|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 68721
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 97
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيد الكربلائي
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 06-09-2012 الساعة : 08:09 AM
والجواب:
أولاً: ان الله تعالى واجب الوجود وهذا ثابت بضرورة العقل أي ان وجوده بذاته وليس بسبب آخر، وهذا يعني انه يجل عن العبث واللغو في افعاله وتصرفاته، فاذن كل فعل يصدر منه لابد وأن يكون عن علة وحكمة ومصلحة، وهذه المصلحة ليست راجعة له، بل هي راجعة الى المخلوق ليصل الى كماله اللائق به لطفا منه تعالى به، وهذه الحكمة والمصلحة مرة يصل الى حقيقتها العبد بعقله، وأخرى لا يصل اليها العبد، فاذن المولى لا يفعل الا الأصلح للعبد، فقانون الأصلحية قانون ضروري لا يمكن انكاره.
ثانياً: إن الكافر إنما يدخل جهنم بفعله وتصرفاته وليس بالاجبار، لأن الله تعالى أجرى النظام الكوني على أتم نظام ومصلحة وحكمة، والنظام يقتضي ان يكبر ويختار طريق الخير، فالمصلحة في خلق هذا الإنسان وتكبيره الى هذا العمر ليس ليكون كافرا، بل ليصل الى كماله عن طريق التشريع فضلا عن التكوين وليكون مؤمناً، ولكن باختياره وليس بالاجبار والاكراه، فاذا اختار الكفر والعصيان فان النظام يقتضي عقابه، فعقابه جاء من مصلحة حفظ النظام الأكمل الأتم.
فاذن الكافر انما يكون كافراً بسوء اختياره، وسوء اختياره لا يقدح في أصلحية خلق الانسان مختاراً من دون أي الجاء واجبار، فاختيار البعض من البشر للكفر والعصيان والطغيان لا يخدش في ان الاصلح هو خلق الانسان مختاراً له ان يختار الخير، وله ان يختار الشر، لان نفس قضية وجوب وجوده سبحانه وتعالى ان يصدر منه الفعل على الوجه الاحسن الاصلح الاتم، والاشياء كلها تصدر عنه على الترتيب الافضل الاكمل.
ثالثاً: إن المؤمن انما يدخل الجنة نتيجة لاستحقاقه ذلك لانه اختار طريق الطاعة والإيمان فالنظام الكوني الإلهي يقتضي ان يدخل الجنة، ولكن باختيار العبد وليس بالاجبار.
رابعاً: وهذا الطفل حينما مات صغيراً فان هناك حكمة ومصلحة له أو لغيره ولكننا لا نعرفها، لأن عقولنا مهما كانت فهي قاصرة عن الإحاطة بكل علل وحكم تصرفات المولى، فالخلق عاجز تماما عن معرفة علة وسبب موت الأطفال.
وهكذا المعوق والمجنون وغيره فاننا لا نعرف المصلحة من ذلك، ولكن هذا لا يعني ان لا توجد مصلحة، بل لا ندركها
نعم: ربما قيل ان المصلحة هي العبرة للآخرين، ولكننا نقول العبرة لا تكون لفرد لأنه لا فرق بين شخص وشخص الا أن تكون العبرة لأمة.
فاذن الاصلح بحسب النظام الكوني ان يموت فلان صغيراً أو يولد معوقا أو مجنوناً، ونكتة هذه الاصلحية معلومة للرب المهيمن العليم وتقصر عقولنا القاصرة عن اكتناهها، والاطفال الذين ماتوا دون سن التكليف، حيث ان انفسهم بيضاء نقية لم يلامسها ظلام المعاصي والسئيات، فاللائق بكرمه وفضله سبحانه وتعالى ان يدخلهم الجنة، لا كما قاله الجبائي.
واما من قال من المعتـزلة بان الاطفال يدخلون الجنة بلا اثابة، فكأنه لم يفقه فضل الله وكرمه، فالجنة كلها تكريم وإنعام
والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري)
|
|
|
|
|