|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 72552
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 36
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
المبالغة في الكلام // بقلم سماحة الشيخ منتظر الخفاجي
بتاريخ : 03-07-2012 الساعة : 04:19 PM
المبالغة في الكلام
من الأمراض الشائعة بين الناس ، والذي قلما نجد من عافاه الله تعالى منه ، هو مرض المبالغة . وهو إضافة المتكلم بعض الأمور لقوله أو خبره .
والذي يدعو الإنسان لهذا الأمر ، أعني إلى عدم النقل الدقيق أو التعبير الدقيق عما يريد تصويره لدى المقابل ، عدة أسباب ، منها :
أولاً : اللامبالاة بحدود الكلام ، أي إنزال الكلام إلى مرتبة هي أدنى مما هو عليه ، أو قلّ أدنى من استحقاق الكلام من الاهتمام . وربما هذا بسبب الجهل بآداب الكلام .
ثانياً : عدم رؤية أو تصور عواقب ونتائج ما أضاف من مبالغات في كلامه . فلو أنه أدرك من أن المحسنات – في نظره – التي أضافها لكلامه سترسم صورة في ذهن السامع غير الصورة الحقيقية للأمر والتي ربما يبني عليها السامع أسس يسير عليها في حياته ، خاصة إن كان المتكلم ممن يُسمع كلامه ، فلو أدرك المبالغ ما لمبالغته من أثر فلربما تحرى الدقة في كلامه .
ثالثاً : وربما هو السبب الأكبر للمبالغة – حسب ما فهمنا من المبالغين – هو اعتقاد المبالغ من أن نقل الواقعة كما هي فيه شيء من النقص ، فيحاول [ مشكوراً ! ] سدّ ذلك النقص بتعظيم الواقعة أو تحسينها بالإضافات .
رابعاً : وقد يكون هو السبب الدافع . وهو محاولة إثارة السامع وشدّه إلى المتكلم ، وبالتالي الإعجاب بالمتكلم نفسه . فهو يعود تحقيقاً إلى شعور المتكلم بنقصه – وهو شعور حق – لكن محاولة سدّه بهذا الأسلوب هو من باب سد النقص بما هو أنقص منه .هذا، وإن لهذا الأسلوب أو المرض من الأضرار المباشرة وما تترتب عليه من آثار ، ما تودي بصاحبه إلى الهلاك من حيث لا يشعر . ومن هذا الأضرار :
أولاً : ما يتضرر به المبالغ نفسه ، وهو سقوطه من أعين الناس ، فإن ما أوهمته به نفسه من أن مبالغته ستبلغ به معاقد قلوب الناس ، هو وهم محض وصورة خادعة استدراجية ، لأجل إيقاعه بما يبعده عن الناس بل ورب الناس .
ثانياً : من الآثار السلبية المترتبة على هذا الفعل ، هو ضياع الحقائق لما ترسمه المبالغة من صورة في ذهن السامع مغايرة للواقع ، وربما تصل درجة المغايرة إن ضُم إليها أسلوب المتكلم ودرجة استقبال السامع إلى مئة بالمئة .
ثالثاً : إن المبالغة ليست بمرض مستقل يتوقف عنده المبالغ ، إنما هو حلقة استدراجية للتي تليها ، وهو باب الاختلاق وأعني به الكذب المحض . فتكون المبالغة مهيِأة ومسهِّلة لدخول باب الكذب المجرد الصريح .
ولا ينبغي أن نغفل من أن المبالغ مسؤول عن كل ما يترتب في ذهن السامع وما يؤسس عليه السامع من اعتقاد أو فعل جرّاء مبالغة المُخبر .
فينبغي على المتكلم أن يتحرى الدقة والحق في كل ما يصدر عنه ، قولاً كان أم حركة ، فإنه مسؤول .
هذا ، وأن قول الحق هو من نصرة الحق تعالى ، فهل من ناصر؟.
|
|
|
|
|