|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.74 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
ابتسم.. فاليوم عيد...
بتاريخ : 12-10-2007 الساعة : 10:00 AM
إن العيد مظهر من مظاهر الدين الإسلامي الحنيف، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعان جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها، فالعيد في معناه الديني شكر لله تعالى على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تعتلج في سرائره رضا واطمئناناً،وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة الله ورحمة وعدالة من وحي السماء، عنوانها: الزكاة والإحسان، والتوسعة. يتجلى العيد على الغني المترف فينسى تعلقه بالمال، وينزل من عليائه متواضعاً للحق وللخلق، ويذكر أن كل من حوله إخوانه وأعوانه، فيمحو إساءة عام بإحسان يوم. ويتجلى العيد على الفقير المترب فيطرح همومه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامه وينسى مكاره العام ومتاعبه، وتمحو بشاشة العيد آثار الحقد والتبرم من نفسه. والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس، وتسكن إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح له الملهيات، وتتنبه له الشهوات، والعيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم، واطراح الكلف، واستجمام القوة الجاهدة في الحياة. والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب،ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها، فتجتمع بعد افتراق، وتصفو بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض.
|
|
|
|
|