هذه قصة الشهيد رضا بو حميد الذي سقط برصاص الغدر الخليفي أرويها لكم كما عاينتها بنفسي لحظة بلحظة
من دون زيادة أو نقصان , حيث كنت إلى جانبه طوال مدة المسيرة إلى حين سقوطه وحمله إلى سيارة الإسعاف .
المقدمة
اللحظة الأولى لمعرفته
قبل الفتح الأول لدوار الشهداء و بالتحديد في المسيرة التي خرجت من مقبرة جدحفص بعد تشييع الشهيد علي المشيمع , كان الشهيد الرضا يتقدم المسيرة رافعاً الشعارات و الجموع تردد معه
و كان ذو حماس عالي و منقطع النظير قل وجوده بين المتظاهرين , حيث كان يمشي إلى الخلف و وجهه مقابل للمتظاهرين لكي ينظر في أعينهم ويحمسهم ,
و على ما أتذكر و إن لم تخني الذاكرة كان يلبس ( فانيلة ) سوداء ذات أكمام طوال , فشدني حماسه و أخذت أراقبه عن قرب
وهو يردد الشعارات , فجأةً و عندما وصلنا بالقرب من مجمع الهاشمي أخذ يردد شعار ( سير يا مشيمع كل الشعب وياك ) و أخذ المتظاهرين من خلفه يرددون هذا الشعار
فجاء إليه أحدهم لينهاه عن هذا الشعار بحجة أن المسيرة لا تحمل أي طابع ساسي بل هي مسيرة للثوار الأحرار , فأجابه الشهيد بلهجة تميل إلى اللهجة الستراوية أو المعاميرية
( المشيموع وطني حبيبي ليش ما نجيب اسموه)
فاقتنع الشهيد بضرورة تغيير الشعار
فعادت الأمور إلى نصابها و أخذ يردد مختلف الشعارات و المتظاهرين من خلفه يرددون ما يقول
هذا الموقف هو الذي شدني إليه و جعلني أراقبه في يوم إستشهاده
مراحل الإستشهاد
أرويها لكم مفصلاً كما عاينتها وكما هي لدي بالصوت و الصورة
هنا الشهيد الرضا حاملاً علم بلاده متقدماً المسيرة وكان يمشي بهمة عالية ليسبق المتظاهرين ليكون في المقدمة
من هنا دقت ساعة المواجهة في قلب الشهيد الرضا
الشهيد الرضا يلتفت إلى المتظاهرين كعادته في المسيرات ويأمرهم بنزع ما يلبسون ليواجهون الدبابات بصدر عاري وهو يقول
( أفصخوا , فصخو .. فصخوا )
الشهيد الرضا يبدأ نزع ثيابه كما أمرهم و وجهه إلى المتظاهرين
الشهيد الرضا يستكمل نزع ثيابه قبل الوصول إلى تقاطع البرهامة
الشهيد الرضا يتجه نحو المتظاهرين بعد ان استكمل نزع ثيابه و يأمرهم مرة أخرى بنزع الثياب قائلاً
( فصخوا .. فصخو . . . فصخوا ثيابكم فصخوا )
وهنا أحد المتظاهرين الذي كان بجنبه قد استمع إلى كلامه وبدأ بنزع ثيابه
الله أكبر
هنا ردد المتظاهرين شعار
( هذا الشهيد نعيفه هيهات يا خليفه )
فأخذ الشهيد يردد معهم وهو رافع قبضة يده اليمنى
ثم ردد المتظاهرين بعد هذا الشعار مباشرة
( هذا السجين نعيفه هيهات يا خليفة فأنزل الشهيد الرضا يده ! )
فعاد المتظاهرين مرة اخرى لترديد شعار
( هذا الشهيد نعيفه هيهات يا خليفة )
فعاد الشهيد الرضا برفع قبضة يده اليمنى
فلا أدري ما هو السر فالعلم عند الله
هنا , وقبل أن نصل إلى المفترق , حدث بعض الإختلاف في الآراء
فمنهم من قال إلى السلمانية و يقصد ان نتجه يميناً إلى مستشفى السلمانية
ومنهم من قال نتجه إلى اليسار إلى الدوار
فما كان من الشهيد الرضا إلا أن لوح بيده وعلى وجهه الغضب إلى جهة اليسار وهو يقول ( إلى الدوار )؟
رافضاً فكرة الذهاب إلى مستشفى السلمانية
استمر القيل و القال و هو غير مكترثاً يشق طريقه نحو الدوار
فجأة تعير الشعار إلى
( الشعب يريد إسقاط النظام )
فأخذ الشهيد الرضا يردد معهم قابضاً بكلتا يديه
بعد أن اتجه المتظاهرين إلى جهة اليسار إلى الدوار
وقبل أن يصلون إلى ملاقات الجيش البحريني بمسافة خمسمائة متر تقريباً
عاد الشهيد الرضا ليلبس ثيابه مرة أخرى
هنا استكمل الشهيد الرضا لبس ثيابه
ثما بعدها ببرهة قصيرة من الزمن عاد الشهيد الرضا لينزع قميصة واضعاً نصفه خلف رقبته
فاتحاً صدره للرصاص و لسان حاله يقول أريدها أن تكون في الصدر لا الرأس لأواسي سيدي ومولاي الحسين صلوات الله عليه
عندما أصابه السهم المثلث
هنا كان المتظاهرين يرددون شعارهم المعهود
( سلمية سلمية )
و الشهيد الرضا يردد معهم بكل حماسة
وهنا الشهيد الرضا يشير بيده اليمنى وكأن لسانه حاله
والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيد
فجأة
وبعد أن دنت و قربت ساعة الرحيل
إنطفأت حماسة الشهيد الرضا في ترديد الشعارات!!
و عاد إلى لبس قميصه مرة أخرى !!
و أطرق برأسه نحو الأرض وهو يمشي على الأرض هونا
فكأني به يستمع إلى ملائكة الرحمن تنبئه بمصرعه بعد لحظات
أو اشتغل بالتكبير و التهليل و التسبيح
و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
( راجع الهامش )
التعديل الأخير تم بواسطة أحزان الشيعة ; 28-04-2011 الساعة 03:09 PM.
هنا وصلت الجموع بالقرب من الحاجز الحديدي الذي وضعته قوات الأمن الخليفية
و بينما كان الشهيد الرضا مشتغلاً مع نفسه أخذ المتظاهرين بالتسابق نحو الشهادة , حيث انهم كانوا قبل لحظات يهتفون
( إلى الشهادة .. إلى الشهادة )
فأخذ كل منهم يسبق الآخر نحو المقدمة طالبين الفوز في الدارين
فاصبح الشهيد الرضا بين أوساط هاتيك الجموع وليس في مقدمتهم!
فجأة
وبعد ان فرغ من الإستماع إلى مصرعه و الإشتغال بالتسبيح و التهليل
أنعطف الشهيد الرضا يميناً مسرعاً لكي يتقدم المتظاهرين مرة أخرى
( انظر أقصى اليمين )
و كأن المنادي ينادي أن أسرع إلى حيث ما أمرت
هنا و بعد أن تقدم الجموع وقف مخاطباً إياهم أن قفوا هنيئة لكي نسوي صفوفنا
و شقت المسيرة نحو لؤلؤة الشهداء متخطيةً الحاجز الحديدي مقتربةً من القوات الخليفية غير آبهة بما كان وما سيكون
و كانو يسيرون و المنايا تسير أمامهم
و هنا و في الدقيقة 3:44
بدأت القوات الخليفة بالإفصاح عن الحقد الدفين طوال هذه السنين على أهل البحرين
فأنطلقت أول رصاصة وبعدها مباشرة انطلقت معها عشرات الطلقات
ولكن قفوا لننظر نظرة تحليلية على ما جرى
أنطلقت أول رصاصة في الدقيقة 3:44
و هذه الصورة بعد مضي 14 ثانية
حيث أنها تكون في الدقيقة 33:58
ثم أنظروا إلى مستوى إنتشار الد م على الأرض
حيث أنه إلى الآن لم يتجاوز القدمين من راسه إلى نهاية السيل
وهذه صورة أخرى في نفس الدقيقة ونفس الثانية
33:58
حيث أنها لا تفصلها عن الصورة التي قبلها إلا بضع أجزاء من الثانية
و أنظروا إلى غزارة الدم المتدفق من راسه كأنه ميزاب
و هذه صورة أخرى في الدقيقة و نفس الثانية
و لكن تفصلها عن الصورة التي قبلها بضع أجزاء من الثانية
و أنظروا إلى مستوى جريان الدم إلى أين وصل خلال هذه الأجزاء من الثانية
( الإستنتاج )
أن الشهيد الرضا اصيب على اكثر التقادير في الثانية 11 من بدء إطلاق الرصاص
حيث أنه ظل واقفاً صامداً لم يخفه صوت أزير الرصاص و لم يرجع قيد أنلمة إلى الوراء
فلا أدري أي نفس كان يحمل في جوفه و لا أي شجاعة كان يتحلى بها
فكأنه جسد قول مولاه الحسين صلوات الله عليه
( لا نلحق مدبراً ولا نفر من مقبل )
و هذا جسد الشاهد الشهيد
نم قرير العين فإنا نعاهدك أن نفتح دوار لؤلؤة الشهداء مرة أخرى
فهنئاً لكم طبتم و طابت الأرض التي لونتها بدامائك القانية
و هذا الشاهد الحاضر يلملم أعضاء جسد الشاهد الشهيد
لؤلؤة من لآلىء الحرية محمولة على أكف ثورية
الشاهد الجريح الذي سقط بجانبه , وكان رافع يده و هو يصيح
أشهد أن علياً ولي الله
أشهد أن علياً ولي الله
ى
إن يحملوك على الأكف فإنما ... حملوا الحقوق ولؤلؤٍ مصيوب
الله أي رزية عاينتها ... خرز الآلىء في الدماء تجوب
أوما دروا ان الآلىء كلما ... صُبغت بقاني الدم تطيب
لا غرو إن خضبت من فيض الدما ... فلطالما صبغت دماء النحر شمس غروب
هذي دماه على أكفك شاهدً .. أن من أشاع الأمن ظالم و كذوب
____________________
كنت أنا و صديقي جالسين على الدوار في أحدى اليالي , فجاء أحد أصحاب صديقي وهو من قرية المالكية
فأخذ يتحدث لنا بإختصار عن شخصية الشهيد الرضا فقال : إن الشهيد الرضا من المواظبين على الصلوات الخمس في المسجد و خصوصاً صلاة الصبح
حدثت كرامة للشهيد السعيد عبد الرضا .. شهيد المالكية المغدور ..
إذ أنه ميت سريرياً منذ يومين ..
والميت سريرياً يستحال له أن يتحرك ويستحال أن تصدر أي حركة منه
في يوم خروج روحه حس أخوته إن الشهيد اليوم مودع ومغادر إلى الله ..
على لسان أخيه ..
يقول مسكت بيده
ومسك أخي بيده الأخرى
وظلينا نقرا عليه القرآن لفترة .. ونمسح على يده ..
رفع الشهيد يديه - وهو ميت سريرياً - واحتضن أيدي إخوته
وقبض على أيديهم ورفعها إلى الأعلى
عند تلك اللحظة كبر الأطباء والممرضات وصلوا على النبي مندهشين مما يحصل ..
ثم ارتفع صدره ببطء
وهبط شيئاً فشيئاً وخرجت روحه الطاهرة ..
قال أهله أنه كان يتمنى الشهادة ملياً ..
وأنه قال لأخيه كن بجانبي لترى كيف أموت عند توجههم إلى الدبابات ..
وكان يعلم بشهادته ..
زوجة الشهيد عبدالرضا تقف على جسده بعد إعلان نبأ
وفاته في مجمع السلمانية الطبي أمس
بعد ثلاثة أيام قضاها الشاب عبدالرضا محمد حسن بوحميد (32 عاماً) في وحدة العناية المركزة بمجمع السلمانية الطبي، أعلن الأطباء ظهر أمس الإثنين (21 فبراير/ شباط 2011) استشهاده متأثراً بطلقة الرصاص الحي التي استقرت في رأسه منذ يوم الجمعة الماضي، بعد أن أطلقت قوات الجيش البحريني الرصاص على بعض المشاركين في نهاية (كسار) فاتحة الشاب علي عبدالهادي مشيمع (21 عاماً) في الديه واتجهت نحو دوار اللؤلؤة.
وسيتم تشييع جثمان الشهيد انطلاقاً من دوار 13 في مدينة حمد، وصولاً إلى المالكية، وذلك عند الساعة الثامنة من صباح اليوم (الثلثاء).
وفور إعلان استشهاده أمس، توافد العشرات إلى وحدة العناية المركزة حيث يرقد عبدالرضا، وزوجة عبدالرضا التي كانت تلازمه طوال الوقت، والتي أكدت في لقاء لها مع «الوسط» يوم السبت الماضي، أنها لن تبكي على زوجها في حال توفي، إذ قالت حينها: «أنا سعيدة بزوجي، ولن أحزن عليه، حتى وإن مات لا قدر الله، لن أكون حزينة لأنه سيموت كرجل، إذ كان يطالب بحقوقنا»، وبالفعل لم تذرف بعد وفاته أمس دمعة واحدة، حتى بعد أن قبَّلت رأسه في اللحظات الأخيرة في مشرحة السلمانية.
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد
رحم الله من قرأ الفاتحة على روحه وعلى أرواح شهدائنا
اللهم عجل لوليك الفرج وانصر شيعة البحرين يارب
الى رحمة اللة شهيدنا الغالي وكل الشهداء ومع الاسف مامن ناصر لهم سوى ان يقف العرب ينظرون الى هذي المجازر وهؤلاء الشباب اللذين يسقطون بعمر الزهور ولا من مجيب لا يوجد غيرة ولاحمية الا يوجد فيكم مختار ثقفي ياخذ بثائر هؤلاء اللة اكبر الظاهر الرجال انقرضو من الوطن العربي
التعديل الأخير تم بواسطة دانا ; 29-04-2011 الساعة 06:59 AM.
رحم الله شهيدنا البطل (عبد الرضا بوحميد)والذي التحق بالركب الحسيني مع الصحابة المنتجبين من انصار ابي عبد الله الحسين(ع).
فطوبى للشهيد السعيد عبد الرضا ورحمه الله عليه هو وشهدائنا الابرار من شعبنا الأبي البحريني واسكنهم الله فسيح جناته وانهم شهداء عند ربهم فرحين بما اتااهم من نعمه والهم اهله وأصدقائه وشعبنا البحريني الصبر والسلوان.
وشكراً لك لنقل الواقعة المحزنة لشهيدنا عبد الرضا.