صور مقلوبة
صور مقلوبة!
* عندما يدق جرس بابك ذات مساء رجل متسائلا عن اسم جارك الملاصق لك، وتجيبه بلا أعرف :
:: أغلق بابك واعلم أن الصورة التي بين يديك مقلوبة ::
* عندما تذهب لأخذ ابنك من مدرسته أثناء وقت الدراسة الرسمي له، وتفاجئ الجميع بأنك لا تعلم في أي صف هو :
:: فاعلم أن الصورة ما زالت مقلوبة معك ::
* وعندما تمر بأحدهم كل يوم، وتراه كل يوم، وتألفه ويألفك، ويكاد كتفك يضرب بكتفه، وخطاك تعثر خطاه، ولا تنبت شفاك أو شفاه بالسلام عليكم :
:: عندئذ اعلم يقينا أن الصورة باتت مقلوبة ::
* عندما تفتش وسط جهازك (الموبايل)، وتكتشف أن آخر مكالمة أجريتها لأقرب صديق أو قريب، هي قبل أسبوع أو أكثر :
:: فاعلم أن الصورة ما زالت مقلوبة ::
* وعندما تتحول علاقاتنا المنزلية إلى مجرد مسجات نرسلها لبعضنا، من خلف أبواب غرفنا الموصدة :
:: فاعلموا أن الصورة مقلوبة ::
* وعندما تفتقدنا موائدنا التي كان يجدر بها أن تجمعنا ثلاث مرات في اليوم، ليتناقص العدد إلى مرة واحدة :
:: فاعلموا أن الصورة مقلوبة ::
* عندما يكتظ المنزل بأكثر من ثمانية أفراد، ولا يرى كل منهما الآخر إلا في نهاية الأسبوع أو في آخر اليوم، لتتحول منازلنا إلى فنادق ألف نجمة :
:: فاعلموا أن الصورة ما زالت تصر على أن تبقى مقلوبة ::
* عندما يسيطر الانتقام على علاقاتنا الاجتماعية، فنجامل بحضورنا للمناسبات من يجاملنا بالحضور، ونتجاهل من تجاهلنا لا لشيء إلا لنرد لهم الصاع صاعين :
:: فاعلموا أن الصورة لم تعد معتدلة ::
* وعندما تكتب منددا بمن انعزلوا عن التواصل الاجتماعي، وتكون أنت أول المقصرين اجتماعيا، وأنك بذلك لا تنقد إلا نفسك :
:: فاعلم أن الصورة مقلوبة وأنك من يجب أن يبدأ بتعديلها ::
* وعندما تتعنت الآراء، ويظن كلا الطرفين بأنه الصح ولا صحيح بعده، ويفرد كل ذي عضلة عضلته على الأخر، ويستعرض كل منهما هيمنته، ويفسد الاختلاف للحب وللود آلاف القضايا :
:: فاعلم بأن كلاهما يمسك بصورة مقلوبة ::
* وعندما يسيطر عليك وهم العظمة، وتأخذك الظنون إلى حيث تشاء أنت، وليس حيث تشاء هي، وتخيم عليك نرجسية ضاق بها خيال العالم، وتستخف بأفكار غيرك، وتحسب أنك أنت ولا أحد سواك هو الأفضل،
وتجد أن الجميع قد انفض من حولك، وأنك مازلت وحيدا في سماء وهمك، وتصر على البقاء هكذا :
:: فاعلم أن مرآتك خدعتك، وأن صورتك مقلوبة ::
* وعندما تشغل منصبا تربويا يحتم عليك أن تنادي بضرورة تربية الأبناء
التربية الدينية الحسنة، وتعويدهم على العادات والأخلاقيات السليمة، وأبنائك في البيت يعاونون من عقد نفسية بسبب سوء تربيتك لهم :
:: فاعلم تماما أنك لا تملك إلا صورة مقلوبة ::
* وعندما يلجأ والدك إلى ابن الجيران ليوصله لقضاء حاجيات المنزل، فيما أنت تخط الأسواق يمينا وشمالا، لدرجة لو سألناك عن عدد البلاط الذي يرصع أرضية أحد (السناتر) لأجبت عن عددها بعدد دقيق، متجاهلا وضاربا عرض الحائط ارتباطك بأسرة وبمنزلك :
:: فاعلم أن صورتك مقلوبة ::
* وعندما تكتب وتكتب، لا لشيء إلا لغاية ونية سيئة تخفيها، متناسيا أنك ستحاسب عليها يوما وستساء ل عليها يوما :
:: فكن على يقين، بأنك تمسك بصورة مقلوبة ::
* وعندما تمر بأذهانكم الآن صور أخرى مقلوبة :
:: فاعلموا أن البوم الصور كله مازال مقلوبا ::