رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
أردوغان: إسرائيل في طريقها لخسارة صديقتها تركيا
أنقرة ـ ـ أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" الذي ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة كان عملاً غير قانوني وغير مقبول وانتهاكاً للمعايير الدولية، مكرراً الدعوة غلى رفع الحصار عن غزة.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول ان مكتب أردوغان وزع بياناً صباح الأربعاء أشار فيه إلى مطالبة رئيس الوزراء التركي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالإعادة الفورية لجثث المواطنين الأتراك الذين قتلوا في الهجوم والإفراج عن الجرحى والمتطوعين وسفن المساعدات إلى تركيا. وشدد أردوغان على ضرورة رفع الحصار عن غزة.
وقال "تواجه إسرائيل خطر خسارة صديقها الوحيد في المنطقة الذي قدم مساهمة كبيرة في السلام الإقليمي حتى الآن". وأضاف ان الخطوات التي تتخذها إسرائيل في الأيام المقبلة سيحدد موقف هذا البلد في المنطقة.
يشار إلى ان 9 متضامنين على الأقل بينهم 4 أتراك قتلوا خلال الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية يوم الاثنين على "أسطول الحرية" الذي كان يبحر باتجاه قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية وأدوية بالإضافة إلى 600 ناشط من 32 دولة.
وقالت مصادر من رئاسة الوزراء التركية انها لم تتلق حتى الآن معلومات عن نية إسرائيل الإفراج عن المحتجزين الذين كانوا على متن سفن "أسطول الحرية".
وتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء مع رئيس الوزراء التركي من اجل التأكيد له أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تأمين إطلاق سراح الركاب المحتجزين لدى الإسرائيليين بعد مهاجمة سفن الإمدادات.
واقتحمت القوات الاسرائيلية سفينة تركية كانت تقل ناشطين موالين للفلسطينيين وإمدادات اغاثة موجهة لقطاع غزة. وتسببت العملية في إثارة انتقادات دولية واسعة النطاق من بينها أردوغان الغاضب.
وتسبب الحادث في الزج بالولايات المتحدة لتكون وسط نزاع بين اثنين من أهم حلفائها. وقال أوباما لأردوغان إنه يؤيد إجراء تحقيق في الحادث، كما دعا بيان مجلس الأمن.
وأوضح البيت الأبيض أن أوباما شدد على موقف الولايات المتحدة في تأييد تحقيق ذي مصداقية ومحايد وشفاف للحقائق المحيطة بهذه المآساة. كما قال أوباما إن هناك حاجة لوسائل أفضل يجب استغلالها لتوفير المساعدات للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة.
ومعروف أن اسرائيل فرضت حصارا على قطاع غزة منذ أن بسطت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سيطرتها عليه. وقال البيت الأبيض:"لقد شدد الرئيس "أوباما" على أهمية التوصل لطرق أفضل لتوفير المساعدات الإنسانية لشعب غزة دون تقويض أمن إسرائيل".
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التقت في وقت الثلاثاء نظيرها التركي أحمد داود أوغلو لأكثر من ساعتين في واشنطن، حيث تركز اللقاء على تلك الأزمة، وفق ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية.
وفيما بعد، قالت كلينتون إنه يجب على جميع من له صلة بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة، أن يكون رد فعله حذرا حيال هذا الحادث.
وأضافت كلينتون للصحفيين، عقب لقائها مع نظيرها الروماني تيودور باكونشي، أن "الموقف من منظورنا صعب للغاية ويتطلب ردود فعل حذرة ومتأنية من جانب جميع الأطراف المعنية". ووصفت الولايات المتحدة سقوط قتلى بأنه أمر مؤسف غير أنها امتنعت عن دعوات لإدانة مباشرة لإسرائيل.
وأيدت الولايات المتحدة بيانا تم إعداده بعبارات غير واضحة أصدره مجلس الأمن يدين الأعمال التي أدت إلى هذه المأساة. ودعا البيان أيضا إلى إجراء تحقيق. ودعت تركيا إلى إجراء سريع لعقاب إسرائيل وانتقدت مجلس الأمن لرد فعله "الضعيف" للغاية.
وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تؤيد إجراء تحقيق إسرائيلي على أن يكون متاحا للمشاركة الدولية. وكانت السفينة ترفع العلم التركي لدى مهاجمتها. وأضافت:"إننا منفتحون على مختلف الوسائل لضمان إجراء تحقيق ذي مصداقية بما في ذلك المشاركة الدولية، وسنواصل مناقشة هذه الأفكار مع الإسرائيليين وشركائنا الدوليين خلال الأيام القادمة".