إذا أردت أن تنتحر سياسياً فكن محافظاً للبصرة أو الموصل !!
للإنصاف القول أن إدارة محافظتي البصرة والموصل من أصعب المهام التي يواجهها أي محافظ حتى لو كان ذلك المحافظ نزيهاً ونشيطاً ومؤهلاً للأسباب التالية:
(1) موقع المحافظتين: حيث إن إحداهما قرب تركيا وسوريا فهو مركز تلاقح شعوب وسياسات وتوجهات قد تكون متناقضة تماماً وخصوصا في مشهد سياسي متداخل قوميا ومذهبيا مما يسهّل على الأجندات الخارجية اللعب على القيثارة السياسية بألحان غالبا ماهي نشاز. وأما البصرة فموقعها على الخليج وقرب دول الخليج العربي وكونها ترقد على بحر من النفط يجعلها مكروهة ومحسودة وهدفا للتآمر من قبل دول خليجية وخصوصا السعودية لذلك فقد جعلوها مركزاً للفتن التي تترا على العراق مصدّرة من تلك الدول الحاقدة.وقد كانت زمن الطاغية مرتعا لعبث الخليجيين.
(2) إن البصرة قد عانت من الإهمال والتهميش السياسي والإقتصادي طوال عهود طويلة لذلك فإن إعادة لحمة أهل البصرة وتحصينهم ضد مؤامرات الأعداء مهمة شاقّة ناهيك عن جهود مضنية لإصلاح البصرة من جديد وكأننا في خربة وللأسف إبتداء من الألف الى الياء.وبميزانية متواضعة وبصلاحيات المحافظ المتواضعة مقارنة بحجم الخراب الذي فيها فإنه من الصعوبة إرضاء أهالي البصرة بسنة أو سنتين وسيبقى كثير من المتضررين الذين سيطيحون بأيّ محافظ يعيّن لهم مهما كان توجهه السياسي بكلمة أخرى إنّ البصرة تحتاج الى سوبرمان وخاتم سليمان لإنهاء الأوضاع السيئة في البنية التحتية . أما الموصل فإنها عانت خلال السنين السبعة الماضية من خلايا الإرهاب التي وجدت حاضنة لا زالت قوية وواضح إن أجندتها ليس إسقاط أي محافظ يأتي بل الإنقضاض على كل العملية السياسية والعودة الى أيام البعث وطغيانه.
لذلك لم يتعجب الكثيرون مما حصل في تظاهرات البصرة والموصل من أعمال عنف وشغب.
فإذا كان النفط غير قادر على إخراج البصرة من مأزقها فإن حمام العليل هو الآخر غير قادر على شفاء الموصل العليلة!!.
منقول