|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 50181
|
الإنتساب : Apr 2010
|
المشاركات : 70
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
Gladiator
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 30-11-2010 الساعة : 08:16 AM
ومن كلام له (قدس سره) في بيان أثر العداء بين الإخوة وذلك في خطبة الجمعة 18 :
فألان أيضاً أقول : أسأل نفسك هل أنت تعادي بعض المؤمنين الذين ثبت أخلاصهم لله عز وجل وتنتقده وتستغيبه وتقاطعه أم لا ؟ فان كنت كذلك فاعلم إن هذا ليس لصالح الطرفين ولا لصالح المجتمع ولا لصالح الدين ككل. أما بالنسبة إلى الطرفين الذين هما أنت وصاحبك فاعلم أنه وإن نال هو منك البلاء الدنيوي بشتمه والإعراض عنه ومقاطعته إلا أنه هو سيحصل على الثواب الأخروي وأنت ستحصل على العقاب الأخروي وتكون في ذلك شأن يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب حين صار سبباً لمزيد الثواب للحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته (عليهم السلام) فانه يكون مسؤلا أمام الله تعالى ومُعاقباً بأشد العقاب، فلعلك تنال من العقاب ما يشبه ذلك وكلما كان صاحبك أكثر إخلاصاً وإيماناً كان عقابك أكثر وأشد آلماَ. وأما بالنسبة إلى مصلحة المجتمع والدين، فاعلم انه لا يستفيد من ذلك إلا الأعداء المتربصون في خارج الحدود وفي داخل الحدود وبشكل كامل ومركز وبمختلف الأساليب والشعارات.
يكفي أن يحصل من ذلك احد أمرين أو كلا الأمرين:
الأمر الأول : قلة الفائدة الدينية والمصلحة العامة لوضوح أنكما أو أي فردين في الواقع لو كنتما متكاتفين ومتعاضدين لاستطعتما أن تنفعا المجتمع أكثر بقليل أو بكثير، فالتنافر والتناحر يورث قلة الأعمال الصالحة وقلة المصلحة العامة وقلة رضاء الله عز وجل .
الأمر الثاني : ما يمكن أن يحصل من التنافر والتناحر من أمور مزعجة ومضاعفات مخزية ويكفي أن نتصور أو نتخيل ما يعمله البعض لاحظوا هذه قصة موجودة وموجودة أيضا ومطبقة عند عدد من الناس : أنهم يضعون ديكين يتصارعان والحاضرون يضحكون ويستأنسون فسوف يكون هذا الضحك في محل كلامنا ترون أن المؤمنين كالديكين يتصارعان حتى يسقطان ويكون هذا الضحك من قبل الآخرين في مصلحة الشيطان وضد مصلحة الرحمن كما قالوا في الحكمة : اتفقوا على باطلهم وتفرقتم عن حقكم .
..... فعليك عندئذ أن تتصرف بحكمة وبما تعرف من المصلحة الدينية فليس كل حق يقال وليس كل باطل يُنتقد - ظاهرا يعني - بل كل ذلك حسب المصلحة وإن كان كذلك في القلب بيننا وبين الله سبحانه وتعالى إلا أن بيانه يحتاج إلى تشخيص المصلحة وهذا صعب على عامة الناس إلا أنني أوصيهم بالاحتياط من هذه الجهة ليحصلوا على رضا الله تعالى ويحصلوا على مصلحتهم الخاصة في الآخرة ومصلحتهم الدينية في الدنيا ولا يكونوا من المفسدين والعياذ بالله.
.... ومعنى الاحتياط هنا : .... هو أن تتأكد من قولك قبل أن تلفظه ومن فعلك قبل القيام به وانجازه بحيث يكون لديك قناعة كاملة بانتسابه إلى الدين والى رضا رب العالمين ورضا السادة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين لا أننا نناقش بالاحتمالات والإشاعات فتكون قد قلت زوراً بدل أن تقول حقاً وتكون قد طعنت بالحق بدلا عن الطعن بالباطل ولو احتمالا فعليك التأكد مائة بالمائة من هذه النواحي فإن استغلال الأعداء موجود والصيد بالماء العكر موجود وضعاف النفوس كثيرون ، وأنا أريد والله تعالى يريد والمعصومون يريدون أن يكون كل المؤمنين أهل نفوس قوية وأراء جلية وقلوب نقية وأفعال دقيقة ورضية لا أنهم يلقون أنفسهم بالظن والتهمة فيكونون قد بدءوا بظلم أنفسهم قبل ظلم نفوس الآخرين.
ومن كلامه قدس سره في بيان أهمية الأخوة والوحدة تأثيرهما على الاستعمار وذلك في الحوار الثامن :
....في الحقيقة الوحدة الإسلامية ضرورية ..... ما دام الاستعمار موجوداً وما دام القصف الأمريكي موجوداً وما دامتْ المؤامرات الأمريكية موجودة والكمبيوترات الأمريكية موجودة ، ونحن عزل لا نملك إلا شيئاً معنوياً واحداً وهو الإخوة والترابط وثقة بعضنا ببعض لا أكثر ولا أقل وهذا ينفع في كل العصور ينفع حالياً واستقبالياً وطبعاً كما نحن وأنا كثير أكرر طبعاً أنني أوصي بالوحدة في داخل الحوزة وفي داخل الشيعة كذلك أوصي في الوحدة في داخل المجتمع الإسلامي لان هذا هو الشيء الرئيسي الذي يستطاع صيحة به – لو صح التعبير – أمام الاستعمار الأمريكي والإسرائيلي وأمام المؤامرات وأنا حسب فهمي أن هذه المستويات المتدنية من المؤامرات تخاف من الرأي العام ومن غضبة الرأي العام فنحن مثلا خمسة أو ستة نغضب أو لا ملايين نغضب بطبيعة الحال غضبة الملايين أشد على رأي السياسة الأمريكية وضد رأي السياسة الأمريكية الاستعمارية ... فالتعاضد من هذه الناحية مائة بالمائة جيدا ....
.... فلنكن أنا وانتم على عدونا المشترك وهذا واجبنا ليس مستحباً ولا مباحاً وإنما بالأصل لا بد أن نتصافى .... لأجل أن ندفع عدونا المشترك ونحفظ مصالحنا الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية وهذا خير مطلب ....
وقال قدس سره في خطبة الجمعة 27
.... حتى أنني قلت، انه بغض النظر عن السلاح فإننا نستطيع عندئذ من الناحية المعنوية أن نواجه إسرائيل نفسها ونقول لها كلا ثم كلا ارجعي من حيث أتيتي.
تطبيقه قدس سره لما يدعو إليه قولا وفعلا وذلك عندما خاطب بعض خصمائه في جمعته السابعة والعشرين :
...... وإن من أحسن الكلمات التي قالها الإسلام والقرآن وكل كلماته حسنة ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ولا حاجة إلى استمرار التباعد والتباغض وتبادل التهم والإشكالات بل تعالوا نتفق ونتصاحب ونتصافى ونتحابب في الله وفي ولاية أمير المؤمنين وفي المذهب وفي الدين وبابي مفتوح وقلبي مفتوح لكم جميعاً مهما كنتم الآن وأينما كنتم ولا أريد منكم شيئاً إلا الإخوة في الله وفي رسوله وفي ولآية أمير المؤمنين وتبقى التفاصيل الأخرى ثانوية يمكن المناقشة فيها بالتدريج.
يكفي أن يكون اختلافاتنا وانشقاقاتنا فيها خدمة للعدو المشرك لإسرائيل والاستعمار ولكل من هو بعيد عن الله وعن رسوله ، فما دمنا تجمعنا الروابط الحقيقية المقدسة فلماذا لا نتحد ولا نتآخى ولا نتقارب ؟ ولماذا ننصر عدو الله وعدو رسوله من حيث نعلم أو لا نعلم ؟!
فما دامت هذه الحياة موجودة عندي والنفس يصعد وينزل فأني أرحب بكم بكل قلبي وأعذركم عن كل ما حصل منكم وتعذروني إنْ كان حصل بعض الشيء مني أو ممن يرتبط بي أو ينتسب إلي ونفتح تاريخاً جديداً كما قال الشاعر، وهذه الأبيات أحفظها من زمان وهي لطيفة :
من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا
وما أحسن أن نرجع إلى الود كما كنا
..... وبالتأكيد فان دوام الخلاف واستمراره لا يخدم إلا الاستعمار ولا يضر إلا الحوزة والمذهب وليكن زمام المبادرة بيدي واني قد أبرأت ذمتي وأرضيت ضميري بهذا العرض الدال على حسن النية.
وأنا لست طامعاً بخيرهم من أي جهةٍ ولا خائفاً منهم من أي جهةٍ أيضاً وإنما ذلك محضاً لذات الله ونصرة دينه الحنيف وهذه يد الصلح والمصافحة أمدها إليهم فهل منهم من يمد يد المصافحة نحوي ؟
والله كأنه يدعونا نحن لمصافحته ومصالحته لأن الدنيا وزينتها ومشاكلها أفسدت ما بيننا وبينه ، فيا أحباء الصدر وأبنائه فلنرجع إلى ذلك الحضن الدافئ والقلب الرحيم والخلق الرفيع بالتنافس على تطبيق نهجه الشريف قولا وفعلا فإنَّ في ذلك صلاح آخرتنا ودنيانا ، فقد لا يكفي لأحدنا أن يقول أني أحب الشهيد الصدر (قدس سره) فأن الولاء للصدر لا ينال إلا بالامتثال إلى أوآمره والتي تتمثل بالوعي الديني والورع والتخلق بأخلاق القرآن والعترة الطاهرة .
الموقف الغير مرجو
ولعل قائل يقول : إنَّ ما تقدم من بيان للموقف الشرعي تجاه المشاكل والخلافات حقاً وصحيحاً ونحن نؤيده جملة وتفصيلا لأنه مطابق فعلا لتعاليم القرآن والعترة (عليهم السلام) وتوجيهات السيد الشهيد الصدر (قدس سره) لكن الفتق كبير والجرح عميق و لا يمكن أن يتحقق قول الله عز وجل ( ... فاصلحوا بين أخويكم ... ) أو قول الشاعر : وما أجمل أن نرجع إلى الود كما كنا ؟ !
نقول : نعوذ بالله عز وجل وصاحب الزمان عجل الله فرجه من ذلك ، وأن كان لابد فان ذلك يعني بقاء السلبيات التي تشكل أكبر خطراً على المشروع الديني التربوي والوطني لمنهج الشهيد الصدر قدس سره ، ومن هذه السلبيات :
1 - خدمة العدو المشترك كما أوضح ذلك السيد الشهيد الصدر قدس سره : ( ... يكفي أن تكون اختلافاتنا وانشقاقاتنا فيها خدمة للعدو المشترك إسرائيل والاستعمار ولكل من هو بعيد عن الله وعن رسوله(صلى الله عليه وآله) ، فهل يرضى مؤمنٌ أن يكون خادماً لأعداء الإسلام والمسلمين ؟
2- تضييع المصالح العامة التي يتوقف نجاحها أو رفع مستوى نجاحها على توحيد الصفوف وتضافر الجهود كما ذكر السيد الشهيد الصدر (قدس سره) : ( يكفي أن يحصل من ذلك – التنازع والتناحر - احد أمرين أو كلا الأمرين:
الأمر الأول : قلة الفائدة الدينية والمصلحة العامة لوضوح أنكما أو أي فردين في الواقع لو كنتما متكاتفين ومتعاضدين لاستطعتما أن تنفعا المجتمع أكثر بقليل أو بكثير، فالتنافر والتناحر يورث قلة الأعمال الصالحة وقلة المصلحة العامة وقلة رضاء الله عز وجل .
3- ويعني ذلك تفشي الأخلاق الذميمة والتنازع وتفكك المجتمع الصدري لانعدام الثقة وسوء الظن بل تفكك الأسرة الواحدة لأن يوجد فيها من هو تبعاً لفلان والآخر تبعاً لفلان ، وقد تتفاقم الأمور إلى ما لا يحمد عقباه والعياذ بالله عز وجل وصاحب الزمان عجل الله فرجه من ذلك !
فهل هذا يتناسب مع مسؤولية الهداية والإصلاح في أمة الشهيد الصدر (قدس سره) التي جعلها في ذمتنا ؟
4- موقف الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله فرجه :
من عقائدنا : إنَّ أقوالنا وأفعالنا يعلمها الإمام المنتظر المهدي (عجل الله فرجه) , ويرضيه ما يوافق أحكام الإسلام ويسخطه ما يخالفها ، ولأعمالنا دوراً في تعجيل الظهور المبارك أو تأخيره ، فواقع الخلاف والنزاع وتبعاته الذي نعيشه واقعاً فيه سخط للإمام وموجب لتأخير شرط الظهور وهو وجود العدد الناجح في التمحيص .
كما ورد عن ولينا وإمامنا محمد بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) بذلك في رسالتيه للعالم السديد الشيخ المفيد (قدس الله روحه الطاهرة) حيث قال عجل الله فرجه في رسالته الأولى : ( فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فإنَّ أمرنا فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا حوبة ، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته ) ، وأما في رسالته الثانية قال عجل الله فرجه : ( ولو أن شيعتنا – وفقهم الله لطاعته – على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم لنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ..) ، فالقلوب التي ترتكب ما يسخط الإمام (عجل الله فرجه) ومملئوة بالحقد والضغائن والحسد ، لا يمكن أن نتصورأهلها من جند الإمام أو ممن يتشرف برؤيته ومعرفته في غيبته أو في ظهوره ، قال الله عز وجل : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج46 ، وقال عز وجل : ( وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) الإسراء72 ، وقال عز وجل : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) طه 124 - 126 .
ولا نكن ممن يدعو بلا عمل
ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله : ( يا علي الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ) ، الجميع يدعو الله عز وجل بأن يجمع شملنا ويرتق فتقنا بظهور الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) حيث نقول في الدعاء : (.. أللهم المم به شعثنا وأشعب به صدعنا وارتق به فتقنا وكثر به قلتنا ... ) وندعو أيضا : ( به الأهواء المختلفة على الحق ) ، فهل إشاعة التفرقة والحقد والكراهية وفتق الفتق يتناسب مع ما تلهج به ألسنتنا من الدعاء ؟
فكيف بنا إذا بزغ فجر الظهور ونحن على حالنا هذا من اختلاف القلوب والآراء والحقد والبراءة والشتيمة والقطيعة ؟ أم كيف بنا إذا جاءتْ سكرة الموت ونقلنا إلى قبورنا على حالنا هذا ؟ فلنصلح ما بيننا وبين الله تعالى فإنَّ الله يصلح ما بيننا وبين العباد كما في الحديث : ( من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين العباد ) فإن في ذلك فرج إمامنا ونجاتنا في الآخرة وسعادتنا في الدنيا .
5- بقاء الخلافات والمشاكل ينافي السير نحو التكامل الذي ندعيه :
إنّ الأدب الإلهي الذي تأدب به رسول الله واله الطاهرين (صلوت الله عليه وعليهم أجمعين) هو الذي يريده الله عز وجل لنا ببعثته للأنبياء والأوصياء والمصلحين ، قال الله عز وجل : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران164 ، فالتزكية والطهارة والكمال في إتباع آيات الله عز وجل ، فإذا كنا ندعي السير نحو التكامل فلنلتزم بآداب الله عز وجل ، ومن الآيات التي تكافح إشاعة الفرقة والخلاف بين المؤمنين :
قال الله عز وجل : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون 96 ، وقال عز وجل : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت34 .
وقال عز وجل : ( .... وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر88 ، وقال عز وجل : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الشعراء215 .
وقال الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر10 ، وقال عز وجل : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) الحجر47 ، والغل بمعنى الحقد ، وورد في دعاء الإمام السجاد عليه السلام يوم عرفة : ( ... وانزع الغل من صدري للمؤمنين ... ) .
وقال الله عز وجل : ( .... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور22 ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( عليكم بالعفو فإنّ العفو لا يزيد العبد إلا عزا ، فتعافوا يعزكم الله ) وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك ) .
وقال الله عز وجل على لسان نبيه يوسف عليه السلام : ( قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) يوسف92 ، وقد جعل الله عز وجل النبي يوسف (عليه السلام) وإخوته آية من آياته للعباد ، قال عز وجل : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) يوسف7 ، حيث حاولوا قتل أخيهم من أجل القرب من أبيهم يعقوب (عليه السلام) متجاهلين أن القرب إلى النبي هو بأتباع نهجه والقرب من الله بحيث لو لم يكنْ يوسف (عليه السلام) من الطهارة والقرب من الله لكان شأنه شأنهم عند النبي يعقوب (عليه السلام) !، فليكنْ كلٌ منا يوسف لأخواته لتعود الألفة بين المؤمنين !
وقال الله عز وجل على لسان هابيل رضوان الله عليه : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) المائدة28 ، فليكن موقفنا جميعا كموقف هابيل حتى لا يكون قابيل بيننا ، فإنّ في قصصهم عبرة وهدى ورحمة للمؤمنين قال الله عز وجل : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف111 .
6-بقاء الخلافات ينافي مبدأ عدو عدوي صديقي .
وإنْ كنا لا نريد التكلم بهذا المستوى ، فإنّ كان ولا بد نقول : إنّ من أبرز مقومات النجاح في العمل الجماهيري التغيري ، أن تسعى لتحالف مع أعداء أعدائك من أجل إضعاف العدو المشترك أو الانتصار عليه ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( أصدقاؤك ثلاثة ، وأعداؤك ثلاثة ، فأصدقاؤك : صديقك ، وصديق صديقك ، وعدو عدوك . وأعداؤك : عدوك ، وعدو صديقك ، وصديق عدوك ) .
وقال لقمان الحكيم سلام الله عليه لابنه : ( يا بني اتخذ ألف صديق ، وألف قليل ، ولا تتخذ عدواً واحداً ، والواحد كثير ) فمن الحكمة أن يكون كل الناس أصدقائنا وأن لا نجعل منهم أعداء إلا من أمرنا الله بمعاداته .
اللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ
قال الله عز وجل : ( وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً ) النساء45 .
وقال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ... ) الممتحنة1 .
ورد في كتاب الله المجيد بيان واضح لأعداء الله وأعداء المؤمنين ، ويشترك الله عز وجل والمؤمنون في أولئك الأعداء قال عز وجل " لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء " وقال عز وجل : ( مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ) البقرة98 ، وسيأتي ذكر الكفار من أعداء المؤمنين ، وسنذكر الأعداء كما ورد ذكرهم في القرآن الكريم .
الشيطان الرجيم .
قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة168 ، هذا خطاب للناس كافة ونفسه ورد للمؤمنين بالخصوص قال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة208 .
أكد القرآن الكريم على عداوة الشيطان للإنسان وللمؤمن خصوصاً ، ولا تنتهي هذه العداوة حتى يخرج الإنسان من الدنيا أما منتصراً أو مغلوبا ، وآخر معارك الشيطان مع المسلم عند سكرات الموت ليعدل به عن الأيمان نعوذ بالله من العديلة عند الموت التي ورد في رواية يتعوذ منها الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا في سجوده : ( يا كائن قبل كل شيء ويا مكون كل شيء لا تفضحني فإنك بي عالم ، ولا تعذبني فإنك علي قادر ، اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت ، ومن شر المرجوع في القبر ، ومن الندامة يوم القيامة ، اللهم إني أسألك عيشة نقية ، وميتة سوية ، ومنقلبا كريما غير مخز ولا فاضح ) .
قال الله عز وجل : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف27 ، فلنحذر أن يخرجنا الشيطان من جنة الإيمان بإتباع خطواته ومخالفة أوآمر وآداب ربنا عز وجل .
الكفار :
قال الله عز وجل : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً ) النساء101 ، وقال عز وجل : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ... ) المائدة82 .
المنافقين :
قال الله عز وجل : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) المنافقون4 ، والمنافق في العقيدة هو من أظهر الإسلام وأبطن الكفر ، وورد في تفسير الميزان للسيد العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه في قوله : " هم العدو فاحذرهم " قال : أي هم كاملون في العداوة بالغون فيها فإن أعدى أعدائك من يعاديك وأنت تحسبه صديقك .
النفس
لم يذكر القرآن صريحاً أن النفس من الأعداء لكن ذكرها بصفة كونها أمارة بالسوء قال الله عز وجل : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف53 ، وهي تشارك الشيطان بهذه الصفة قال عز وجل : ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة169 ، وذكرها القرآن بعنوان هوى النفس ونهى عن اتباعه قال الله عز وجل : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) النازعات40 ، قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) النساء135 ، وقال عز وجل : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) ص26 .
وهوى النفس هو من العوامل الرئيسية للمخالفة الأنبياء والأوصياء والمصلحين قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) البقرة87 ، وذلك لأن الشرائع السماوية مخالفة لهوى النفس ومخالفة النفس ليس بالأمر الهين .
النفس وأحاديث المعصومين عليهم السلام
النفس أعدى الأعداء
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من أطاع هواه أعطى عدوه مناه ) .
وعنه عليه السلام : ( احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من أتباع أهوائهم وحصا ئد ألسنتهم ) .
عدوك من يستر عليك الرشد
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قد عاداك من ستر عنك الرشد أتباعا لما تهواه )
أول المعاصي تصديق النفس
عن أمير المؤمنين )عليه السلام( في وصيته لولده وشيعته عند وفاته : ( ... والله الله في الجهاد للأنفس ، فهي أعدى العدو لكم ، إنه تبارك وتعالى قال : ( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) وإن أول المعاصي تصديق النفس والركون إلى الهوى ... ) .
من أعان النفس على فسادها فقد قتلها
عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( النفس مجبولة على سوء الأدب ، والعبد مأمور بملازمة حسن الأدب ، والنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة ، والعبد يجهد بردها عن سوء المطالبة ، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها ، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه ) ، وعن الإمام الصادق )عليه السلام( : ( لا تدع النفس وهواها فإنّهواها في رداها ، وترك النفس وما تهوى أذاها ، وكف النفس عما تهوى دواها ) .
إتباع الهوى يصد عن الحق
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : ( إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : اتباع الهوى وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة )
الحق والنفس ، روي في بعض الأخبار ، أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله رجل اسمه مجاشع : فقال : يا رسول الله ، كيف الطريق إلى معرفة الحق ؟ فقال صلى الله عليه وآله : معرفة النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى موافقة الحق ؟ قال : مخالفة النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى رضاء الحق ؟ قال صلى الله عليه وآله : سخط النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى وصل الحق ؟ فقال صلى الله عليه وآله : هجرة النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى طاعة الحق ؟ قال : عصيان النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى ذكر الحق ؟ قال صلى الله عليه وآله : نسيان النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى قرب الحق ، قال صلى الله عليه وآله : التباعد من النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى أنس الحق ؟ قال صلى الله عليه وآله : الوحشة من النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى ذلك ؟ قال صلى الله عليه وآله : الاستعانة بالحق على النفس ) .
أول وقوع الفتن أهواء تتبع
عن محمد بن مسلم قال : صعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( أيها الناس إن أول وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يعظم عليها رجال رجالا ، ولو أن الحق أخلص فيعمل به لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل أخلص وعمل به لم يخف على ذي حجى ، ولكن يؤخذ من ذا ضغث ومن ذا ضغث فيخلط فيعمل به ، فعند ذلك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى ) .
فما بالنا نترك أعدائنا من شيطان رجيم ونفس أمارة بالسوء ومنافقين وكفار ، ونخلق من المؤمنين أو المسلمين أو الناس أعداءاً نحاربهم ؟ وما ذلك إلا لأننا خسرنا معركة الحرب مع الشيطان وهوى النفس بمخالفتنا أوامر الله ورسوله والأئمة المعصومين عليهم السلام .
وأخيراً موعظة من أمير المؤمنين عليه السلام
من خطبة له عليه السلام : ( أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الآخرة قد أشرفت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق . والسبقة الجنة والغاية النار ، أفلا تائب من خطيئته قبل منيته ؟ ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ؟ ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل ، فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضرره أجله ، ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضره أجله ، ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة ، ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها . ولا كالنار نام هاربها ، ألا وإنه من لا ينفعه الحق يضرره الباطل ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال إلى الردى ، ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد وإن أخوف ما أخاف عليكم أتباع الهوى وطول الأمل ، تزودوا من الدنيا ما تحرزون أنفسكم به غدا ) .
استفتاءات الإصلاح والتوبة
وأخيراً حتى تأتي رسالتنا أكلها نضعُ بين أيدي الأخ المجاهد السيد مقتدى الصدر (دامت توفيقاته) والأخ المجاهد الشيخ قيس الخزعلي (دامت توفيقاته) بعض الأسئلة التي نرجوا أن يكون جوابها واضحاً شافياً لتكون بادرة خير وإصلاح لهذه الثلة المؤمنة التي ضحى من أجل هدايتها أبوكم السيد الشهيد الصدر (قدس سره)
س 1 – هل تدعون إلى إشاعة هذه المضامين الإصلاحية والتربوية التي ذكرتها الرسالة بين المؤمنين فكراً وتطبيقاً ، ونشرها بكثرة ، وعدم طاعة من يحول دون ذلك ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :
س 2 – ماذا تقولون لمن لا يلتزم بمضامين الرسالة التي توافق تعاليم القرآن وأهل البيت عليهم السلام ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :
س 3 – ما هي أبرز المواقف العملية التي تدعون إخوانكم ومحبيكم لتطبيق مضامين الرسالة ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :
س 4 – هل تعدونا بتوجيهاتٍ مماثلةٍ لهذه الرسالة خدمة لدين الله ومذهب أمير المؤمنين عليه السلام ودحراً للأعداء المتربصين ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :
س 5 – نحن نعلم يقيناً أن هناك من سيحاول تسفيه وتسويف هذه الرسالة قائلا : إنّ من كتبها جاهلا بحدود المصالح العامة وإنّ فيها من المثالية ما لا يمكن تطبيقه ، وكأنه يقول في تعاليم الشريعة مثالية لا يمكن تطبيقها ، وإنّ ما تقدم من كلام الله عز وجل وكلام النبي وآله (صلوات الله عليهم) وكلام السيد الشهيد الصدر (قدس سره) لا يوافق المصالح العامة للمؤمنين ، فماذا تقولون له ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :
يرجى منكم توثيق الجواب بختم أو توقيع ، حفظكم الله عز وجل وسدد خطاكم وأصلح ما بينكم وأيدكم على عدوه وعدوكم ، وجعلكم أمناء النهج الذي خطه السيد الشهيد الصدر (قدس سره) بجهده وجهاده وعلمه وورعه وتقواه .
إخوانكم من العراق الجريح الملهوف لأخباركم التي ستشفي صدور المؤمنين
وتجعل صدور أعدائهم ضيقة حرجة إنشاء الله وهو ولي التوفيق .
تمت كتابتها ليلة رحيل المرجع الطاهرسماحة السيد الشهيد الصدر (قدس سره)
4 ذو القعدة 1431
|
|
|
|
|