"عشرة الفجر" في إيران: إستفتاء حقيقي لإرادة الشعب وعهد على المضي في نهج الثورة
بتاريخ : 02-02-2012 الساعة : 10:47 PM
في كل عام من شهر شباط / فبراير، تحتفل الجمهورية الإسلامية في إيران بذكرى انتصار ثورتها بقيادة روح الله الإمام الخميني (قده) الذي سجل أعظم حركة ثورية في التاريخ المعاصر، فهو سيد عالم وإمام فقيه قاد الثورة من منفاه، و جاهد لأجلها، فالتف الشعب حوله ليعود الى إيران و ينزع عنها قيد التبعية والإرتهان للأمريكيين، محوّلا ً إيران من شرطي أمريكي الى جمهورية إسلامية أضحت رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية والدولية .
وإحياءً لهذه الثورة التي قل نظيرها، تشهد إيران عشرة أيام من الاحتفالات، ترى فيها الفعاليات الرسمية و الشعبية فرصة لإعادة التاكيد على الإنجاز التاريخي الذي حققه الإمام الخميني (قده)، فمنذ اليوم الأول، حوصرت الثورة الفتيّة، وحوربت، وعوقبت على خياراتها السياسية الداخلية و الخارجية، لأن هدفها كان مجابهة الإستكبار و دعم المستضعفين، هي ثورة أعادت ضخ الدم في القضية الفلسطينية، وأثمرت مقاومة وصموداً حقق الإنتصارات تلو الإنتصارات .
عشرة الفجر من كل عام تشكل إستفتاء حقيقياً لإرادة الشعب الذي ملأ الساحات عام 1979، والمشهد يتكرر في الحادي عشر من كل شباط / فبراير، إستفتاء يلبيه الملايين، رافعين شعار الإمام الخميني (قده) "نحن نستطيع"، وهو شعار تحوّل عملاً وضع إيران في واجهة الأحداث العالمية، وحوّل التهديدات الى فرص لجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثالاً لالتفاف الشعب حول قيادته، لحفظ ما يسمونه الحرية والإستقلال في زمن الهيمنة والوصاية والإرتهان .
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت تستورد الأسلاك الشائكة عام 1980 لتحصين حدودها، وكانت تحصل عليها عبر السوق السوداء، أصبحت اليوم قوة علمية رائدة، فنياً وتكنولوجياً، وسياسياً، وعسكرياً، فهي باتت تمتلك تكنولوجيا الفضاء من صواريخ ومخططات لإرسال رائد إيراني الى الفضاء الخارجي عام 2022، وأقمار صناعية محلية الصنع، ويضاف الى هذه التقنية الحساسة التي تتطلب الكثير من الحسابات الدقيقة، تصنيع الصواريخ، أو ما يعرف بالمسبار الحامل لها، والذي يظهر القدرة الصاروخية الايرانية التي تدخل في إطار قدرات عسكرية أرست معادلة ردع بوجه الجيش الأميركي.
ويبقى لمواكبة إيران علوم العصر، عبر الكم الكبير من المقالات العلمية والجامعية، أهمية كبرى، فهي شهدت نمواً كبيراً وصل الى مئتين وخمسين في المئة، بالمقارنة مع النمو العلمي للدول المحيطة، وساهمت في وضع البلاد على سلّم الدول المتقدمة في مجال الأبحاث العلمية بعد أن دخلت في نادي الدول النووية التسع.