أشكر مشاركتكم الطيبة بارك الله بكم و عافاكم من كل سوء
بالتأكيد ان تأويلهم في دفاعهم عن عمر و تطاوله على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيه إدانة بهم كبيرة
لأن عمر حين عارض أمر النبي صلى الله عليه و آله و ليته فقط اعترض و سكت إنما أصر على ذلك
و قد سار أتباعه على نهجه هذا و ليتهم وقفوا عند حد قبولهم عصيانه و إعلانه المعارضة فقط إنما دافعوا عنه بشدة تصل الى الطعن في رسول الله و كتاب الله
إذن هم في الجرم سواء عمر و من تبعه
يقول النووي في شرح مسلم لرزية الخميس التي بدأ بتمجيد رسول الله المعصوم
و ختمها بانتقاص النبي و الطعن فيه و إسقاطه
والله أعلم قوله [ 1637 ] ( عن بن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ) معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده بن عباس وهو امتناع الكتاب ولهذا قال بن عباس الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين أن يكتب هذا الكتاب هذا مراد بن عباس وإن كان الصواب ترك الكتاب كما سنذكره إن شاء الله تعالى قوله صلى الله عليه و سلم حين اشتد وجعه ( ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يهجر ) وفي رواية فقال عمر رضي الله عنه
(11/89)
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا ثم ذكر أن بعضهم أراد الكتاب وبعضهم وافق عمر وأنه لما أكثروا اللغو والاختلاف قال النبي صلى الله عليه و سلم قوموا أعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه وليس معصوما من الأمراض والاسقام العارضة للأجسام ونحوها مما لا نقص فيه لمنزلته ولا فساد لما تمهد من شريعته
وقد سحر صلى الله عليه و سلم حتى صار يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله ولم يصدر منه صلى الله عليه و سلم وفي هذا الحال كلام في الأحكام مخالف لما سبق من الأحكام التي قررها فإذا علمت ما ذكرناه فقد اختلف العلماء في الكتاب الذي هم النبي صلى الله عليه و سلم به فقيل أراد أن ينص على الخلافة في إنسان معين لئلا يقع نزاع وفتن وقيل أراد كتابا يبين فيه مهمات الأحكام ملخصة ليرتفع النزاع فيها ويحصل الاتفاق على المنصوص عليه وكان النبي صلى الله عليه و سلم هم بالكتاب حين ظهر له أنه مصلحة أو أوحى إليه بذلك ثم ظهر أن المصلحة تركه أو أوحى إليه بذلك ونسخ ذلك الأمر الأول
وأما كلام عمر رضي الله عنه فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره
يعني لا ندري كيف و صار مخالفة النبي شدة علم و فقه و حكمة
و قد خالف عمر في ذلك حتى كلام الله الذي ينهى عن رفع أصواتهم في حضورهم و يأمر بطاعة النبي و الأخذ بما يقول و الابتعاد عما ينهي عنه
{ وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون }
{ وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين }
{ إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون }
{ من يطع الرسول فقد أطاع الله }
{ إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول
{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا }
{ ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا }
{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }
{ والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم }
{ إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة }
{ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي }
{ إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى }
{ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا }
{ فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول }
و كل ذلك خالفه عمر
قال حسبنا كتاب الله و هو خالف كتاب الله
و كل ما قاله النبي الآعظم صلى الله عليه و آله و سلم أتوني اكتب لكم ما يحميكم من الضلال بعدي
و هذه هي وظيفة النبي و بعث الانبياء هي هداية الناس
{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق }
اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
فهل فيما قاله رسول الله كلام يستدعي بعمر و حزبه ان يرمون النبي بالهجر و هو من بعث لهداية الناس ؟!
و هل فيما قاله عمر حين اكتفى بكتاب الله نفع و هداية للناس ام انه خلق الفتنة و أسس للمرتدين و دين الخوارج
ام هل وافق قوله كتاب الله ؟!
{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }.
و رسول الله هو من يوضح و يبين كلام الله و القرآن نزل على النبي و هو من قرأه عليهم و بينه لهم و علمهم أين يكتبون كل كلمة
فكيف من يدافع عن شيخ المنافقين ان يسمي مخالفته فقه و حكمة و علم ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة أحزان الشيعة ; 20-04-2013 الساعة 10:19 AM.