اسرع عملية لتدمير أي مجتمع تكون بتشويه سيرة قادته الصالحين , فتشويه السيرة امضى من الاغتيال , فبالاغتيال تبقى سيرة القائد الصالح فيقلدها الناس . بينما تشويه سيرته تحطم مكانته تماما , وبذلك يتمكن الاشرار من محو أثره وتأثيره على البشر! لذلك تشويه الانبياء هو سلاح الشيطان وحزبه دائما . في توراة عزرا الكاهن اليهودي وهي التوراة التي بين ايدينا اليوم , رسم عزرا وباقي الكهنة صورة الانبياء بريشة مشوهة عمدا , فجعلوا الانبياء يكذبون ويرتكبون المحارم ويسفكون الدماء فتحطمت مكانتهم كقدوة للناس. فالتوراة تذكر أن النبي داوود ع زنى بزوجة جاره وهو قائده العسكري ثم يأمر بوضعه في وجه الحرب للتخلص منه قتلا, ويتحقق ذلك فينال داوود زوجة القائد المقتول, والنبي لوط ع يشرب الخمر ثم يواقع أبنتيه وينجب منهما نسلا وقبائل , والامثال كثيرة في التوراة . انتقلت هذه الصيغة التشويهية الى الاسلام وبتخطيط يهودي بالتعاون مع اتباع السقيفة وانصارها المسلمين, فيروي البخاري روايات عن عائشة وابوهريرة وغيرهم بأن السحرة سحروا النبي الكريم صلوات الله عليه وآله حتى كان يُخيل له انه يفعل الشئ وهو لم يفعله , وحققوا بأحاديثهم هذه ما كانت قريش المشركة تقوله دائما بأن النبي ساحر وشاعر كذاب ..الخ وروت سيرة النبي المشوهة كذلك أنه صلوات الله عليه كان ينسى القرآن ويخطأ في احكامه ويواقع نساءه في غير طهور ويشتهي زوجة غيره ,ويأكل من ذبائح الاصنام ويشرب النبيذ..الخ وغير ذلك كثير يجده الطالب في كتب الحديث عند المسلمين, تلك التي شوهت سيرة النبوة وخلقت تبريرا للحكام من بعده لان يفعلوا الافاعيل والمحرمات ثم يتذرعوا بأن النبي ص نفسه قد فعل ذلك وبذلك ينجون من اللوم! الغاية من كل ذلك هي تشويه سيرة القدوة وتحطيمها, تماما كما فعل اليهود في توراتهم ! أضاف المسلمون لتشويه سيرة الصالحين تحطيما آخر وهو طمس آثارهم ,فمنع الخلفاء كتابة الحديث النبوي بغاية طمس تراث النبوة ونجحوا في ذلك الى حد بعيد , وكذلك منعوا بناء مراقد وابنية لقبور الانبياء والصالحين وإذا كانت هناك ابنية ومراقد قد بُنيت من قبل فأنهم (المسلمون) هدموها كما فعلوا في البقيع والمدينة,وتذرعوا بأن هدم القبور افضل للمسلمين حفاظا عليهم من احتمال عبادة الناس للانبياء أوتقديس مراقدهم , والحقيقة غير ذلك فهدم القبور والمراقد هو جانب آخر من تشويه سيرة الانبياء والصالحين ومحو آثارهم كي تضمحل صورة الصالحين وسيرتهم وتختفي آثارهم فيبقى الناس في ضيعة بلا قائد ولا قدوة صالحة يقتدون بها فيتمكن الشيطان وحزبه من السيطرة على البشر.لقد تمكن حزب الشيطان وفقه السقيفة المزور للدين من زرع تشويه الانبياء في عقول المسلمين وبرروه بصيغ دينية جعلت كثيرا من المسلمين يتحمسون لهذا التشويه ويحسبون انه من الدين فتراهم بحماسة يفجرون اجسادهم ويقتلون عشرات من الناس في مراقد الصالحين, وينبشون قبورهم ويقولون انهم يحسنون صنعا ,بينما هم في الحقيقة ينفذون ما يأمر به أبليس من تشويه سيرة الصالحين وتحطيم القدوة البشرية