الكتاب : المعجم الوسيط ـ موافق للمطبوع
المؤلف: إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار
دار النشر : دار الدعوة
تحقيق: مجمع اللغة العربية
عدد الأجزاء: 2
[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ]
الفضل ما شهدت به الأعداء
قال العلامه الألباني في الضعيفه ج4 ص5 - 6
ومن أعاجيب تقديرات الله تعالى أن يضطر الغماري إلى الاعتراف بشيء من الفضل تحت مطارق أدلة الحق، فقد ذكرني الغماري هذا (ص 49) من " ترجمته " في جملة من عاصره من أهل الحديث، وقال:
"يعرف الحديث معرفة جيدة، إلا أنه يعتمد على المناوي وعلي القاري .. " إلخ ما رماني به كعادته.
وهذا الاعتماد الذي رماني به إنما هو صفته في الحقيقة كما أثبتُّ ذلك في الأمثلة المشار إليها آنفاً، وكأن هذا الاعتراف بالحق والاتهام بالباطل ورثه من أخيه الأكبر أحمد، فقد اطلعت على خطابين له أرسلهما إلى أحد أصحابه، الأول بتاريخ 29 صفر سنة 1380، والآخر في 22 ربيع الأول من السنة نفسها، قال في الأول منهما:
"وناصر الدين الألباني قدم إلى دمشق، وتعلم العربية، وأقبل على علم الحديث، فأتقنه جداً جداً، وأعانته مكتبة الظاهر المشتملة على نفائس المخطوطات في الحديث، حتى إني لما زرتها في العام الماضي كان هو الذي يأتيني بما أطلبه، ويعرفني بما فيها، وهو خبيث الطبع، وهابي تيمي جلد ... ولولا خبث مذهبه وعناده لكان من أفراد الزمان في معرفة الحديث، مع أنه لا يزال فاتحاً دكان الساعات، وقعت لنا معه مناظرة يطول ذكرها".
وقال في الخطاب الآخر:
"والحبشي الذي يرد على الألباني طبع في الرد عليه ثلاثة (!) رسائل، وهو كسائر أهل الوقت يراجع كتب الحديث، وينقل منها.
أما الألباني فمن الأفراد في معرفة الفن (هنا جملة غير مقروءة من سوء الخط والتصوير) ، إلا أنه في العناد- والعياذ بالله- خلف الزمزمي ... " إلخ.
نقلت هذه النصوص للتاريخ أولاً، وليكون القراء على علم بمثل هذه الاعترافات من مثل هؤلاء المبتدعة، لأن لها قيمة لا تقدر، فهي كما قيل قديمًا: "والفضل ما شهدت به الأعداء"! اهـ
لكتاب: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين
المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات، كمال الدين الأنباري (المتوفى: 577هـ)
الناشر: المكتبة العصرية
الطبعة: الأولى 1424هـ- 2003م
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
تحقيق العلامه : محمد محيي الدين عبد الحميد
[74]
إذا هَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ ونَشَبَتْ ... له الأَظْفَارُ تُرْكَ له المَدَار ُ
__________
[74] لم أقف لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، وهدرت: أصله قولهم "هدر البعير" إذا ردد صوته في حنجرته، والشقاشق: جمع شقشقة -بكسر الشينين جميعًا- وأصله شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج، ويقولون للفصيح البليغ الذي يخطب فيجيد: هدرت شقشقته، هدرت شقاشقه، وخطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خطبة مشتملة على كثير من الحكم، فقال له ابن عباس: لو اضطردت خطبتك من حيث أفضيت، فقال له: هيهات: تلك شقشقة هدرت ثم قرت، وسموا هذه الخطبة "الشقشقية" بسبب هذه العبارة، وقالوا "فلان شقشقة قومه" يريدون أنه شريفهم وفصيحهم، ونشبت: أصله بفتح النون وكسر الشين ومعناه علقت، وقد خففه هنا بإسكان شينه، والمدار: أراد مدار الأمر، وهو ما يجري عليه غالبًا. والاستشهاد بالبيت في قوله "ونشبت" وقوله "ترك" فإن أصل الفعل الأول مكسور الشين مبنيًّا للمعلوم فسكن الشاعر شينه قصدًا إلى التخفيف، وأصل الفعل الثاني "ترك" بضم أوله وكسر ثانيه مبنيا للمجهول، فسكن الراء للتخفيف أيضًا.
من قصص الاستطراد
في الشعر العربي
للاستاذ على النجدي ناصف ص 372 أنقل بالنص والهامش :
و الاستطراد في الحالين من الطرد، بفتح فسكون، أوبفتحتين، و الفعل كنصر، و معناه أبعد و نفي، و منه الحديث الشريف: (التهجد مطردة للحسد) أى مبعدة له، ينتزعه من صاحبه، و ينفيه عنه، و يقال أيضا: اطّرد الشىء، أي تبع بعضه بعضا، و جرى. و منه قول ابن عباس رضى الله عنه:
لو اطّردت خطبتك من حيث أفضيت، أي لو مضى القول فيها على وجه ، يتبع بعضه بعضا.كلمة قالها ابن عباس ( رضي الله عنه) للإمام على كرم الله وجهه في خطبته الشقشقية، حين نهض إليه رجل من أهل السواد، فناوله كتابا، فأقبل عليه (كرم الله وجهه ) يقرؤه، و شغل به عن الخطبة، فلم يتمها (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــ.
(3) يروى أن الإمام (كرم الله وجهه) قال لابن عباس (رضى الله عنه) ، ردا على كلمته المذكورة: هيهات يابن عبسا، تلك شقشقة هدرت، ثم قرت، و الشقشقة: شىء كالرئة، يخرجه البعير من فيه إذا هاج، و بها سميت الخطبة بالشقشقية (راجع شرح نهج البلاغة للأستاذ الإمام محمد عبده: 42:1
هذا النقل من منتدياتهم على التناقض في حكم السيد الخوئي على الرواة
حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي جميعا ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بكعب بن أسد ليضرب عنقه فاخرج وذلك في غزوة بني قريظة نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : يا كعب أما نفعك وصية ابن حواش الحبر الذي أقبل من الشام فقال : " تركت الخمر والخمير وجئت إلى الموس والتمور لنبي يبعث ، هذا أو ان خروجه يكون مخرجه بمكة وهذه دار هجرته وهو الضحوك القتال ، يجتزي بالكسيرات والتمرات ويركب الحمار العاري ، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة ، يضع سيفه على عاتقه ولا يبالي بمن لاقى ، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر " ؟ ! قال كعب : قد كان ذلك يا محمد ، ولو لا أن اليهود تعيرني أني جبنت عند القتل لامنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهودية عليه احيى وعليه أموت ، فقال رسول الله صلى عليه وآله : فقد موه واضربوا عنقه ، فقدم وضرب عنقه. كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص198 سند صحيح. مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي ج2ص466
عكرمة مولى ابن عباس, ضعيف. رجال ابن داود- ابن داوود الحلي ص 258 رقم323
عكرمة مولى ابن عباس ليس على طريقتنا ولا من أصحابنا " صه " وعن " كش " أنه مات على غير الإيمان . أقول : وحاله أظهر من أن تسطر ، وقد اتفقت كلمة الرجاليين على ضعف الرجل. - طرائف المقال - السيد علي البروجردي ج 2 ص 100 رقم 7650
عكرمة : وهو مولى العباس رضي الله عنه . نقل الخوئي عن الكشي : عكرمة مولى ابن عباس : " حدثنا محمد بن مسعود ، قال : حدثني ابن ازداد بن المغيرة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لو أدركت عكرمة عن الموت لنفعته ، قيل لابي عبد الله عليه السلام بماذا ينفعه ؟ قال : كان يلقنه ما أنتم عليه فلم يدركه أبو جعفر ولم ينفعه . قال الكشي : وهذا نحو ما يروي : لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا : لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب ضده " . معجم رجال الحديث ج21ص177
اردت ان انقل من كتاب المحاسن لاحمد بن محمد بن خالد البرقي الثقة الجليل عند الشيعة وبسند صحيح عن الامام المعصوم امره للشيعة ان لايكذبوا احاديث اهل البدع والنواصب من امثال المرجئة والقدرية والخوارج الحرورية
قال صاحب المحاسن :
المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 230
- عنه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي - جعفر ( ع ) أو عن أبي عبد الله ( ع ) قال : لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا حروري ينسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شئ من الحق فيكذب الله فوق عرشه....انتهى
وينقل المعصوم ايضا قولا لنبي الله عيسى المسيح يحث الحواريين فيه الى اخذ العلم حتى من نتن الرواة
المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 229
- باب " خذ الحق ممن عنده ولا تنظر إلى عمله "
عنه ، عن علي بن عيسى القاساني ، عن ابن مسعود الميسرى رفعه قال : قال المسيح ( عليه السلام ) : خذوا الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق ...انتهى
المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 230
عنه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال المسيح ( ع ) : يا معشر الحواريين ما يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه ، خذوا العلم ممن عنده ، ولا تنظروا إلى عمله...انتهى
اذا هنا الامام المعصوم ينبأ الشيعة بقاعدة في الرجال والحديث ان ليس كل المبتدعة والنواصب كذابين بل ان فيهم من هو صادق صدوق يجب ان لانكذب صدقه لان ذلك يكون تكذيب لله فوق عرشه
الأخ المخالف الذي يقول أن علماء الشيعه وفق مبانيهم أجمعوا على ضلال وضعف عكرمه تأمل كلمته وفق مبانيهم لو كان يعي الأخ ومن على شاكلته مباني الشيعه لماتحدونا بسندصحيح لخطبه مشهوره علماء الشيعه أجمعوا على تصحيحها وقبولها وفق مبانيهم ، ولاحظ أخي القارئ نفس الكلام الذي ينسخه هذا الأخ هو مايتداولوه في منتدياتهم لإسقاط السند ، وتأمل برمجة الأخ في النقل والطريف أنه ينقل ماقاله الكشي في عكرمه المعتمد على رواية التلقين والكشي نفسه يصحح السند الذي به أصحاب الإجماع فالسند صحيح عند الكشي بوجود عكرمه فيه لأنه لايضر وجوده عنده فيه كما بينت في الموضوع وأن هذا هو المشهور كما قال الشيخ الداوري والذي قال بإعتبار السند لوجود أصحاب الإجماع فيه وغيره من التوثيقات، فلماذا يتم تكرار هذا النسخ واللصق في حال عكرمه والإصرار على إسقاطه يظن الأخ ومن على شاكلته أنهم إذا أسقطوا عكرمه هنا سقط السند !!!!! الروايه في عدم تلقين عكرمه قال عنها المحقق التستري : ان الرواية المقيس عليها غير ثابتة ، وعلى فرض الثبوت فهو مدح لا قدح (1)
أصحاب الاجماع اللذين قال الشيخ الكشي بأن العصابه أجمعت على تصحيح ما يصح عنهم :
زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير الأسدي ـ وقال بعضهم مكانه : أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري ـ والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم ، وجميل بن درّاج ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحمّاد بن عثمان ، وحمّاد بن عيسى ، وأبان بن عثمان ، ويونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفضالة بن أيوب. وقال بعضهم : مكان ابن محبوب : الحسن بن علي بن فضال ، وبعضهم مكانه : عثمان بن عيسى (2).
أقول : ونقلت عن الشيخ الماحوزي توثيقه لعكرمه وعن الشيخ محمد هادي معرفه واليك ماجاء في كتاب مدراك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه للشيخ هادي كاشف الغطاء تحقيق مؤسسة كاشف الغطاء العامة مصطفى ناجح ابراهيم الصراف أنقل عنه بالنص والهامش :
ثم ان في وصف السيد لها دون غيرها من سائر خطب الكتاب بالمعروفة بـ(الشقشقية) دليلاً على شهرتها ومعروفيتها بين الناس, وقد ذكرها اللغويون كصاحب "النهاية"([357]) وصاحب "القاموس"([358]) وصاحب "مجمع البحرين"([359]), ورواه العلماء والمحدثون في زبرهم, فمنهم الشيخ الثقة الصدوق فإنه رواها في كتابيه: كتاب "علل الشرائع"([360]) في باب (العلة التي من أجلها ترك الناس عليا مع معرفتهم بفضله)([361]) بسند معتبر من رجاله: البرقي([362]) وابن أبي عمير([363]) وأبان بن عثمان([364]) وأبان بن تغلب([365]) عن عكرمة([366]) عن ابن عباس, وكتاب "معاني الأخبار"([367]) في باب (معنى([368]) خطبة أمير المؤمنين عليه السلام)([369]) بسند آخر فيه جماعة من الثقاة عن علي بن خزيمة([370]) عن عكرمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([358]) ينظر: القاموس المحيط: ج3, ص251.
([359]) ينظر: مجمع البحرين: ج2, ص48, ص528.
([360]) علل الشرائع والأحكام, للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي, المتوفى سنة (381هـ), طبع على الحجر بإيران مع "معاني الأخبار" في 1289 و1301هـ. الذريعة: ج15, ص313.
([361]) علل الشرائع: ج1, ص145.
([362]) أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (274هـ), باحث إمامي, من أهل برقة (من قرى قم), أصله من الكوفة, له نحو مائة كتاب, منها "المحاسن", كان ثقة في نفسه, يروي عنه الضعفاء, واعتمد المراسيل. رجال النجاشي: 74؛ الأعلام: ج1, ص205.
([363]) محمد بن أبي عمير البزاز بياع السابري, يكنى أبا أحمد, من موالي الأزد، واسم أبي عمير زياد بن عيسى. من أوثق الناس عند الخاصة والعامة وأنسكهم وأورعهم وأعبدهم، أدرك من الأئمة ثلاثة: أبا إبراهيم موسى بن جعفر ولم يرو عنه، وروى عن أبي الحسن الرضا والجواد ، وروى عنه احمد بن عيسى كتاب مائة رجل من رجال أبي عبد الله، وله مصنفات كثيرة، وذكر ابن بطة انها اربعة و تسعون كتابا, حبس بعد الرضا ` ونهب ماله وذهبت كتبه، وكان يحفظ أربعين جلدا فلذلك أرسل أحاديثه. يُنظر: رجال ابن داود: 159؛ مستدركات أعيان الشيعة: ج1, ص139.
([364]) أبو عبد الله أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي (ح183), قال النجاشي: (البجلي مولاهم، أصله كوفي كان يسكنها تارة والبصرة تارة، وقد أخذ عنه أهلها: أبو عبيدة معمر المثنى (ت 209هـ) وأبو عبد الله محمد بن سلّام (ت 224هـ) وأكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيّام، روى عن أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن موسى الكاظم ، له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردّة). يُنظر: رجال النجاشي: 13؛ فهرس التراث: ج1, ص175.
([365]) أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري (ت 141هـ), مولى بني جرير بن عبادة, مفسر قارئ, محدث فقيه, أديب لغوي ونحوي, عظيم المنزلة, لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله عليه السلام, وروى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم, وكان مقدماً في كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو, له مؤلفات منها: "الفضائل". رجال النجاشي: 12.
([366]) أبو عبد الله القرشي (ت 105هـ)، مولاهم المدني، البربريّ الأصل، كان لحُصين بن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس. روى عن: ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخُدري، وأبي قتادة، و... وآخرون. روي عن عكرمة أنّه كان يقول: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أُفتي بالباب، وابن عباس بالدار. يُنظر: وفيات الأعيان: ج3, ص265؛ موسوعة طبقات الفقهاء: ج1، ص465.
([367]) معاني الأخبار, للشيخ الأجل والسند الأكمل الشيخ أبي جعفر محمد بن علي القمي الشهير بالصدوق, نزيل الري (ت 281هـ), ذكر فيها الأحاديث التي ورد في معاني الحروف والألفاظ, وهو من أحسن الحروف في هذا الباب. كشف الحجب والأستار: 533.
([368]) في الأصل (معاني), والتصحيح من المصدر.
([369]) ينظر: معاني الأخبار: ج2, ص.
([370]) علي بن خزيمة, لم يذكروه, وقع في طريق الصدوق في المعاني ص360 عن يحيى بن [ Y عبد الحميد الحماني عن علي بن راشد عنه عن عكرمة حديث الخطبة الشقشقية. مستدركات علم رجال الحديث: ج5, ص367.
أقول : علي بن خزيمة هو ابن بذيمة الجزري جاء في تفسير فرات الكوفي ص48 : وعلي بن بذيمة الجزري أبو عبد الله الكوفي المتوفي سنة 136 أو 133 وثقه غالب من ذكره وضعفه بعض ، بسبب معتقداته الحقة . راجع تهذيب التهذيب .
- هل من ذم عكرمه يقبل روايته هنا في الخطبة الشقشقية وهل يصح نقل الذم فيه من كتب الرجال (((في الخطبه الشقشقيه ))) كما تبرمج المخالفين :
عمران بن حطان من الخوارج وحديثه في صحيح البخاري وكذلك قتلة الامام الحسين عليه السلام ثقات عند أهل السنه
قال الشيخ الماحوزي : المهم في مقام الاحتجاج هو ان يكون ثقه عند المخالف ونقل خطبه هي على خلاف هوى عكرمه ان قيل بانه خارجي وهذا كاف في الصدور
قال الشيخ أحمد سلمان في كتاب نهج البلاغة فوق الشبهات والتشكيكات :
وقد ادعَّى بعض المخالفين أن الخطبة لا تصحّ حتى على مباني الشيعة ؛ وذلك لأن مدارالخطبة على عكرمة مولى ابن عباس ، وهو مذموم عند الشيعة ؛ وعليه فلا يوجد إسناد صحيح لهذه الخطبة عندهم .
والجواب على هذه الشبهة المتهالكة :
أولاً: لم ينفرد عكرمة برواية الخبرعن ابن عباس ، بل رواها أيضاً الإمام زين العابدين عليه السلام ، ورواها الإمام الباقرعليه السلام عليه السلام ، وعطاء بن أبي رباح ، وعلي بن عبدالله بن عباس ، ولم تنحصر روايتها في عكرمة فقط كما يدّعي هؤلاء .
ثانياً: لو سلّمنا أن عكرمة قد انفرد بهذه الرواية ، فهذا الرجل معروف أنه من الخوارج ، وموصوف أنه كان من رؤوسهم ، وهو من كبار رواة أهل السنة ، فهل من الممكن أن يضع حديثاً يهدم به عقيدته من أساسها ؟
ثالثاً : كان عكرمة مولى لابن عباس ، وقد ذُكرفي المصادرالتاريخية أنه كان من البربر، ومن المعلوم أنه لغة البربرالأصلية ليست العربية ، وإنها هي اللغة الأمازيغية ، فهل من الممكن أن يضع عكرمة مثل هذا الكلام البليغ جدًّا مع أنه لم يكن عربياًّ صميماً ؟
وابن أبي الحديد شهد في موردين بأن هذه الخطبة في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة .
أولهما : عند شرحه لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام في حق عثمان بن عفان ، فإنه قال : (( نافجاً حضنيه)) رافعاً لهما ، والحضن ما بين الإبط والكشح ، يقال للمتكبر: (( جاء نافجاً حضينة)) ويقال لمن امتلأ بطنه طعاماً : (( جاء نافجاً حضنيه)) ، ومراده عليه السلام هذا الثاني ، و(( النثيل)) : الروث ، و(( المعتلف)) : موضع العلف ، يريد أن همّه الأكل والرجيع ، وهذا من ممض الذّم ، وأشد من قول الحطيئة الذي قيل : إنه أهجى بيت للعرب :
أقول : ونقلت عن الشيخ الماحوزي نقله عن الشيخ السند باعتبار روايات عكرمه الموافقه لأحاديثنا
وقال الشيخ الجزيري عن رواية عكرمه للخطبه ان الروايه شهدت القرائن بانها حق فتقبل لأن الواجب بمقتضى المنهج القراني التبين والتثبت في روايته
جاء في مركز الابحاث العقائدية
رواها الشيخ الصدوق في (علل الشرائع) عن شيخه محمد بن علي ما جيلويه.
وقد بين القول في ماجيلويه الشيخ أبو علي الحائري في (منتهى المقال) حيث قال: محمد بن علي ماجيلويه القمي روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رجال الطوسي/ في من لم يرو عنهم (ع) )، حكم العلامة بصحة طريق الصدوق الى اسماعيل بن رباح وهو فيه، وفي التعليقة (للبهبهاني): والى غيره أيضا (انظر خلاصة الاقوال في الفائدة الثامنة) وسيأتي عن المصنف (وهو الاسترابادي في منهج المقال) عند ذكر طريق الصدوق أن مشايخنا تابعوا العلامة في عد روايته صحيحة، ولا يبعد كونه من مشايخ الصدوق لكثرة روايته عنه مترضيا مترحما، وفي الوسيط صرح بوثاقته، أقول: ذكره عبد النبي الجزائري في خاتمة قسم الثقاة في (الحاوي)، وقد عقدها لذكر جماعة لم يصرح بتعديلهم وانما يستفاد من قرائن اُخر، وقال بعد عدّ جملة من طرق الصدوق هو فيها ووصف العلامة اياها بالصحة وهو ظاهر في تعديله وهو الأقوى كما يظهر من قرائن الأحوال (منتهى المقال: غ¶/غ±غ³ظ¢).
أقول: ومنه يظهر أن الأكثر على توثيقه تبعا للعلامة وان كان ولابد فهو حسن لترضي وترحم الصدوق عليه، ولم نجد أحداً ضعفه غير السيد الخوئي تبعاً لمنهجه المتشدد في تضعيف من لم يُنص على توثيقه وعدم عدّ الترضي والترحم مدحاً له ولا قبول التوثيق لمشائخ الصدوق (ره)، فاكتفاء هذا المستشكل بقول السيد الخوئي من التدليس.
والخلاصة ان معظم العلماء على قبول روايته، مع أنه هنا لم ينفرد برواية الخطبة فهناك طرق، أخرى كما سيأتي.
ومع ذلك فلو سلمنا بضعفه فان من المستحيل اتهامه بالوضع في هذه الرواية لما ثبت بالشهادات الموثوقة من أن الخطبة كانت مروية في الكتب قبله.
لأن محمد بن علي ماجيلويه لم يرو عن أحد من الأئمة (عليهم السلام) كما ذكر الطوسي فهو لم يعاصر أحداً منهم (عليهم السلام) وقد كانت وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في سنة ظ¢غ¶غ°هـ.
وقد قال ميثم البحراني: وقد وجدتها ـ أي الخطبة ـ في موضعين تاريخها قبل مولد الرضي بمدة، احدهما أنها مضمنة كتاب الانصاف لابي جعفر بن قبة تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة وكانت وفاته قبل مولد الرضي. الثاني أني وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وكان وزير المقتدر بالله وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة والذي يغلب على ظني أن تلك النسخة كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة (شرح النهج لابن ميثم غ±/غ±غ¶غ¹).
ومن المعروف أن ولادة الرضي كانت في سنة (غ³غµغ¹هـ) وولاية المقتدر كانت في سنة (ظ¢غ¹غµهـ) ووفاة ابن الفرات سنة (غ³غ±ظ¢هـ)، مع أن وفاة الصدوق صاحب كتاب (علل الشرايع) كانت في سنة (غ³غ¸غ±هـ) ومحمد بن علي ماجيلويه شيخه، فتكون الخطبة موجودة في الكتب قبل عصر ماجيلويه.
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي فيما حدثه شيخه مصدق بن شبيب الواسطي: قال مصدق: وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل، قال: فقلت له: أتقول أنها منحولة؟ فقال: لا والله واني لأعلم أنها كلامه كما أعلم أنك مصدق، قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون أنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى، فقال: أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب، فقد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع من هذا الكلام في خل ولا خمر، ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء واهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي (شرح نهج البلاغة غ±/ظ¢غ°غµ) ).
وكما علمت أن ولادة الرضي هي في سنة (غ³غµغ¹هـ) فقبلها بمائتي سنة يكون سنة (غ±غµغ¹هـ) أي في عصر الإمام الكاظم (عليه السلام) وقبل عصر محمد بن علي ماجيلويه بأكثر من (غ±غµغ°) سنة.
فهل يبقى بعد ذلك لمدع أن يتهم ابن ماجيلويه بهذه الخطبة.
وقد رواها ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم وهو ثقة سيد من أصحابنا نص على ذلك النجاشي.
وهو رواها عن احمد بن أبي عبد الله البرقي، وقد نص النجاشي والطوسي على انه ثقة في نفسه وان روى عن الضعفاء.
وهو رواها عن أبيه محمد بن خالد البرقي الذي قال فيه النجاشي (ره) ضعيف في الحديث، ولكن الطوسي (ره) عارضه في رجاله وقال ثقة. وقد ذكر الغضائري علة تضعيف حديثه بقوله: حديثه يعرف وينكر ويروي عن الضعفاء كثيرا ويعتمد المراسيل، ومن هنا ترى الرجاليين لم يعارضوا توثيق الطوسي له بقول النجاشي لانه غير ظاهر في تضعيفه بل في تضعيف حديثه ولذا يبقى توثيق الطوسي بلا معارض.
فقد قال العلامة في الخلاصة: والاعتماد عندي على قول الشيخ أبي جعفر الطوسي من تعديله (الخلاصة:ظ¢غ³غ·).
وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة: الظاهر ان قول النجاشي لا يقتضي الطعن فيه نفسه بل فيمن يروي عنه ويؤيده كلام ابن الغضائري، وحينئذ فالأرجح قبول قوله لتوثيق الشيخ له وخلوه عن المعارض.
وعلى هذا أكثر الرجاليين وهو ما بينه السيد الخوئي، ولكن دلسه هذا المستشكل، ومنه يتبين أن المعارضة المفروضة هي بين قول النجاشي والطوسي لا بين النجاشي والخوئي كما قاله هذا المستشكل، هذا ان ثبتت المعارضة، وهي لم تثبت كما بينا.
ومحمد بن خالد البرقي رواها عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب والثلاثة ثقات.
وأبان بن تغلب رواها عن عكرمة وهو ان كان ضعيفا عندنا، ولكنه روى هنا ما يخالف مذهبه فلا يعقل فيه الكذب، كيف والخطبة صريحة في ابطال أركان وأسس مذهبه، ومع ذلك فهو لا ينفرد بها فقد تابعه عليها ثلاثة كما سيأتي. فهذا الطريق معتبر عندنا أقل ما فيه انه حسن.
ثم ان الصدوق (ره) رواها بسند أخر عن عكرمة في (معاني الأخبار)، قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رض)، وهذا الطالقاني قد ترضى عليه الصدوق عندما روى عنه فيدخل في الحسن بل وثقه بعضهم لانه من مشايخ الصدوق، وأما عدم قبول تحسينه من قبل السيد الخوئي (ره) فهو على مبناه، ومع كل ذلك لا يحتمل منه الوضع في هذه الرواية، لما ذكرنا سابقا عند الكلام على محمد بن علي ماجيلويه من أن الخطبة قد ثبت وجودها في كتب قبل عصر شيوخ الصدوق (ره).
والطالقاني رواها عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي وهو ثقة، وهو رواها عن أحمد بن عمار بن خالد وهو مهمل، وهو رواها عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، وقد حسنه بعضهم، وهو عن عيسى بن راشد وهو ثقة، عن علي بن خزيمة وهو مهمل عن عكرمة، وهذا سند ثان عن عكرمة. وهذا الطريق وان كان ضعيفا فيه المجاهيل والمهملين ولكنه يعاضد الطريق السابق، اذ لم ينص على أحد من رجاله بالكذب الا عكرمة وقد بينا الحال فيه فيما يروي بما يعارض مذهبه." اهـ
أقول : ومر عليك أن السند بالتعويض لايوجد به ماجيلويه ورجاله ثقات عند السيد الخوئي وقد صححه فيوضع طريق الشيخ الطوسي الصحيح لجميع روايات وكتب أحمد البرقي
قال الشيخ الطوسي في الفهرست ص63:
"أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته : عدة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبوعبدالله محمد بن النعمان المفيد ، وأبوعبدالله الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قال : حدثنا مؤدبي : علي بن الحسين السعد آبادي ، وأبوالحسن القمي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله .
وأخبرنا هؤلاء الثلاثة ، عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله ابن بنت البرقي ، قال : حدثنا جدي أحمد بن محمد .
وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبدالله ، وغيرهم ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبدالله بجميع كتبه ورواياته .
وأخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، بجميع كتبه ورواياته " اهـ. قال السيد الخوئي قدس سره في المعجم ج3 ص54 (والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح ، وكذلك في المشيخة ، فإن ابن أبي جيد من مشايخ النجاشي ، وكونه في الطريق لا يضر بصحته . . اهـ
أيضآ لانجد المخالف ينقل أن رواية عكرمه مقبوله فيما يخالف مذهبه فقط يتبرمج على نقل الذم فيه من كتب الرجال وياشيعه في السند عكرمه وهو ضعيف عندكم فالسند لايصح !!!
الأخ المخالف الذي يقول أن علماء الشيعه وفق مبانيهم أجمعوا على ضلال وضعف عكرمه تأمل كلمته وفق مبانيهم لو كان يعي الأخ ومن على شاكلته مباني الشيعه لماتحدونا بسندصحيح لخطبه مشهوره علماء الشيعه أجمعوا على تصحيحها وقبولها وفق مبانيهم ، ولاحظ أخي القارئ نفس الكلام الذي ينسخه هذا الأخ هو مايتداولوه في منتدياتهم لإسقاط السند ، وتأمل برمجة الأخ في النقل والطريف أنه ينقل ماقاله الكشي في عكرمه المعتمد على رواية التلقين والكشي نفسه يصحح السند الذي به أصحاب الإجماع فالسند صحيح عند الكشي بوجود عكرمه فيه لأنه لايضر وجوده عنده فيه كما بينت في الموضوع وأن هذا هو المشهور كما قال الشيخ الداوري والذي قال بإعتبار السند لوجود أصحاب الإجماع فيه وغيره من التوثيقات، فلماذا يتم تكرار هذا النسخ واللصق في حال عكرمه والإصرار على إسقاطه يظن الأخ ومن على شاكلته أنهم إذا أسقطوا عكرمه هنا سقط السند !!!!! الروايه في عدم تلقين عكرمه قال عنها المحقق التستري : ان الرواية المقيس عليها غير ثابتة ، وعلى فرض الثبوت فهو مدح لا قدح (1)
أصحاب الاجماع اللذين قال الشيخ الكشي بأن العصابه أجمعت على تصحيح ما يصح عنهم :
زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير الأسدي ـ وقال بعضهم مكانه : أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري ـ والفضيل بن يسار ، ومحمّد بن مسلم ، وجميل بن درّاج ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحمّاد بن عثمان ، وحمّاد بن عيسى ، وأبان بن عثمان ، ويونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفضالة بن أيوب. وقال بعضهم : مكان ابن محبوب : الحسن بن علي بن فضال ، وبعضهم مكانه : عثمان بن عيسى (2).
أقول : ونقلت عن الشيخ الماحوزي توثيقه لعكرمه وعن الشيخ محمد هادي معرفه واليك ماجاء في كتاب مدراك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه للشيخ هادي كاشف الغطاء تحقيق مؤسسة كاشف الغطاء العامة مصطفى ناجح ابراهيم الصراف أنقل عنه بالنص والهامش :
ثم ان في وصف السيد لها دون غيرها من سائر خطب الكتاب بالمعروفة بـ(الشقشقية) دليلاً على شهرتها ومعروفيتها بين الناس, وقد ذكرها اللغويون كصاحب "النهاية"([357]) وصاحب "القاموس"([358]) وصاحب "مجمع البحرين"([359]), ورواه العلماء والمحدثون في زبرهم, فمنهم الشيخ الثقة الصدوق فإنه رواها في كتابيه: كتاب "علل الشرائع"([360]) في باب (العلة التي من أجلها ترك الناس عليا مع معرفتهم بفضله)([361]) بسند معتبر من رجاله: البرقي([362]) وابن أبي عمير([363]) وأبان بن عثمان([364]) وأبان بن تغلب([365]) عن عكرمة([366]) عن ابن عباس, وكتاب "معاني الأخبار"([367]) في باب (معنى([368]) خطبة أمير المؤمنين عليه السلام)([369]) بسند آخر فيه جماعة من الثقاة عن علي بن خزيمة([370]) عن عكرمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([358]) ينظر: القاموس المحيط: ج3, ص251.
([359]) ينظر: مجمع البحرين: ج2, ص48, ص528.
([360]) علل الشرائع والأحكام, للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي, المتوفى سنة (381هـ), طبع على الحجر بإيران مع "معاني الأخبار" في 1289 و1301هـ. الذريعة: ج15, ص313.
([361]) علل الشرائع: ج1, ص145.
([362]) أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (274هـ), باحث إمامي, من أهل برقة (من قرى قم), أصله من الكوفة, له نحو مائة كتاب, منها "المحاسن", كان ثقة في نفسه, يروي عنه الضعفاء, واعتمد المراسيل. رجال النجاشي: 74؛ الأعلام: ج1, ص205.
([363]) محمد بن أبي عمير البزاز بياع السابري, يكنى أبا أحمد, من موالي الأزد، واسم أبي عمير زياد بن عيسى. من أوثق الناس عند الخاصة والعامة وأنسكهم وأورعهم وأعبدهم، أدرك من الأئمة ثلاثة: أبا إبراهيم موسى بن جعفر ولم يرو عنه، وروى عن أبي الحسن الرضا والجواد ، وروى عنه احمد بن عيسى كتاب مائة رجل من رجال أبي عبد الله، وله مصنفات كثيرة، وذكر ابن بطة انها اربعة و تسعون كتابا, حبس بعد الرضا ` ونهب ماله وذهبت كتبه، وكان يحفظ أربعين جلدا فلذلك أرسل أحاديثه. يُنظر: رجال ابن داود: 159؛ مستدركات أعيان الشيعة: ج1, ص139.
([364]) أبو عبد الله أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي (ح183), قال النجاشي: (البجلي مولاهم، أصله كوفي كان يسكنها تارة والبصرة تارة، وقد أخذ عنه أهلها: أبو عبيدة معمر المثنى (ت 209هـ) وأبو عبد الله محمد بن سلّام (ت 224هـ) وأكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيّام، روى عن أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن موسى الكاظم ، له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردّة). يُنظر: رجال النجاشي: 13؛ فهرس التراث: ج1, ص175.
([365]) أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري (ت 141هـ), مولى بني جرير بن عبادة, مفسر قارئ, محدث فقيه, أديب لغوي ونحوي, عظيم المنزلة, لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله عليه السلام, وروى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم, وكان مقدماً في كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو, له مؤلفات منها: "الفضائل". رجال النجاشي: 12.
([366]) أبو عبد الله القرشي (ت 105هـ)، مولاهم المدني، البربريّ الأصل، كان لحُصين بن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس. روى عن: ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخُدري، وأبي قتادة، و... وآخرون. روي عن عكرمة أنّه كان يقول: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أُفتي بالباب، وابن عباس بالدار. يُنظر: وفيات الأعيان: ج3, ص265؛ موسوعة طبقات الفقهاء: ج1، ص465.
([367]) معاني الأخبار, للشيخ الأجل والسند الأكمل الشيخ أبي جعفر محمد بن علي القمي الشهير بالصدوق, نزيل الري (ت 281هـ), ذكر فيها الأحاديث التي ورد في معاني الحروف والألفاظ, وهو من أحسن الحروف في هذا الباب. كشف الحجب والأستار: 533.
([368]) في الأصل (معاني), والتصحيح من المصدر.
([369]) ينظر: معاني الأخبار: ج2, ص.
([370]) علي بن خزيمة, لم يذكروه, وقع في طريق الصدوق في المعاني ص360 عن يحيى بن [ Y عبد الحميد الحماني عن علي بن راشد عنه عن عكرمة حديث الخطبة الشقشقية. مستدركات علم رجال الحديث: ج5, ص367.
أقول : علي بن خزيمة هو ابن بذيمة الجزري جاء في تفسير فرات الكوفي ص48 : وعلي بن بذيمة الجزري أبو عبد الله الكوفي المتوفي سنة 136 أو 133 وثقه غالب من ذكره وضعفه بعض ، بسبب معتقداته الحقة . راجع تهذيب التهذيب .
- هل من ذم عكرمه يقبل روايته هنا في الخطبة الشقشقية وهل يصح نقل الذم فيه من كتب الرجال (((في الخطبه الشقشقيه ))) كما تبرمج المخالفين :
عمران بن حطان من الخوارج وحديثه في صحيح البخاري وكذلك قتلة الامام الحسين عليه السلام ثقات عند أهل السنه
قال الشيخ الماحوزي : المهم في مقام الاحتجاج هو ان يكون ثقه عند المخالف ونقل خطبه هي على خلاف هوى عكرمه ان قيل بانه خارجي وهذا كاف في الصدور
قال الشيخ أحمد سلمان في كتاب نهج البلاغة فوق الشبهات والتشكيكات :
وقد ادعَّى بعض المخالفين أن الخطبة لا تصحّ حتى على مباني الشيعة ؛ وذلك لأن مدارالخطبة على عكرمة مولى ابن عباس ، وهو مذموم عند الشيعة ؛ وعليه فلا يوجد إسناد صحيح لهذه الخطبة عندهم .
والجواب على هذه الشبهة المتهالكة :
أولاً: لم ينفرد عكرمة برواية الخبرعن ابن عباس ، بل رواها أيضاً الإمام زين العابدين عليه السلام ، ورواها الإمام الباقرعليه السلام عليه السلام ، وعطاء بن أبي رباح ، وعلي بن عبدالله بن عباس ، ولم تنحصر روايتها في عكرمة فقط كما يدّعي هؤلاء .
ثانياً: لو سلّمنا أن عكرمة قد انفرد بهذه الرواية ، فهذا الرجل معروف أنه من الخوارج ، وموصوف أنه كان من رؤوسهم ، وهو من كبار رواة أهل السنة ، فهل من الممكن أن يضع حديثاً يهدم به عقيدته من أساسها ؟
ثالثاً : كان عكرمة مولى لابن عباس ، وقد ذُكرفي المصادرالتاريخية أنه كان من البربر، ومن المعلوم أنه لغة البربرالأصلية ليست العربية ، وإنها هي اللغة الأمازيغية ، فهل من الممكن أن يضع عكرمة مثل هذا الكلام البليغ جدًّا مع أنه لم يكن عربياًّ صميماً ؟
وابن أبي الحديد شهد في موردين بأن هذه الخطبة في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة .
أولهما : عند شرحه لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام في حق عثمان بن عفان ، فإنه قال : (( نافجاً حضنيه)) رافعاً لهما ، والحضن ما بين الإبط والكشح ، يقال للمتكبر: (( جاء نافجاً حضينة)) ويقال لمن امتلأ بطنه طعاماً : (( جاء نافجاً حضنيه)) ، ومراده عليه السلام هذا الثاني ، و(( النثيل)) : الروث ، و(( المعتلف)) : موضع العلف ، يريد أن همّه الأكل والرجيع ، وهذا من ممض الذّم ، وأشد من قول الحطيئة الذي قيل : إنه أهجى بيت للعرب :
أقول : ونقلت عن الشيخ الماحوزي نقله عن الشيخ السند باعتبار روايات عكرمه الموافقه لأحاديثنا
وقال الشيخ الجزيري عن رواية عكرمه للخطبه ان الروايه شهدت القرائن بانها حق فتقبل لأن الواجب بمقتضى المنهج القراني التبين والتثبت في روايته
جاء في مركز الابحاث العقائدية
رواها الشيخ الصدوق في (علل الشرائع) عن شيخه محمد بن علي ما جيلويه.
وقد بين القول في ماجيلويه الشيخ أبو علي الحائري في (منتهى المقال) حيث قال: محمد بن علي ماجيلويه القمي روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رجال الطوسي/ في من لم يرو عنهم (ع) )، حكم العلامة بصحة طريق الصدوق الى اسماعيل بن رباح وهو فيه، وفي التعليقة (للبهبهاني): والى غيره أيضا (انظر خلاصة الاقوال في الفائدة الثامنة) وسيأتي عن المصنف (وهو الاسترابادي في منهج المقال) عند ذكر طريق الصدوق أن مشايخنا تابعوا العلامة في عد روايته صحيحة، ولا يبعد كونه من مشايخ الصدوق لكثرة روايته عنه مترضيا مترحما، وفي الوسيط صرح بوثاقته، أقول: ذكره عبد النبي الجزائري في خاتمة قسم الثقاة في (الحاوي)، وقد عقدها لذكر جماعة لم يصرح بتعديلهم وانما يستفاد من قرائن اُخر، وقال بعد عدّ جملة من طرق الصدوق هو فيها ووصف العلامة اياها بالصحة وهو ظاهر في تعديله وهو الأقوى كما يظهر من قرائن الأحوال (منتهى المقال: ۶/۱۳٢).
أقول: ومنه يظهر أن الأكثر على توثيقه تبعا للعلامة وان كان ولابد فهو حسن لترضي وترحم الصدوق عليه، ولم نجد أحداً ضعفه غير السيد الخوئي تبعاً لمنهجه المتشدد في تضعيف من لم يُنص على توثيقه وعدم عدّ الترضي والترحم مدحاً له ولا قبول التوثيق لمشائخ الصدوق (ره)، فاكتفاء هذا المستشكل بقول السيد الخوئي من التدليس.
والخلاصة ان معظم العلماء على قبول روايته، مع أنه هنا لم ينفرد برواية الخطبة فهناك طرق، أخرى كما سيأتي.
ومع ذلك فلو سلمنا بضعفه فان من المستحيل اتهامه بالوضع في هذه الرواية لما ثبت بالشهادات الموثوقة من أن الخطبة كانت مروية في الكتب قبله.
لأن محمد بن علي ماجيلويه لم يرو عن أحد من الأئمة (عليهم السلام) كما ذكر الطوسي فهو لم يعاصر أحداً منهم (عليهم السلام) وقد كانت وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في سنة ٢۶۰هـ.
وقد قال ميثم البحراني: وقد وجدتها ـ أي الخطبة ـ في موضعين تاريخها قبل مولد الرضي بمدة، احدهما أنها مضمنة كتاب الانصاف لابي جعفر بن قبة تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة وكانت وفاته قبل مولد الرضي. الثاني أني وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وكان وزير المقتدر بالله وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة والذي يغلب على ظني أن تلك النسخة كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة (شرح النهج لابن ميثم ۱/۱۶۹).
ومن المعروف أن ولادة الرضي كانت في سنة (۳۵۹هـ) وولاية المقتدر كانت في سنة (٢۹۵هـ) ووفاة ابن الفرات سنة (۳۱٢هـ)، مع أن وفاة الصدوق صاحب كتاب (علل الشرايع) كانت في سنة (۳۸۱هـ) ومحمد بن علي ماجيلويه شيخه، فتكون الخطبة موجودة في الكتب قبل عصر ماجيلويه.
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي فيما حدثه شيخه مصدق بن شبيب الواسطي: قال مصدق: وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل، قال: فقلت له: أتقول أنها منحولة؟ فقال: لا والله واني لأعلم أنها كلامه كما أعلم أنك مصدق، قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون أنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى، فقال: أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب، فقد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع من هذا الكلام في خل ولا خمر، ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء واهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي (شرح نهج البلاغة ۱/٢۰۵) ).
وكما علمت أن ولادة الرضي هي في سنة (۳۵۹هـ) فقبلها بمائتي سنة يكون سنة (۱۵۹هـ) أي في عصر الإمام الكاظم (عليه السلام) وقبل عصر محمد بن علي ماجيلويه بأكثر من (۱۵۰) سنة.
فهل يبقى بعد ذلك لمدع أن يتهم ابن ماجيلويه بهذه الخطبة.
وقد رواها ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم وهو ثقة سيد من أصحابنا نص على ذلك النجاشي.
وهو رواها عن احمد بن أبي عبد الله البرقي، وقد نص النجاشي والطوسي على انه ثقة في نفسه وان روى عن الضعفاء.
وهو رواها عن أبيه محمد بن خالد البرقي الذي قال فيه النجاشي (ره) ضعيف في الحديث، ولكن الطوسي (ره) عارضه في رجاله وقال ثقة. وقد ذكر الغضائري علة تضعيف حديثه بقوله: حديثه يعرف وينكر ويروي عن الضعفاء كثيرا ويعتمد المراسيل، ومن هنا ترى الرجاليين لم يعارضوا توثيق الطوسي له بقول النجاشي لانه غير ظاهر في تضعيفه بل في تضعيف حديثه ولذا يبقى توثيق الطوسي بلا معارض.
فقد قال العلامة في الخلاصة: والاعتماد عندي على قول الشيخ أبي جعفر الطوسي من تعديله (الخلاصة:٢۳۷).
وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة: الظاهر ان قول النجاشي لا يقتضي الطعن فيه نفسه بل فيمن يروي عنه ويؤيده كلام ابن الغضائري، وحينئذ فالأرجح قبول قوله لتوثيق الشيخ له وخلوه عن المعارض.
وعلى هذا أكثر الرجاليين وهو ما بينه السيد الخوئي، ولكن دلسه هذا المستشكل، ومنه يتبين أن المعارضة المفروضة هي بين قول النجاشي والطوسي لا بين النجاشي والخوئي كما قاله هذا المستشكل، هذا ان ثبتت المعارضة، وهي لم تثبت كما بينا.
ومحمد بن خالد البرقي رواها عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب والثلاثة ثقات.
وأبان بن تغلب رواها عن عكرمة وهو ان كان ضعيفا عندنا، ولكنه روى هنا ما يخالف مذهبه فلا يعقل فيه الكذب، كيف والخطبة صريحة في ابطال أركان وأسس مذهبه، ومع ذلك فهو لا ينفرد بها فقد تابعه عليها ثلاثة كما سيأتي. فهذا الطريق معتبر عندنا أقل ما فيه انه حسن.
ثم ان الصدوق (ره) رواها بسند أخر عن عكرمة في (معاني الأخبار)، قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني (رض)، وهذا الطالقاني قد ترضى عليه الصدوق عندما روى عنه فيدخل في الحسن بل وثقه بعضهم لانه من مشايخ الصدوق، وأما عدم قبول تحسينه من قبل السيد الخوئي (ره) فهو على مبناه، ومع كل ذلك لا يحتمل منه الوضع في هذه الرواية، لما ذكرنا سابقا عند الكلام على محمد بن علي ماجيلويه من أن الخطبة قد ثبت وجودها في كتب قبل عصر شيوخ الصدوق (ره).
والطالقاني رواها عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي وهو ثقة، وهو رواها عن أحمد بن عمار بن خالد وهو مهمل، وهو رواها عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، وقد حسنه بعضهم، وهو عن عيسى بن راشد وهو ثقة، عن علي بن خزيمة وهو مهمل عن عكرمة، وهذا سند ثان عن عكرمة. وهذا الطريق وان كان ضعيفا فيه المجاهيل والمهملين ولكنه يعاضد الطريق السابق، اذ لم ينص على أحد من رجاله بالكذب الا عكرمة وقد بينا الحال فيه فيما يروي بما يعارض مذهبه." اهـ
أقول : ومر عليك أن السند بالتعويض لايوجد به ماجيلويه ورجاله ثقات عند السيد الخوئي وقد صححه فيوضع طريق الشيخ الطوسي الصحيح لجميع روايات وكتب أحمد البرقي
قال الشيخ الطوسي في الفهرست ص63:
"أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته : عدة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبوعبدالله محمد بن النعمان المفيد ، وأبوعبدالله الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قال : حدثنا مؤدبي : علي بن الحسين السعد آبادي ، وأبوالحسن القمي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله .
وأخبرنا هؤلاء الثلاثة ، عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله ابن بنت البرقي ، قال : حدثنا جدي أحمد بن محمد .
وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبدالله ، وغيرهم ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبدالله بجميع كتبه ورواياته .
وأخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، بجميع كتبه ورواياته " اهـ. قال السيد الخوئي قدس سره في المعجم ج3 ص54 (والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح ، وكذلك في المشيخة ، فإن ابن أبي جيد من مشايخ النجاشي ، وكونه في الطريق لا يضر بصحته . . اهـ
أيضآ لانجد المخالف ينقل أن رواية عكرمه مقبوله فيما يخالف مذهبه فقط يتبرمج على نقل الذم فيه من كتب الرجال وياشيعه في السند عكرمه وهو ضعيف عندكم فالسند لايصح !!!
شهره الخطبة وتعدد طرقها يجبر الضعف في السند الذي يستميت المخالفين في ترويجه
إن إفترضنا تصديقهم في هذا لايعلم هؤلاء أن الخبر الضعيف المنجبر بالشهره أصح من الصحيح الغير منجبر في مباني الشيعه فكل حيلهم فشلت:
الفوائد الحائرية - الوحيد البهبهاني - ص 487 - 488
( اتفق المتقدمون والمتأخرون من القائلين بحجية خبر الواحد على أن الخبر الضعيف المنجبر بالشهرة وأمثالها حجة، بل استنادهم إلى الضعاف أضعاف استنادهم إلى الصحاح ، بل الضعيف المنجبر صحيح عند القدماء من دون تفاوت بينه وبين الصحيح ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، إلا أن اصطلاح المتأخرين أزيد فائدة ، إذ يظهر منه ثمر قواعد : وهي أن كل خبر العدل حجة إلا أن يمنع مانع ، وخبر غير العدول بخلافه وعكسه . وخبر الموثقين عند من يقول بأنه مثل الصحاح مثل الصحاح وعند من يقول بأنه الضعاف مثل الضعاف ، وكذا الحال في الحسان. لكن كلهم اتفقوا على كون المنجبر حجة، بل معظم الفقه من الاخبار الغير الصحيحة بلا شبهة ، بل الطريقة فيه: أنه عند معارضة الضعيف المنجبر مع الصحيح الغير المنجبر يرجح ذلك الضعيف على ذلك الصحيح)
- قال الشيخ أحمد سلمان لو طبقنا ما التزم به المخالفين على الخطبة الشقشقية لحكمنا على أسانيدها في أسواء الأحوال بالحسن أو صحيح لغيره
إضافة إلى الأسانيد المتقدمة فإن هذه الخطبة قد اشتهرت بين العامة والخاصة ، وتلقاها العلماء ، بالقبول وقد قدمنا سابقاً أنّ الشهرة هي من علامات الحديث المقبول .
قال الشيخ المفيد قدس سره ( توفي ظ¤ظ،ظ£ هـ) في الجمل : فأما خطبته عليه السلام التي رواها عبدالله بن عباس فهي أشهرمن أن ندل عليها لشهرتها [ظ،ظ*] .
وأوردها الشيخ الطبرسي رحمه الله ( توفي ظ¦ظ¢ظ* هـ) في الاحتجاج الذي قال في مقدمته : لا نأتي في أكثرما نورده من الأخباربإسناده إما لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلت العقول إليه ، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف [ظ،ظ،] .
قال العلامة المجلسي قدس سره ( توفي ظ،ظ،ظ،ظ، هـ) في البحار: هذه الخطبة من مشهورات خطبه صلوات الله عليه ، روتها الخاصة والعامة في كتبهم ، وشرحوها ، وضبطوا كلماتها ، كما عرفت رواية الشيخ الجليل المفيد ، وشيخ الطائفة ، والصدوق ، ورواها السيد الرضي في (نهج البلاغة) ، والطبرسي في الاحتجاج قدس لله أرواحهم ، وروى الشيخ قطب الدين الراوندي قدس سره في شرحه على( نهج البلاغة) [ظ،ظ£] .
أضف إلى أن الخطبة كانت معروفة عند العلماء العامة ومتداولة بينهم ، يدل على هذا شهادة ابن أبي الحديد بشهرة هذه الخطبة بين علماء المعتزلة ، وتسليمهم بصحة صدورها عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال في الشرح : قال مصدق : و كان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل ، قال : فقلت له : أتقول : إنها منحولة ! فقال : لا والله وإني لأعلم أنها كلامه ، كما أعلم أنك مصدق . قال : فقلت له : إن كثيراً من الناس يقولون : إنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى .
فقال : أنّى للرضي ولغيرالرضي هذ النَّفس وهذا الأسلوب! قد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولاخمر. ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنَّفت قبل أن يُخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها ، وأعرف خطوط مَن هو مِن العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي . قلت : وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدرقبل أن يُخلق الرضي بمدة طويلة ، ووجدت أيضاً كثيراُ منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلّمي الإمامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الإنصاف) ، وكان أبو جعفرهذا من تلامذه الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمة الله تعالى موجوداً [ظ،ظ¤] .
وقد ذكرالشيخ الصدوق رضي عنه الله في (علل الشرائع) شرح أحد علماء العامة لهذه الخطبة ، فقال : سألت الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري عن تفسيرهذا الخبر، ففسره لي [ظ،ظ¥].
وهذا الرجل ترجم له الذهبي في (سيرأعلام النبلاء) ، فقال : الإمام المحدَّث الأديب العلامة ، أبو أحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، صاحب التصانيف .. قال الحافظ أبوطاهرالسلفي : كان أبو أحمد العسكري من الأئمة المذكورين بالتصرّف في انواع العلوم ، والتبحّرفي فنون الفهوم ، ومن المشهورين بجودة التأليف وحسن التصنيف ، ألف كتاب (الحكم والأمثال) ، وكتاب (التصحيف) ، وكتاب (راحة الأرواح) ، وكتاب ( الزاجروالمواعظ) ، وعاش حتى علا به السن ، واشتهرفي الآفاق ، انتهت إليه رئاسة التحدّث والإملاء للآداب والتدريس بقطرخوزستان [ظ،ظ¦] .
بل حتّى معاجم اللغة لم تخل من الإشارة إلى هذه الخطبة المباركة ، إذ أنهم تعرّضوا لها في مادة شقشق :
قال ابن الأثير: ومنه حديث علي في خطبة له : (( تلك شقشقة هدرت ، ثم قرَّت)) [ظ،ظ§] .
وقال الفيروزآبادي : والخطبة الشقشقية : العلوية ؛ لقوله لابن عباس لما قال له : لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت : يا ابن عباس ! هيهات ، تلك شقشقة هدرت ، ثم قرَّت [ظ،ظ¨] .
ومن راجع الكتب الكلامية واحتجاجات المتقدَّمين علم يقيناً أن هذه الخطبة كانت من الأمورالمسلَّمة ، بحيث لم يشك أحد في نسبتها إلى أميرالمؤمنين عليه السلام .
شهره الخطبة وتعدد طرقها يجبر الضعف في السند الذي يستميت المخالفين في ترويجه
إن إفترضنا تصديقهم في هذا لايعلم هؤلاء أن الخبر الضعيف المنجبر بالشهره أصح من الصحيح الغير منجبر في مباني الشيعه فكل حيلهم فشلت:
الفوائد الحائرية - الوحيد البهبهاني - ص 487 - 488
( اتفق المتقدمون والمتأخرون من القائلين بحجية خبر الواحد على أن الخبر الضعيف المنجبر بالشهرة وأمثالها حجة، بل استنادهم إلى الضعاف أضعاف استنادهم إلى الصحاح ، بل الضعيف المنجبر صحيح عند القدماء من دون تفاوت بينه وبين الصحيح ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، إلا أن اصطلاح المتأخرين أزيد فائدة ، إذ يظهر منه ثمر قواعد : وهي أن كل خبر العدل حجة إلا أن يمنع مانع ، وخبر غير العدول بخلافه وعكسه . وخبر الموثقين عند من يقول بأنه مثل الصحاح مثل الصحاح وعند من يقول بأنه الضعاف مثل الضعاف ، وكذا الحال في الحسان. لكن كلهم اتفقوا على كون المنجبر حجة، بل معظم الفقه من الاخبار الغير الصحيحة بلا شبهة ، بل الطريقة فيه: أنه عند معارضة الضعيف المنجبر مع الصحيح الغير المنجبر يرجح ذلك الضعيف على ذلك الصحيح)
- قال الشيخ أحمد سلمان لو طبقنا ما التزم به المخالفين على الخطبة الشقشقية لحكمنا على أسانيدها في أسواء الأحوال بالحسن أو صحيح لغيره
قال الشيخ أحمد سلمان في كتابه السابق :
لعّل السبب الأساس الذي لأجله حورب كتاب (نهج البلاغة) هو احتواءه على الخطبة الموسومة بالشقشقية ، إذ أنها تعتبرمن أكثرالنصوص صراحة في الدلالة على ظلامة أميرالمؤمنين عليه السلام ، وعلى فساد موقف المتقدّمين عليه ، ففي هذه الخطبة لخّص أميرالمؤمنين عليه السلام كل ما حصل من وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله سنة ١١ هـ ، إلى سنة ٤٠ للهجرة تقريباً عندما خطب هذه الخطبة العصماء .
ولهذا أفردنا باباً منفرداً للحديث حول هذه الخطبة دفعاً للإشكالات ، وهدماً للتشكيكات التي يلقيها الخصوم في محاولة منهم لضرب هذه الوثيقة التاريخية المهمة .
أسانيد الخطبة في كتب الخاصة :
يظن كثيرمن النّاس أن الخطبة الشقشقية من مختصات كتاب (نهج البلاغة) ، وبما أنّ الكتاب لا أسانيد فيه ، فالخطبة لا قيمة له ؛ لعدم وجود السّند ، والحال أن هذه الخطبة مروية في كتب أخرى مؤلفة قبل (نهج البلاغة) وقبل أن يولد الشريف الرضي رحمه الله ، ولها عدة أسانيد :
١ – رواها الشيخ الصدوق قدس سره ( توفي ٣٨١ هـ) في علل الشرائع : عن محمد بن علي ماجيلوية ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن أبي عمير، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال ... [١]
٢ – رواها الشيخ الصدوق أيضاً : عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى الجلودي ،قال : حدثنا أبو عبدالله أحمد بن عمار بن خالد ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثني عيسى بن راشد ، عن علي بن حذيفة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ... [٢] .
٣ – رواها الشيخ الطوسي قدس سره ( توفي ٤٦٠ هـ) في أماليه : عن الحفار،عن أبي القاسم الدعبلي عن أبيه ، عن أخي دعبل ، عن محمد بن سلامة الشامي ، عن زرارة عن أبي جعفرالباقر،عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام ... [٣] .
٤ – رواها الشيخ الطوسي أيضاً : عن الحفار، عن أبي القاسم الدعبلي ، عن أبيه عن أخي دعبل ، عن محمد بن سلامة الشامي ، عن زرارة ، عن أبي جعفرالباقر، عن ابن عباس ، قال : ... [٤] .
٥ – رواها الطبري الشيعي رحمه الله ( توفي بعد ٤١١ هـ) في نوادرالمعجزات : عن القاضي أبو الحسن علي بن القاضي الطبراني ، عن القاضي سعيد بن يونس المعروف بالقاضي الأنصاري المقدسي ، قال : حدثني المبارك بن صافي ، عن خالص بن أبي سعيد ، عن وهب الجمال ، عن عبد المنعم بن سلمة ، عن وهب الزايدي ، عن القاضي يونس بن مسيرة المالكي ، عن الشيخ المعتمرالرقي ، قال : حدثنا صحاف الموصلي ، عن الرئيس أبي محمد بن جميلة ، عن حمزة البارزي الجيلاني ، عن محمد بن ذخيرة ، عن أبي جعفرميثم التمار، قال : ... [٥].
٦ – رواها قطب الدين الرواندي رحمه الله ( توفي ٥٧٣ هـ) ، قال: أخبرني الشيخ أبو نصرالحسن بن محمد بن إبراهيم ، عن الحاجب أبي الوفا محمد بن بديع والحسين بن أحمد بن بديع والحسين بن أحمد بن عبدالرحمن ، عن الحافظ أبي بكربن مردويه الأصفهاني ، عن سليمان بن أحمد الطبراني ، عن أحمد بن علي الابار، عن إسحاق بن سعيد أبي سلمة الدمشقي ، عن خليد بن دعلج ، عن عطا بن أبي رباح ، عن ابن عباس : ... [٦] .
٧ – رواها السيد ابن طاووس قدس سره ( توفي ٦٦٤ هـ) في الطرائف ، قال : حدّثنا محمد ، قال : حدثنا حسن بن علي الزعفراني ، قال : حدثنا محمد بن زكريا القلابي ، قال : حدثنا يعقوب بن جعفربن سليمان ، عن أبيه ، عن جدّه عن ابن عباس ،قال ... [٧] .
فهذه سبعة طرق متضافرة لا تترك مجالاً للشك في صحة نسبة هذه الخطبة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ لأن الخبر إذا روي بعدة طرق مختلفة ، فإن ذلك يورث الاطمئنان بصدورهذه الخبر.
وقد التزم علماء العامّة لهذا المبنى ، وصرّحوا أن الحديث اذا تعددت طرقه ارتقى من الضعيف الى الحسن أوالصحيح لغيره بحسب اختلاف المباني والاصطلاحات :
قال الحافظ ابن حجرالعسقلاني : وفي رواية هذا الحديث من لا يعرف حاله ، إلا أن كثرة الطرق إذا اختلفت المخارج تزيد المتن قوة [٨].
وقال النووي في المجموع : وإن كانت أسانيد مفرداتها ضعيفة فمجموعها يقوي بعضه بعضا ويصيرالحديث حسنا ويحتج به [٩] . فلو طبقنا ما التزموا به على الخطبة الشقشقية لحكمنا على أسانيدها في أسواء الأحوال بالحسن أو صحيح لغيره وليس كما يشاع بين المخالفين من أن الخطبة موضوعة منحولة .
شهرة الخطبة الشقشقية :
إضافة إلى الأسانيد المتقدمة فإن هذه الخطبة قد اشتهرت بين العامة والخاصة ، وتلقاها العلماء ، بالقبول وقد قدمنا سابقاً أنّ الشهرة هي من علامات الحديث المقبول .
قال الشيخ المفيد قدس سره ( توفي ٤١٣ هـ) في الجمل : فأما خطبته عليه السلام التي رواها عبدالله بن عباس فهي أشهرمن أن ندل عليها لشهرتها [١٠] .
وأوردها الشيخ الطبرسي رحمه الله ( توفي ٦٢٠ هـ) في الاحتجاج الذي قال في مقدمته : لا نأتي في أكثرما نورده من الأخباربإسناده إما لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلت العقول إليه ، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف [١١] .
وقال الشيخ محمد طاهرالقمي (توفي ١٠٩٨ هـ) : ويدل أيضاً على ما أدّعيناه من عدم رضاء علي عليه السلام بخلافة الخلفاء الثلاثة ، خطبته الموسوعة بالشقشقية والمقمصة،وهذه مشهورة معروفة بين الخاصة والعامة [١٢] .
قال العلامة المجلسي قدس سره ( توفي ١١١١ هـ) في البحار: هذه الخطبة من مشهورات خطبه صلوات الله عليه ، روتها الخاصة والعامة في كتبهم ، وشرحوها ، وضبطوا كلماتها ، كما عرفت رواية الشيخ الجليل المفيد ، وشيخ الطائفة ، والصدوق ، ورواها السيد الرضي في (نهج البلاغة) ، والطبرسي في الاحتجاج قدس لله أرواحهم ، وروى الشيخ قطب الدين الراوندي قدس سره في شرحه على( نهج البلاغة) [١٣] .
أضف إلى أن الخطبة كانت معروفة عند العلماء العامة ومتداولة بينهم ، يدل على هذا شهادة ابن أبي الحديد بشهرة هذه الخطبة بين علماء المعتزلة ، وتسليمهم بصحة صدورها عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال في الشرح : قال مصدق : و كان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل ، قال : فقلت له : أتقول : إنها منحولة ! فقال : لا والله وإني لأعلم أنها كلامه ، كما أعلم أنك مصدق . قال : فقلت له : إن كثيراً من الناس يقولون : إنها من كلام الرضي رحمه الله تعالى .
فقال : أنّى للرضي ولغيرالرضي هذ النَّفس وهذا الأسلوب! قد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولاخمر. ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنَّفت قبل أن يُخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها ، وأعرف خطوط مَن هو مِن العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي . قلت : وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدرقبل أن يُخلق الرضي بمدة طويلة ، ووجدت أيضاً كثيراُ منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلّمي الإمامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الإنصاف) ، وكان أبو جعفرهذا من تلامذه الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمة الله تعالى موجوداً [١٤] .
وقد ذكرالشيخ الصدوق رضي عنه الله في (علل الشرائع) شرح أحد علماء العامة لهذه الخطبة ، فقال : سألت الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري عن تفسيرهذا الخبر، ففسره لي [١٥].
وهذا الرجل ترجم له الذهبي في (سيرأعلام النبلاء) ، فقال : الإمام المحدَّث الأديب العلامة ، أبو أحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، صاحب التصانيف .. قال الحافظ أبوطاهرالسلفي : كان أبو أحمد العسكري من الأئمة المذكورين بالتصرّف في انواع العلوم ، والتبحّرفي فنون الفهوم ، ومن المشهورين بجودة التأليف وحسن التصنيف ، ألف كتاب (الحكم والأمثال) ، وكتاب (التصحيف) ، وكتاب (راحة الأرواح) ، وكتاب ( الزاجروالمواعظ) ، وعاش حتى علا به السن ، واشتهرفي الآفاق ، انتهت إليه رئاسة التحدّث والإملاء للآداب والتدريس بقطرخوزستان [١٦] .
بل حتّى معاجم اللغة لم تخل من الإشارة إلى هذه الخطبة المباركة ، إذ أنهم تعرّضوا لها في مادة شقشق :
قال ابن الأثير: ومنه حديث علي في خطبة له : (( تلك شقشقة هدرت ، ثم قرَّت)) [١٧] .
وقال الفيروزآبادي : والخطبة الشقشقية : العلوية ؛ لقوله لابن عباس لما قال له : لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت : يا ابن عباس ! هيهات ، تلك شقشقة هدرت ، ثم قرَّت [١٨] .
وقال ابن منظورالأفريقي : وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ، ثم قرَّت [١٩].
ومن راجع الكتب الكلامية واحتجاجات المتقدَّمين علم يقيناً أن هذه الخطبة كانت من الأمورالمسلَّمة ، بحيث لم يشك أحد في نسبتها إلى أميرالمؤمنين عليه السلام .