الأخ العزيز الأستاذ المختار الكبير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا أتفق معك حول سلبيات الأكاديميين العراقيين وضعف اسهاماتهم في التغيير والتطوير وانتهازية الكثيرين منهم، ولي مقال مطول حول هذا الموضوع كتبته منذ أشهر وسأنشره قريباً وأتمنى أن تطلع عليه.
أنا لست أكاديمياً وإن كنت أحمل شهادة الدكتوراة، لأني لم أعمل بالتدريس الجامعي، فقد حرمت من ذلك في العراق بسبب رفضي الانتماء لحزب البعث، وبعد عملي في وظيفة حكومية لثلاث سنوات هاجرت من العراق في أوائل الثمانينات، وبعد اربع سنوات من الهجرة انتهت صلاحية جواز سفري، وبسبب رفض الحكومة البعثية تجديده قضيت ثمان سنوات في سورية من دون عمل، واثر حصولي على الجنسية الكندية أوائل القرن الواحد والعشرين عملت في حقل الاستشارات والتدريب في السعودية واختصاصي هو الإدارة والتنظيم، ولي مساهمات عديدة في تنظيم وإعادة تنظيم وتطوير وزارات ومؤسسات خليجية وسعودية، لذا فأنا رجل عملي لا أكاديمي، كما تشهد على ذلك مؤلفاتي باللغتين العربية والإنكليزية، والتي تعرض جوانب من تجربتي في هذا المجال، ويغلب على مقالاتي المتعلقة بالشأن العراقي الاتجاه العملي لا الأكاديمي النظري ، فالمقال الأخير مثلاً الموسوم (نزوة إمام المسجد الحذيفي) يشخص أخطاءً لغوية وفقهية وقع فيها الحذيفي، لم ينتبه لها المعلقون على خطبته، لذا أدليت بمساهمتي في الرد على اغلاطه ومغالاطاته.
أما بالنسبة للتجاوب مع تعليقات القراء فأنا أحرص على ذلك ما استطعت مع الأخذ في الاعتبار أن ليس كل التعليقات تستدعي استجابة، فهنالك من يثني على مقالاتي ولا أظنهم يتوقعون مني شكراً على ذلك، وهنالك من يختلف معها، فإن كان بإسلوب السب والسخرية فلا يستحق الرد، وإن كان اعتراضاً على نقص مصادر زودته بها إن توفرت لدي، لذا فالاستجابة متفاوتة حسب نوع التعليق، وفي كل الأحوال يجب عذر الكتاب لأن اعداد المقالات يتطلب وقتاً وجهداً وغالبيتهم وأنا واحد منهم لا يريدون ولا يقبضون أجراً مقابل ذلك، وعلى الرغم من ضيق الوقت وكثرة المشاغل فقد دخلت في سجال طويل مع عراقي ملحد، ورددت عليه في خمس مقالات مطولة، وهي منشورة في بعض المواقع.
نأتي الآن لمقترح تصميم علم لشيعة العراق، ومن البديهي إن انجاز أي مشروع بما في ذلك إعداد علم لشيعة العراق يتطلب تنظيماً مناسباً، تحدد فيه الهدف أو الأهداف، وتبين فيه المراحل والخطوات وتوزع فيه المهام حسب الاختصاصات، ولو أردنا وضع خطة عمل أولية لهذا المشروع لتضمنت ما يلي:
الهدف: اعداد علم لشيعة العراق والحصول على الدعم الشعبي له والاعتراف الرسمي به.
المراحل:
أولاً: طرح فكرة وضع علم لشيعة العراق في المنتديات والمحافل للحصول على الدعم الشعبي للفكرة مع التأكيد على ضرورة المثابرة والمتابعة والاصرار.
ثانياً: انشاء موقع على الإنترنت لمشروع العلم الشيعي أو اقناع موقع أو أكثر بتبني المشروع وتخصيص حيز خاص له على مواقعهم.
ثالثاً: دعوة الأعضاء والمتصفحين لإبداء أفكارهم مقترحاتهم حول المشروع وكيفية تنفيذه.
رابعاً: الإعلان عن مسابقة تصميم علم الشيعة مع تحديد بعض الشروط الواجب توفرها في التصاميم المقترحة مثل ادخال عبارة (هيهات منا الذلة) تعبيراً عن الانتماء العقائدي وشمولها على رموز معروفة للعراق مثل النخلة والنهرين والنفط على سبيل المثال لا التحديد أو الحصر مع وضع مصغر لعلم العراق في زاوية من العلم تأكيداً على ارتباط الشيعة بالعراق ووحدة أرضه وشعبه..
خامساً: تشكيل لجنة لفرز التصاميم واختيار أفضل عشرة ( أو خمسة) منها.
سادساً: دعوة القراء لاختيار أفضل التصاميم بالتصويت الإلكتروني.
سابعاً: نشر العلم الذي يتم اختياره على المواقع الشيعية ورفعه في المناسبات الرسمية والدينية والضغط على الحكومة المركزية والسلطات المحلية للإعتراف به علماً لكل الشيعة.
ثامناً: دعوة كافة الفصائل الشيعية للتخلي عن أعلامها وتبني العلم الموحد.
تاسعاً: وضع برنامج عمل موحد لكافة شيعة العراق وهذا هو الهدف الأسمى من مشروع علم الشيعة، وهو مشروع أضخم ولكن إن تم انجاز مشروع العلم فسيكون ممكناً.
هذا مجرد مقترح ولا بد من مراجعته وتطويره.
إن هذا المشروع وغيره من المشاريع الهادفة لتوحيد شيعة العراق حول قيمهم العليا وأهدافهم الخيرة قابل للتنفيذ متى ما توفر التوفيق الرباني وخلصت النية وتضافرت الجهود.
مع خالص ودي وتقديري
أخوكم
حامد العطية