نفوس تتحطم...
بيـــــــــــوت تتهدم ..
وصــــــــــــــــــــــــــــــلات تتقطع...
وأعـــــــــــــــــــــــــــــــــــراض تتهم..
وصــــــــــــــــــــــــــــــور مضيئة تشوه...
ومـجتمعــــــــات تتردى
والــــــــــــــــــــــسبب
ســـــــــــــــــــــــــــوء الــــــــــــــــــــــــــظن
هل تلوّث المجتمع وخربت النفوس
حتى يكون لسوء الظن والشك بالآخرين
خياراً لا غنى عنه..؟!
هل سوء الظن مرض نفسي و داء اجتماعي
أم ذكاء اجتماعي محمود
أم سلوك فطري...؟!!
هل الشك فضيلة يحفظ للمرء خطوطه الخلفية
أم أنه سوء طوية ونية ..؟ّ
لماذا نشك بالآخرين وإلى أي درجة ينبغي أن يكون هناك هامش
للشك والحذر من الآخرين حتى لا نقع ضحايا غفلة ...؟!
هل حسن الظن يكفي لبناء علاقة إنسانية مع الآخرين ..؟
وهل طيّب القلب محبوب أم مستغَلّ ومستغفَل من الآخرين ...؟
هل يجوز للمسلم أن يقع في عرض أخيه
بحجة أن سوء الظن من حسن الفطن...؟!
الإحساس بالظلم
ترجمه واقعيه لحياة الكثير من أصحاب النوايا الطيبة في هذا العالم.
يأ تينا الظلم أحيانا من أخ، أو صديق او من أيا كان
إلا أنه إحساس مخيب للإمال .
لكن الأهم من هذا الإحساس وتفاوت الناس
في تقبل هذه
المشاعر السلبية التي تتكون جراء هذا الحادث الأليم
لعطايا النفس الكريمة.
يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم ربما ظنوه
نوعاً من الفطنة
وضرباً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم
بل قد يصل به الحال إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه
ويعده من السذاجة وما علم المسكين
أن إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيفة
فالشخص السيئ يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم
ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه من شكوك وهميه
أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة
للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ
الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
سوء الظن مهلكة، وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه...
فهذا الداء الخفي، له دافع من خير، ودافع من شر..
فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة،
وذاك يسيء الظن بقصد الخير والعافيه
وكلاهما في الحقيقة سيء الظن
ولو أن القاصد للخير ما قصد إلا الخير
إلا أن إساءته الظن بأخيه المسلم لربما كان أشد وطئا
وفتنة وأثرا ممن أساء الظن قاصدا للشر والوقيعة..
إن سوء الظن آفة كبيرة
تنخر في المجتمعات والأسر والصداقات
ولعل المرء إذا اتخذ إجراء سلبيا تجاه آخر،
من قطيعة أو نحوها
وكان الآخر يستحق ذلك، فذلك لا يؤسف عليه
لكن المشكلة فيما إذا كان بريئا
هنا تقع الفواجع والمصائب على أناس أبرياء
فليس من السهل أن يتهم الإنسان بما ليس فيه..
القلوب لا يعلم ما فيها إلا رب العباد،قد يبدو للإنسان شيء فيحمله
على وجه سيء
ويكون الحق في الوجه الآخر
يجب علينا في حياتنا أن نقدم حسن الظن على سوء الظن
مهما بلغت بنا الشكوك
فأحوال العباد وما في قلوبهم والظروف التي تحيط بهم
لا يعلمها إلا الله تعالى
والتسرع بالحكم عليهم يفضي إلى بلايا ومصائب
يكون فيها خراب النفوس والبيوت والسمعة ....
إن المؤمن يطلب المعاذير،
وإن المنافق يطلب الزلات
وقد قيل
التمس لأخيك ولو سبعين عذرا.
من عرف النفس البشرية في ضعفها ونسيانها
وغفلتها وذهولها
قدم الاعــــــــــــــــتذار على التهمة
والتــــــــــــــــــــسامح على المؤاخذة
وحسن الظـن على سوء الظن ..
كثيراً ما يـــــــــــــــــنسى الإنسان نفسه
ويقع في أمور لا يحسب لها حسابا
ويتلبس بالشبهات وهو لا يدري ولا يقصد
أن الإنسان يتكلم بالكلمة وقد لا يقصد ما
وراءها من لوازم
بل هو ذاهل عنها
ونحن في كلامنا هذا نحاول علاج
هذه الآفة الخطيرة
من خلال التأكيد على أهمية حسن الظن
، وتقديمه على سوء الظن
والإنسان تمر به مواقف لا يرى فيها إلا وجها واحدا
فربما تكلم فيه
ثم إذا اتضح الأمر وبانت الحقائق ظهر له
أنه كان مخطئا
وهذا هو الذي
لا يريده الله تعالى منا،
لذا الواجب التحرز التام ..
لا تحكم إلا بعد أن تتيقن، أي يصل بك اليقين
إلى درجة أنك تقدر على الحلف على ما ظننت..
هذا الإجراء خطوة في كف الناس عن سوء الظن..
وهناك إجراء آخر،
وهو التأمل في حقيقة البشر
من حيث الذهول والضعف والنسيان ..
فإذا تأمل المرء في حقيقة البشر
وجد نفسه مرغما على التماس العذر لهم،
وعدم مؤاخذتهم بما يصدر
منهم من أمور يمكن حملها على الوجه الحسن،
ولو باحتمال ضعيف..
وهناك إجراء ثالث ...وهو الأخوة
فإن أخوة الإيمان تحمل لزوما على تقديم
حسن الظن بالمؤمن
فالمؤمن في أصل الأمر لا يريد شرا
والتعامل معه وحمل ما يصدر منه
على هذا الأصل يوجب حسن الظن والبعد
عن سوء الظن ..
ولذا كان الملتمس للمعاذير مؤمنا لأنه
يحزنه ولا يرضيه الطعن في أخيه فيجهد نفس
ه وعقله ولسانه بالدفاع عنه
بينما الطالب للزلات منافق، لا ثواب له
لأنه لا يدفع عن عرض المؤمن،
بل يتشفى ويشمت ويفرح بزلات
المؤمنين، وتلك ليست من صفات المؤمنين .
ولـكن هـــــــــــــــناك بشارة وفرحه
برغم كل تلك الجروح الغائرة في القلوب
هو
الوعد من الله
( فمن عفا واصلح فاجره على الله )
و قوله سبحانه
عن دعوة المظلوم
(وعزتي وجلالي لأ نصرنك ولو بعد حين)
أقول
لكل من ذاق وتجرع تلك السموم
ممن حوله
أن يصبر ويحتسب
وأجره على الله وحده
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
واللّه يحب المحسنين)
أنه صبر عظيم لن تطيقه الا النفوس الصافية
التي تتطلع لعظيم الأجر
اللهم لا تجعلنا ظالمين ولا على عبادك معتدين
بقول أو عمل
اللهم آمين
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا
لنكون من الخاسرين
لا إله إلا الله العظيم الحليم
لا إله إلا الله رب العرش العظيم
لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض
ورب العرش الكريم
لا إله إلا الله مفرج الكربات ومغيث اللهفات
ومحل الشدائد والبليات
لا إله إلا أنت ربنا ورب كل شيء