حلول العلاج النفسي في الدولة، مما يعزز نتائج العلاج ويساعد على اختفاء العوارض السلبية للمرض».
وأضاف حويل: «تبلغ نسبة الفصام التشككي في دولة الإمارات حوالي 20 في المئة من مرض الفصام بشكل عام. ونظرياً، لا يفترض بهذه الفئة خسارة وظائفها، حيث إنها تستطيع الحفاظ على توازنها العقلي والنفسي شريطة العلاج الممنهج وذي الجدول الزمني لها».
وكشف حويل، بأن هناك لجنة طب نفسي في ابوظبي يرأسها هو بعضوية أطباء نفسيين من الإمارة تقوم بالنظر بلياقة المريض للعمل. وتنسق اللجنة مع أرباب العمل وزملاء المريض وتقوم بالتوصية بأفضل سبل التعامل مع المرضى لتحقيق نتائج إيجابية للعلاج. كما أنها تدرس طبيعة عمل المرضى وظروف وبيئة عملهم للحفاظ على وظيفتهم وضمان عدم خسارتها حيث إن في معظم الأحيان يستطيع المريض متابعة عمله بشكل طبيعي في وقت لاحق من العلاج وفقاً للدكتور حويل.
ولا يمكن الشفاء الكامل من مرض الفصام. وتستلزم عملية التحكم بالمرض والقضاء على عوارضه العدائية وتحقيق التوازن النفسي للمريض ومنع الانتكاسات بضعة أسابيع الى اشهر قليلة في بعض الأحيان.
وسلط المؤتمر الضوء على عقار «كيوتيابين فيوميرات ذو التأثير المستمر» وهو الاسم الطبي لدواء مرض الفصام من استرازينيكا والذي يعزز التزام المريض بالعلاج، حيث أنه يوفر على المريض عبء اخذ العلاج مرتين في اليوم من خلال جرعة واحدة، كما أنه يثبت مستوى الدواء في الدم لمدة 24 ساعة ويمنع عملية تغير المستوى.
من جهته، قال رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى توام عصام إمام، «حوالي 1 في المئة من سكان دولة الإمارات هم معرضين ليصبحوا مرضى فصام. وحققت دولة الإمارات تقدماً نوعياً في معالجة المرض منذ العام 2005 بفضل الاساليب الحديثة في العلاج والتشخيص المبكر للمرض في معظم الحالات».
ويعد البروفيسير «رين كان» الذي أدار المؤتمر، باحث طب نفسي دولي ورئيس وحدة الطب النفسي في جامعة «يو.أم.سي.» في هولندا. كما أنه نائب الرئيس للكلية الأوروبية للأعصاب ومدير جمعية بحوث مرض الفصام في العالم. وفي حوزة البروفيسير «كان» ما يزيد عن 350 ورقة بحث ودراسات بحثية.
وأضاف حويل بأن مرضى الفصام ينتمون الى جميع الشرائح المجتمع من طلاب وموظفين وغيرهم. وأشار بأن فكرة العار من المرض بدأت بالانحدار في الإمارات. وقال إن معظم هؤلاء المرضى يتزوجون ويكونون عائلة بشكل طبيعي بفضل الرابط الاجتماعي الوثيق بين الأولاد وأهلهم حيث ان المرضى بغض النظر عن عمرهم يحصلون على الرعاية من أهلهم وتندمج عائلتهم بـ «العائلة الممتدة» لأهلهم.
وأضاف إمام: «أكثر من 60 في المئة من مرضى الفصام ينتظمون على العلاج، مما يتيح لهم العودة الى حياتهم الطبيعية في حين 40 في المئة منهم لا يتبعون علاجاً منتظماً مما يجعلهم عرضة للانتكاسات المتكررة. وتتحمل العائلات بعضاً من المسئولية في عدم انتظام المرضى للعلاج».
وقال تامر فاضل من شركة استرازينيكا الخليج: «لا يتم تحقيق نتائج ايجابية إلا مع الانتظام في العلاج. وعلى المجتمع تفهم مريض الفصام لمكافحة حالات اخفاء المرض أو انكاره او رفض العلاج. والشعور بالرفض من قبل البيئة المحيطة بالمريض قد تفاقم حالته وتبطئ العلاج بشكل كبير».
وحذّر المؤتمر أن التردد في مراجعة الطبيب النفسي يؤدي الى التأخر في الشفاء والعودة الى الحياة الطبيعية. وتتحقق الحياة الاسرية المستقرة والنجاح الوظيفي والحضور الاجتماعي بالانتظام على اخذ العلاج والمتابعة الطبية الدورية لمرضى الفصام.