|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,009
|
بمعدل : 0.29 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
كيف نتعامل مع روايات الغلو؟
بتاريخ : 07-12-2024 الساعة : 07:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتمد بعض أصحاب كلمات الغلو على روايات موجودة في مصادر غير معتبرة، وما أن تقول لهم أنّ تلك المصادر غير معتبرة إلا واتهموك أنواع التهم.
ولأجل توضيح هذا الموضوع نذكر عدة نقاط أساسية:
• النقطة الأولى: الغلاة ودس الروايات
من المعروف لدى من طالع علوم الحديث أنّ من أساليب الغلاة هو الكذب على الأئمة (عليهم السلام)، بل وتزوير كتب الشيعة المعتبرة ودس فيها روايات الكفر والغلو، والروايات بهذا الشأن كثيرة اعرض منها ما هو واضح الدلالة جدًا.
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يتحدث عن المغيرة بن سعيد - أحد أكبر أقطاب الغلاة في عصره - قائلاً: (كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه.
وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكانيدس فيها الكفرالزندقة، ويسندها إلى أبي.
ثم يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم) [اختيار معرفة الرجال ج ٢ ص ٧٥].
وهذا الخبر واضح الدلالة ويوجد غيره بالمضمون نفسه أيضًا، ثم ذكر الإمام الصادق (عليه السّلام) إنّ من السبل الناجحه في معرفة الرواية المدسوسة من غيرها ثلاثة أمور:
الأمر الأوّل: أنّ لا تكون تلك الروايات مخالفة لصريح القرآن الكريم، وهذا ما أراده الإمام الصادق (عليه السّلام) بقوله: (إن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم) [اختيار معرفة الرجال ج ٢ ص ٧٤].
الأمر الثاني]: أن تكون تلك الصفات الغالية التي تنسب إليهم لا وجود لها في كلماتهم المعتبرة والصحيحة والموثوقة، فكل ما لم يصفوا به أنفسهم بتلك الروايات المعتبرة فهو مدسوس.
الأمر الثالث]: أن تكون تلك الصفات ترفعهم عن مقام العبودية لله تعالى، فكل رواية من هذا النوع فهي مرفوضة وغير مقبولة.
وقد أشار الإمام الصادق (عليه السّلام) لهذين الأمرين بقوله: (لعن الله المغيرة بن سعيد إنه كان يكذب على أبي، فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا]، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا) [اختيار معرفة الرجال ج ٢ ص ٧٣].
• النقطة الثانية: ملاحظة وثوق الروايات
فاتضح بعد ذلك أنّ روايات (الغلو) لما كانت من مضان الكذب على المعصومين (عليهم السلام) فلا ينبغي التسليم بها، بل ينبغي البحث في أسانيدها وعرضها على القرآن الكريم لمعرفة فسادها.
ولأجل محاربة القرآن الكريم الذي يظهر بطلان عقائد الغلاة اختلق كثير من الغلاة روايات تقول بتحريف القرآن الكريم لأجل أن لا يكون ضابطة في رد كثير من تلك الروايات المكذوبة والموضوعة.
وهذا الأمر واضح لمن تتبع بعض أسانيد روايات تحريف القرآن الكريم في كتب الشيعة كما فعل (المنخّل بن جميل الأسدي) الذي ورد من ضمن رواياته: (ما يستطيع أحد أن يدعي أنّ عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء) [الكافي ج ١ ص ٢٢٨].
وجاء في كتب الرجال في شأنّه: كما عن الكشي: (هو لا شيء متهم بالغلو، وقال ابن الغضائري: (ضعيف، [في مذهبه غلو]) [انظر: معجم رجال الحديث ج ١٩ ص ٣٥٧]، فما يروجه اليوم دعاة الغلو من تحريف القرآن الكريم فهو للسبب نفسه.
• النقطة الثالثة: أعداء المذهب وروايات الغلو
شيع بعضهم كـ(ياسر الحبيب) وغيره أنّ الروايات التي تحوي مضامين الغلو إذا نقلت عن العامة فهي مقبولة لأنّهم يروون أمورًا على خلاف مصلحتهم.
ولكن يظهر من بعض الروايات أنّ هناك حركة سياسية عند المخالفين وهو ترتكز على إشاعة الغلو بين الشيعة من أجل تكفيرهم واستأصالهم، روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: (إنّ مخالفينا وضعوا أخبارًا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو… فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا) [عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٧٢].
: الشيخ مصطفى محمد جاسم
|
|
|
|
|