المنامة (رويترز) - قالت منظمة حقوقية يوم السبت ان السلطات البحرينية اعتقلت ناشطا بارزا لحقوق الانسان وضربته هو وأفراد عائلته بعد ان شنت المملكة حملة كاسحة على المحتجين المؤيدين للديمقراطية.
وشهدت البحرين أسوأ اشتباكات طائفية منذ التسعينات في الشهر الماضي بعد ان نزل المحتجون الذين شجعتهم الانتفاضتان في تونس ومصر الى الشوارع مما دفع الحكومة الى فرض الاحكام العرفية والاستعانة بقوات من الدول العربية المجاورة.
وقالت منظمة (مركز البحرين لحقوق الانسان) في بيان انه تم اعتقال عبد الهادي الخواجة مع زوجي ابنتيه.
وأضاف المركز ان السلطات البحرينية اقتحمت الباب الامامي المؤدي الى منزله ثم ضربوه بشدة مع رجل اخر.
وقالت المنظمة ان الخواجة تعرض لضرب مبرح حتى انه يمكن مشاهدة بقع دماء على درجات سلم منزله. وعندما حاولت ابنته الكبرى زينب التدخل تعرضت للضرب أيضا. وعاش الخواجة في المنفى لمدة 12 عاما قبل ان يسمح له بالعودة بموجب عفو عام. ووضع في السجن لاعتباره معارضا سياسيا في عام 2004 وفي وقت لاحق صدر عفو عنه من عاهل البحرين.
وشنت حكومة البحرين حملة صارمة ضد ناشطي المعارضة ووسائل الاعلام والقرى الشيعية بعد ان قمعت احتجاجات مؤيدة للديمقراطية استمرت عدة اسابيع.
وقال شهود ان عددا صغيرا من الشبان تجمعوا في احدى ضواحي العاصمة المنامة وقامت الشرطة بتفريقهم على وجه السرعة باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقال الشهود ان وحدات من الجيش عززت نقاط التفتيش التي أقامتها الشرطة في القرى الشيعية قرب المنامة ومنعت الاحتجاجات.
وقال مطر مطر عضو جمعية الوفاق الوطني وهي أكبر جماعة شيعية معارضة انه تم اعتقال 420 شخصا بينهم 20 امراة وعشرة أطباء. وتم فصل نحو 750 شخصا من وظائفهم.
وقال العمال في شركة نفط البحرين (بابكو) اليوم السبت ان الشرطة بدأت ايضا في تسريح العمال الشيعة الذين تغيبوا خلال اضراب دعت اليه النقابات الشهر الماضي في اعقاب عمليات تسريح في شركات اخرى مملوكة للدولة. يتبع
وقالت منظمة (أطباء من أجل حقوق الانسان) وهي جماعة مقرها الولايات المتحدة تقوم بحملات من اجل العاملين في المجال الطبي في مناطق الازمات ان قوات الشرطة مازالت تسيطر بقوة على المستشفى وتواصل مضايقة المرضى والعاملين.
وقال نائب مدير المنظمة ريتشارد سولوم لرويترز اثناء مهمة تقصي حقائق في البحرين "ان ما يجري امر صادم للغاية. سمعنا شهادات تدعم ذلك من عديد من المرضى والعاملين بالمستشفى والممرضات والاطباء... بشأن انتهاكات خطيرة للحياد الطبي."
كما احتلت قوات الامن مجمع السلمانية الطبي وهو أكبر مستشفى عام في البلاد يوم 16 مارس اذار وهو اليوم الذي اعلنت فيه السلطات اخلاء ميدان رئيسي في المنامة من المحتجين المؤيدين للديمقراطية.
وقال سولوم انه أثناء الحملة دخل افراد شرطة وجنود من الجيش غرف اجراء الجراحات واختفى عدد من الاطباء العاملين في المستشفى. وقال ان ثلاثة أطباء شيعة تعرضوا للضرب على أيدي قوات الامن في مكان اقامة العاملين بالمستشفى الاسبوع الماضي وفقا لاقوال شهود.
وقال "هذا انتهاك مروع ضد اطباء مطالبون بخدمة المرضى على اساس عرقي."
وقال ان الشرطة ضربت المرضى يوم 17 مارس اذار في الطابق السادس من المستشفى الذي وجه اليه افراد الشرطة المحتجين الذين اصيبوا اثناء الحملة. وأضاف سولوم "يرقى هذا الى تعذيب وفقا لتعريف الامم المتحدة."
وتنفي حكومة البحرين حدوث تعذيب لكنها تقول ان كل هذه المزاعم سيتم التحقيق فيها.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود ان المستشفيات في البحرين أصبحت أماكن مصدر خوف حيث يمكن ان تحدد الاصابات من الذي يعتقل. ورفضت البحرين هذه المزاعم وقالت انها جزء من "حملة منظمة من جانب حركة الاحتجاج".
ويقول مسؤولو الحكومة ان النظام الصحي في البحرين يعمل كالمعتاد وان مستشفى السلمانية اجتاحه نشطاء سياسيون تم توجيههم ضد الحكومة. يتبع
وأسفرت الاشتباكات في البحرين عن مقتل 13 محتجا على الاقل وأربعة من الشرطة وقالت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان ان قوات الامن استخدمت القوة المفرطة ضد المحتجين مثل استخدام الذخيرة الحية.
وقالت وزارة الداخلية ان اثنين من المعتقلين توفيا في مركزي اعتقال اليوم السبت. وأضافت في بيان ان رجلا اتهم بمحاولة قتل ضابط شرطة في 13 مارس اذار اثار فوضى في المركز وتوفي بعد ان حاولت الشرطة السيطرة على الموقف.
وتابعت ان رجلا اخر اتهم بالترويج للطائفية توفي نتيجة مضاعفات فقر الدم المنجلي وهو ثاني شخص يعاني من نفس المرض يموت اثناء احتجازه خلال اسبوع.
وقالت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان ان المريض الاول توفي الاحد الماضي لانه لم يحصل على الرعاية الطبية الملائمة اثناء احتجاز الشرطة له.
من فريدريك ريشتر