|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 69264
|
الإنتساب : Nov 2011
|
المشاركات : 8,606
|
بمعدل : 1.81 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
مقالات جميلة
بتاريخ : 15-03-2012 الساعة : 07:08 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
الممحاة في الدُرج!
يرسمُ قلمُ الأسبابُ ومسطرة المسببات جغرافية ورقة حياتنا اليومية بكل تفاصيلها على طاولة أجسادنا وأرواحنا.
والتي قد نغرق في “مادية” القلم والمسطرة لدرجة أن ننسى أو نتناسى “الممحاة” المخبئة في دُرج طاولتنا كل يوم، وهوالدعاء. “لا يرد القضاء إلا الدعاء”. فمع سير القلم والمسطرة للرسم، فقوة “المحو” بين يدينا هي رسم آخر أنزلته السماء لنا، فهل نأخذ بها محواً بعد رسم أو رسماً بعد محو؟
أخرِج ما بكهفك!
قلبُ كل منّا كهفٌ عميقٌ وغريب، قد يكون مُوحشاً بظلام كل الدنيا فيه، بقدر أن يكون آية جمال تأخذ بالألباب.
يُمكن أن تشعر بحرارة النار التي يبثها تنينك الذي بداخل كهفك، بقدر أن تشُم شذى كل زهور الدنيا فيك.
ليس الكهف بقبعة ساحر لاعب الخفة الذي تستمتع بألاعيبه، بل هو الحاوي محرابك وحرابك، تنينك وزهورك، خفافيشك وفراشاتك.
فلينفث تنينك ناراً ولتطير خفافيشك ليلاً ونهاراً لمن يقترب من كهفك متعدياً عليه، في الوقت الذي تُفرد فيه مساحة ً لتنمو زهورك ويكبر تأملك وأملك بالعمل بداخله.
هزّي إليك
ما إنْ تضع يدها على أمرٍ حتى تُحدثُ زلزالاً لتُخرج البذرة من رحم الأرض، أو لتُنزل رُطباً جنياً من نخل.
لها القدرة على إحداث "الهزّات" في القلوب بجميع درجات "ريختر"، فهي صنيعة السماء ونعمتها في الأرض لتكون راسمة الحدث لا مستقبلةً له فقط.
فمدار هزاتها تبدأ من بيت في قلب رجل وطفل إلى قلب أمة لصناعة بطل، فما دام "زلزالها" سماوياً لا يمكن للأرض إلا أن تُلبّيها بالحركة والإرتداد، وتُنبتُ موقفاً ونصراً.
"هزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً"
آياتٌ مُحكمات!
جاذبةٌ، خافضةٌ رافعة، قد اختصرت عُمُر كل الكون في سنينها القصيرة، لتكون بداية حياتها "فاتحة الكتاب" مع رسول الإسلام في كل موقف، ونهاية حياتها "سورة الناس".
فضربت أجمل مثال لكل البشرية في إذابة "الإقطاعية" في نفوسنا بكل المساحات التي نتحرك بها في حياتنا، فكان "الجار قبل الدار" عنوانها ذاك في دعائها بصلاة الليل وفي عطائها في صومها عبر "سورة الدهر".
لذا، ذاب القرآن في فاطمة الزهراء (ع) وتمثّل فيها حركة وموقفاً، فكانت كل قيم كونُ خلافة الأرض بها منجذباً لها طيّعاً، فهي الجاذبة لكل القيم، الخافضة لعناوين قابيل، والرافعة لراية الإنسان.
ماذا تجني لتكون؟
كيف يمكن لهذا الإنسان أن يكون جامعاً لكل القابيليين والفراعنة والنماردة والأبارهة وكل آباء جهل واليزيديين في قلبه لينشر كل السواد منه!!
وكيف يمكن لهذا القلب أيضاً أن يكون جامعاً لكل الهابيليين والموسويين والإبراهيميين والعيسويين والمحمديين والحسينيين لينشر كل النور!!
تلك القدرة على الجمع واحدة لذات قلب الإنسان إلا أنّ المدار يكون ماذا يفعل في حديقة الحياة. أيجمع شوك ليبث حقد ودم أو يقطف ورد لينشر حب وود.
جعفر حمزة
|
|
|
|
|