هل تعرضت يوما للسحر وهل لازلت مسحورا ام تخلصت منه وهل صادفك احد المسحورين او السحره
بتاريخ : 07-08-2014 الساعة : 03:37 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
هل تعرضت يوما للسحر وهل لازلت مسحورا ام تخلصت منه وهل صادفك احد المسحورين او السحره
بصراحه هذه التسائلات اثارها عندي الموضوع التالي
الإنسان هو ذلك اللغز المحير، فكره، روحه، جسمه.. وتأثير السحر فيه لغز هو الآخر.. فانقلاب الإنسان السوي ذي الفكر السليم، والنفس الهادئة المطمئنة، والجسم المتألق قوة ونشاطاً بين غمضة عين وانتباهها إلى حالة من الأسى، تذيب النفس، وتروع الفؤاد، وتذهل العقل البشري، ينشئ في أعماق النفس تساؤلات، واستفسارات، غالبا ما تنتهي إلى الصمت، الذي هو مظهر من مظاهر العجز عن الإجابة، والوقوف على السبب المثير لهذه المخاوف لاسيّما إذا كان السحر طقوسا وتعاويذا ونفثا في العقد، مجردا عن الأسباب المادية المباشرة، ولكن كما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب. فللدين رأيه، وللطب والعلم كلمته، فإذا اجتمع الاثنان في سبر أغوار هذه الظاهرة الغريبة،لم نأْلُ جهدا في الوصول إلى إجابة مقنعة، ونتيجة مريحة، تكون بداية _وإن شئت فقل: نهاية_ لوضع حد لهذه التساؤلات التي لا تزال _رغم قدمها_ مثار الجدل والحيرة، وتصارع الأفكار الخرافية مع الحقائق العلمية، بل حتى التفسيرات الدينية الروحية، لم تنج هي الأخرى من هذا الصراع.
_ ومن خلال هذه السحب الكثيفة والغبار المتصاعد، كأنه ليل تهاوت كواكبه، يقول علماء الدين والباحثون في المجالات الطبية: إن السبب في تأثير السحر على الإنسان، يعود بالدرجة الأولى إلى السائلين الأساسيين في حياته، وهما: الماء والدم.. فهما السبب في نشاط الإنسان وحيويته، وحركته وسكناته، وتتوقف عليهما سلامة عقله وروحه وجسمه، بل كل جزء من خلايا جسمه. فهذان السائلان عرضة للتغيير، والزيادة والنقصان.. وأي نقص أو عجز في تفاعلهما الكيميائي يهز كيان المرء هزا يفقده قواه، ويعرضه لمختلف الأمراض والأسقام، وإذا اختل التوازن بينهما بسبب ضعف أو عجز أحدهما، أنعكس ذلك سلبا على جسم الإنسان، حيث يتبع ذلك ارتباك في جميع حركاته وتصرفاته، أما إذا توقف أحدهما عن الحركة، ففي ذلك هلاكه من غير شك ولا ريب.. ولذلك نجد في حالات الإسهال الشديد أو التسمم الذي يفقد فيه الإنسان كمية كبيرة من ماء جسمه، ينصح الأطباء بإعطائه كميات كبيرة من الماء، أو السوائل لتعويض ما فقده الجسم.. وكذلك في حالات النزيف الدموي الحاد.. والشيطان _كما يقول أولوا العلم_ على دراية أو علم بخفايا الجسم الإنساني، وما يؤثر في هذين السائلين "الماء والدم" في الحالات العادية والحالات التي يحدث فيها اختلال في التوازن بين هذين السائلين، ويعود علم هذا اللعين، إلى الهالة المغناطيسية التي تحيط بكل جسم إنساني، حيث يدرك تماماً أبعادها واختلاف الأمزجة فيها والمغناطيسية، شيء مسلم به، بعدما ثبت علميا وجودها، وبأجهزة القياس الأثيري، ويستطيع الشيطان بما أوتي من دهاء ومكر، أن يدخل هذه الهالة في حالات الضعف الإنساني، وهو ما يسمى (بتقارب الأمزجة)؛ يعني أمزجة الشيطان وأمزجة الإنسان، فيحدث تجاذب بينهما، مما يسمح له بتخطي الهالة المغناطيسية، ومن ثم التأثير في أحد السائلين "الماء أو الدم" أو فيهما معاًَ، وكذلك في حالات عجز الشيطان عن اجتياز هذه الهالة _ وهو ما يسمى (بتنافر الأمزجة) بسبب القوة الروحية، التي يتمتع بها الإنسان، وخاصة من جراء الإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القران_ يكتفي بالوسوسة فقط خارج هذه الدائرة، محاولة منه اقتحامها، فإذا استطاع أن يجتاز أحد حواجزها الثلاثة، حدث ما يسمى "بالمس الطائفي" وهو في الخطورة أكثر من الوسوسة، وفي حالة اقتحام جميع حواجز الهالة المغناطيسية، حدث ما يسمى "بالمس الشيطاني" وهي الحالة التي يتطلب فيها إخراج الشيطان من جسد الإنسان، حيث يكون قد استقر فيه. وغالباً ما يكون السحر عن طريق الشيطان، إذ يأمره الساحر بإدخال السحر في جسد الإنسان، وهو أصعب وأشق في فكه وإبطاله، من السحر الذي يكون عن طريق الأكل والشرب. إذ فكه مرهونٌ بإخراج الجنيّ الموكل به.
_ ولذلك نجد الساحر إذا أراد أن يقوم بعمل سحر لشخص ما، طلب أثرا من آثاره، لأن هذا الأثر، يحمل بعضا من شخصيته، المرسومة عليها أمزجته، وأبعاد الهالة المغناطيسية التي تكتنفه، مما يسهل عليه فعل السحر المناسب لهذه الأمزجة، فملابس الشخص، وحوائجه الخاصة به كالاسم والصورة الفوتوغرافية وغيرها، مما لها صلة مباشرة به، تحمل خصائص هذه المغناطيسية!.. وليس في ذلك غرابة، فبعض الناس زودهم الله بإحساسات خارقة، وفائقة، يستطيعون أن يدركوا خفايا وأسرار هذه الأمزجة، كما حصل لسيدنا يعقوب مع ابنه يوسف _عليهما السلام_ حيث قال يوسف(اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ولما فصلت العير قال أبوهم إنيَ لأجد ريح يوسف لولا أن تفنّدون قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون)) (1)
فما من شك أن قميص سيدنا يوسف عليه السلام يحمل عبق روحه، وأثار شخصيته المحاطة بالهالة المغناطيسية، فكان سببا مباشرا ومؤثرا في عودة نور البصر إلى سيدنا يعقوب!