[طيار]

في يوم عاشوراء من كل سنة تستيقظ الإنسانية من رقادها العميق وتقف في محاريب الضّمائر ناظرة بعيون مغلّفة بالدموع نحو كربلاء .....وعندما تغيب الشّمس عن مآتي النهار تعود الانسانية فتركع مترجية على أبواب الحكومات وتمد يد الذّل على أعتاب السّفارات .
أما الشباب والفتيات الرّاكضون مع تيار الأيام الى حيث لايدرون فيقفون اليوم هنيهة ويلتفتون الى الوراء ليروا الحوراء الإنسية تغسل بدموعها قطرات الدّم عن وجنتي أخيها المظلوم ....ولكن عندما تملّ عيونهم النّظر يتحوّلون مسرعين ضاحكين .
يحق للإنسانية أن تبكي على أبطال الأجيال ....ويحق لها أيضا أن تفرح بمجدهم وعظمتهم .
الإنسانية طفلة صغيرة تقف متأوهة بجانب الحسين الشّهيد ولكنها تخشى الوقوف بوجه العاصفة الهوجاء .
وكلّ ماتفعله لتكريمه هو البكاء والرّثاء والنّدب لأنها تراه مولودا كالفقراء عائشا كالمساكين مذبوحا كالضّعفاء .
منذ ثلاث عشرة جيلا والشيعة يقدّسون الضّعف في شخص أبي عبد الله , وهو كان قويّا ولكنهم لايعرفون معنى القوّة الحقيقية .
لم يكن الحسين طائرا مكسور الجناحين بل كان عاصفة هائلة تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المعوجّة .............. لم يخرج الحسين من أحضان جدّه رسول الله ليجعل الألم رمزا للحياة ..بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحقّ والحرية .
ولم يعش مسكينا ولم يمت شاكيا بل عاش ثائرا صلبا ومات جبّارا شهيدا .
نزل من دائرة النّور الأعلى ليبث في فضاء العالم روحا جديدة قوية تقوّض قوائم العروش المرفوعة على الجماجم وتهدم القصور المتعالية على أجساد الضّعفاء ....تسمع الشرّ متكلما فتخرسه وترى الرّياء فتصرعه .
هذا ماصنعه إمامنا المظلوم وهذه هي المبادئ اللتي ذبح لأجلها مختارا , ولو عقل المؤمنون لوقفوا باعتزاز بالغلبة والنّصر .... وتبقى الدّمعة أثرا للخسارة الوجدانية .
وأنت أيها الجبّار الذّبيح يامن تدمع لذكرك العيون ..وتدمى لمصابك القلوب ,وأنت على الرّمل المعطّر بدمك أكثر مهابة وجلالا من ممالك الأرض وملوكها , بل وأنت بين النّزع والموت أشد هولا وبطشا من جيوش العالم بأسره .
أنت بحزنك أشد فرحا من الرّبيع بوروده ,وأنت بأوجاعك أهدأ بلا من ملائكة السّماء , وأنت بين الجلاّدين أشد حرّية من نور الشّمس .
إنّ حبات الغبار على رأسك هي أجلّ وأجمل من عروش النّور عندما تهوي على قمم الجبال , وثغرك المقروع أشدّ جملا من حبّات الطّلّ على جلّنار , وقطرات الدّم على شيبك الخضيب أسنى لمعانا من نجوم السّماء , فسامحنا نحن الضّعفاء لأنّنا لانعرف كيف نبكي أنفسنا ..وادع الله أن يغفر لنا لأنّنا لم نعلم أنّك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور .
وسامح الجاهل الّلذي لم يستطع أن يفيك حقّك ...ليت شعري هل أستطيع أن أفي جزءا صغيرا من حقّك بكلمات...؟
إنّ العاطفة اللتي تجعلك - يا أخي الشيعي - تذرف دمعة على من قدّم حياته راضيا لأجلنا هي اللتي تجعلك حريّا بنور النّهار وهدوء الليل وتصل مافيك من البشرية بما هو فوق البشريّة .



والتّــــــــحية
طيّــــــــــار

[ميثية]

هي يعطيك العافيه اخوي

[طيار]

الله يعافيكي أخت ميثية وشكرا على المرور اللطيف

[خادمة الشيخ المهاجر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أولا أشكرك على هذا الموضوع المتميز ذو القريحة التي أنْت بشجو عاشق متنهد نحو كربلاء كما هي دائما القلوب تهفو مرفرة لا تملك إلا سلامـا ودمعة تحاكي البعد الأليم ولسان يدعو الإله بإن نكنون من المقبلين المعانقين لقبلة العـاشقين الوالهين إلى حسين أميري ونعم الأمير ودائما يطول حديث العـاشقين عن عشقهم فمهما تكلمت أخي الفاضل ومهما نسجت من خيوط عشقي للحسين الكلام أبقى في شوق إلى ملامسة قلمي الذي يتحدث عن مشاعري المكبوته قبل أن أكتب هذا الحديث رأيت تلك القبة التي رمقتها بعيني منذ الطفولة وأشتاقت إليها روحي وراحتي وأتمنى أن تكون مسكني في يوم وفاتي وضيق حيلتي من أين لي الخير يارب ولا يوجد إلا من عنــدك فأقسم عليك بالحُسين أن تكتب للؤمنين ذلك القرب المقدس
أخي الطيــار سؤالكم دائما يوراود خيالي وترتفع له زفراتي لأني في كل يوم وفقة مع كربلاء الحسين ( كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ) ومن المؤكد أننا لسنا فقط الشيعة الذي تعلمنـا من الحسين بل كل الأحرار في العـالم إلى أصحــاب الكلمة الحرة وأرباب الفكر ولا ننسى المواقف التي مر بها المسيح الذي أبقى الحسين بين يديه
لابد أن نتعلم من عاشوراء لأن بها أمتزجت دمـاء الشهادة والتضحية وأعتقد أن كـان للبنانيون والعـراقيون والمجاهدون الأبطــال وأنتم منهم أخي الطيـار مددا من سيدي الحسين عليه السلام
بل أن كربلاء ضجت بمعاني التربية في كل موقف وقفه الحسين عليه السلام على تلك الـديــار بل وكيف يدلي بالنصح على من ظلموه ويقول مخاطبـا آل سفيان " ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وخفتم لا تهابون الميعاد كونوا أحرارا في دنيــاكم " وهذه لا يقولها إلا الحسين لأنه رمز الكرامة وأبا الأحـرار
كيف ينحني الحُسين للأخوة التي قتلت في كربلاء كيف يحفظ الصلاة بين دفات الحرب الطاحنة ولا يبالي يقف كالجبل المنتصب الذي لا تحركه الرياح ولا العواصف
بل يجب أن نتأمل لحظات الدعاء في عاشوراء وأستجابتها وختامــا إن لم نكن نتعلم من الحسين في عـاشوراء لم نوفي أجر رسالة رسول الإسلام لأن الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء
بارك الله بكم أخي الطيــار وأشكر قلمك المتميز الذي حاكى ما تخبأه الخــادمة في مكنونة أفكـارها ومشاعرهـا ، وعلني أستطيع الكتابة أكثر لكتبت لكن جف الحبر من قلمي كما تلاحظون وأسأل الله لكم الخير والعافية
وفقتم إلى كل الخير ببركة الحسين الشهيد

ودمتم برعاية بقية الله الأعظم

[عشق فاطمي]

تقف الكلمات فلا نستطيع ان نكتب شي بعد ابداعك اخي الكريم

احسنت
بارك الله فيك
موفق

[طيار]

اقتباس :

بارك الله بكم أخي الطيــار وأشكر قلمك المتميز الذي حاكى ما تخبأه الخــادمة في مكنونة أفكـارها ومشاعرهـا ، وعلني أستطيع الكتابة أكثر لكتبت لكن جف الحبر من قلمي كما تلاحظون وأسأل الله لكم الخير والعافية

أنا ممتن كثيرا أختي خادمة الشيخ المهاجر حفظه الله على كلماتك الرّائعة اللتي تصدر منك بلا تكلّف أعجز والله عن الرّد بالمثل
ولكن لاتحرمينا من وجودك الجميل في منتديات أن شيعي لأني افتقدتك الفترة الماضية
ألف شكر لك مرّة ثانية وحشرك الله وأيانا مع أنصار أبي عبد الله صلوات الله عليه

[طيار]

اقتباس :

تقف الكلمات فلا نستطيع ان نكتب شي بعد ابداعك اخي الكريم احسنت بارك الله فيك موفق

أهلا بك أختي العشق الفاطمي
كيف الأحوال ؟
شكرا لك على الكلمات الجميلة

[طيار]

اللهم صل على محمد وآله