استنفار لبناني وأممي عشية مناورات صهيونية
جنود صهاينة يقومون بتدريبات على الحدود مع لبنان - أرشيف
أعلن الجيش اللبناني والقوات الدولية "اليونيفيل" المنتشرة في جنوب لبنان عن تكثيف نشاطهما دون الإعلان عن حالة الطوارئ، استعداداً لاي طارئ قد ينتج عن المناورات التي يعتزم الاحتلال الصهيوني إجراءها الأحد تشارك فيها جميع الأجهزة العسكرية والأمنية إضافة إلى قطاعات واسعة من الصهاينة وتستمر 5 أيام.
وقال الجيش اللبناني: إنه على يقظة تامة تجاه المناورة التي ستكون قريبة من الحدود الشمالية لإسرائيل المتاخمة لجنوب لبنان. بينما أعلنت قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) في لبنان تكثيف نشاطها جنوب البلاد وبالأخص على الحدود من دون إعلان حالة الطوارئ، وقالت: إنها ستزيد عدد دورياتها العسكرية.
وصرح أوفير غندلمان نائب مديرة دائرة الإعلام العربية في وزارة الخارجية الصهيونية بأن المخاوف اللبنانية إزاء التدريبات الإسرائيلة المعتزم إجراؤها الأحد ليست في مكانها، مشيرا إلى أن هدف هذه التدريبات هو تهيئة الجبهة الداخلية ضد أي طارىء، مؤكداً أن مناورة اليوم هي مدنية وليست عسكرية.
وكان الجيش الصهيوني قد أعلن عن إجرائه تدريبات دفاعية واسعة تتضمن عمليات قصف وهجمات بالصواريخ واستخدام الأسلحة الكيميائية والجرثومية اعتبارا من الأحد.
وتشمل إطلاق صفارات الإنذار ولجوء تلامذة المدارس إلى ملاجئ لحماية أنفسهم من هجمات بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية، بحسب بيان عسكري.
وستوضح أجهزة الدفاع المدني أيضا عبر أشرطة فيديو متلفزة للمرة الأولى كيفية التصرف خلال هجوم.
وستكون المستشفيات وخدمات الطوارئ والبلديات والوزارات في حالة استنفار عام لهذه التدريبات التي تأتي في إطار التوتر القائم بين إسرائيل وسوريا.
وأعلن الجيش الصهيوني ان هذه التدريبات متوقعة منذ فترة وليست مرتبطة بأي حدث في الوقت الراهن.
وأفادت وسائل الإعلام الصهيونية أن أهم تمرين على الدفاع المدني في تاريخ الاحتلال الصهيوني سيبدأ الأحد. ويكمن الهدف الرسمي للعملية في تجربة آليات الإسعافات والمنشات التي يفترض أن تؤمن حماية المدنيين، والإجراءات التي تسمح بتشغيل الإدارات والوزارات في حال هجمات بالصواريخ التقليدية أو الكيميائية.
* تكثيف النشاطات
من جهته أعلن الناطق باسم اليونيفيل أن القوة ستكثف نشاطاتها في جنوب البلاد وعلى الأخص على الحدود، من دون إعلان حال الطوارئ.
وأفاد سكان في قرى حدودية مثل الوزاني أن الجيش طلب منهم عدم الاقتراب من السياج الشائك الفاصل حفاظا على سلامتهم في هذه الفترة، كما عمل على إقفال بعض الطرقات المؤدية إلى السياج بالسواتر الترابية، وإنشاء أبراج مراقبة لرصد أي تحركات غير عادية.
* السنيورة يحذر من استغلال صهيوني للمناورات
وحذر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الجمعة من خطر استغلال الاحتلال الصهيوني هذه المناورات ذريعة إضافية لتخرق الأجواء اللبنانية أو لتقوم بأي عمل من شأنه زيادة حدة التوتر على حدود لبنان الجنوبية على حد تعبيره.
* استنفار في صفوف حزب الله
وقالت مصادر في اليونيفيل: "إنه تم رصد حركة استنفار في صفوف حزب الله جنوب نهر الليطاني وشماله، كما في صفوف الجيش اللبناني، وتمت مراجعة الطرفين، وكان الجواب أن الاستنفار القائم هو عبارة عن إجراء روتيني اعتيادي ربطًا بالمناورة الإسرائيلية لا أكثر ولا أقل.
وأكدت مصادر عسكرية لبنانية بارزة أن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حال استنفار قصوى، اعتبارًا من اليوم وحتى انتهاء المناورة الصهيونية، وأعطى سليمان أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق صهيوني لـ"الخـط الأزرق" وأي اســتهداف للمدنيين.
وأكد مسئول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق أن القيادة العسكرية للحزب تراقب جيدًا المناورات الصهيونية، واعتبر أن الجيش الصهيوني يحاول من خلال المناورة العسكرية الكبرى أن يرمم الثقة التي فقدها في هزيمة يوليو 2006، ويستعيد المعنويات وثقة الشعب الصهيوني به.
* رائحة الحرب
وكانت صحيفة تشرين الحكومية السورية أشارت السبت إلى أن تصريحات المسئولين الإسرائيليين "تفوح منها رائحة الحرب"، مؤكدة أنه لو كان الاحتلال الصهيوني جاد في سعيه إلى السلام لقبل المبادرة العربية التي تشكل "تنازلاً عربيًا كبيرًا" للدولة العبرية.
وقالت الصحيفة: "إن "المسئولين الإسرائيليين يخرجون بتصريحات تفوح منها رائحة البارود وتحفل بألفاظ وعبارات تدور جميعها حول كلمة واحدة (هي) "الحرب"؛ لأن الفكر الصهيوني هو النقيض الكامل للسلام".