كيف أخزى الله خطيب الحرم المكي وفضح أسياده المنافقين؟
بتاريخ : 02-09-2007 الساعة : 10:55 AM
تابع الملايين من المسلمين في شتى أصقاع المعمورة وعلى شاشات التلفزة يوم الجمعة المصادف 24\8 حدثا فريدا قد يندر حدوثه في أيامنا هذه. وقبل الاستفاضة في وصف وشرح ما حدث ودلالاته، لابد من الإشارة إلى أمرين مهمين يكاد الجميع يتفق عليهما، الأمر الأول هو إن جميع خطباء الجمعة في معظم الدول العربية هم موظفون لدى الدولة ويستلمون رواتبهم منها،وان جميع خطب الجمعة ومضامينها يتم تعميمها على الخطباء من قبل الحكومات،ولا أظنني احتاج إلى دليل للتأكيد على أهمية خطبة الجمعة في الحرم المكي الذي يُعدّ من أقدس الأماكن عندنا نحن معاشر المسلمين،ومما هو مؤكّد أيضا إن خطبة الجمعة في هذا المكان المقدس تأتي مطابقة لما يريد سلاطين آل سعود طرحه باعتبارهم أصحاب السلطة.
والأمر الثاني هو إن استغلال قدسية الشعائر والمراسيم الدينية كشعيرة صلاة الجمعة أو استغلال حرمة وقدسية الأماكن المقدسة وتوظيفها للمصلحة السياسية يعتبر أمرا مرفوضا ومستهجنا من قبل جميع المسلمين.وتفصيلا لما جرى وضمن مراسم صلاة وخطبتي الجمعة في الحرم المكي والذي حاول فيها الخطيب (صالح آل طالب) أن يستغلها أوسخ استغلال لبث سمومه الطائفية والتنفيس عن حقده وحقد أسياده من آل سعود تجاه الملايين من المسلمين،لكن إرادة الله كانت له بالمرصاد تحقيقا لقوله تعالى(إنّهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا).
فقد ابتدأ هذا الخطيب خطبته بمحاولة بائسة لتزوير التاريخ وقلب حقائقه،فالصحابة أبدا لم يختلفوا فيما بينهم، وأم المؤمنين عائشة لم تقد تمردا ضد الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب(ع)،بل كانت معركة الجمل مجرد مناورات عسكرية بين جيوش المسلمين !! وأما معاوية فأبدا لم يكن يكره علي(ع) أو يناصبه العداء بل لم تكن حرب صفين التي سالت فيها الدماء انهارا إلا مجرد تدريبات روتينية بين جيش علي(ع) وجيش معاوية !!
ومن الأكاذيب التي أوردها في خطبته الفضيحة..إن أهل البيت رضوان الله عليهم أبدا لم يعانوا من الظلم بل كان خلفاء المسلمين يعاملوهم أرقى معاملة ،حتى إن خلفاء بني أمية ولشدة حبهم للحسين(ع) وال البيت رفعوا رأسه الشريف ورؤوس أهل بيته على الرماح!
وأما ينقله التاريخ عن مظلومية أهل البيت فهي مجرد إشاعات مغرضة بثتها المخابرات المجوسية أوالصفوية!ولم يشأ الخطيب أن يفوّت فرصة وقوفه بجنب بيت الله الحرام بل أستغل ذلك بكيل التهم والافتراءات الظالمة ضد أتباع أهل البيت،بدأً ً بتكفيرهم عندما وصفهم بأنهم (أنشأوا دينا خاصا بهم)،و استمرارا بالكذب والبهتان على علمائهم الذين وصفهم بأنهم (يستبيحون أعراض وأموال الناس)، وكأن علماء الشيعة هم من أحلّ زواج المسياروالمصياف والمسفار وزواج فرند ! أو أنهم هم الذين تشهد لهم صالات القمار والمومسات في (لاس فيجاس) و(مونتي كارلو) وليس أولياء نعمة هذا الدعي.
وأيضا مما ورد في خطبته التي فاحت منها روائح العنصرية والطائفية والكراهية النتنة، استنكاره على الشيعة حبهم وموالاتهم لآل البيت بحجة (مبالغتهم) في ذلك! وكيف لهذا الجلف ونظرائه من الأعراب أن يفهموا معنى المودة والحب والذي ما عرف يوما طريقه إلى قلوبهم القاسية،وهذا يذكرني بموقف لأحد أجداد هؤلاء الأعراب مع النبي(ص) إذ أستنكر ذلك الأعرابي على النبي تقبيله للحسن والحسين(ع) قائلا للنبي(ص):إن له عشرا من الأولاد لم يقبّل احدهم قط!فأجابه النبي صلوات الله عليه:وماذا أفعل لك وقد نُزعت الرحمة والمودة من قلبك!
إن هذا الشيخ وأقرانه لا يعرفون إلا لغة الطاعة العمياء المصحوبة بضرب الكرابيج،وبالطريقة التي وصفها أبلغ العرب –حسب مقياس معاوية-عندما قام هذا الخطيب في حفل تتويج يزيد بن معاوية وليا للعهد،قام هذا الخطيب معلنا للناس بيانا بليغا مقتضبا مفاده...إن الأمير هذا-وأشار إلى معاوية –وان مات فهذا وأشار ليزيد ومن أبى فله هذا وأشار إلى سيفه،وبذلك ابتدأ معاوية في الإسلام سُنّة توريث الحكم وما أسوئها من سُنّة!
وعودا إلى الخطبة الفضيحة،حيث لم ينس الخطيب أن يمرّ على-الحدوتة إياها-والتي أصبحت مكررة ومملة وهي حدوتة إن الملايين من أتباع آل البيت هم فرس مجوس سواء أكانوا لبنانين أو مصرين أو حتى إيطاليين ! من دون أن يخبرنا عن السبب في عدم أطلاق صفة المجوس على الفرس ممن يتبعون المذهب السني!
ومن المفتريات الجديدة التي احتوتها خطبته وبعد أن تحوّل إلى خبير بالأنساب.. إعلانه وبكل وقاحة إن كل من ينحدر من ذرية آل البيت ممن يُطلق عليهم لقب الأشراف هو كاذب ومدعي للنسب ما لم يكن من السُنّة،وهو بذلك يخترع مقياسا عنصريا وطائفيا جديدا في علم الأنساب !
ومع استمرار هذا الخطيب الكاذب بسرد الأباطيل والتهم الجائرة في خطبته المقززة تلك،والتي من الواضح أنها موجهة إلى السذّج من الناس، إذ إن أي إنسان محدود الثقافة يستطيع أن يتبيّن حجم الكذب والتلفيق التي احتوتهلكن شاءت إرادة الباري أن تفضح هذا المتمادي بالكذب في أقدس البقاع
ففي أثناء استمراره بالخطبة أخذ الشيخ بالتلعثم والتلجلج والارتباك حتى غدى كأنه على شفى الانهيار،فلم يستطع إكمال الخطبة ولا الاستمرار بالوقوف فأضّطر إلى قطع الخطبة والجلوس،وقد بدى الارتباك عليه وعلى جلاوزة آل سعود ممن تصدروا الصف الأول .
وبعدها استجمع هذا المدعي المفضوح قواه وأصرّ على الاستمرار بعدوانه وبهتانه محاولا قراءة الخطبة الثانية،ولكن كان وعد الله مفعولا (وإن عادوا عدنا) فأخرسه الله وأخزاه وأضطرّ لقطع الخطبة الثانية.وقد أثارت هذه الحادثة النادرة الضجّة والكثير من اللغط والجدل،مما دفع بوسائل الإعلام السعودية كجريدة الوطن وقناة العربية إلى محاولة ستر الفضيحة والتغطية عليها وإظهار الأمر وكأن وعكة صحية مفاجئة ألمّت بخطيب الحرم المكي.
وهنا يبرز وبكل وضوح الدور المنافق لأولياء نعمة هذا الشيخ المفضوح والذي أوعزوا له بهذه الخطبة،إذ إنهم مابرحوا يتشدقون علينا بحرصهم على وحدة الصف الإسلامي وفي الوقت نفسه يدفعون وعّاظهم إلى تكفير الملايين من المسلمين بلا أدنى وازع من مخافة الله،ولا حتى أدنى احترام لمقرراتهم التي قرّروها في مؤتمر القمة الإسلامية المنعقد في مكة والتي تقرر فيه اعتبار المسلم هو من ينتمي إلى احد المذاهب الإسلامية الثمانية والتي أحدها المذهب الشيعي.
إن هذه الحادثة لتعتبر حكمةً ربانية بالغة ودرسا لكل من يريد استغلال حرمة البيت الحرام لبث سمومه الطائفية وإشاعة الكراهية ين المسلمين خدمة ًلأجندته المريبة وأغراضه الدنيئة.
إن استغلال قدسية الشعائر والمراسيم الدينية كشعيرة صلاة الجمعة أو استغلال حرمة وقدسية الأماكن المقدسة وتوظيفها للمصلحة السياسية يعتبر أمرا مرفوضا ومستهجنا من قبل جميع المسلمين