|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 70433
|
الإنتساب : Jan 2012
|
المشاركات : 10
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
ما أوذي أحد مثل ما أوذيت
بتاريخ : 14-09-2012 الساعة : 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بقلم / سكينة عبد الكريم
السلام عليك يارسول الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا محمد بن عبد الله ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً
ببالغ الأسى نتقدم إلى مهدي آل محمد باللوعة والحزن لهذا المصاب الجلل الذي حل على الإسلام وعلى قلب إمامنا القائم روحي له الفداء
اليوم تثار قضية إعلامية من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، حيث قامت جهة مجهولة حتى الآن بإنتاج فيلم يسيء
إلى النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام كما ظهر في مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي
احتوى على ألفاظ نابية وإساءة متعمدة أفرزت احتجاجات متصاعدة ضد الولايات المتحدة في البلدان الإسلامية.
وهذه قضية مؤلمة تستحق أن نبكي عليها الليل والنهار حزنا على ما جرى على رسول الله خصوصا عندما نقرأ من أحاديثه (ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله. )
كيف نفهم قول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ؟و هل القول ساري المفعول الى يومنا هذا أم لا ؟وهل تعتبر اساءة الغرب لرسول الله من الأذى ؟
فهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أكْثَر من روايته العامّة والخاصّة بطرق مختلفة لدرجة قد تبلغ حدّ التواتر،
من أنه صلى الله عليه وآله قال: «كثرت عليّ الكذّابة وستكثر» . والمقصود بالكذّابة على رسول الله صلى الله عليه وآله
الذين يختلقون الأحاديث وينسبونها له، أو يلصقون بسيرته صلى الله عليه وآله ما ليس من سيرته.
فمن حياته صل الله عليه وآله وسلم حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ
أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ ...
فهذه الأكاذيب والروايات الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وآله تعدّ من الأسباب والعوامل المهمة جداً ـ
ولعلّها أهمّ سبب من بعض الجهات ـ وراء صدود غير المسلمين وعدم إقبالهم على الإسلام واعتناقه؛
لأن هذه الموضوعات قد عملت على تشويه سمعة وصورة النبي صلى الله عليه وآله كثيراً ورسمت له بعض الحالات
التي يتأبّى كثير من الناس العاديين أن يوصف بها.
فلو فرضنا أنّ مسيحياً أو يهودياً أراد أن يعرف الإسلام ونبيّه من خلال كتب من يدّعون أنهم مسلمون،
وتحرّى أن يكون رجوعه إلى كتب رواياتهم الصحيحة أو ما يسمّونها بالصّحاح، فماذا سيجد فيها؟
سيرى ومن خلال الأوصاف التي تذكرها للنبي صلى الله عليه وآله أنه ليس بأفضل من موسى وعيسى عليهما السلام,
بل قد يستنتج العكس، وسيقول: إنّ هذه الصفات التي تذكرها هذه الكتب لا تليق بالإنسان العادي فكيف بالنبيّ؟
إنّ هذه الروايات الموضوعة التي تشوّه صورة النبي صلى الله عليه وآله من الكثرة بحيث تكفي وحدها للحيلولة دون هداية الآخرين
إلى الإسلام. ولو حلّت هذه المعضلة فربما أسلم الملايين من غير المسلمين دفعة واحدة،
وسنشهد مرة أخرى أن «الناس يدخلون في دين الله أفواجاً» كما حصل مع الذين عاصروا النبيّ صلى الله عليه وآله
ورأوه في صدر الإسلام.
وأن من أسباب الإساءة إلى الإسلام هذه الكتب التي تثير ضجة في أوساط المسلمين في العالم وتسيء إلى الإسلام ونبيّه
كما هو حاصل الآن من أفلام مسيئة للرسول الأعظم ،و إنما تعتمد أمثال هذه المصادر والروايات لنشر إساءاتها
ضد النبي صلى الله عليه وآله!إن هذه الرواية المدسوسة مادة دسمة لأعداء الإسلام
الذين ينشرون في كتبهم أن نبيّ الإسلام كان رجلاً مغرماً بالنساء، لابل يسعى لتطليق من يهواها من زوجها لكي يصل إلى مبتغاه
ثم كان يأتي بآيات مفتريات في ذلك، حاشاه ثم حاشاه!والعجيب أن الذين يروون هذه الأحاديث يقال إنهم من الصحابة والتابعين!
وتسمّى الكتب التي تقوم بنقلها بالصحاح!
وبدورنا في مثل هذه الأمور نذكر بأن من مسؤولية المسلمين عموماً والعلماء والمفكّرين والمثقّفين خصوصاً أن يقوموا بالتحقيق في هذا المجال
لنفض الغبار عن هذا الركام, وإخراج الصورة الحقيقية للإسلام ونبيّه صلى الله عليه وآله, كما هي في القرآن الكريم ـ
وما ينطق عن الهوى ـ, والصحيح حقّاً من روايات النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت سلام الله عليهم.
يكفي لمعرفة عظمة النبيّ صلى الله عليه وآله ما روي عن أمير المؤمنين سلام الله عليه،
أنه قال: «أنا عبد من عبيد محمّد صلى الله عليه وآله».
وإن تجاوز هذا النوع من المشاكل لا يتم إلا بسن قوانين دولية واضحة تضع خطاً فاصلاً بين الحرية الشخصية التي تبدو مكفولة للبعض
وممنوعة على البعض الآخر وبين الإساءة وتعمد التشويه
لنصل إلى حالة من التوازن في التعامل مع هذه القضايا مما يجنب المجتمعات نفسها أي حالة شقاق داخلية
يمكن أن تبرز نتيجة الحالة العائمة في التعامل مع مثل هذه القضايا ويعطي المسلمين شعور بأن قادتها قادرة على توفير حل لهذه المشكلات
في المستقبل القريب.
هذا وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
|
|
|
|
|